الفصل السابع (ذكريات الماضي)

**الماضي والحاضر والمستقبل ، يقولون أن الماضي هو بوابة المستقبل ، فعند الشروع في بناء مستقبل مشرق يجب علينا أن نجعل حاضرنا بلا ألم ونعيشه بلا ندم ، وهذا يعتمد علي ماضينا وما صنعته أيدينا .

‏من منا بلا أخطاء وبلا ذنوب لا أحد ، الجميع يخطيء ويندم ولكن هناك من يجعل نفسه أسيرًا للماضي سجينًا فيه ، أما شعورًا بالذنب أو رغبةً في الأنتقام ، وهنا يتحول حاضرنا ومستقبلنا إلي جحيمٍ يحطمنا ويحطم من حولنا .

‏وكما قيل الماضي هو بوابة المستقبل فعليك أن تختار أما تجعله نعيمًا أو جحيمًا ، فأي بابٍ ستختار نعيم الحاضر ورخاء المستقبل أم جحيم الماضي ودمار المستقبل ، وتذكر جيدًا أننا من صنعنا الذكريات وبأيدينا أن نتخلي عنها ونكمل الطريق ، وقد يكون سوء فهم في الماضي ، وعنادٌ في الحاضر ، يدمر مستقبلنا .

‏أترك الماضي للماضي ودعه يمر ، ولا تنبش في أسرارٍ لو كشفت لتحولت حياة الجميع إلي جحيم .

‏..............................................................................................

لا تأمرني أن أفعل دون أن تقنعني ، هذا هو مبدأ الشباب قبل أن تضع لي قاعدة أو توجه لي أمرًا عليك أولًا أن تجعلني أقتنع ، أن تكون من كبار العائلة أو شيوخها هذا لايجبرني علي أطاعة الأوامر دون أقتناع ، فلك مني الأحترام وليس الأنصياع .

أعطني سببًا وليس أمرًا جد لي مبررًا لما تأمرني به ، هذا هو مبدأ شباب عائلتي السيوطي والجوهري ، فأن لم يوضحوا لنا سبب الخلاف فلا تطلبوا أن تنتهي صداقتنا فلا دخل لنا بمشاكل لم نعشها ولم نعرف لها سببًا .

أن اراد الكبار أن تبقي الأسرار أسرارًا لا دخل لنا بهم .

فقد زاد عناد ( ثلاثي الوسامة ) كما كان يطلق عليهم في الجامعة ، آسر و حازم الجوهري و مازن السيوطي ، لا تتعجبوا فعداء العائلتين لم يجعلهم يبتعدوا عن بعضهم ، فقد كانوا أفضل الأصدقاء وعلاقتهم قوية ، و حاتم وهدان أيضًا ولكنه افترق عنهم وقت دخول الجامعة فقد ألتحق بكلية الشرطة ، وكانوا علي تواصل دائم فقد كانوا كالأخوه رغم ألحاح شيوخ العائلتين بالابتعاد عن بعضهم ، ولكن ما حدث في ذلك العام في الجامعة قد دمر صداقتهم بشكل مأسوي .

وكعادة العائلات الثرية أن ترسل أبناءها إلي الخارج لإكمال دراستهم في الخارج ، فقد سافر آسر الجوهري ومازن السيوطي لدراسة الهندسة المعمارية وإدارة الأعمال في أحدي جامعات كاليفورنيا ، ليمكنوا بعد ذلك من تولي إدارة شركات عائلاتهم فكل منهم الحفيد البكر لعائلته ، ورغم أن حازم يصغرهم بعامين إلا أنه كان متفوقًا علي أقرانه الذين هم في نفس عمره وأستطاع أن ينهي مرحلتين دراسيتين في مرحلة واحده لذكاءه الحاد ، وقد ألتحق بنفس الجامعة مع آسر ومازن ، فقد كان ثلاثتهم لا يفترق طوال الوقت إلا أثناء النوم فقد أعتقد زملائهم بالجامعة أن آسر ومازن توأم لشدة قربهم من بعضهم البعض وتشابه طباعهم وتلك الملامح الحاده التي لم تزيدهم إلا وسامه والهالة القويه التي تحيط بكليهما .

ولكن ما حدث في ذلك الوقت قد زعزع تلك الرابطة القوية وحطم صداقتهم .

في ذلك الوقت كان هناك فتاة يتصارع من أجلها الجميع ويحاولوا أن يتقربوا إليها ولكنها دائمًا ما كانت تنهرهم وترفض التواصل معهم ، ولكنها علي العكس مع ثلاثينا الوسيم فقد كانت هي التي تحاول التقرب منهم وكسب صداقتهم فهي التي كانت تلاحقهم دائما ، وشيئًا فشيء حتي أصبحوا أصدقاء تستغل قربها منهم في تجنب مضايقات الشباب الآخرين ، فمن يجرؤ علي الأقتراب من صديقة آسر الجوهري .

..................................................................................................

ليليان فتاة في العشريين من عمرها شديدة الجمال ذو قوامٍ ممشوق وشعرٍ كسلاسل الذهب منسدلٍ علي ظهرها كخيوط الحرير ، وكأن جمالها مأخوذ من معني اسمها ، فاسم ليليان في قاموس اللغة تعني ضوء القمر الساطع ، جميلة كزهرة السوسن النضرة ، وكما يقال " لا يغرنك الثعبان ملمسه ، إن الأفاعي وإن لأنت ملامسها ، عند التقلب في أنيابها العطب" . فلا تنخدع بالجمال وتنسي خبث النوايا ، فقد يخفي هذا الجمال تحته كثير من الشر .

....................................................................................................

في ذلك اليوم آسر كان مشغولًا في الشركة ولم يذهب إلي الجامعة ومازن أيضًا كان هناك بعض الأعمال العالقة التي تحتاج إلي تواجده في شركته فكل واحدٍ منهم كان مسئول عن فرع الشركة الخاصة بعائلته في أمريكا ، أما حازم فكان يعلم أن آسر ومازن لن يستطيعوا الحضور اليوم للجامعة فقرر هو الذهاب بمفرده ، وهو في طريقه للمحاضرة سمع من ينادي عليه

............ : حااااااااازم ... حاااااااااازم .

حازم ببرود : نعم ..... ماذا هناك ليليان ؟

ليليان بدلال : أهناك ما يمنع أن أنادي علي صديقي .

حازم ببرود : لست صديقك ليليان .

ليليان وهي تتصنع الحزن وتأثرها من كلام حازم : كنت أعتقد أننا أصدقاء أنا وأنتم .

حازم بكل برود : صديقة لآسر ومازن وليس لي

وتركها وذهب إلي المحاضرة دون أن يعطيها فرصة للرد .

أسرعت ليليان خلفه تحاول جذب انتباهه طول فترة المحاضرة ولكنه كان يتجاهلها وبمجرد انتهاء المحاضرة خرج حازم متوجهًا للكافيتريا جلس علي أحد الطاولات يراجع بعض النقاط المهمه في المحاضرة ، وقد لحقت به ليليان وبمجرد أن رأته سحبت الكرسي وجلست بجواره دون أن يأذن لها بالجلوس ، ورغم أن حازم هو الأكثر لينًا في التعامل بينهم والأكثر مرحًا إلا أنه لم يتقبل ليليان منذ أن رأها أول مرة ، ومنذ أن أصبحت ملتصقه بهم كالعلكة كان يشعر بالاشمئزاز والنفور منها دون أن يعرف سببًا لذلك .

ليليان بغنج : لماذا تكرهني يا حازم ؟ ماذا فعلت أنا لتكرهني ؟

حازم ببرود : ماذا تريدين ليليان لا داعي لتمثيل أمامي ؟

ليليان وهي تحاول الأقتراب منه أكثر : أريد أن نصبح أصدقاء .

حازم ببتسمة ساخرة : ألم يكفيكي من حولك ؟!!!!!

ليليان بدلال : لا ... ما رأيك أن نصبح أصدقاء ؟

حازم ساخرًا : ليس لدي وقت .

ليليان متجاهله ماقاله : أين آسر ومازن ؟ لماذا لم يحضروا اليوم ؟

حازم ببرود : أذهبِ و أساليهم بنفسك .

ليليان وهي تحاول أستفزازه : الجميع يعلم أن عائلتكم وعائلة مازن أعداء ، كيف أصبح ثلاثتكم أصدقاء ؟

حازم بحده : ليس لكِ دخل فيما لا يعنيكي .

ثم تركها وذهب إلي محاضرته .

أمسكت ليليان هاتفها لتكتب رسالة تخبر أتباعها أن آسر ومازن لم يحضروا اليوم إلي الجامعة .

.................................................................................................

بعد حوالي ساعة في مكان شبه مهجور أتصلت ليليان علي آسر وهي منهاره من البكاء وكل ثيابها ممذقه ،

ليليان : آسر النجدة أنقذني أرجوك .

و أنقطع الخط بعدها ،و حاول آسر الأتصال عليها مجددًا فلم يجد أي رد ، فقام آسر باستخدام جهاز الحاسب الألي ليحدد موقع هاتفها وعندما حدد موقعها نزل مسرعًا يركب سيارته متجهًا إليها .

قبل ذلك بقليل وصلت مكالمة هاتفيه إلي مازن تخبره أن صديقه آسر قد تعرض لحادث وحالته حرجه وهو موجود بالمشفي ، ودون تفكير أسرع مازن للمكان الذي حدده له الشخص الذي أخبره . وكان كلًا من آسر ومازن يساوره القلق والخوف ، ويرسم ألف سيناريو لما حدث .

وصل مازن أولًا للمكان وبمجرد نزوله من السيارة تلقي ضربة علي مؤخرة رأسة أفقدته الوعي .

وبعد ربع ساعة وصل آسر للمكان و بدأ البحث عن ليليان

ليسمع صوت بكاء ويتوجه ناحيته مباشرةٍ فوجد ليليان منهارة في الأرض تبكي وثيابها ممذقة ، بجواره مازن بدون ثياب وقد استيقظ للتو مصدوم يضع يده علي رأسه يتحسس مكان الضربة غير مدرك مايحدث حوله .

بمجرد أن رأي آسر هذا المشهد تجمدت جميع أوصاله ولم يستطيع الحراك .

آسر بحده : ما الذي يحدث هنا ؟

ليليان من بين شهقاتها : ماااا ....... مازن أخبرني أنك تعرضت لحادث وأنك بالمشفي وهو بعيد فذهب معه في سيارته وبمجرد وصولنا هاجمني . وبمجرد انهاءها لجملتها غطت وجهها بيديها و تعالي صوت شهقاتها .

كل هذا ومازن مازال مصدوم غير مستوعب ماتقوله ليليان يحاول أن يتذكر ما حدث له بعد نزوله من السيارة .

آسر بغضب عارم : أيها النذل الحقير ، لقد أعتقدت أنك تختلف عن عائلتك ولكنك مثلهم .

وتركهم وخرج مسرعًا وقف مازن وأرتدي ملابسه سريعًا وخرج خلف آسر كي يوضح له ما حدث وأنه لا علاقة له بما يجري .

لكن آسر لم يعطيه فرصة يوضح موقفه أويسمع منه ما حدث بالفعل ، ذلك النرجسي لم يعطي فرصة حتي لنفسه ليفكر ويتحقق من الأمر .

ففي بعض الأحيان يكون الواقع مغاير للحقيقة ، وعدم أدراكنا الكامل للحقيقة قد يسبب كارثة في كثير من الأوقات ، فلاتعطي أحكامًا صارمه دون وعي منك للحقائق ، لا تجعل جهلك وعنادك سببًا في دمارك ودمار من حولك .

................................................................................................

end the flash back :

أستيقظ آسر ليجد نفسه أنه مازال في الشركة وقد سقط في النوم دون يدرك ، فقام من مكانه وأرتدي سترته وخرج من الشركة عائدًا إلي الفندق .

ومازن أيضًا قد فاق من نومه ووجد أنه قد أستسلم للنوم وهو جالس بجوار أخته ، فقام من جانبها ببطيء شديد كي لا تستيقظ فالتعب يبدو واضحًا علي ملامحها ، وقبل أن يخرج من الغرفة وضع قبله علي جبينها .

مازن : أسف صغيرتي ، دموعك غالية علي وتمذق نياط قلبي .

..................................................................................................

ليليان : أأألووو ... نعم لقد وصلت إلي المطار ، لا تقلق ، لقد عدت لهم و جعبتي بها الكثير ، وسأجعلهم يندمون .

.................................................................................................

ظهور الماضي من جديد قد يكون سببًا في دمار الجميع ماينتظرهم أكبر من توقعات البعض ، أن تصنع حلمًا فيظهر لك شبح الماضي ويدمره شيءً قد لا يتحمله البعض منا .

أن خبايا الماضي وأسراره علي وشك أن تنكشف ، فما يحتويه الماضي من خبايا ستصيب لعنته الجميع .

‏**

الجديد

Comments

Maryam Mahran

Maryam Mahran

كملي🙂

2022-05-28

2

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon