الفصل الثامن

حياتنا كموج البحر بين مد و جذر ، فرحٍ وحزنٍ ، قد تمر علينا أيام وليالي عاصفة ، تليها ليالي هادئة مستقرة ، هكذا هي الحياة  شد وجذب ، صعودًا وهبوطًا.

بعد ذلك اليوم العاصف وكل ما  دار  به من أحداث ، مر أسبوعٍ هاديء نسبيًا فعلي ما يبدوا أنه سوف يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة ، خلال ذلك الأسبوع كان مازن مشغولًا في الشركة يحاول أن يتدارك الوضع ويعوض الخسارة الفادحة التي ضربت رأس مال الشركة فهو يحاول  أن ينجوا بالشركة بأقل خسائر ممكنة.

أما آسر وحازم فقد أنتهوا من جميع الصفقات والأعمال العالقة في فرع الشركة بباريس ، وعادوا إلي القاهرة منذ يومين ، وخلال تلك الفترة كان آسر  يتجنب الحديث مع حازم تلافيًا لحدوث أي شجار آخر بينهم ، وحازم أيضًا حرص علي أن يكون التعامل بينهم في حدود العمل ،

فهو يريد  أن يترك آسر حتي يهدأ حتي لا يخسروا بعضهم البعض  فهو يعتبر آسر أخوه ، يعلم أنه قد تمادي في رد فعله حين وصله معلومات عن ماحدث بشركة السيوطي ، الجميع يعلم حساسية الوضع بين مازن وآسر ، ولكن هو أيضًا في موقف لا يحسد عليه فمازن كان بمنزلة الأخ لهم ، وبين صداقته لحازم وغضب آسر الذي لا يهدأ وقع حازم فريسة بينهم ، كم يتمني أن ينتهي الخلاف الذي دام أكثر من ١٠ سنوات ولا أحد غير تلك الحرباء من يعلم الحقيقة التي أختفت بختفائها ، قد قرر بعد عودتهم إلي القاهرة أن يذهب إلي آسر  ، يكفي تجنب النقاش أكثر من ذلك  ، واتفق مع حاتم أن يذهب معه . ‏................................... ............................................  ‏

أما عهد قد أمضت  الأسبوع متقوقه علي نفسها بين صفحات الكتب  لا تخرج من غرفتها إلا للحديقة لتقضي بقية اليوم وهي ترسم ، لم ترغب في الخروج أو الحديث مع أحد رغم إلحاح أصدقائها عليها للخروج ، فتلك الروح المرحة المشعة بالحياة حين تحزن أو تتألم تتحول إلي طفلة منطوية .

لقد عرفت بما حدث في الشركة والخسارة الفادحة والشجار الذي دار بين أخوها و أبيها ، وكم شعرت بالضيق والأسي بسبب ذلك ، حاولت أن تتحدث مع والدها وتصلح الوضع بينه وبين أخوها ولكنه طلب منها ألا تشغل نفسها بذلك الأمر .

لم تستطيع  طول هذا الأسبوع أن تتحدث مع أخوها فقد كان يعود  في وقت متأخر من الليل بسبب العمل والوضع في الشركة وأحيانًا أخري يبقي هناك حتي الصباح ، كانت تشعر بمازن عندما يدخل إلي غرفتها  بهدوء عند عودته ليطمئن عليها ويقبل جبينها ويخرج قبل أن يقظها ، لم يكن يعلم أنها مستيقظة بالفعل تنتظر عودته ليطمئن قلبها عليه ، ولكنها لم تريد أن يعلم كي لا تثقل كاهله وتجعله قلقًا عليها وعلي صحتها بسبب السهر فهو يكره ذلك ، يكفي عليه مشاكل العمل .

اليوم قد قررت عهد أن تستيقظ مبكرًا وتعد الفطور للجميع بنفسها ، وأن تصلح الوضع بين مازن وأبيها وهذا قرارًا لا رجعة فيه أما الصلح أو أن تقاطعهم هي وتغضب منهم لن تتحدث معم أبدًا أبدًا 😤😤 لهم أن يختاروا . ( كم هي حازمة في مواقفها ألم أقل لكم طفلة ههههههه)

بعد أن فاقت واستعادت نشاطها قامت من السرير وتوجهت إلي الحمام أخذت حمامًا سريعًا وخرجت بعد.عشرة دقائق تلف جسدها بمنشفة تصل إلي نصف فخدها وتضع واحده أخري علي رأسها تجفف بها شعرها ، فتحت دولابها والتقطت بنطال جينز أزرق و قميص  وردي اللون وحذاء رياضي أبيض اللون وضعت القليل من عطر البنفسج ورفعت شعرها علي شكل كعكة مبعثرة التي أنسابت منها بعض الخصال فتركتها حرة علي وجنتيها التي لم تزيدها ألا جمالًا، نظرت لنفسها في المرآة لتتأكد من طلتها قبل أن تخرج من الغرفة .

نزلت إلي الطابق الأول وهي تركد علي السلم كطفلةٌ صغيرة تملأ الكون بالبهجة والنشاط ، كان الوقت مازال مبكرًا ولا يزال الجميع نائمًا ، دخلت إلي المطبخ شغلت الموسيقي وبدأت في إعداد الفطور للجميع وهي تتمايل علي أنغام الموسيقي ، وبعد فترة استيقظت الخادمة  والسيدة عفاف ليتفاجئوا بعهد وقد أستعادت نشاطها وروحها التي تبهج الجميع .

الخادمة رقية : صباح الخير أنسة عهد .

عفاف : صباح الخير  الخير يابنيتي .

عهد : صباح الخير  رقية ، صباح الخير  خالتي .

عفاف : ما هذا الصباح الجميل والوجة المشرق !

عهد : لقد قررت أن أعد الفطور للجميع اليوم .

رقية : أنستي لماذا لم تنتظري لكي نساعدك ؟

عفاف : أرتاحي يابنيتي وسوف نقوم نحن بتجهيز كل شيء

رقية : نعم ، أنستي فلتتركي لنا أمر تجهيز كل شيء ولا ترهقي نفسكِ .

عهد بضحكة مشرقة : لقد أنتهيت بالفعل ، كفي كلامًا هيا هيا تناولوا فطوركم ، وأنا سوف أذهب لأنادي أبي وأخي كي نفطر سويًا .

خرجت عهد من المطبخ وهي تقفز وتجري بمرح  كطفلة صغيرة وعفاف ورقية يتابعوها بسعادة لعودتها لسابق عهدها ، صعدت السلم ، وفي طريقها لغرفة أبيها رأته خارجًا منها  ويغلق الباب خلفة،  فجرت عليه وأرتمت في أحضانه فضمها سامح إليه بحنان .

سامح : صباح الخير ياصغيرتي .

عهد : صباح الخير أبي لقد أشتقت إليك .

سامح وهو يمسح علي رأسها بحنان : وأنا أيضًا ياصغيرتي أشتقت إليكِ .

عهد : أبي لقد أعددت الفطور ، أريد أن نأكل معًا أنا وأنتَ وأخي ، أرجوك أبي .

سامح ببتسامه حانيه : حسنًا صغيرتي

عهد وهي تقفز بفرح كالأطفال : شكرًا لك أبي .

وطبعت قبله علي وجنة أبيها وتركته وهي تركد كطفلة صغيرة إلي غرفة أخيها

‏................................. ‏.................................  ‏.................................  ‏................................. 

استيقظ حازم  عند الساعة  الخامسة صباحًا فقد قرر أن يذهب إلي آسر لينهوا هذا الخلاف بينهم قبل أن يذهبوا إلي الشركة ، قام حازم من السرير بتثاقل شديد فهو لم ينم غير ساعتين بسبب التفكير  ، دخل إلي الحمام ووقف تحت المياه البارده لعلها تساعده أن يستعيد  نشاطه  وتخمد  وقود أفكاره بعد ربع ساعة خرج من الحمام يلف جزءه السفلي  بمنشفه وعاري الصدر  ويضع منشفة  أخري علي رأسه يجفف بها شعره دخل غرفة الملابس ليختار منها قميص أبيض اللون وبدلة رمادية وحذاء  جلد أسود ، أرتدي ملابسه وترك أول زرارين من قميصه ليظهر جزء من صدره العريض فهو لا يرتدي ربطة العنق عادة إلا في المناسبات الرسمية ، وضع القليل من عطره وأخذ مفاتيحه وتوجه إلي الأسفل وكان حاتم في أنتظاره فقد أتفق مع حاتم  أن يذهب معه

‏.................................  ‏.................................  ‏.................................  ‏.................................

ينتظرنا في الفصل القادم الكثير  الأحداث لقاء بين عهد وآسر  ظهور شخصيتين لأول مرة في الأحداث سيقلبون الموازين هل سوف تظهر معهم أحداث الماضي أم سوف تنتظر قليلا سوف نعرف لاحقًا

أعلم الفصل قصير ليس به الكثير من الأحداث ولكني قد وعدتكم بنزول البارت اليوم لذلك قررت أن أنشر هذا الجزء بوعد بكتابة فصل جديد خلال يوم او يومين

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon