2 الفصل

وما كان ذلك سوى جزء من ما أوجعها، فقبل أن تغادر غرفة أبيان، كان الرجل يجبرها على ابتلاع حبوب منع الحمل، ويقول لها بقسوة إنه لا يريد إنجاب أطفال من امرأة رخيصة مثلها.

"أمي.. أشتاق إليكِ"، عاودت ألينا البكاء، متأملة صورة عائلتها حيث تظهر الأم ديزي، والأب أنطوني والأخوة التوائم الثلاثة.

كانت الشوق يغمر ألينا وهي تنظر إلى صورة عائلتها، فقد مرّ ثلاثة أشهر منذ آخر مرة استطاعت اللقاء بهم. لم تعد تجرؤ حتى على التحدث معهم عبر الهاتف، بعد الحادثة التي بُعدت على إثرها من العائلة. لم يعد يُسمع اسم ريكاردو بعد اسمها، وكل ما تبقى هو ألينا وحسب. حتى زوجها لم يشاء أن يمنحها اسم عائلته.

" أل، هل لا زلتِ تكرهينني؟"، مسحت ألينا على الصورة التي تضمنت صورة أخوتها التوائم، الذين كسرت قلب أحدهم بسبب خطفها الرجل الذي كانت أختها تحبه كثيرًا.

ظلت ألينا تبكي طويلاً حتى أغفت دون أن تدرك، ودموعها لا زالت تبلل وجنتيها.

في هذه الأثناء، كان أبيان في السيارة، يتمتم بالشتائم وهو يلكم عجلة القيادة.

"أكرهكِ يا ألينا، أكرهكِ بشدة!" أبيان غاضبًا جدًّا يدير عجلة القيادة نحو مكان يشعر فيه بالسكينة. أين يمكن أن يكون إلا المستشفى الذي تعمل به ألانا، فهي وحدها من يقدر أن يهدئه عندما تستبد به المشاعر.

بعد وصوله إلى المستشفى، مشى أبيان نحو غرفة قريبة من مكان عمل ألانا. كان يعلم أنها لم تصل بعد، لأن أبيان يعرف جدولها جيدًا، وكيف لا يعرف وقد أوكل بمتابعتها إلى أحد موثوقيه ليعرف كل تحركات ألانا يوميًا.

"أشعر بالسعادة ولو كانت بمتابعتكِ من بعيد أل"، راقب أبيان وصول المرأة التي يعشقها من مكان مختبئ، لأنه لا يريد أن تعرف ألانا بوجوده. دومًا ما كانت ألانا تغضب وتبتعد عنه إذا ما علمت بأمره. إضافة إلى أنه إذا شكت إلى ابن عمها من جديد، قد ينتهي به المطاف تحت رحمة رجال عائلتي أربيتو وماتيو. "لماذا افترقنا هكذا؟ لماذا وقعتُ في فخّ أختكِ؟" ندم أبيان على ما حصل قبل ثلاثة أشهر، ولو أنه يشعر بالندم، فلا شيء يعود كما كان. لا تريد ألانا العودة إليه.

"ألينا!" قبض أبيان على قبضتَيه بقوة. قلبه الذي بدأ يهدأ برؤية ألانا، عاودته النار الغضب حين تذكر ألينا. تذكر المرأة الرخيصة التي فرقت بينه وبين ألانا، المرأة التي أحبها حقًا. "يجب أن أعطيها درسًا آخر!" خرج أبيان على الفور من المستشفى. تخلى عن خطته للذهاب إلى المكتب، إذ أراد أن يفرغ غضبه.

"أبيان؟" ألانا التي كانت على وشك الدخول إلى الغرفة، انتبهت إلى ظهر رجل يبتعد عن مكانها. "هل هذا حقًا أبيان؟" أثار الفضول ألانا لتتبع الرجل، لكن خطواتها توقفت عندما نادتها ممرضة بأسمها. "يبدو أنه ليس هو، فأبيان لن يجرؤ على الظهور أمامي مجددًا". همست ألانا في قلبها.

"ألينا..!" صرخ أبيان بعد وصوله إلى منزله المكون من طابقين، المنزل الذي اشتراه في تجمع سكني راقٍ حيث تباعد المنازل عن بعضها بشكل كافٍ. اختار أبيان هذا المكان ليكون حرًّا في تعذيب ألينا دون خشية أن يراه أحد. "ألينا..!" صرخ مرة أخرى، عندما لم يجدها في المكان.

الجديد

Comments

Noor Noor

Noor Noor

نهو جميل جدن ومتحمسه كثيرن وتمنه ان تستمرو

2024-05-02

1

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon