زفاف سيء

زفاف سيء

1 الفصل

*الطنين*

صوتُ الصحونِ والأكوابِ المتساقطةِ على الأرضِ كان مدوياً في الآذان، جميعُ الأطعمةِ التي كانت منسقةً بعنايةٍ على الطاولةِ صارت الآن مهملةً بلا شكلٍ متناثرةً على الأرض.

"كم مرةٍ قلتُ لكِ، لا أهتم لمسِّ الطعام الذي تُحضرين، فضلاً عن أكله!" صرخَ أبيان بغضبٍ جامح.

صَمَتَتْ ألينا، إذ لم تستطع سوى النظرِ بفراغٍ إلى الطعام المبعثرِ على الأرض، ذاك الطعام الذي أعدته بشق الأنفس منذُ الصباح الباكر، أصبح الآن مدمراً ولا قيمة له في عيني زوجها.

"تجاهلني بغضبكَ يا أبيان، لكن على الأقل لا تهدر الطعام على هذا النحو،" همست ألينا وهي تكبح دموعها.

ما حدث كان يؤلم قلبها بشدة، مع كل الإساءات التي تتعرض لها يومياً من أبيان. لكنّه هذه المرة تجاوز الحد بإهدار الطعام الذي أعدتهُ. ألا يعلمُ أبيان؟ لقد تعرضت يداها لرذاذ الزيت الساخن، وحتى وجهها، فقط لتُحضر له وجبة الإفطار.

لم يكترث أبيان بابتسامةٍ ساخرةٍ ولم يُكلف نفسه عناء الرد على كلمات ألينا، فقد فضّل الخروج متوجهاً إلى مكتبه بدلاً من دخول حديثٍ كان سيزيد من حدةِ غضبه.

"إلى متى يا أبي؟"

توقف أبيان عندما سمع بُكاء ألينا الذي اخترق قلبه، لأنها للمرةِ الأولى تذرف الدموع بعد مراتٍ عديدة من إيذائها، سواء بالفعل أو القول.

"إلى متى ستكرهني؟" ألينا التي حاولت الثبات وعدم الانخراط في البكاء، لم تعد قادرة على كبح جِماح دموعها، فسالت تلقائياً من عينيها، متذكرةً كل إساءات أبيان منذ أن تزوجا.

"للأبد، إلى الأبد سأكرهكِ."

*الصدمة*

نظرت ألينا إلى ظهر أبيان بعينين تمتلئان بالألم، قلبها محطم على الإدراك بأن أبيان سيمقتها إلى الأبد.

"لكن يا أبي، نحن متزوجان لأكثر من ثلاثة أشهر. أليس هناك حتى القليل من الشعور نحوي؟ حتى وإن كان شفقة؟" بكت ألينا بشكل أعمق.

"الشفقة عليكِ؟" استدار أبيان إليها بنظرةٍ حادة. "لقد استدرجتِني، وجعلتِني أفارق المرأة التي أحبها. وما زلت تسألين إن كان في قلبي شفقةٌ لكِ؟" انبرى أبيان بفكٍ مشدود وعيونٍ لامعة بحدة.

"أنا..." خفضت ألينا رأسها، عاجزة عن تحمل ذلك الحدة في نظرات الرجل الذي تُحبه.

"استمعي يا ألينا ريكاردو، في قلبي ما هو إلا الحقد والغضب. فقط تلك المشاعر تليق بامرأة ساقطة مثلك!" بعد انتهاءه من هذه الكلمات القاسية، انصرف أبيان مسرعاً من البيت، فهو لا يريد قضاء المزيد من الوقت بالقرب من ألينا التي كانت ستجعله يكسو المرارة.

وفي هذه الأثناء، اقتصرت ألينا على مراقبة رحيل أبيان، وهي تزداد بكاءً.

"لا يجدر بك البكاء يا ألينا، أليس كل هذا بسبب أفعالك؟ أليس هذا ما ترغبين به؟ العيش مع الرجل الذي تحبينه، حتى وإن لم يحبك؟ حتى وإن كرهك؟" مسحت ألينا دموعها بعنف، وبدأت تنظف الفوضى من الأرض من الأواني المُحطمة والطعام المبعثر.

وبعد الانتهاء من التنظيف، اندفعت ألينا إلى غرفتها، نعم، غرفتها، فقد كانا ينامان في غرفٍ منفصلة منذ زواجهما منذ ثلاثة أشهر. زوجها لم يأخذها إلى غرفته إلا حينما يريد ممارسة الجنس معها.

إذا ظننتم أن أبيان يلمسها رغبةً في جسدها، فأنتم مخطئون. فهو فقط يجامعها ليؤلمها. لأنه بعد لمسها، كان يقدم لها المال الذي يُلقيه على جسدها، مُشعراً إياها وكأنها ***** يُقدم الخدمة ثم يُدفع لها الثمن وتُطرد من الغرفة.

الجديد

Comments

روية جميله جدا ♥♥
ارجو منك ان تقرا روايتي.. اكواريل ☺️

2024-05-11

2

♡Nicole♡

♡Nicole♡

حبيت

2024-05-09

3

فطم فطم

فطم فطم

هلا و كايز

2024-05-09

1

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon