أعاد أكسل وضع الملف الذي أعطاه مايكل إليه. قراءة تلك المعلومات جعلته في صمت وبدأ يفكر مجددًا.
"أتشك في صحة المعلومات التي حصلت عليها؟" سأل مايكل.
"لا أدري، لقد كنت لا أرغب في تصديقها، ولكنني شاهدت بأم عيني عند قبر ناتاشا وسمعت كل كلماتها بنفسي"، أجاب أكسل.
"إذًا، لماذا ما تزال تطلب المعلومات مني؟" سأل مايكل مرة أخرى، "أتأمل بأنك أخطأت السمع وأنك ستحصل مني على معلومات مختلفة؟"
ضحك أكسل ضحكة خفيفة، "يبدو أنك تعرف ما أفكر فيه."
"هما كانا على علاقة منذ زمن بعيد. حتى ناتاشا لم تصبح حبيبتك إلا بتدخل منه، أليس كذلك؟"
أخذ أكسل نفسًا عميقًا ثم التفت إلى وجه مايكل ونظر إليه، "ليس تمامًا، لقد رأيتها في الشارع وكانت تنوي تقديم الطعام لعجوز فقيرة، ولكنني رأيت أيضًا كيف أمسكت جيسيكا بالطعام ورمته."
"هل تعرف السبب وراء تصرف جيسيكا؟" سأل مايكل.
"لا حاجة لي بمعرفة السبب، فالنظر يكفي لأعلم أن جيسيكا امرأة غير صالحة، فهي متعجرفة وبخيلة"، أجاب أكسل.
انفجر مايكل في الضحك، "أتكرهها إلى هذا الحد؟ حتى بعد قراءة المعلومات التي أعطيتك إياها؟"
"أعرف ناتاشا جيدًا، مايك. هي امرأة تهتم جدًا بالآخرين، تحب المشاركة وهي رقيقة جدًا."
"أمامك فقط"، قال مايكل. ثم أخذ الحاسوب المحمول ووضعه على السرير وفتح ملفًا يحتوي على فيديو كان أكسل متأكدًا بأنه تسجيل كاميرا مراقبة.
"أنظر، جيسيكا ألقت الطعام لأن ناتاشا كانت ستعطي العجوز طعامًا فاسدًا."
"لا يمكن أن يكون الأمر كذلك! كيف علمت بأن الطعام فاسد؟ ليس من الممكن رؤيته"، قال أكسل الذي لا يزال يحاول الدفاع عن ناتاشا.
ثم فتح مايكل فيديو آخر، حيث كانت ناتاشا وجيسيكا تراقبان العجوز. ناتاشا التي كانت مشاغبة فعلًا أخذت طعامًا من القمامة، وكانت تنوي تقديمه للعجوز.
"ناتاشا؟"
"هل صدقت الآن؟"
"ولكن مايك ... "
"ليست هي امرأة صالحة، أكس. بالرغم من جمالها، لكن منذ البداية كانت تنوي الشر لك، مثل عشيقها. كيف يمكن أن تطلب من حبيبها الارتباط بك ثم تسلب أموالك التي تملكها. ألا تعلم أن كل ذلك المال لا يزال ملكًا لوالديك؟ ربما كانت ستفكر مرتين لو كانت تعلم بأن العم ليكسي لم يورثك شيئًا"، قال مايكل وهو يسخر من الرجل الذي أمامه.
"لا تسخر مني يا مايك. سيكون مصنع والد ليكسي ملكًا لي أنا وأنسل"، قال أكسل.
"هل أنت واثق أن العم سيورثك إياه، بعد أن عرف بما قد فعلته بامرأة كانت ذات يوم صهرة له؟"
انفعل أكسل بغضب بسبب كون مايكل يعلم أنه كان متزوجًا ومطلقًا. لكن تعليق مايكل جعل أكسل يصمت وينظر إليه.
"جيسيكا تعلم بخيانة حبيبك. لم تكتشف ذلك مرة واحدة بل عدة مرات."
ظلّ أكسل صامتًا، يحاول هضم كل كلمة قالها مايكل. كان يتمنى عدم الإيمان بذلك، ولكن الصور والفيديوهات في الحاسوب المحمول لمايكل كانت توضح الأمر برمته.
"هذه تسجيلات كاميرا المراقبة من يوم الحادث. لقد حاولوا مسحها لكن لم ينجحوا في تنظيفها بالكامل."
"ماذا كانت تفعل؟" سأل أكسل عندما شاهد جيسيكا وهي تُحقن بشيء في رقبتها.
"راجعت سجلات جيسيكا الصحية في المستشفى عندما تمت معالجتها بعد الحادث. لقد وجدوا في دمها نوعًا من المنشطات. هذا الأمر أيضًا دفعها للرحيل، لكن ناتاشا دخلت السيارة معها. السيارة كانت متجهة إلى شركتك، ولكن يبدو أنها فشلت في الوصول إلى هناك لأن ... "
"لا حاجة للمتابعة، أنا أعلم"، قال أكسل صامتًا ومستمرًا في مشاهدة التسجيل الموجود في بهو الشقة مرارًا وتكرارًا.
"والحادث الذي حدث لك ..."
"هي كانت تخطط لكل هذا. أنا أحمق حقًا. خانتني من ورائي بينما كنت أحبها بصدق. لقد أوجعتني وأنا منتقم على أساس ألم يجب أن لا يكون موجود. كان علي أن أبغضها"، هز أكسل رأسه وابتسم باهتًا ساخرًا من شدة غبائه.
"أرادت قتلي بينما كنت أعتبرها شقيقتي الحقيقية وليست مجرد موظفة عندي"، تابع أكسل.
"عليك أن تكون حذرًا، أنت تتعامل معها يوميًا قريبًا منك"، قال مايكل.
"وأنا الآن خسرت أحد أفضل مساعدي."
"فماذا ستفعل بعد هذا؟" سأل مايكل.
"لا يمكنني فصلها الآن. أريد أن أرى حتى أي حد ستواصل التمثيل أمامي"، أجاب أكسل.
"سيكون ذلك خطيرًا عليك يا أكس."
"أنا أبحث عن مساعد آخر لتعويض جيمي"، قال أكسل.
"لدي صديق يبحث عن عمل الآن. بالتأكيد سيوافق على أن يصبح مساعدك الشخصي"، قال مايكل.
"إيريك اختار لي الأفضل بالفعل"، قال أكسل.
"ما زلت تثق به بعد كل ما فعل؟ لا تكن أحمق يا أكس! لسنا من نفس الدم، لكنني أعتبرك أخي الأكبر. أم تريد مني أن أعطيه درسًا؟"
"لا يا مايك. لا حاجة لك أن تتورط معه. دعني أنا من يتعامل معه"، قال أكسل.
"وماذا حيال زوجتك السابقة؟" سأل مايكل.
عاد أكسل إلى الصمت. تذكر جيسيكا وكيف تعامل معها بقسوة، حتى أنه اغتصبها دون رحمة. لقد طلقها وألقاها خارج المدينة، مستعينًا بجيمي.
"سأجدها"، قال أكسل.
"هل تنوي الاعتذار لها؟ لم تقتل ناتاشا أبدًا. والحادث لم يكن بإرادتها."
"همم ..."
"أشك في أنها ستغفر لك. لقد سجنتها. ست سنوات! ليست فترة قصيرة"، قال مايكل مذكرًا.
"أعرف يا مايك. أنا مخطئ تجاهها. سأبحث عنها وأتوسل لها بالاعتذار، ولكن ... أطلب منك، لا تدع والدي يعرفا شيئًا عن هذا"، طلب أكسل.
"هل تحتاج مساعدتي في البحث عنها؟"
"لا. سأتواصل مع جيمي فقط. هو يعرف أين تكون جيسيكا"، أجاب أكسل.
"حسنًا. حان الوقت لتستريح قليلًا الآن."
عاد أكسل إلى غرفة نومه وهو يحمل الملف الذي أعطاه مايكل. كانت المعلومات التي قدمها مايكل ثمينة بالنسبة له. جلس على السرير ثم أعاد فتح الملف.
قرأ مجددًا تسلسل الأحداث التي وصفها مايكل، مما جعله يزيد رغبة في السخرية من نفسه لأنه خُدع منذ بداية علاقتهما.
"إيريك ... إيريك ... أنت بجانبي يوميًا، تقريبًا طوال الوقت. ولكن لم أتصور يومًا أنك ستطعنني من الخلف. لقد وثقت بك، لكن كل ما حصلت عليه منك كان الخيانة. ما الذي تريده حقًا مني؟" همس أكسل.
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
114تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments