فتحت ليليان عينيها برفق ، وجدت أمير يجلس على كرسي المرافق و هو نائم ، نظرت له بتعجب ، ماذا عساهُ يفعل هنا ... بجانبها ؟ ، اغمضت عينيها ثم تذكرت ماحدث فشهقت بقوة ، استيقظ امير حالما سمع صوت شهقها ، نزلت دموعها وقف امير مقترباً منها
امير : لا تبكي .. ليل لا تبكي ... لمَ تبكين ؟
وضعت يديها على فهمها كي تكتمَ شهقاتها ، لكن اصابعها آلمتها ، رفعت يديها امام عينيها ليزدادَ بكاؤها ، امسكَ امير براحةِ يديها و نظر لها :
امير : لمَ تبكين ؟ ارجوكِ أخبريني ؟
_ بدأت تهدأ و تكلمت بينَ شهاقتها :
ليليان : إنها تؤلمني ... يداي .. عيني .. عقلي .. كلُ انشٍ في جسدي يؤلمني ..
امير : ليليان لا تبكي رجاءاً ..
ليليان : اريدُ امي ... اريدها حالاً
نظر امير لها و شدَّ قبضته على راحتيها ؛
امير : لستِ طفلةً ليل ... انتِ كبيرة ...
ليليان : اريدها .. لا آبه ... اريد امي
امير : انظري الي ليل .. ركزي في عيني .. احسنتِ .. انتِ كبيرة بما فيهِ الكفاية للاعتناءِ بنفسكِ .. لذا لن تستطيع والدتك الدخول ..اهدأي الآن و ساذهب لمنادة الطبيب اليكِ
هدأت قليلاً لكنها ظلت تنظر نحو اصابعِ يديها المُغلفتينِ بالضمادات جلست بإستقامة ، شعرت بوخزٍ في جسدها لكنهُ كان طفيفاً لذا لم يؤثر بشكلٍ كبيرٍ عليها ، وقفت امام مرآةِ الغرفة ، قامت بتعديلِ حجابها بالرغم من اصابعها المُحترقة ، لكنها ما إن ابعدت احد جهات الحجاب حتى ظهرت من تحتِ الاكمام ندبة على يدها اليسرى ، نظرت نحوها كانت مُقرفةً جداً لم تستطع هي النظر اليها ماذا عن الطبيب ، حملقت بها لكنها لم تستطع تحمل المنظر لذا ذهبت لتتقيأ ، دخل امير و معه الطبيب و الممرض ؛
الطبيب : Miss Lillian you’re visiting us lot these days ..
الترجمة : آنسة ليليان أنتِ تزوريننا كثيراً هذه الأيام
ليليان : what can I do ؟
الترجمة : ماذا عسايَ افعل ؟
الطبيب : hmmmmmm … nothing.. right now .. look at my fingers .. good .. you are fine .. I will write to you some medicine and Ointment to use it daily … Understand ؟
الترجمة : هممممم ... لا شيء .. في الوقت الحالي .. انظري لأصابعي .. جيد .. انتِ بخير .. سـ أكتب لكِ بعضاً من الادوية و المراهم للاستعمال اليومي .. فهمتي ؟
ليليان : yeah
الترجمة : اجل
الطبيب : do you feel pain in somewhere in your body ?
الترجمة: هل تشعرين بأي ألم بجسدك ؟
ليليان : No
الترجمة: كلا
الطبيب : Headache .. the desire of vomiting .. anything else ?
الترجمة: صداع .. الرغبة بالقيء .. اي شيء آخر ؟
ليليان : ohh … headache .. is hurt so much
الترجمة: اوه .. الصداع .. يؤلم كثيرا
الطبيب : good .. now as I say lately .. I will write to you some medicine and Ointment to use it daily … Today you will stay in hospital … Tomorrow you can out …
الترجمة : جيد .. الآن كما قلت سابقا .. سأكتب لكِ بعض الادوية و المراهم للاستعمال اليومي .. و سـ تبقين اليوم في المشفى .. غدا يمكنك الخروج
ليليان : I don’t like to stay here , I wanna to go home
الترجمة : لا اريد البقاء هنا .. اود العودة الى منزلي
امير : ليليان .. what are you talking about ؟
ليليان : صدقني بقائي هنا يقوم بخنقي ...
امير : ليلـ ..
ليليان : ارجوك .. دعني
امير : oh mister … Can she leave ؟
الترجمة : اوه سيدي .. هل يمكنها المغادرة ؟
الطبيب : sure .. if she want ..
الترجمة: بالطبع .. ان ارادات ذلك
ليليان : I told you !
الترجمة : اخبرتك
امير : Disturbing really
الترجمة : مزعجة حقا
_ بعدها اخبرها الطبيب ان تنتظر حتى ينتهي محلول المُغذي ثم يمكنها المغادرة لان اصابتها ليست خطيرة ، لم تكن هي مهتمةً بالمرة ، كان عقلها يفكر بالحوادث التي حدثت لها ما إن دخلت الصرح ، هل هذه مجرد صدفة؟ ام ما يحدث لها هو حقيقة ؟! ، بينما امير ينظر لها و يتأمل اصابعها الرقيقة كيف ترقد على وسادتها بينما يغطي ساعدها نصفَ وجهها ثم ينتقل الى الغطاء الابيض الذي غطى جسدها بأكمله حتى اقدامها لم تكن ظاهرة ، لعن نفسه في داخله ، لماذا هو يجلس هنا قِبالتها .. لماذا ينظر لها و يتأملها .. بل الاصح لماذا هي ؟ ، في الجانب الاخر حاسة ليليان السادسة بدأت تعمل لذا شعرت بأن المحلول المُغذي انتهى لذا استدارت مباشرة نحو الكيس البلاستيكي المُعلق فوقها في تلك اللحظة سقطت اخر قطرة في المحلول و دخلت الى وريدها ، نظرت نحو امير كان نائما على نفسه وهو جالس ، تسحبت هي بهدوء فقد برعت بهذه الطريقة ، تذكرت عندما كانت تتهرب من والدتها و كم هي متندمة الان انها لم تنم كثيرا بجانبها ، قامت محاولةً تغطيتهُ بغطائها تحرك هو قليلاً لتتراجع الى الوراء لحسنِ حظها انها توازنت على اللحظة الاخيرة قُبيل ان تقع و تحدث جلبة ، وضعت الغطاءَ عليهِ بسلاسة و هدوء نظرت نحو المرآة وجدت ان حجابها قد انزلق و ان خصلات شعرها بانت كُلها ، غطتها برفق و كي لا تؤلم اصابعها ، قامت بالتوقيع على بعض الاوراق و خرجت من المشفى ، مشت بهدوء نحو سكنها ، إلا أنها صادفت في طريقها وليد و مجموعةً من أصدقائه ، تَعَجَب من منظرها و كيفَ هي بتلكَ الحالة المزرية ، بينما هي انحرجت من منظرها ، مَدَّ يدهُ نحوَ ليليان كي يعينها على الحركة ، نظرت هي له بتردد لكنها رفضت و مشت لوحدها ، فكرت في ما يحدث لها من مصائب حتى تعثرت فـ هرعَ وليد نحوها ، وضعَ يدهُ على كَتفيها و صب كل قوته على ساعديه و استطاعَ حملها و جعلها تقف ، تركَ يداً لهُ تنسابُ في الهواء بينما الأخرى امسكَ بها ساعِدَها و بدأوا يمشون و يمشون ... تحت نظرات أمير ... كانت نظراته تحملان كلمتان يستطيع الجميع قرأتها ، ليس و كأنها في عينيه بل على جبينه قد طُبع " الخذلان و الفراغ" ........................................................ يتبع
Comments