الحقيقة المخفية

جلس رين على الأرض، مغمض العينين، يتنفس بصعوبة بعد أن واجه حقيقة موته. لكن في أعماقه، لم يستطع تجاهل الفضول المتزايد بداخله. من هو السيد ذو الوجه الأحمر حقًا؟ ولماذا شعر دائمًا وكأن هذا الشخص لديه علاقة غريبة به؟ بدأت الأسئلة تتراكم في رأسه، ولم يعد يستطيع تجاهلها.

"أخبرني... من أنت؟ لماذا أنا هنا؟ وما علاقتك بكل هذا؟"

وقف السيد ذو الوجه الأحمر في مكانه المعتاد، مراقبًا رين بنظرة غامضة من خلف قناعه. بدا وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة منذ وقت طويل.

"أنت تعرف، أليس كذلك؟ الحقيقة بدأت تظهر أمامك. هذا المكان، أنا، كل شيء ليس كما يبدو."

"أعرف أنني ميت... لكن لماذا؟ من أنت؟"

جلس السيد ذو الوجه الأحمر بهدوء على الكرسي المقابل لرين، وكأنه يستعد لسرد قصة طويلة.

"اسمي... ليس مهمًا. أنا لست شخصًا يمكنك أن تفهمه بسهولة. لقد جئت إلى هنا لأساعدك، رين. كنت هنا لتوجيهك نحو الحقيقة، لكنك كنت ترفضها دائمًا."

أحنى رين رأسه، وكأن عقله لم يعد يتحمل ثقل هذه المعلومات. ماذا يعني أنه كان يرفض الحقيقة؟

"الحقيقة؟ ما هي الحقيقة التي كنت أحاول الهروب منها؟"

تنهد السيد ذو الوجه الأحمر ببطء، ثم أشار إلى المرآة المعلقة على الجدار.

"أنت لم تمُت بسبب حادث عشوائي كما كنت تعتقد. السبب الحقيقي وراء موتك هو شيء أكثر قربًا... والدتك."

شعر رين بأن قلبه توقف للحظة. والدته؟ لم يكن قادرًا على استيعاب هذه المعلومة.

"والدتي؟ ماذا تقصد؟!"

وقف السيد ذو الوجه الأحمر وبدأ يسير ببطء في الغرفة، وكأن روايته للقصة تأخذ طابعًا سرديًا خاصًا به.

"والدتك، رين، لم تكن كما كنت تظن. هي من دفعك نحو النهاية. كانت تراك عبئًا. معاناتك النفسية، قراراتك الخاطئة، كانت ترى أنك عائق في حياتها، وأن التخلص منك كان حلاً."

بدأت الذكريات تتدفق في عقل رين، لكنه رفض تصديقها. كان يحب والدته، وكان يظن أن علاقته بها طبيعية، لكن هذه الكلمات بدأت تمزق كل ما يعرفه.

"لا، هذا غير صحيح! هي كانت تحبني!"

ابتسم السيد ذو الوجه الأحمر بحزن، وكأن كلماته تحمل معه الحقيقة التي لا يمكن إنكارها.

"كانت تحبك، ربما. لكن هذا الحب لم يكن كافيًا. كانت ترى فيك تجسيدًا لكل شيء خسرته في حياتها. كل حلم ضاع، كل فرصة لم تتحقق. وفي النهاية، هي من دفعتك نحو تلك النهاية التي وجدتك فيها."

انفجر رين بالبكاء، غير قادر على تحمل تلك الحقائق المؤلمة. تذكر الليالي التي كان يسمع فيها والدته تبكي في غرفتها، وتذكر كلماتها الجافة التي كانت تخرج منهكة بعد جدالات طويلة.

"لم أكن أعرف... لماذا لم تقل لي؟ لماذا لم أفهم؟"

اقترب السيد ذو الوجه الأحمر منه، وجلس بجانبه.

"الحب يمكن أن يكون معقدًا، رين. والدتك لم تكن شريرة، لكنها كانت ضائعة. كنت أنت مرآتها لكل ما لم تستطع تحقيقه، وهذا أثقل عليها."

سحب رين أنفاسه بصعوبة، مشوشًا بين مشاعر الغضب، الحزن، والندم. كل شيء كان منطقيًا بطريقة مريعة، وكأن كل جزء من القصة كان ينكشف أمامه بوضوح لأول مرة.

"لكن... لماذا؟ لماذا أنت هنا؟"

توقف السيد ذو الوجه الأحمر لبرهة، وكأن الإجابة على هذا السؤال تحتاج لتفكير عميق.

"لقد كنت هنا لأساعدك على رؤية الحقيقة، رين. كنت هنا منذ اللحظة التي أدركت فيها أنك ميت. لا أستطيع أن أغير ما حدث، لكن يمكنني أن أساعدك على فهمه."

صمت رين لبرهة، ثم سأل بهدوء: "هل كنت تحاول مساعدتي؟"

"نعم، طوال الوقت."

عاد الهدوء ليخيم على المكان، لكن هذه المرة كان مختلفًا. رين بدأ يرى الصورة الكاملة، بدأ يفهم سبب كل شيء.

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon