4 الفصل

براككك!!!

"آهههه!!!" صرخ جوردي آدمز وهو يكنس كل شيء على مكتبه بيده حتى تسقط على الأرض.

فجأةً، واجهت شركته مشكلة خطيرة جدًّا. بدأت أمور المالية تترنح بسبب إنفاقهم الباهظ، من تكاليف ابنتهم ديورا آدمز، وحتى نمط حياتهم البذخي الذي عاشوه حتى الآن.

"كيف حدث هذا؟!" سأل جوردي مساعده الشخصي برام.

صمت برام وانحنى برأسه لأنه لا يمكنه القول إن ما حدث هو بسبب زوجة رئيسه التي كانت تطلب الأموال من الشركة دون التفكير في مصالح الشركة. حتى هددت بفصل الجميع إذا لم يعطوها ما تريد.

وأخيرًا بمشاعر غضب، عاد جوردي إلى منزله. ألقى بنفسه على الأريكة وتنهد تنهيدة قوية. واصل الشتائم حتى اقتربت زوجته ديفي آدمز منه.

"ما بك؟ لماذا كل هذا الغضب؟" سألت ديفي.

"كيف لا أغضب؟ الشركة التي بنيتها بيدي قد تفلت مني! ستُدمر شركتي. حتى أنني لا أستطيع دفع أجور العمال"، أجاب جوردي.

تنهدت ديفي بغضب ثم بدأت تتمتم قائلة، "كل هذا بالتأكيد بسبب تلك الفتاة النحس! هي مثل أمها التي فقط جلبت المشاكل لعائلتنا."

أخذ جوردي نفسًا عميقًا ثانيًا. جيسيكا هي ابنته من امرأة التقى بها بالصدفة في مقهى. كانت المرأة جميلة وبسيطة بحيث لم يستطع جوردي، الذي كان يتشاجر مع زوجته، أن يحتوي شوقه ورغبته تجاه تلك المرأة.

تلك الليلة أدت إلى ولادة جيسيكا آدمز. عادت المرأة بعد تسعة أشهر تقريبًا بطفلة في يديها. طلبت من جوردي تحمل مسؤولية ابنتهما. في البداية رفض جوردي لأن ذلك سيدمر بالتأكيد حياته الزوجية مع ديفي، ولكن تركت المرأة الطفلة هكذا ومن ثم عُلم بأن المرأة توفيت بسبب مشاكل في الحمل.

عندما عرفت ديفي أن زوجها قد أقام علاقة خارجية وأنتج منها طفلة، غضبت غضبًا شديدًا. حتى هددت بالانفصال عن جوردي وأخذ أصولها التي استخدمها جوردي لبناء شركته.

في النهاية، طلب جوردي من امرأة أن ترعى جيسيكا في جناح خلف دارهم. وحتى الآن، لا زالت جيسيكا تعيش في الجناح الخلفي وتساعد في أعمال الخدم. على الأقل وفر لها جوردي التعليم، وإن كان في مكان بعيد جدًا عن ديورا.

"لا أريد أن أعيش فقيرة!" صرخت ديفي. لقد تعودت على الحياة المريحة منذ زمن بعيد. لا تريد أن يتعطل أسلوب حياتها الاجتماعي.

"أعرف. أنا أفكر أيضًا كيف أستطيع جعل الشركة تتحسن مجددًا"، تمتم جوردي وأمسك هاتفه. بدأ يكتب شيئًا فيه.

لم يكن جوردي قد أنهى عمله بعد، حينما ظهر بعض من رجال الشرطة عند منزله.

"عذرًا يا سيد جوردي. نحن من قوات الشرطة، نريد طلب بعض التوضيحات منك حول مشروع 'أفضل فندق'"، قال أحد الضباط.

"ما هذا بعد؟" أظهر جوردي انزعاجه وهو يتنهد بعمق.

دعي أحد ضباط الشرطة إلى الجلوس. مشروع 'أفضل فندق' كان مشروع تعاون بين شركة آدمز وبعض الشركات الأخرى. قاموا بالاستثمار بمبالغ كبيرة فيه، لكن الآن المشروع متوقف بسبب اختفاء الأموال التي تم تجهيزها.

"لا يمكنكم أخذي هكذا دون إعلام. سأتصل بمحاميّ أولًا"، قال جوردي المتفاجئ بمحاولة أخذه إلى مركز الشرطة.

"ما الذي تفعلونه أيها الضباط؟!" ديفي أيضًا لم توافق على أخذ زوجها هكذا. إذا وقع زوجها في مشكلة قانونية، ستشعر بالخجل الشديد أمام صديقاتها من الطبقة الاجتماعية العالية. وماذا عساها أن تعيش عليه إذا لم تكن هناك واردات مالية.

"لقد جئنا بأمر اعتقال يا سيد. يمكنك الاتصال بمحاميك لاحقًا في مركز الشرطة"، قال الضابط، ممسكًا بورقة بها أمر الاعتقال الرسمي للسيد جوردي آدمز.

ما عاد بإمكان جوردي فعل شيء، فقد اصطحبه رجال الشرطة معهم. جيسيكا التي كانت قد انتهت لتوها من تنظيف الحديقة الخلفية، مشت إلى الأمام لتنظف الحديقة الأمامية كما أمرتها السيدة ديفي في وقت سابق.

بغغغ

أصابت رمية مزهرية ذراع جيسيكا العليا. أحست بألم خفيف بسبب قوة الرمية.

"كل هذا بسببك! يا مولودة الشؤم!!!" صرخت ديفي.

جيسيكا التي لم تكن تعرف شيئًا عن ما تقوله السيدة ديفي، فقط تابعت خطاها إلى الحديقة الأمامية ونظفتها.

اتصلت ديفي بمحامي العائلة. طلبت منه الاعتناء بجوردي في مركز الشرطة، بينما قررت البقاء في المنزل. لم ترغب بالظهور وهي تدخل وتخرج من مركز الشرطة والتي قد يؤثر ذلك سلبًا على صورتها.

ديورا التي عادت للتو من وكالة التمثيل الخاصة بها، تلاقت حاجباها ولاحظت والدتها ديفي.

"ما الأمر، يا أمي؟" سألت ديورا.

تنهدت السيدة ديفي بحدة ونظرت إلى ديورا قائلة، "أبوكِ قُبِضَ عليه من قبل الشرطة."

"ماذا؟! ما الذي حدث؟" سألت ديورا. كان اسمها يبدأ بالصعود في عالم عروض الأزياء وكل هذا يمكن أن يزول في لحظة إذا وقع والدها في مشكلة قانونية.

"كل هذا بسبب تلك الطفلة الملعونة! عادت لتجلب لنا النحس!!! كان عليها أن تبقى في السجن، أو ربما أن تموت وترتاح!" تمتمت ديفي غاضبة وهي تحاول أن تكظم غضبها.

الألم، هذا ما شعرت به جيسيكا الآن. كانت تعلم أنها مجرد طفلة من علاقة خارج الزواج، وطفلة لم يرغب بها أبوها أبدًا. لكنها لا تزال ممتنة لأنها تستطيع الدراسة.

الإهانات التي كانت تتلقاها، كانت تحتفظ بها في قلبها. في السابق، كانت هناك ناتاشا التي كانت صديقتها الوحيدة والتي كانت تهدئ من روعها. نعم، ناتاشا فقط من كانت طيبة معها.

أثناء وجودها في السجن، أدركت جيسيكا أن خطئها كان أنها لم تختلط بحياة ناتاشا. كان كافيًا أن تقبل ناتاشا بصداقتها، على الرغم من أن جيسيكا كانت تعلم أنها كانت تستغلها كخادمة.

*سامحيني، يا شا. لو يمكن أن يعود الزمن، دعيني أنا من يموت في ذلك الوقت. لم تكن حياتي ذات نفع لأي أحد. كنت فقط أجلب النحس لكل من كان قريبًا منّي.* - فكرت جيسيكا.

🌹🌹🌹

*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***