..."شكرًا لكم، أيها الزبائن! أتمنى لكم يومًا سعيدًا!"...
...عندما دخلت متجر الملابس، كانت يداي فارغتين، لكن عند خروجي، شعرت بثقلهما بسبب الملابس التي اشتريتها للتو....
...حاولت "بيل" مساعدتي في حمل الأغراض وأخذت تتململ بجانبي، لكنني رفضت بحزم: "لا داعي، إنها ملابسي، لذا سأحملها بنفسي. احملي أنتِ أغراضك الخاصة."...
..."يجب أن تكون يداي ممتلئتين حتى أشعر بأنني تسوقت حقًا!"...
...لم يكن لديَّ رغبة في لفت الانتباه، فلو أدرك أحدٌ أنني "سلفيا"، الابنة النبيلة لعائلة "أتلانتي"، فقد يثير الأمر مشكلات....
...كيف لابنة دوق أن تحمل مشترياتها بنفسها بدلًا من أن تعطيها لخادمها؟...
...سيبدأ الناس في انتقادي، قائلين إن هذا غير لائق وغير محترم. لكن لا أحد هنا يعرفني، لذلك لا داعي للقلق بشأن نظرات الآخرين....
...لكن لا أحد هنا يعرفني، لذا لا داعي للقلق بشأن نظرات الآخرين....
...الناس يعتقدون أن "سلفيا"، ابنة دوق "أتلانتي"، شخصٌ مختلف تمامًا عني الآن....
..."إلى أين نذهب الآن؟"...
...شعرت بأن التوجه إلى متجر الأعشاب مباشرةً سيكون أمرًا مملًا....
..."لديّ الكثير من المال، فلماذا لا أستمتع بالتسوق أكثر؟"...
...كان الشعور بالقدرة على شراء كل ما أريد دون القلق بشأن المال رائعًا. لذلك، أردت أن أستمر في هذه المتعة قليلًا، وبدأت أبحث عن متجر آخر يمكنني التبضع منه....
...وفي تلك اللحظة، سمعت صوتًا مألوفًا:...
..."إنه يناسبك تمامًا! كما هو متوقع من الآنسة "إيرين"!"...
..."إيرين؟"...
...استدرت نحو الصوت، فرأيت "إيرين" واقفة بين مجموعة من الناس....
...لم تكن وحيدة. على عكس "سيلفيا"، التي لم تكن تملك أصدقاء، كانت "إيرين" دائمًا محاطة بالكثير من الناس....
...كان برفقتها أربع فتيات، وصبيّان، وسبعة فرسان للحراسة—مجموعة كبيرة بالفعل....
...كانت منطقة التسوق في "بورتورام" كبيرة جدًا، وتنقسم إلى عدة أقسام حسب الطبقات الاجتماعية والمستوى المادي للزبائن....
...يمكن تصنيفها بشكل عام إلى ثلاث مناطق رئيسية:...
...1. منطقة المتاجر الفاخرة التي يرتادها النبلاء....
...2. منطقة المتاجر المتوسطة التي يرتادها الأثرياء من العامة....
...3. المنطقة العامة التي تضم المتاجر العادية....
...كُنا حاليًا في المنطقة المتوسطة، حيث نادرًا ما يتواجد النبلاء، لذا كان ظهور مجموعة "إيرين" الفاخرة يثير الفضول لدى المارة....
...كان الجميع يبتعدون عنهم بهدوء، وكأنهم يخشون أن تتسبب مخالطتهم للنبلاء بمشاكل غير متوقعة....
...'من الأفضل ألا ألفت الأنظار.'...
...رأيت الآخرين يبتعدون عنهم، فقررت أن أفعل الشيء نفسه....
...حتى لو كنت قد فقدت الوزن وارتديت ملابس بسيطة، لا يمكنني الشعور بالأمان التام....
...فـ "إيرين" هي شقيقتي الصغرى، والأشخاص الذين كانوا معها هم من النبلاء الذين تمت دعوتهم إلى حفل عيد ميلادي مؤخرًا....
...معرفتي بهم لأكثر من عشر سنوات تعني أن هناك احتمالًا أن أحدهم قد يتعرف عليّ....
...إذا حدث ذلك، وأخبروا دوق "أتلانتي" بوجودي، فسيكون الأمر مزعجًا....
...آخر شيء أريده هو مقابلة ذلك الدوق المزعج مرة أخرى....
...كنت على وشك الابتعاد تمامًا، لكن فجأة. سمعتُ حديثًا جذب انتباهي:...
..."هل حقًا تريدين إهداء هذا إلى السيدة 'سيلفيا'؟"...
...توقفت في مكاني عند سماع اسمي....
...'لماذا يتحدثون عني؟'...
..."أنتِ تريدين أن تهدي هذا لسلفيا؟"...
..."نعم، أعتقد أن هذا سيبدو رائعًا عليها."...
...كانت "إيرين" تبتسم بخجل وهي تحمل مشبك شعر أزرق مزين بالزهور....
...'إذن... إنها تفكر في إهدائي هذا؟'...
...لم يكن الأمر ذا أهمية في البداية، لكن عندما فكرت فيه أكثر، أدركت أن علاقتي السيئة مع "إيرين" كانت السبب الأكبر في مستقبلي المظلم....
...'إذا كنتُ قادرة على تحسين علاقتي بـ 'إيرين'، فقد يتغير مستقبلي الكئيب!'...
...لم يكن من المنطقي أن أتجاهل هذا الموقف....
...إذا أصبحت علاقتنا جيدة، فقد لا أواجه ذلك المصير المظلم الذي كان ينتظرني....
...'يجب أن أفكر في هدية مناسبة لها قبل العودة إلى المنزل.'...
...إذا تلقيتُ هدية من "إيرين" ورددتُ عليها بهدية أخرى، فقد يقربنا ذلك من بعضنا البعض....
...وهكذا قررتُ أن أغادر وأبحث عن شيء مناسب لأهديها....
...'حسنًا، سأبحث عن هدية لها!'...
...كنت على وشك المغادرة عندما سمعت شخصًا يقول:...
..."إهداء هذا لسلفيا؟ لا أعتقد أنه خيار جيد... ألا تعلمين المثل القائل: 'اللؤلؤ في عنق الخنزير'؟"...
..."ماذا؟!"...
...'هل... هل تعني تلك الفتاة أنني خنزير؟'...
...من الواضح أن هذه إهانة موجهة لي!...
...لم أتمكن من رؤية من قال ذلك، لكن الجميع انفجروا بالضحك....
...كانوا جميعًا يضحكون، رجالًا ونساءً على حد سواء، باستثناء شخص واحد فقط......
..."هل تقصدين إهانة أختي؟" ...
...صوت "إيرين" البارد جعل الجميع يلتزمون الصمت....
...كانت "إيرين" صاحبة أعلى مكانة بين الحاضرين، والجميع كانوا يسعون لكسب ودّها. لذلك، لم يكن أحد يجرؤ على الاستمرار في الضحك بعد أن غضبت....
...في النهاية، بقيت الفتاة التي قالت التعليق المهين واقفة وحدها أمام "إيرين"....
...لكن مظهرها بدا مألوفًا لي......
...'أين رأيتها من قبل؟'...
...بعد لحظة من التفكير، تذكرت......
...'إنها تلك الفتاة التي قالت لي سابقًا: ‘أشفق على الخياط الذي يخيط ملابسك’!'...
...إنها نفس الفتاة التي قالت لي ذات مرة: "يا له من أمر مؤسف لخياطك أن يصنع لكِ هذه الملابس!"...
...آه، صحيح! إنها ابنة "كونت إيفادين"...
...'يبدو أنها لم تتغير أبداً.'...
..."الآنسة "إيفادين"، هل لديكِ ما تقولينه؟"...
...احمر وجه "إيفادين" وبدأت تتلعثم في الدفاع عن نفسها:...
..."لا، لا! لم أقصد الإهانة! كنت فقط أظن أن الآنسة 'سيلفيا' لن تقدر قيمة هذه الهدية، فقد رمت إحدى هدايا الآنسة 'إيرين' السابقة في القمامة!"...
...لم أكن أعلم أنني، أو بالأحرى "سلفيا" السابقة، قد رميتُ هدية "إيرين" في القمامة!...
...لا عجب أن هؤلاء النبلاء يكرهونني....
...لكن حتى مع هذا العذر، لم تبدُ "إيرين" مقتنعة تمامًا، وظلت تنظر إلى "إيفادين" ببرود....
..."حقًا؟ لماذا أشعر أنكِ كنتِ تهينين مظهر أختي؟"...
..."لا، لا! أقسم أنني لم أقصد ذلك!"...
...شعرت "إيفادين" بالتوتر، وحاولت تبرير كلامها....
...لكن على الرغم من تبريراتها، لم يبدُ أن "إيرين" اقتنعت بها....
...بدأت "إيفادين" تتظاهر بالبكاء، مما جعل "إيرين" تتردد للحظة....
...لكنني لم أكن سأسمح لهذا بالانتهاء بهذه السهولة!...
..."بيل، احملِ هذه الأكياس للحظة."...
...سلّمتُ أكياسي إلى "بيل"، ثم شققت طريقي عبر الحشد متجهة نحو "إيرين" ومجموعتها....
...عندما اقتربت، التفت الجميع إليّ، ونظروا إليّ بريبة....
...فجأة، استلّ الحراس سيوفهم ووجّهوها نحوي....
..."توقفي عند هذا الحد!"...
...شعرت بطاقة قاتلة تتجه نحوي، لكنها لم تكن غريبة عليّ....
...'هذه الطاقة... إنها نفس الطاقة التي شعرت بها من الدوق نفسه في الماضي.'...
...لكنني لم أتوقف. وواصلتُ السير حتى لامس السيف رقبتي، مُحدِثًا جرحًا طفيفًا....
...لم أشعر بالألم، فقد واجهتُ ما هو أسوأ من ذلك بكثير....
...رفعتُ يدي التي غلفتها بالمانا، وأبعدتُ السيف برفق، مما صدم الفارس الذي كان يمسك به....
...ثم نظرتُ إلى "إيرين" وقلتُ بهدوء:...
..."إيرين... إنها أنا."...
...حدّقت فيّ بصدمة، ثم همست:...
..."أختي...؟"...
...في تلك اللحظة، جثا الفرسان على ركبهم، يطلبون العفو....
...لكن الأهم من ذلك كله... أن "إيرين" ركضت نحوي، فـابتسمتُ لها قائلة:...
..."هل شُفيتِ؟"...
...أجابَت بحماس:...
..."نعم! لقد تعافيتُ تمامًا!"...
Comments