فصل 10

ابتعدتُ عنه مباشرة و صرخت : ماذا ؟ ما هذا الهراء الذي تتفوه به ؟ الم ترَ فارقَ السن بيننا ؟ كيفَ لكَ ان تحبني ؟

نظرَ الي بحنك ثم استبدلها بابتسامة و قال : انَّ الحُب لا يعرف عُمري و عمركِ و لا يعرف مَن انا و مَن انتِ .. هو يعرف ان قلوبنا سَـ تتـ ..

ليليان : اياك ... كيف احببتني ؟ متى ؟

وليد : منذُ اللحظة التي قرأت بها لي موضوعَ اليوم بصوتكِ الرقيق

ليليان : لا وجودَ للحب

وليد : بلى .. انهُ ساكنٌ في اعماقنا لكننا لم نحاول ان نحركه كـ سفينة تايتنك .. هي في اعماق المحيط لكن لا احد يجرؤ على تحريكها

ليليان : دعني افكر ملياً بالامر

وليد : بالطبع .. لكِ الحقُ في هذا ... حَبيبتي

ليليان :- هل كنتُ الوحيدة التي تسمع نبضاتِ قلبي المُتسارعة ؟ كنتُ اشعرُ انني في عُرسٍ مَلكي حيثُ اصواتُ قرعِ الطبول لا تتوقف ، كذلك قلبي !

عُدتُ ليلتها الى غرفتي ، شاردةَ الذهن ، لا افكر ، انظر الى سقفِ غرفتي ، يميناً و يساراً اجوبُ بعيني على نفسِ الطلاءِ الابيض ، ما كانَ يُزعجني انني أفكر كيفَ يمكن لعقليَ ان يتوقف عن التفكير الآن ؟ لمَ لا أفكر ؟ لمَ مُخيلتي هادئة جداً ؟ بينما كانَ اصواتُ تفكيري عالية .. و لكن على حينِ غرة لا يوجد تفكير من الاساس ! هل أنا مُنومة مُغناطيسياً ؟ أم أن كلماتِ وليد قد أذابت جليدَ قلبي و زَعزعت اغلالَ روحي ؟ هل انتشلَ صوتهُ العذبُ افكاري ام أن لقلبي حديثٌ آخر ؟ ما عساهُ ينبضُ بجنونٍ هكذا ؟

لم استطع النوم ، و كيف للنومِ ان يُلاقيني ليلتها ؟ ، حتى صباحِ اليومِ التالي ، حزمتُ امري و وَضِبتُ جوابي ، خرجتُ بهدوءٍ على عكسِ عيناي المتلهفتانِ تبحثانِ عنه هنا و هناك ، حتى وجَدَتْهْ ، كان يمشي ذهاباً و إياباً ، حاملاً كتابهُ و يقرأ بهِ ، وجدتُ رجلاي تركضانِ نحوه ، لم اتنبه لـ مايك و لورا و امير الواقفين الى جانبه ، عندها صدحَ صوتي : صَباحُ الخيرِ .. وليد ، و قد كانت تلكَ المرة الأولى التي يرتفع بها صوتي ، حتى باتَ كُل شيءٍ معه مَرةً أولى .....

ليليان : مرحبا وليد

وليد : اهلا ليليان .. كيف حالك؟

ليليان : بخير الحمدلله و انت

وليد : بخيرٍ ايضا ... اذا ؟

ليليان ( ابتسامة خجولة ) : أُفضل ان نتحدث على انفراد

وليد : هيا بنا لمَ لا

بعد دقائق ، و على بعدِ امتار من تجمع الطلبة

وليد : ما رأيك ؟

ليليان : انا موافقة

وليد ( ابتسامة ) : حقا ؟

ليليان : حقا !

ليليان :- تحركَ يميناً و يساراً بينما انا قمت بوضع يداي على وجهي حياءاً منه ، لقد كانَ الأول ... و الأخير ، لم اشعر الى بوجهه امامَ وجهي

وليد : احبكِ ليل

ليليان ( ضحكتُ على سذاجته ، كيفَ له أن يُحبني أنا ) : حسناً لنعد الى الفصل سيبدأ الآن

وليد : اجل

ليليان :- حملقتُ بوجههِ طولَ الفصل ، كنتُ اركز دقيقتين ثم انظر الى وجهه المنهمك في حل تلكَ المسألة ، حتى لاحظني فإبتسمَ خفيةً ، كتبَ على الورقة " أحبك " ابتسمتُ لها و اخذت قلمي و قمتُ بشخبطتها ، نادت الأستاذة اسمي

سيدة كورتواز : ليليان آدم

ليليان : اجل سيدتي ؟

سيدة كورتواز : لمَ لا تقومي بحلِ هذه المسألة على اللوح ؟

ليليان : حسنٌ لا بأس

نهضتُ من مكاني نحوَ اللوح ، رقمٌ هنا و معادلةٌ هناك ، نظيرٌ للـ sin و مقلوب ال Sec  "انهيتُ الحل "

سيدة كورتواز : احسنتِ يا صغيرتي .. عودي الى مكانكِ

ليليان :- احنيتُ رأسي لها و عدتُ الى مكان ، كتبَ وليد على الورقة " رائعة ليلي " قمتُ بقصِ الورقة و وضعتها بينَ اوراقي ، قامَ بإيصالي الى شقتي , اغلقتُ الباب و اسندتُ ظهري عليها ، تنفستُ بعمق و ابتسمت بسمحٍ ، انقضى الوقت حتى بدأت ادرس ، كنتُ قد شربتُ دوائي و بدأ عقلي بالجنون نحو الدراسة لكنهُ انفصل عنها عندما رأى " رائعة ليلي " رأيتها و كانني ارى العالم فيها ، لكن لسعةَ السوار ازعجتني ، قمتُ بلصقها بجانبِ جدولي ، و ابتسمت و عدتُ لدراستي ..

و إنقضى اسبوع ....

ليليان : لا يمكنني تصديقك ! الحب غير موجود !

وليد : اخبريني لماذا ؟

ليليان : الحب غير موجود ! لا يمكنك ان تُحبني

وليد : فقط اخبريني لما لا أستطيع ان أُحبك ؟

ليليان : هل انتَ اصم ؟ لا وجود للحب

وليد : انظري الي .. اعلم انني لم اعرف ان عيدَ ميلادك هو الاربعاء حسناً ؟ و ان تخميني للونكِ المفضل كان خاطئاً .. لكن اقنعيني لمَ انتِ تريدين الإنفصال عني و ارتبطنا لمدة اسبوع ؟

ليليان : لا وجودَ لماذا ؟ للحب .. مَن عساهُ يتركُ حبيبته و هي لا تعلم معَ مَن و ماذا يفعل ؟

وليد : حسناً ... ان كنتِ تودين ذلك يمكننا الإنفصال الآن

ليليان : اجل

وليد : فرصة سعيدة ليل .. اشكركِ على الأيام الماضية

ليليان : العفو

ليليان :- رحلَ هوَ ، و آخرُ قيودْ قلبي قد وقعَ من مكانه ، كيفَ أعيده و قد انفصلت عنه لدقائق ؟ أريده ، انا أريده .. لكن كيف ؟ مسحتُ الدمعات على وجنتاي بهدوء و ابتسمت ، لكن انقلبت ابتسامتي الى هياج و دموع لا متناهية و أنا اتذكر كل المواقف المؤلمة الي بجانبِ والدتي .. للأسف أنا وحيدة الآن ، ليسَ و كأنني كنتُ مُعتادة على اشخاصٍ حولي ! حتى عندما كنتُ برفقة والدتي ، اجلسُ الى جانب امي او انام معها في نفسِ الفراش ، كنتُ اشعر و كأن البحارَ و المحيطات بيننا و ليسَ بضعَ سنتيمترات ، بكيتُ في نفسِ القصر الذي نسكنه و لم تأتي لإحتضاني ، بكيتُ في نفسِ الرواق الذي كانت مستلقية فيه تشاهدُ الأفلامَ بملل و لم تأتي لمواساتي ، بكيتُ في نفسِ الغرفة و لم تحركْ ساكنة لترى من الذي يجهش بالبكاء في هذا الليل لانها نائمة ! لم تشعر بي أمي وكنتُ " الوحيدة في عينها " هل عساهُ هو يُخفف ألمي و وِحدتي ؟ و الجواب ... لا

" لا " اريد ان يسمعَ العالم انني حزينة ! وحيدة ! اتألم ! .. حقاً اتألم .. الكلمات و كأنها مخالب تقوم بترك ندبها على قفصي الصدري تجرحُ غلافَ قلبي تُغلق حنجرتي .. و لم أرى شخصاً واحداً فقط قد شعرَ بي ! هل جلبتُ كل هذا لنفسي لانني رفضتُ خطة القدر و كنتُ متمردة ؟ ام كانَ يجب ان ارضى بقيوده ؟

.........................…………… يتبع

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon