في اليوم التالي ، ابتسمت ليليان و هي تتذكر ما قالهُ مايك لها ، و كيفَ اخبرها انهُ كان يفعل هذا لانه يكره الضعفاء ، ذهبت الى الكافتيريا و وضعت كمية من الزيتون منزوعٍ النوى ، اخيراً قد احضروا من هذا النوع ، دخلَ مايك و معهُ اصدقائه من الفتياتِ و الفتية ، نظرت لهُ بحماسٍ ، لكنهُ تجاهلَ نظراتها و ذهبَ ليملأ صحنهُ بما يحب ، شعرت ليليان بالكثير من الحرج و كأنها رمت بنفسها عليه ، كان هذا الشعور يذبحا و يُقطع اوصالها ، لكن و كمل نقول ، بقيت تمضغُ طعامها و كأنها تجلس على الجمر ، لكن ما استفزها اكثر هو وضع صحن ممتلئ من اللحوم و البيض و بعضٍ من الكاربوهيدرات امامها من قِبَل مايك ، رفعت نظراتها المُمَزقة نحوه بينما هو تركها و جلسَ على طاولته بجانب اصدقائه ، لم تحتمل ليليان هذا الوضع اكثر و خرجت من الكافتيريا ، و قفت بعيداً عنها و مسحت عيونها بقوة ثم بدأت بحكِ يديها حتى بدأت اضافرها تَخُطُ أثرها على ايديها ، يمكن للقريب منها ان يشعر بأنها غاضبة لكن لم يقترب منها احد ، سواه ؛
وليد : توقفي ... هل انت حمقاء ؟
استدارت ليليان و مسحت عينيها بقوة حتى جعلت الدموع تختفي و وضعت يديها خلف ظهرها ، ثم عادت لتنظر له بإبتسامة مزيفة يمكن للجميع ان يعرفها ؛
ليليان : هل تريد مني شيئا ؟
وليد : هل انت مجنونة ام ماذا ؟
ليليان : كلا لستُ مجنونة ...
وليد : اشكُ في هذا ! ... توقفي عن فعلِ هذا ليديكِ لا اعتقد انكِ صغيرة و لا تدركين ماذا تفعلين ...
ليليان : آه ... حسنا
وليد : عِديني انكِ لن تفعليها مُجدداً
في تلك الاثناء خرجَ مايك و التفتَ يميناً و شمالاً حتى وجدَ ليليان، ركضَ نحوها و وقفَ بجانبها وضعَ يدهُ الطويلة على كتفها و ضَمَّها اليه نظرَت ليليان اليه بإنقراف و تعجب و كذلك الحال عند وليد ،
مايك : أراكما تتحدثان لكنني قطعت محادثتكما .. هل لربما كُنتما تتحدثان عني ؟
وليد : كلا
مايك : إذا ابتعد عن ليليان !
وليد : لماذا هل هي حبيبتك ؟ ماذا عن لورا اذا ؟
مايك : ألا ترى أنها بريئة لِتكون احدى ضحياتك ؟
وليد : ألا ترى أننا نتحدث عنها امامها .. بالأحرى و هي في أحضانك ؟
مايك : فقط ابتعد عنها !
وليد ( بإبتسامة خلابة ) : دعينا نكمل حديثنا في لقاءٍ آخر ... بدون صحبة
_ لم تستوعب مبدئيا ليليان ما حدث ، لكنها ابعدت يدَ مايك عنها و قالت ؛
ليليان : لستُ دميةً لك كي تأتي و تتحدث معي وقتما تشاء !
مايك : دُمية ؟
ليليان : في مساءِ البارحة كنتَ تُخبرني انني شجاعة و سـتكون الى جانبي و إلى آخرهِ من الكَذبِات و اليوم تتجاهلني ؟
مايك : هههههه ... حقاً ههههه ... اذا تريدنني ان اتركَ حبيبتي و اصدقائي لأجلسَ بجانبكِ ؟
ليليان : ليسَ هذا ما أعنيه ...
مايك : لِيل ... أنتِ صديقتي بل أشبهَ بشقيقتي الصُغرى ... برأيك هل اتركُ لورا التي كافحتُ كي أجعلها تُحِبَني و أجلسَ بجانبك و أتبادل الحديث معكِ ؟
ليليان : ...
مايك : انظري اليْ
ليليان ( بنظراتٍ مِلؤها الدموع ) : لم اكن اعلم هذا المنطق ...
مايك : لا بأس لِيل ... لكن انظري الى وجهكِ أصبحَ بلونِ حجابكِ أحمراً ... ماذا هل انتِ تشعرين بالخجل ( قالها مع غمزةٍ ) ؟
ليليان : بالطبع لا ... و يقولُ أنني أختهُ الصُغرى
مايك : لا أصدقك ... بل اصبحَ أكثرَ حُمرةً
ليليان : مايك .... وضعت يديها على وجهها و تركته ذاهبةً الى شقتها ، رمَت نفسها على السرير و بدأت تتقلب و تَرْفِسُ غطاءَها
ليليان ( باللغة الألمانية ) : آه حقاً كيفَ للأمورِ أن تزدادَ سوءاً كهذا الموقف ؟
ثم غَطَّت وجهها بغطاءِها ، رَنَّ سوارها مُعلناً أن الدرسَ سـ يبدأ بعد 30 دقيقة من الآن ، و ركضت نحوَ فصلها و بدأت بدراستها حتى إنتهى اليوم و حلَّ الليل ، تسللت ليليان خارجَ المبنى و هي تشدُ على الأربطة التي لَفَّت يديها بها و ذهبت الى خلفِ بنايةِ الذكور و بدأت تلكمُ كيسَ الملاكمةِ بخفةٍ بالبداية حتى تذكرتَ جميعَ المواقفِ التي شعرت بالإحراجِ بها و بدأت تلكمُ بشراسةٍ .. حتى رأتِ الكيسَ قد تشققَ من أحدِ الجهات و مُحاولةً للسيطرةِ على ما يقعُ من داخله امسكتِ التشقق لكن صيحةَ مايك جعلتها تفتحُ الشقَ أكثر بسببِ فَزَعِها ، ركضَ مايك نحوها و هو يكاد ينفجر من الغضب لما فعلته ليليان بالكيس ، أما هي فقد كان الخوف يملأ عينيها و هي تترقب لما سَيفعلهُ مايك ، نظرَ لها بحدة ؛
مايك : كم تبقى لكِ هنا ؟
ليليان : 66 يوماً حتى أعودَ الى منزلي ... وانت ؟
مايك : 45 يوماً ... آه حقاً ليليان ... ماذا فعلتِ ؟
ليليان : كنتُ الكمُ و لم أنتبه أن الكيسَ قد تمزَقَ من جهةٍ ما ... ( بدأت بالبكاء )
مايك : سحقاً ليل توقفي ... لم أفعل شيئاً لكِ حتى أنني لم أُوَبخكِ !
ليليان : كانَ هذا مُتَنَفَسَكَ الوحيد و قد دَمَّرتُه !
مايك : آه ... حسناً حسناً إهدئي ... توقفي عن البكاء ... توقفي ماذا تفعلين بيديكِ ... إنظري إنها حمراءُ بالكامل ...
ليليان : أنا آسفةٌ حقاً ... كيفَ يمكنني أن أُعوضكَ ؟ هل أقوم بخياطتها لك ؟
مايك : لِيل من تخدعين ؟ نَفسك ؟ أنتُ مُدللةٌ و مُترفة ... و رقيقةٌ كذلك ... لم أُوَبِخكِ و بدأتِ تبكين ماذا عن خياطة هذا الجسمِ الغليظ ؟
ليليان : أعدكَ أنني سأخيطها !
مايك : ألا تفهمي ما أقول ؟ إن يداكِ رقيقتان و لا تحتملان إبرةً غليظةً كـإبرةِ هذه !
ليليان : يمكنني أن أحاول !
_ رَمَقَها بنظراتٍ جلعتها تُتَمتِم ؛ لا لن أحاول
مايك : هيا عودي الى شِقَتِكِ ...
ليليان : هل انتَ متأكد من أنكَ بخير ؟
مايك : فوراً !
تركتهُ ليليان و بدأت تجري نحوَ شِقَتها ، ما إن رمت نفسها على الفراش حتى غلبها النعاس ، و هكذا مَضَت أيامُها و أسابيعُها بهدوءٍ تام ، لكن ، كانَ الغريب أن وليد بدأ يتقرب تدريجياً من لِيل ، خاصةً أنها لم تعد تلتقي بمايك لانها تشعر بالذنب لما فعلته لكيسِ المُلاكمة ، بعدَ هذا الإسبوع كان هناكَ حدثٌ مهم يربط الطلبة فوقَ سنِ الـ 18 و تحتَ سنِ الـ 18 ، و ما يربطهم هو عدد بسيط من الأشخاص ، و كان من ضمنِ الأشخاص هي آلاء ، إذ إن آلاء إلتحقتْ بجامعةِ الصرح بسببِ ذكائها و معرفتها بالتجاربِ الكيميائية و عِشقها لهذهِ المادة ، حتى جاءَ يومُ الحدث ، لكن بالتأكيد هذا الأمر لا يشمل غالبَ الطلاب فقط المَعنيون ، طلبت آلاء من ليليان إن وَدَّت أن تُرافقها للجامعة ، بصفتها زميلةً لها ترددت ليليان و اخبرتها إن فرغَ جدولها الدراسي ستأتي ، و بعدَ إنتهاءِ اليومِ الدراسي الخاص بليليان ، خرجت من موقعِ دراستها - مَدرَسَتِها - و بدأت تتمشى بدهوء نحوَ شِقتها ، لكنها وجدت أعداداً ضخمة من الطلاب من جميع المراحل يقفون امام الجامعة ، لم تُعر للأمر أي إنتباه ، سوى أن إحدى الطالبات قد وَقَعَت باكيةً ، شَدَّ ليليان الفضول و ذهبت الى جوارها تستمع لما تقوله و لكي تعرفَ سبب بكائِها ، إتضحَ أن شقيقَ هذهِ الطالبة مصابٍ بمرضٍ لم تستطع معرفته بسببِ بكائها و عدم نطقِ الأحرف بشكلٍ صحيح و إن لم يأخذ دواءَهُ سوفَ يسقطُ أرضاً و يفشلُ إختبارهِ بعد عملَ بجدٍ عليه ، رمَقتهم ليليان بنظرة مُتسائلةٍ و مستغربة مما يحدث ، ألا يعلم الصرح بهذا الطالب المريض ؟ نظرت ليليان لسوارها فتذكرت أن إحدى الطالبات قد سَخِرنَ منها بالبداية بسبب قلةِ نقاطها ، و تذكرت أيضا أن المُساعدة يمكنها أن تمنحَ 50 نقطة ، مَشَت قليلاً للأمام ، ثمَ لعنت نفسها و عادت الى الطالبة التي تبكي و سألتها عن إسمِ شقيقها و رقمهِ و عن علاجه ، فـ أعطت الطالبة ما تحتاجُ ليليان من المعلومات .........................................يتبع
Comments