الفصل التاسع

وكالعادة استيقظ آسر في الخامسة صباحًا ليبدأ يومه ببمارسة الرياضة كما هو معتاد قام من علي سرير و توجه للحمام غسل وجهه وارتدي بنطال قطني رمادي اللون وفوقه قميص من القطن بنفس اللون وحذاء رياضي أبيض و توجه إلي الخارج ليبدأ في العدو كما هو معتاد كل صباح ، استغرق منه حوالي ساعة ليعود إلي قصره بعد انتهاءه ، وفي طريقه إلي الداخل لمح سيارة حازم عند المدخل فنظر بعينه تجاه الحديقة فوجد كلًا من حازم وحاتم يجلسون علي أحدي المقاعد الموجوده بالحديقة وقبل أن يقفوا ليذهبوا إليه يحيوه، تجاهلهم آسر تمامًا وأكمل طريقه إلي الداخل وصعد إلي غرفته و توجه إلي الحمام ، وقف تحت الماء البارد لفترة من الوقت ثم خرج من الحمام بصدر عاري ويلف جزءه السفلي بنشفة والمنشفة الأخري يجفف بها شعره ثم توجه إلي غرفة الملابس ليختار قميص أسود اللون وبدله رمادية اللون ورابطة عنق سوداء وحذاء جلد أسود .

................................................................................

بعد أن تركت عهد والدها ذهبت مسرعة إلي غرفة أخوها وكعادتها فتحت الباب دون أن تطرق الباب أو تنتظر من يأذن لها بالدخول فهي طفلة لن تكبر أبدًا نظرت تجاة السرير وجدته مرتبًا أعتقدت أن اخوها خرج مبكرًا قبل أن تستيقظ حتي ، وقبل أن تغادر الغرفة سمعت صوت فتح باب الحمام وخرج مازن وهو يرتدي بنطال قطني أسود اللون وعاري الصدر .

صرخت عهد بخجل وأغمضت عينها : أاااااااااا أخي

لما يتفاجئ مازن فقد كان معتاد علي مشاغبات وصراخ تلك الصغيرة التي أغمضت عينها بسبب خجلها .

مازن وهو يقرص خدها بخفة : قطتي المشاغبة التي لا تتعلم أبدًا ، متي سوف تطرقين الباب قبل الدخول ها !

نفخت عهد خدودها دليلًا علي تذمرها الطفولي كم كان شكلها لذيذ وقابلة للأكل بتلك الخدود المنتفخه كالكرة القطنية .

قهقة مازن علي منظرها وعبث بشعرها يبعثر خصلاته ،

تركها وذهب إلي الدولاب أخذ قميصًا أبيض وبنطال أزرق اللون ودخل إلي الحمام يرتدي ملابسه .

................................................................................

أنتهي آسر من ارتداء بدلته وقف أمام المرآة وهو يصفف شعره ويضع القليل من عطره وأرتدي ساعة يده التي صنعت له خصيصًا ونقش عليها أول حرفين من اسمه ، نظر علي نفسه في المرآة نظرة أخيره قبل أن يغادر الغرفه ، نزل إلي الأسفل ، وكان حاتم وحازم مازالوا في أنتظاره في غرفة الأستقبال نظر لهم بطرف عينه ودخل إلي غرفة الطعام جلس علي كرسيه وشرع في تناول قهوته فهو غالبًا يكتفي بقهوته السوداء في الصباح ، وبعد قليل ذهبت الخادمة إلي حازم وحاتم وتحدثت بكل احترام

الخادمة : السيد.آسر يطلب منكم مشاركته علي الفطور .

حاتم : حسنًا أذهبِ أنتِ .

وبعدها ربط حاتم علي فخد حازم يحثه علي القيام وأن يظل هادئًا ويتمالك ربطة جأشه فهم يريدون أنها الخلاف لا أن يزيدوا الأمر سوءًا وهو يعلم جيدًا آل الجوهري حين يفقدون أعصابهم فهم أشد عصفًا من الأعاصير ، قام حازم معه ودخلوا إلي غرفة الطعام جلس حازم علي يسار آسر وحاتم إلي جواره ، بيدأوا الأكل في صمت رهيب لا يسمع سوي أصوات الشوك والسكاكين أثر احتكاكها بالصحون ، وأصوات أنفاسهم ، تحمحم حازم ليكسر الصمت ويبدأ في الحديث

حازم : أحمحم ، آسر أنا أس......

فقاطعه آسر قبل أن يكمل كلامه : قبل أن تكمل لا داعي للاعتذار ، فكلانا قد أخطأ .

نظر حازم وحاتم لبعضهم البعض في عدم فهم ليس من عادة آسر أن يعترف أنه مخطيء فهذا النرجسي المصاب بجنون العظمة لا يعترف بخطئه أبدًا ، تجاهل آسر نظراتهم لبعضهم البعض وأكمل حديثه

آسر ببرود : ما حدث قد حدث وأنتهي ، فلو تأخرت يومًا آخر كنت أتيت أنا إليك .

حازم بمزاح : ليتني لم أتي اليوم وكنت أتيت أنت 😉.

فضحك آسر عليه ولكمه في كتفه بمزاح : أيها الوغد لن أجعلك تنولها.

وقف حازم ورمي نفسه في أحضان آسر فهو يعتبره أخوه الأكبر لا ابن عمه فقط فهما قد نشأ معًا منذ الصغر ، ليشد آسر علي عناقة ويربط علي كتفه فهم لم يعتادوا أن يطول الخصام بينهم كل هذا الوقت .

حازم : أشتقت لك أخي .

آسر : وأنا أيضا أشتقت لك ، أيها اللعين أياك مهما حدث بيننا أن تتجنبني مرةً أخري .

حازم ببراءة مصطنعة : أعتذر أخي لن أعيدها مرة أخري .

حاتم بمزاح : كم أنا مسكين أستيقظت قبل الفجر لتحضنوا أنتم بعضكم البعض وتتركوني أموت جوعًا .

ضحك آسر وحازم علي كلامه ثم عاد حازم إلي مقعده يكملوا فطورهم ثم فاجئة تحدث حازم : ما رأيكم أن نذهب بعد الأجتماع ونتناول الغذاء معًا

حاتم : أنا موافق .

آسر بجدية مصطنعة : موافقًا ، ولكن بشرط .

حازم بحماس : موافق علي أي شرط ، ولكن ماهو ؟

آسر : الغذاء علي حسابك .

حاتم : والعشاء أيضًا

حازم بمزاح : أوتش ، لقد ألبس نفسي في مغرظ ،حسنًا موافق .

ضحكوا جميعًا ثم أكملوا فطورهم وتحركوا ليذهبوا إلي الشركة

................................................................................

كانت عهد ماتزال تغمض عينها لا تعلم أن أخوها قد أخذ ملابسه ودخل إلي الحمام ، أرتدي ملابسه وخرج وجدها كما هي تخبيء وجهها بيدها ، ضحك مازن علي منظرها

مازن : أفتحِ عينك صغيرتي .

فتحت عهد عينها وجدت أن أخاها قد أرتدي ملابسه التي كانت عبارة عن قميص أبيض وبنطال أزرق ، ووجدته يقف أمام المرآة يقوم بعقد رابطة عنقه أقتربت منه وأمسكت يده وأخذت منه رابطة العنق ووقفت علي أطراف أصابعها حتي تصل إلي طوله وقامت هي بعقدها ثم تناولت سترة البدلة وساعدته في أرتدائها ، ثم وقفت تنظر لأخوها من خلال المرآة وهي تقف خلفه

عهد بدلل : كم أنا محظوظة بأمتلاك أخٍ وسيم مثلك .

تحدث مازن بجدية مصطنعة وهو ينظر لها عبر المرآة : اااااااهٍ علي حظي أمتلك قطة مشاغبة لا تكف عن الشغب أبدًا .

قوست عهد شفتيها في حزن كالهريرة الصغيرة أبتسم مازن علي منظرها الطفولي الجميل ، ألتفت إليها و وجذبها إلي أحضانه : أمزح معكِ يا أميرتي الصغيرة ، لكن هذا لا يمنع انكِ مشاغبة وأنا أحب هكذا قطتي المشاغبة .

لتلف عهد ذراعيها حول خصر أخيها وتدخل نفسها إلي صدره أكثر وهو أحكم عناقة عليها أكثر : أشتقت لك أخي

مازن بحنان : وأنا أيضًا صغيرتي أشتقت لكِ .

عهد : أحبك أخي .

أنحني مازن ووضع قبله علي رأسها فهي لا تكاد تصل نصف جزعه فهي قزمة بالنسبة له ، وبعد ثواني فصلت عهد عناقهم وخرجت عن أحضان أخوها بسرعة .

مازن باستغراب : ماذا حدث صغيرتي ؟ ما الذي أزعجك ؟

عهد : لقد نسيت أنني جاءت أصطحبك لتتناول الفطور معي أنا وأبي فقد أعددت الفطور بنفسي .

مازن وهو يرتدي ساعته : شكرًا لكي حبيبتي ، لكني لا أشعر بالجوع سوف أتناول قهوتي في الشركة .

عهد برجاء : أرجوك أخي فمنذ زمن لم نأكل سويًا ، ارجوك أرجوك .

أوميء لها مازن بالموافقة وهو يبتسم ، أخذت عهد تقفز في الهواء كالأطفال .

عهد بفرحة : مرحي ، مرحي .

قهقة مازن علي منظرها فقد كانت كالطفل الذي حصل علي حلوي من أبيه .

أنتهي مازن من أرتداء ملابسه بالكامل ووضع بعضًا من عطره ، ثم أخذت عهد تدفعه أمامها للخارج

عهد : هيا أخي هيا أسرع سوف يبرد الطعام .

................................................................................

من سماء المدينة الممتلئة بالعوادم وشوارعها المزدحمة ومبانيها العالية إلي أحدي قري الصعيد حيث السماء الصافية والهواء النقي العليل والمساحات الخضراء الشاسعة ، حيث الطبيعة الهادئة والنفوس النقية فقد غلبت طبيعة المكان علي قاطنيه فعطاءهم نابع من روح الأرض وخيرها ونفوسهم النقية كنقاء سماءها ، بمجرد أن تضع قدمك داخل أحدي القري تشعر أنك بعالم آخر خالي من الصخب ، ورغم هذا الهدوء والنقاء إلا أنه من تلك القرية قد بدأ كل شيء ذلك الماضي الذي أعتقدوا أنه قد دفن بموت أبطاله ولن يكتشف أحد تلك الأسرار أو هكذا أعتقدوا ولكن علي مابيدوا أن للزمان رأي آخر فرغم مرور أكثر من ٣٠ عامًا قد حان وقت تجلي الحقائق .

توقفت سيارة سوداء اللون شكلها يدل علي مدي ثراء صاحبها نزل منها رجل ذو طول فارع تبدوا علي ملامحه الصرامة والقوة رغم تخطيه عقده السادس ببضع سنوات ، والتجعيد التي قد برع الزمان في رسم خطوطها علي وجهه إلا أنه يتسم بالوسامة والقوام رياضي الممشوق ، نظرته كنظرات الصقر التي تخترق روحك تدرس تفاصيلها ، وقف أمام بوابة الفيلا يتأملها فهي كما هي منذ عقود لم تتغير ، تقدم بخطوات ثابتة واثقة متأكًا علي عصاه ليس لضعف بنيانه وأنما لتكتمل بها هيبته ووقاره مع ذلك الجلباب الصعيدي والعباءة والعمامة التي تغطي رأسه تلك الهيبة التي ترعد أوصالك وتذيب روحك بمجرد النظر إليه مع تلك الهالة القوية التي تحيط به ، ما ان رأي أحد الحرس السيارة أقترب ليري من بداخلها وبمجرد أن رأي ذلك الشخص وهو يقف أمام أبواب الفيلا أرتعدتت جميع أوصاله لم تعد قدميه قادرة علي حمله ، دخل مسرعًا يبلغ عن قدوم "مهران الجوهري " الغير متوقع لفيلا السيوطي .

................................................................................

ما سر سبب هذه الزيارة التي جاءت بعد ٣٠ عامًا من الخصام والحرب ما هو السر الذي علي وشك أنك يكتشف وما علاقة هذه الأسرار بعهد وآسر ، وماذا سيحدث في لقاءهم الثاني .

هناك الكثير والكثير من الأسرار ولقاءات لم تكن في الحسبان

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon