الفصل العاشر

لا يوجد أجمل من أن تعيش بقلب وروح طفل مهما كان عمرك يبقي النقاء يسكن روحك لا يعرف الحقد طريقًا لقلبك ، هكذا هي عهد أنثي بقلب وروح طفلة لا يعرف الحقد والكره طريقًا لقلبها تملأ الكون من حولها بالحب والسعادة أتمني أن لا يدمر الزمان تلك الروح ويقسوا عليها ، نزلت عهد وهي تتأبط ذراع أخوها يتبادلون أطراف الحديث ويضحكون ،كان والدهم يجلس علي مائدة الطعام يتصفح جريدته ينتظر مجيئهم ، ألقوا عليه التحية ، جلس مازن علي يمينه وعهد علي يساره ، وكان الصمت سيد الموقف لا يسمع سوي أصوات أنفاسهم ، فمنذ ما حدث بالشركة والنقاش الذي دار بين مازن ووالده لم يخوضوا في أي حديث من بعدها ليس خصامًا ولكن مازن لايعرف ماذا يقول لوالده أو كيف يعتذر فهو كاد أن يفقد الشركة التي قضي والده عمره في بنائها ، لم تحب عهد هذا الصمت فهي عازمة علي أن تعيد المياه إلي مجاريها ، تحمحمت عهد للفت أنتباهم قبل أن تبدأ كلامها

عهد : أحمحم ..... أبي ، وأنت أيضًا أخي

فنظروا لها في أهتمام فأكملت عهد حديثها.

عهد : أنتم تعلمون كم أنا أحبكم فأنتم أغلي ما أملك في حياتي .

سامح بحنو : ونحن أيضًا نحبك يا صغيرتي .

مازن بحب : أنتِ كل مانملك ياأميرتي .

عهد : أرجوكم لا تقاطعوني .

أومئوا لها بالموافقة فأكملت عهد كلامها .

عهد : لقد عرفت بما حدث بالشركة والخصام الذي بينكم بسببه ولا تحاولوا أن تنكروا فأنا أعلم الناس بكم ، أرجوكم أنهوا هذا الخصام الذي بينكم فقلبي لن يحتمل مشاهدتكما هكذا .

أنهت عهد حديثها وقامت من كرسيها لتحضن رقبة أبيها

عهد : هيا أبي قل أنك لست غاضبًا من أخي ودعك من هذا الوجه العابس ، وأنت أخي قل شيئًا .

أفلتت عهد يدها وأبتعد بضع خطوات إلي الخلف

عهد بغضب طفولي وهي تدب الأرض بقدمها : حسنًا أنا غضبه منكما و لن أتحدث إليكما أبدا .

ثم أشاحت بوجهها عنهم وهي تنفخ خدودها في غضب طفولي جعل منظرها لذيذ يدعو للأكل .

تحدث سامح ومازن في نفس الوقت فهم لا يحتملوا أن تغضب منهم صغيرتهم

سامح ومازن : ألا غضبك صغيرتي .

فنظرت عهد بطرف عينها وقد رسم علي شفتيها شبح أبتسامه خفتها سريعًا حتي لا يروها فيجب أن تتأكد أنهما سوف يحققان لها ما تريد

سامح برجاء : إلا غضبك حبيبتي ، فأنا لست بغاضبٍ من أخوكي ، صدقيني صغيرتي فأنا فقط حزين و أشعر بالخوف عليه .

في تلك اللحظة قام مازن من مكانه وطبع قبلة علي جبين أبيه .

مازن : لا تخف ياأبي فانا بخير ، وأسف لما حدث وأعدك لن يتكرر .

أبتسم له سامح و أومأ له بتفهم وربط علي كتف ابنه بحب ، كانت عهد تنظر لهم بفرحه لأن الخلاف الذي بينهم قد أنتهي .

ذهب مازن إلي عهد التي كانت ماتزال وقفه مكانها

مازن بحب : أميرتي هل ماتزال غاضبة ،أم ماذا ؟!!!!!!

ها هو قد تصالحنا كم أمرتي يا سمو الأميرة .

