في اليومِ التالي ...
جلست ليليان الى جانبِ يارا و تارا ، بينما كان مايك منشغلاً بمساعدةِ لورا على حلِّ واجبِ الكيمياء خاصتها ،كان كلٌ من رأى مايك و معاملتهُ اللطيفة تجاهَ لورا يشعرُ بالحبِ و الدفئ ، حتى ليليان تكادُ تلمس عاطفتهُ عليها و حبهُ اليها ، حتى قدمت كيب اوڤر ، جلست بجانب ليليان ؛
كيب اوڤر : مرحباً جميعاً ... هاي ليليان ... ما رأيك ان تمضي وقتاً معي ... اليوم استراحتي ... بالإضافة انني لم اتعرف عليكِ جيداً مسبقاً بسببِ طلبِ المديرِ لي ... ما رأيك ؟
نظرت ليليان نحوَ مايك ، لم يجبها ، بل حتى لم ينظر ناحيتها كان ينظر نحوَ لورا بكلِ حبٍ و شغف ، هزت ليل رأسها ضاحكةً ، ثم قالت سأرافقكِ يا ساندرا ، " حقاً ، لنمرح " ، امسكت ساندرا يد ليليان ثم وقفت و بدأت تركض نحوَ المكان الذي جلست فيهَ سابقاً مع وليد و أمير ، احضرت صديقات ساندرا بعض المارشملو و الماكرون و وضعوه امام ليليان و ساندرا بينما جلسن هنَ يُمشطن شعرَ بعضهن ، نظرت لهن بهدوء و استغراب ،
ليليان : حسناً سانـ ...
كيب اوڤر : ليسَ ساندرا بل كيب اوڤر
ليليان : اوه ... كيب اوڤر ... لكن ... من أساماكِ بهذا الاسمِ الغريب ؟
وقفت كيب و معها صديقتها و بدأن بتمثيلِ مشهدٍ دراميٍ أمامها ، اخذت كيب كتابَ ليليان و ضمته الى صدرها بينما وقفت احدى صديقاتها امامها ؛
كيب : كانَ أُستاذُ الفيزياء يُحبني كثيراً لذكائي " اوه أستاذ فيل "
صديقتها - بِدَور أستاذ فيل - : طالبتي المفضلة ...
كيب : ماذا تريد يا أستاذ ؟
صديقتها : لقد خضتِ اختباراً صعباً جداً و إن أجاباتك شككت للحظةٍ أنكِ قد غششتِ لكن ...
_ ارجعت كيب رأسها الى الوراها و وضعت يدها على جبينها بينما اسندتها صديقتها الاخرى كي لا تقع ؛
كيب : لم اظن انك سـ تفكر بهذا الشكل يا أستاذ ؟
صديقتها : كلا يا ساندرا
كيب : اذا ماذا يا أستاذ ؟
صديقتها : لقد درستي بجدٍ لذا سـ أمنحكِ لقبَ كيب أوڤر
جلست كيب على الكرسي و أمالت رأسها ناظرةً نحوَ ليليان بينما هي كانت تضحك بهدوء قائلة :
كيب : و هكذا تم تسميتي بهذا الاسم ... لانني أحفظُ كلَ شيء !
ليليان : واووو حقاً !
كيب : بالطبع !
ليليان : و كيفَ فعلتي هذا ؟
كيب : هل زرتي الطبيب النفسي ؟
ليليان : طبعاً !
كيب : بالتاكيد قد اعطاكِ بعضَ الادوية ... استمري عليهن و ستجدي نفسكِ كيب اوڤر الثانية
ليليان : انا أشربهم حقاً ... لكن
كيب : كلا .. بدون لكن ... اشربيهم و انتِ سعيدة و ممتنة لهذه الادوية التي ستجعلك نسخة مني ..
ليليان : لأصدقكِ القول يا سان ..اعني كيب .. عندما ابتلعهن اشعر وكأن عقلي يتوقف تماماً و يبدأ فقط بالدراسة حتى انني انسى نفسي احيانا ..
كيب : ههههه ... ستعتادين على هذا !
صمتت ليل ، ارجعت رأسها الى الوراء بينما تحدثت كيب مع صديقاتها وقد نسينَ وجود ليليان ، ادارت وجهها لتجدَ امير ينظر نحوها ، ما ان ركزت به حتى التفتَ و ذهب ، استغربت من فعله و عادت الى شقتها ، نظرت نحوَ ادويتها ، ترددت بالبداية لكنها تذكرت كلام كيب فشربته بسرعة ، اغمضت عينيها قليلاً ، شعرت بأن الوقت بدأ بالتباطئ ، حتى فتحتها كانت الساعة السابعة مساءاً ، كيف و متى و ماذا حدث ؟ ، لم تجد الإجابة على هذه الأسئلة ، نظرت نحوَ الساعة لقد شربت دوائها عندَ الثانية و الآن السابعة ، خمس ساعات امضتهن بالدراسة ! ، تباً , على ماذا يحتوي هذا الدواء يحقِ السماء ؟ ، نظرت نحو الشقة ، كانت على وشكِ الانفجار ، اوووه متى فعلت هذا ، لمَ لم تنظف ام اميـ ... آهه هي ليست هنا ، أنا افتقدها حقاً ... امي ... الخدم .. الجميع ... حتى السيد المُقنع .. اشتقتُ له ! ، قامت بربطِ شعرها مثل الكعكة ارتدت ثياباً خفيفةً و بدأت تعمل كي لا تزعجها الاكمام الطويلة ، رتبت و نظفت هُنا و هناك ، فتحت نافذتها و تركت الرياح تدخل و تقلبُ جوَ الشقة ، حتى انها رتبت فراشَ آلاء و غيرته ، جلستْ بتعبٍ على الأريكة ، حملقت نحو الساعة كانت العاشرة مساءا ، اخذت شهيقاً و زفرته ، بعدها انهت استحمامها ، كانتِ النافذة لا تزال مفتوحة ، وقفت امامها و تركت الرياح تتلاعب بخصلاتِ شعرها بينما هي تُمشطه ، نظرت نحو الشقة بإبتسامةٍ و إرتياح ، ألقت بنفسها على السرير ، تقلبت يميناً و يساراً لكنها لم تستطع ، تذكرت لحظاتها مع مايك ،و ضعت أصابعها على وجنتيها ماذا تفعل الآن يكاد الملل يقتلها ، نظرت نحوَ وسادةِ آلاء ، امعنت النظر حتى خطرت لها فكرة ، وقفت بسرعة مرتديةً حجابها و معطفها الصوفي السميك ، نزلت الى مستودعِ الأغراض و المخزن ، بحثت و بحثت لكنها لم تجد حبلاً ، استاءَت قليلاً ، خرجت منهُ و رأت فتاةً تمشي برفقةٍ زميلٍ لها او حبيبها لا تعلم ، ثم فكرت بالذهاب الى مستودع الذكور لكي تقترض منهم حبلاً ، ما إن خرجت من بناية الإناث حتى تساءلت " هل حقاً هذا مهم ؟ " ، لمَ لا اجتنبُ الشرَّ و اعودُ لغرفتي ؟ " ، لكن شيئاً ما جذبها للذهابِ الى هناك ، نظرت نحوَ البناية ، خطوة واحد تفصلها للدخول ، همت بنفسها اخذت نفساً و زفرته ، دخلت و ذهبت الى المخزن سألتِ الآمر إن كانَ هناكَ حبلٌ سميك في المخزن فأجابها بنعم ، إلتمسَ الآمر سعادتها من عينيها على الرغم أنها لم تبتسم حتى ، دخبته برفقته الى المخزن ، و اعطاها الحبل ، رأت بعضاً من القطن المموج و المتهالك ، سألها الآمر ان كانت تريدن ايضا حركت رأسها بنعم ، لِيوضبهُ لها ، اشاحت نظرها بعيداً و هي تفكر أن تذهب الى قسمِ الخياطة و تقترضَ منهم قماشاً صلباً او عدة انواع من القماش لتخيطهم معاً ليصبحوا قماشاً صلباً ، لكن اذانها لم تلقتط سوى صوت الآمر و هو يطلب منها الخروج من هنا و الحفاظْ على روحها ، لم تفهم ما به حتى وجدت النارَ تلتهمه ، جفلت عيناها على وسعمها فاتحةً فاهَها ، ما هي إلا لحظات و قد تحول الآمر الى جثةٍ أمامها بينما النار لازالت تلتهب و خرجت من المخزن و التمست اسلاك الكهرباء لتطفئ الأنوار و يبقى فقط ضوءُ النار ، لم تشعر إلا و النار تقتربُ حذاءها ، قامت بإرخاءه كي تخلعه لكنه بقيَ على قدمها ، كلما أرخته كلما زادَ بقبضته على قدمها ، كانت ترى النار تقترب منها حتى صار الفاصلُ بينهما سوى مترٍ واحد ، كانت ترى الطلبة الذكور ينجونَ بأنفسهم ينظرونَ لها قليلاً كلما أردوا التقرب حتى هاجتِ النارُ عليهم اكثر ، هنا استيقظَ عقلها ، وبدأت تصرخ ، لكن النار بدأت تهيج بصراخِ ليليان و كأنها تتغذى على صوتها لتنمو اكثر ، تساقطت دموعُ ليليان راجيةً انقاذها ، حتى صرخَ بها صوتٌ مألوف لكنها لم تستطع تمييز شخصه " شدي على حذائك سيرخى " ، انزلت ليليان يديها نحو قدميها لا يوجد سوى بضعةٍ سنتيميترات ٍ تفصلها عن الإحتراق ، كما ان حذاءها أصبحَ اكثر سخونة بسبب قربِ النارِ منه ، كلما امسكت حذاءها حتى لُسعت اصابعها ، وضعت اصابعها على دموعها كي تُهدئ حروقها لكن الأمر جعلها تتألم أكثر ، صرخَ داخلها و هو يرى النار ستلتهمه ، فكرت بوالدتها و لم تعِ إلا و هي تصرخ " أمي " ، عندها توقفَ كل شيء ، حتى نظرُ ليليان فقد كانت النار امامها لا فاصلِ بينهما ، ابتسمت قائلة " أحبكِ أمي " ...........
....................................................... يتبع
Comments