مجهول : من هُناك ؟
حاولت الهرب لكنها لم تفلح ، إذ ان المجهول قد لَحِقَهَا و امسكَ بها ، استسلمت ليليان واخيراً فتحت عينيها ببطئ لترى ردة فعله ؛
مايك : حُباً بالله ماذا تفعلين هنا في مثلِ هذا الوقت ؟
ليليان : كنتُ اتمشى عندَ النافورةِ ... سمعتُ صوتاً ما .. فَـ جِئتُ كي ارى ما يحدث .......
مايك : لمَ انتِ مستيقظة الى هذهِ الساعة ؟
ليليان : لم يُحالفني النوم ... هل يمكنكَ تركي اذهب ؟
مايك : امممم حسناً
ليليان : لكن بالأحرى ... ماذا تفعل انت ؟ في هذه الساعة ؟ اعني .........
مايك : تعالَي لِتَرَي ....
لحقت ليليان بـ مايك ، لِـ تَجدَ انهُ يلكمُ كيسَ الملاكمةِ بشراسة ، اخذت شهيقاً و زفرته بإرتياح ، إقتربَ منها مايك واضعاً رأسهُ على كتفها قائلاً ؛
مايك : ماذا كُنتي تظنين أنني أفعل ؟
ابعدت ليليان نفسها عنه و قالت بحرجٍ شديد ؛
ليليان : أقسمُ انني لم أفكر بشيءٍ ما ... امممم هل يمكنني الجلوسُ هنا
مايك : لماذا ؟
ليليان : آه .. حسناً سـ أذهب إذاً !
مايك : هههه انتِ مُضحكةٌ حقاً يا ليليان ... بالطبعِ يمكنكِ الجلوسُ هنا او هناك طالما انكِ لن تُزعجيني ....
ليليان : حسناً
جلست ليليان بهدوءٍ على كرسيٍ يُقابلُ مايك ، نظرَ لها ثم عادَ لـ يلكم ، كانت نظراتها تحكي أنها شغوفةً بما يفعله مايك للكيس ، بالمقابل لم يستعرض هو بحركاته و فنونهِ القتالية ، بل عادَ لـ يُركزَ على الشيءِ الذي كان يزعجه ، و بعد وقتٍ ليسَ بـ قصيرٍ او طويل ، توقف ليأخذَ إستراحة ،بينما كانت عيونُ ليليان تترقب لما سـ يفعله ، التفتَ فجأة و نظرَ لها ؛
مايك : هل تُصدقين انني نسيتُكِ هنا ؟
ليليان : هل يمكنني ان انظرَ للكيس عن كثب ؟
مايك : As you like ....
نهضت من كُرسيها و مشت نحوَ الكيس ، نظرت له عن كثب ، حاولت تمرير اصبعها عليه ، ثم عادت بنظراتها نحو مايك الذي كان يترقب و ينتظر لما تريد ان تفعله
ليليان : هل يمكنني لمسه ؟
اومأ لها برأسه " بالطبع " ثم عادَ ليبحثَ عن شيءٍ ما ، فجأةً رفعَ مايك رأسهُ بعدما سمعَ صوتَ إرتطام و صيحةٍ صغيرة كانت قد كتمتها ليليان بيد و تُحركُ يدها الأخرى يميناً و شمالاً ؛
مايك : ماذا فعلتي أيتها الغبية ؟
ليليان ( و عينها مليئة بالدموع بسببِ الألم ) : أقسمُ انني ضربتها بخفةٍ فقط ...
مايك : انظري لنفسكِ ... لم تبكين ؟
ليليان : إنهُ مؤلم !
رفعت يدها نحوه ، نظرَ لها هو الآخر فَـ وجدَ يدها حمراءَ بالكامل ، ضحك على سذاجتها و ناولها قفازين ؛
مايك : لديكِ طريقتينِ للـ لَكم ... الأولى ان ترتدي قفازاتٍ و الثانية ان تَلفي يديكِ بقطعةٍ منَ القماش ثم تضعينَ بعضاً من الطحين كي لا تتعرقَ يديك ... خذي هذهِ و ألكمي الآن !
ارتدت القفازين و بدأت تركز اين سـ تلكم ، ما ان لكمت لأول مرة حتى سقطت ارضاً بسبب صُغرِ حجمها و هزالةِ جسدها ،
مايك : اظن أنني سأفقدُ عقلي ان استمررتِ بهذا الغباء ؟
رنت ساعةُ ليليان معلنة أنها في الثانيةِ ليلاً ، نهضت ليليان بحذر و قالت بينما هي تخلقعُ قفازاتها ؛
ليليان : شكراً لأنكَ استقبلتني اليوم ... اعدكَ انني لن أُخبرَ احداً بهذا !
وضعَ اصبعهُ السبابة على جبينِ ليليان و بدأ بدفعِ رأسها حتى التصقت هي بالحائط ؛
مايك : بالطبعِ انتِ لن تخبري احداً بهذا ... أذ انكِ لو اخبرتِ احداً سـ ينتهي الأمرُ بكِ و انتِ تغسلينَ ثيابي بيديكِ الصغيرتين هاتين !
شعرت ليليان ببعضِ الإهانة و الحرج ،و بدونَ ان تشعر صفعت مايك على خدهِ و قالت لهُ و هي تشيرُ بإصبعها السبابة نحوه ؛
ليليان : إياكَ و إياك ان تعاملني كـ خادمَتك ... إن صمتُ تلكَ الأيام على مضايقاتكْ ليسَ خوفاً منك بل لانني لا اريدُ ان أفتعلَ شجاراً في أيامي الأولى في الصرح ...
ابتسمَ مايك لها و ابتعدَ عنها ، صفقَ بيديهِ لها ؛
مايك : آه يا ليليان كنتُ انتظرُ هذهِ اللحظةَ بالضبط ...
ذهبت شجاعةُ ليليان بعيداً ليتسلل اليها الخوفُ مرةً أخرى ، تقدمت نحوَ مايك و سالته بحذر و صوتٍ يرتجف ؛
ليليان : هل تألمت ؟ أنا آسفة حقاً لم اكن اقصد !
مايك : لم أتأذَ قط ... بل اشعر بالسعادة ... اذ ان ليليان السخيفة أخيراً اصبحت شجاعة و واجهت من يتنمر عليها !
ليليان : مهلا ماذا ؟
مايك : انظري لنفسك .. لقد عدتي الى ليليان الغبية مرة اخرى
ليليان : رجاءاً توقف عن نعتي بهذه الأوصاف و اخبرني لماذا انت تتنمر علي ان كنتَ تشعر بالسعادة ان واجهتك ؟!
مايك : أنا اكره الضعفاء ... ابغضهم ... انهم يتنازلون ببساطة عن احلامهم في سبيل عدم اظهار صوتهم او رأيهم ... لذا فكرتُ بطريقةٍ عكسية ... اعلم انها خاطئة لكن نتيجتها قد جاءت ...
ليليان : اوضح لي ماذا تقول ؟
مايك : لقد تنمرتُ عليكِ لانكِ ضعيفة ... تُسحقين بسرعة ... لذا عملتُ بجدٍ كي استفزكِ و اجعلكِ تصرخين بوجهي ... ها قد ظهرت ليليان الشجاعة التي في داخلك ... حتى ولو شيءٌ بسيطٌ منها ... و هذا ما يشعرنس بالسعادة ... أما الآن يا ليليان ... اذهبي الى فراشكِ و احلمي حلماً سعيداً و تعالي غداً بدلاً من ان تتمشي و تبكي بقربِ النافورة تعالي كي تلكمي و تُفرغي من ضغوطِ الدراسةِ عليكِ
تركت ليليان مايك وراءها و عادت الى شقتها ، وضعت رأسها على وسادتها ثم فكرت في جملة واحدة " أريدُ النوم ، لن أفكر بأي شيءٍ الآن " ، ظلت تُرددها حتى غَفَت و ذهبت في عالمِ الأحلام .
.......................…………. يتبع
Comments