ختم مازن جملته و حني جذعه خافضًا رأسه قليلًا و رافعًا يده اليمني إلي أعلي وواضعًا يده اليسره خلف ظهره كتحية الفرسان إلي الأمراء والأميرات ، ضحكت عهد بصوتٍ عالٍ بسعادة وفرحة عارمة ، أعتدل مازن وضمها إلي صدره .

سامح : هيا هيا كفي أحضانًا ، أجلسوا لنأكل .

مازن بمزاح : أووو أري أن هذا العجوز يغار منا.

سامح بمزاح : نعم أغار ، فهي أميرتي أنا .

مازن : ألم أقل لكي أنه يغار .

عهد : لا تقل عنه عجوز فهو مازال شبابًا .

سامح : حبيبة أباكي أنتِ ، تعالِ لحضن أبوكي .

فتترك عهد حضن أخوها وذهبت تجلس علي قدم أبوها وتضمه .

مازن بحزن مصطنع وهو يقوس شفتيه للأسفل : وماذا عني أنا ؟

سامح : من هو الذي يغير الآن .

عهد : دعه يغار أبي .

مازن وهو يرفع حاجبيه بستنكار : هكذا إذا ، حسنًا سوف أجعل السائق يرجع الشكولاتة التي أرسلته يجلبها لكي .

عهد وهي تنظر له بعيون كعيون الجرو : أخي .

فيضحك مازن وسامح علي منظرها الطفولي المحبب إلي قلوبهم ، عادوا لتناول فطورهم وعهد مازالت علي قدم أبيها يطعمها بيده هو مرة وأخوها مرة ، وكم شعرت بسعادة وهي تري أبوها وأخوها عادوا كما كانوا ، لكنها

لا تعلم ما الذي ينتظرها في الغد و أن كل سعادتها سوف تتحول لحزن وألم ، دعها تستمتع بتلك اللحظة ربما تكون أخر لحظات سعيدة وهادئة في هذا المنزل

................................................................................

دخل الحارس إلي الفيلا وهو يلهث من أثر الركد كي يبلغ سيده بحضور مهران الجوهري ، ما أن وصل عند سيده وقف يحاول تنظيم أنفاسه التي سلبت بسبب الركد .

سالم السيوطي : لما العجلة ، ماذا بك يابني ؟

الحارس من بين أنفاسه المتقطعة : ف ... في ال.... الخارج .

سالم السيوطي : اهدأ أولًا ثم تحدث ، ماذا هناك في الخارج ؟

الحارس بعد أن تمالك أنفاسه : أن الحج مهران الجوهري يقف بالخارج ، هل أبلغ الحرس أن يستعدوا لأي هجوم من عائلة الجوهري .

سالم السيوطي : أذهب أنت ولا تبلغ أي أحد بأي شيء ، سوف أذهب إليه وأقابله .

أوميء الحارس بطاعة وذهب إلي موقعه وخرج سالم السيوطي إلي الحديقة الخلفية فهو متأكد أن مهران الجوهري ينتظره هناك .

سالم السيوطي : كما توقعت أنك سوف تنتظرني هنا .

ظل مهران الجوهري واقفًا دون أن يلتفت لسالم السيوطي بقي ينظر أمامه يتأمل ذلك المكان يسترجع كل تلك الذكريات التي داهمته بمجرد أن دخل إلي هذا المكان ،

ظلوا هكذا لبعض الوقت ينظروا أمامهم دون أي كلام ليقطع مهران هذا الصمت

مهران : المكان كما هو لم يتغير منذ عقود .

سالم : الأماكن لا تتغير النفوس هي التي تتبدل.

................................................................................

ودعت عهد أخوها وأبوها قبل ذهابهم للشركة وقد كانت تتراقص فرحًا كونها حققت مرادها وتمكنت من أنهاء الخصام بين أبوها وأخوها ، كانت كالطفلة التي حصلت علي حلوي أو لعبة جديدة ، وبما أنها تشعر بالسعادة وقد ملت من الجلوس بالمنزل فهي تعزل نفسها منذ عودتها عن الجميع لكنها اليوم تشعر بنشاط وطاقة كبيرة فقررت الخروج وقضاء اليوم مع أصدقائها فقد أشتاقت لهم أخرجت هاتفها من جيب سروالها لكي تراسلهم .

عهد : أين أنتم يابنات ؟ لقد أشتقت لكم كثيرًا

سارة : امممم شهد هل سمعتي أحد ينادي ؟

شهد : هل هناك أحد غيرنا في الجروب فمنذ أسبوع نحدث أنفسنا 😏

عهد : هل أنتهيتم ؟ 😤

شهد : هل سمعتي أخر الأخبار ؟ 🤔

سارة : لا ، قولي سريعًا 😳

شهد : سمعت أن عهد أخيرًا قررت الظهور .

سارة : هل حقًا سوف تتنازل وتتحدث معانا ؟😏

عهد : كفي مزاحًا .

سارة : أنظرِ ياشهد من ظهر أخيرًا .

شهد : أووووو أنها عهد حقًا .😯

عهد : هل تعلمون لن أتحدث معكما بعد الآن .😤😤😤😤

سارة : أنتظرِ نحن نمزح.

شهد : أنتِ غضبة من مزاحنا معكي ، وماذا عن قلقنا عليكي لمدة أسبوع ونحن نحاول الأطمئنان عليكي وأنتِ فقط تتجاهلين كل الرسائل والمكالمات .

سارة : علي مهلك عليها ياشهد حتي نفهم ماحدث معها .

عهد بندم: أعلم أنكما غضبتان مني ، أنا أسفة لأنني جعلتكما تقلقان 😞😞😞، سوف أفعل أي شيء لكي تسامحني.

سارةة : أي شيء أي شيء

عهد: نعم أي شيء

شهد : إذا دعونا من الرسائل ، نتقابل أولًا ثم نكمل حديثنا.

عهد : حسنًا موافقة .

سارة : وأنا أيضًا موافقة ، ولكن أين سنذهب ؟

عهد : لتسوق كالعادة .

شهد : ثم نذهب لتناول الغداء ، يوجد مطعم جديد يقدم طعامًا رائعًا.

عهد : هل كل ما يوجد برأسك هو الطعام فقط ؟

شهد : وهل يوجد في الحياة ما هو أجمل وألذ من الطعام ؟

سارة : عهد لا تتجدلي معها في أمر الطعام الآن لن تتوقف حينها ، دعونا نستعد وسوف أمر عليكم بعد ساعة .

شهد :حسنًا سوف أذهب للأستعداد.

عهد : حسنًا سوف أنتظركما ، إلي اللقاء .

سارة : إلي اللقاء شهد : إلي اللقاء .

بعد أنهت عهد حوارها مع سارة وشهد أتصلت علي والدها تبلغه أنها سوف تخرج مع أصدقائها و أرسلت لأخوها و تخبره أيضًا ، ثم صعدت لغرفتها تبدل ملابسها .

................................................................................

أما عند آسر بعد أن أنتهوا من الفطور وتوجهوا إلي الشركة بسيارة آسر وبمجرد وصولهم نزل آسر وخلفه حازم وحاتم يسيرون بكل ثقةٍ وثباتٍ وكأنهم يملكون كل قوة و جبروت العالم نهيك عن وسامتهم المفرطة يكفي تلك الهالة القوية التي تحيط بهم التي ترعد أوصال الرجال ، وتذيب قلوب النساء ، دخلوا الشركة متجهين إلي المصعد ، ولم يجرؤ أحد من الموظفين علي رفع عينه والنظر لهم ليس حرصًا منهم علي العمل ولكن خوفًا من بطش الطاغية فهو لا يرحم من يقصر في عمله لو حتي ثانية واحده فلا تلومن إلا نفسك حينها ، ركبوا المصعد وضغط حاتم زر الطابق الموجود به مكاتبهم ، كان الصمت مسيطر عليهم منذ خروجهم من القصر حتي كسر حازم هذا الصمت

حازم : ماذا هناك ما هذا الشرود ؟

آسر ببرود : أتمني أن توفر فضولك هذا للعمل .

توقف المصعد في تلك اللحظة قبل أن يعلق حازم ، خرج ثلاثتهم وقبل أن يتجه كل منهم إلي مكتبه

حازم بمزاح : قبل أن أبدأ تركيز في العمل ، لا تنسوا موعدنا علي الغداء .

حرك آسر رأسه يمينًا ويسارًا بقلة حيلة من هذا الاحمق ، ثم تركهما وذهب إلي مكتبه .

حاتم بجدية : أشعر أن هناك شيء مختلف في آسر اليوم .

حازم : ما المختلف فيه هو دائمًا هكذا ؟

حاتم : ألم تلاحظ حديثه معك في القصر ، بدا وكأنه شخصًا أخر .

حازم : تقصد أنه كان عاطفي بعض الشيء .

حاتم : أنت تعلم جيدًا كم هو بارد وقاسي .

حازم : نعم أعلم ، ولكن ها هو عاد لبروده لاتشغل بالك .

ربط حازم علي كتف حاتم قبل أن يتركه ويذهب إلي مكتبه ، بقي حاتم شاردًا بضع لحظات د قبل أن يتحرك إلي مكتبه هو الآخر .

................................................................................

بالعودة إلي الصعيد حيث فيلا السيوطي وقف كلًا من سالم السيوطي ومهران الجوهري ينظران إلي ذلك المكان حيث ذكريات الماضي بكل ما يحمله من فرح وحزن فأخر لقاء بينهم في هذا المكان تحديدًا كان من أكثر من ثلاثيين عامًا .

سالم : هل أتيت لتسترجع ذكريات الماضي ؟

مهران بنظرة تحمل معاني الألم والحزن : وهل نسيته لأسترجعه ؟

سالم : إذا أخبرني سبب مجيئك إلي هنا ؟

مهران وهو يوجه نظره إلي سالم : أحفادنا .

ألتفت سالم ونظر له بعدم فهم : ماذا بهم ؟

مهران : آسر و مازن سيدمر كل منهم الآخر .

سالم ببرود : وما الجديد في ذلك ؟

مهران بغضب : ما هذا البرود يا سالم لم أعهدك بهذا البرود؟

سالم : منذ متي وأنتَ تهتم بالصراع الذي بينهم ؟

مهران : أصبحت أهتم منذ أن علمت السر الذي أخفه ابنك سامح عن الجميع .

رفع سالم حاجبه بعدم فهم لما يقوله مهران : هل تتحدث بالألغاز الآن ؟

مهران : أنظر إلي هذا الملف وسوف تفهم ماأقصده بكلامي .

ألقي مهران بملف علي المنضدة التي أمامهم عقف سالم وجهه في أستنكار لما يحدث ، ألتقط الملف وبدأ يطالعه بتمعن ومهران يتابع ملامح وجه سالم وتأثير ما داخل هذا الملف عليه وفاجئةً تجهمت ملامح وجه سالم الذي أخذ يزيد إلي أن تحول لغضب مع أخر ورقه في الملف ثم رفع الملف في وجه مهران

سالم بغضب شديد : ما هذا الهراء ؟ هل تسخر مني أم ماذا ؟

مهران ببرود : كما توقعت أنك لم تكن تعلم أنتَ أيضًا .

سالم بغضب : لأنه محض هراء لعبة تلعبها أنتَ وحفيدك آسر .

مهران بغضب : الزم حدود ياسالم لست أنا من يقوم تلك الحركات الصبيانية .

سالم وقد أعتري وجهه الصدمة : أن كانت هذه هي الحقيقة قد خدعني ابني كل هذا الوقت .

مهران : لست وحدك الذي خدع ، فقد خدعنا جميعًا .

سالم بعصبية : ابني أنا يفعل بي هذا يتركني أتعذب وأموت قهرًا ووجعًا كل يوم أمامه ، هذا الحقير ، سأعيد تربيته من جديد .

مهران : لاتزال كما أنت أحمق تعميك العصبية .

سالم بعصبية : مهرااااااااان الزم حدودك .

مهران : حسنًا اهدأ الآن واستمع لي جيدًا

................................................................................

ما هو السر الذي يخفيه سامح السيوطي عن الجميع ؟ و ما هي الخطة التي وضعها مهران الجوهري وسالم السيوطي ؟ وما تأثير تلك الخطة علي الأحفاد ؟ وما موقف آسر ومازن ؟ وكيف سيكون رد فعل عهد ؟

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon