مرت دقائق طويلة وكأنها ساعات بعد ظهور ذلك الوجه الغريب على سطح النافذة. شعر رين بأن الهواء حوله أصبح كثيفًا، بالكاد يستطيع التنفس. كان الخوف يجري في عروقه، لكنه لم يستطع أن يتحرك. ظل واقفًا في مكانه، مصدومًا، مترقبًا. كل شيء حوله بدا وكأنه يذوب في الظلام.
"أنا هنا يا رين..."
الصوت كان خافتًا في البداية، لكنه سرعان ما أصبح واضحًا، كما لو كان ينبع من داخل رأسه. لم يكن هناك مفر. حاول رين استيعاب ما يحدث. هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا، أليس كذلك؟ السيد ذو الوجه الأحمر كان مجرد أسطورة... مجرد قصة كانت والدته ترويها له، لا أكثر. لكن الآن، وهو يرى وجهه واضحًا على النافذة، لم يعد هناك مجال للشك.
بدأت الظلال في الزحف على الجدران من حوله. الأضواء الخافتة تلاشت، تاركة إياه في ظلام دامس. فجأة، اختفى الوجه من النافذة. الصوت الغامض الذي كان يسمعه لم يعد موجودًا، لكن الشعور بالخوف لم يتركه.
ركض رين باتجاه باب المطبخ الخلفي، حيث رأى آثار الأقدام الحمراء تتجه إلى الخارج. لكن عندما فتح الباب، لم يكن هناك شيء. الفناء كان هادئًا، الرياح الباردة كانت تهب بلطف، والليل كان ساكنًا بشكل مريب.
"أمي... أين أنتِ؟"
كان صوته بالكاد مسموعًا، يكاد يخنقه البكاء. نظر إلى السماء المظلمة، حيث لم يكن هناك قمر، فقط النجوم البعيدة التي تلمع بخفوت. لحظة واحدة فقط، سمع صوت خطوات خلفه. التفت بسرعة، وقلبه يكاد يقفز من صدره.
كان هناك شخص ما يقف في الظلال، طويل القامة وذو وجه غريب. كان السيد ذو الوجه الأحمر. ملامحه غير واضحة، لكن عيناه كانت تلمعان بلون الدم. ببطء، بدأ يقترب من رين، وشيء ما في أعماقه كان يخبره أنه لن يستطيع الهرب.
"لقد كنت أنتظرك، رين..."
تجمد رين في مكانه، وهو يشاهد السيد ذو الوجه الأحمر يقترب أكثر فأكثر. الخطوات كانت ثقيلة، وكأن الأرض نفسها كانت تهتز تحت قدميه. كل شيء حوله بدأ يفقد ألوانه، الأشجار، السماء، وحتى المنزل الذي كان وراءه. بدا العالم وكأنه ينكمش في حضرة هذا الكيان الغريب.
بمجرد أن اقترب السيد ذو الوجه الأحمر بما يكفي، توقف فجأة. لم يتحدث، لكنه أشار بإصبعه الطويل إلى رين. كان يشير إلى الداخل، إلى المنزل. عندها، فهم رين الرسالة. لقد كان عليه أن يعود إلى الداخل، لكن لماذا؟ ما الذي كان ينتظره هناك؟
رغم الخوف الذي كان يشل حركته، بدأ رين بالتحرك ببطء نحو المنزل. لم يستطع فهم ما يحدث، لكنه شعر بأن مقاومة الأمر ليست خيارًا. وعندما دخل إلى المنزل مرة أخرى، كانت الأمور أكثر غرابة.
"ما الذي يحدث؟"
المطبخ الذي كان يعج بالظلال منذ دقائق، أصبح الآن مكانًا مختلفًا تمامًا. كانت هناك أشياء قديمة مرمية هنا وهناك، وكأن الزمن قد قفز به إلى الماضي. الألعاب التي كانت مفقودة ظهرت فجأة على الأرض، والغرفة التي كان يعرفها بدت وكأنها قديمة بشكل غريب.
رين وقف في منتصف المطبخ، يحاول استيعاب كل ما حوله، حتى سمع الصوت مرة أخرى. هذه المرة لم يكن صوت السيد ذو الوجه الأحمر، بل صوت مألوف أكثر: صوت والدته.
......................
...عزيزي القارئ،...
...الفصل الثاني من The Candle and the Boy يفتح الباب لمزيد من الغموض والصراع النفسي الذي يعيشه رين. في هذا الفصل، تتعمق القصة في شخصيته بشكل أكبر وتكشف عن بعض الجوانب التي قد تكون خفية في البداية. ركزت على استكشاف الحيرة والخوف الذي يسيطر عليه، وأردت أن تشعر معه بأن الظلام الذي يعيشه ليس فقط في الخارج، بل يتسرب إلى داخله أيضًا....
...آمل أن يأخذكم هذا الفصل في رحلة عميقة نحو فهم أعمق للشخصية وعوالمها الداخلية....
...مع التحية،...
...وان شي رانغ...
تابعوني علا تويتر (X):
@wanxhi10
@wanarabic
من أجل معرفة كل جديدة عن الروايات و الكتب و للأخبار!
أتمنى لكم قراءة سعيدة
Comments
𝕸𝒊𝓪.... 💋
ما عندي تويتر
2024-10-06
1