14 الفصل

لما أعاد أبيان الدكتور الذي فحص ألينا، دخل مجدداً إلى غرفته. نظر إلى وجه ألينا الذي بدا شاحباً ومليئاً بالقلق. من ناحية، شعر بسعادة غامرة لأنها مريضة بسبب ما فعله، لكن من ناحية أخرى، كان يشعر بالشفقة عند رؤية صديقته تعاني.

نعم، كانا في السابق صديقين مقربين. بل ومن أجل ألينا كان بإمكانه أن يجتمع بحبه الحقيقي ألانا. ولو لم تحدث تلك الواقعة في تلك الليلة، كان أبيان يثق أنهما سيكونان أخاً وأخت زوج قريبين.

قال أبيان "الدكتور قال إنك تعانين فقط من الإرهاق والجفاف"، على الرغم من علمه أن ألينا لن تسمعه. "لا تمرضي مرة أخرى! لأنه إذا مرضتِ، لن أستطيع تعذيبك!" كان أبيان يعلم أن ما قاله قاسٍ وبلا إحساس. لكن هذا فقط ما يستطيع قوله لألينا، لأنه لا الحب ولا العطف سينطق بهما أبدا.

مهما كانت ملامح ألينا تشبه حبيبته، لكن في قلب أبيان لم تكن سوى ألانا. أما بالنسبة لألينا، فكان يحمل الحقد والكراهية فقط.

"أنا وألانا ربما لن نجتمع سوياً مرة أخرى، كذلك نحن. سأتركك بعد أن تتحطمي"، بعد قوله ذلك، خرج أبيان من الغرفة، تاركاً ألينا ممدة على السرير. لم يرغب في تحمل عناء الاعتناء بها، لأنه شعر أنه كان كافياً بمكالمته للطبيب وأمره لبين بجلب الدواء.

في اليوم التالي.

فتحت ألينا عينيها ببطء، محاولة الجلوس لكنها استلقت مجدداً لعدم قدرتها على تحمّل وزن جسمها.

"كم الساعة الآن؟" نظرت ألينا إلى الأعلى حيث الخزانة الجانبية، ورأت الساعة قد تجاوزت التاسعة صباحاً. "يا إلهي، كيف يمكن—" توقفت عن الكلام حين تذكرت ما حدث الليلة الماضية. حيث تعامل معها أبيان بقسوة، وانتهى الأمر بها مغشياً عليها.

بينما كانت ألينا لا تزال تشعر بالتوعك، نظرت حول الغرفة. وعندها أدركت أنها لا تزال في غرفة أبيان. بحثت بأمل عن وجود ذلك الرجل، تمنت رؤية أبيان في الغرفة. لكن أملها خاب لأنه لم يكن مرئياً.

"ماذا كنت تتوقعين يا ألينا؟ أن أبيان سيهتم بكِ طوال الليل، ويشعر بالقلق؟" تمتمت ساخرة وهي تبتسم بمرارة. "عليك أن تكوني شاكرة، أنه لم يجرّك خارج غرفته وأنتِ فاقدة الوعي. وأنه أعانك في ارتداء ملابسك." لأنها تتذكر جيداً الليلة الماضية عندما أُغمي عليها وهي عارية بالكامل.

وبينما كانت ألينا غارقة في تأملاتها المؤلمة عن حياتها، فوجئت بصوت الباب يُطرق من الخارج.

"آنسة، هل أستطيع الدخول؟"

صمتت ألينا للحظة، محاولة الاستناد إلى لوح الرأس قبل أن تسمح لخادمة المنزل بالدخول.

نعم، لديهم خادمة منزل واحدة. لكنها تأتي فقط في الصباح وتعود في المساء. بيد أن الخادمة لا تقوم إلا بما يرتبط بأبيان، وليس بأمور أخرى. إذ أن الاهتمام بالمنزل وغيره يتم على يد ألينا.

تخيلوا، ألينا ريكاردو، ابنة العائلة الغنية والمرموقة تكد وتتعب في تنظيف ورعاية جميع احتياجاتها بنفسها. شيء يعتبر غريباً للغاية، علماً بأن تلك السيدة كانت دوماً محاطة بالخدم ولم تعاني من المشقة قط.

"ادخلي!"

فتحت الخادمة الباب، ودخلت إلى الغرفة وهي تحمل الطعام والدواء الذي أمر بإحضاره السيد أبيان.

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon