الفصل الرابع : التوتر والمشاعر المتصاعدة

بعد أن غادر شون وعائلته، كانت كاثلين جالسة بمفردها في غرفة المعيشة، لا تستطيع أن تتخلى عن الأفكار التي تشوش ذهنها. كأن كل شيء في حياتها قد انهار، ولكنها في نفس الوقت كانت تشعر بشيء غريب—الشعور بالتحرر.

ماتيو، الذي لم يكن بعيدًا عنها، شعر بتردد كاثلين. اقترب منها، وجلس بجانبها على الأريكة. كانت عينيه تلمعان بحرص وتفهم. "هل أنتِ بخير؟" سألها بصوت هادئ.

تنهدت كاثلين، وأجابت بحزن: "لا أستطيع أن أصدق أن كل شيء أصبح بهذا الشكل. لقد كنت أعلم أنني سأصل إلى هذه اللحظة، لكنني لم أكن مستعدة لها."

نظر إليها ماتيو بحنان، ثم قال: "أنتِ قوية، كاثلين. مررت بالكثير، ولا شك أن هذه اللحظة هي فقط بداية جديدة. أنتِ تستحقين الأفضل، وأنتِ تملكين القوة لتبني حياة أفضل."

ابتسمت كاثلين ببطء، لكنها شعرت بالراحة في كلمات ماتيو. كان هو الشخص الوحيد الذي يفهم مشاعرها ويقف بجانبها دون أن يحاول تغيير ما في داخلها. شعرت أن هذه اللحظة كانت بداية لتغير جذري في حياتها.

لحظة مشاعر متضاربة

في اليوم التالي، قرر ماتيو أن يأخذ كاثلين إلى مكان بعيد عن كل تلك الضغوطات—مكان يتيح لهما الحديث بحرية. اختار أن يأخذا جولة في الريف على مدار اليوم. كان الجو في الخارج منعشًا، والهواء النقي يساعد على تهدئة الأعصاب. وعندما وصلوا إلى أحد التلال المرتفعة، وقفوا معًا، يراقبون الغروب.

"هذا هو السلام الذي كنت أبحث عنه"، قالت كاثلين، وهي تتنفس بعمق.

ماتيو نظر إليها بنظرة عميقة ثم قال: "أحيانًا يحتاج الإنسان إلى الهروب من الزحام ليجد نفسه."

نظرت كاثلين إليه، ثم تراجعت خطوة واحدة. "أنت حقًا تعرف كيف تجعلني أرى الحياة بشكل مختلف."

ابتسم ماتيو، وقال بصوت خافت: "أنتِ تستحقين أن تعيشي بسلام، كاثلين."

نقل العلاقة إلى مستوى جديد

بينما كانا يجلسان في السيارة في طريق العودة، بدأت الأجواء تصبح أكثر حميمية. أضاءت أضواء المدينة من حولهم، لكن الأضواء في قلب كاثلين كانت تتألق بطريقة مختلفة. نظر ماتيو إلى كاثلين بابتسامة دافئة، ثم قال: "لقد مررت بالكثير، ولا أستطيع أن أتخيل ما شعرت به طوال تلك السنين. لكنني هنا الآن، وأريد أن أكون جزءًا من حياتك."

كاثلين، التي كانت غارقة في مشاعرها، نظرت إلى ماتيو بدهشة ثم قالت بصوت ضعيف: "ماتيو، أنا لا أعرف ماذا أقول. أنت تجعلني أشعر أشياء لا أعرف إن كنت مستعدة لها بعد."

شعر ماتيو بمشاعر متضاربة أيضًا، لكنه لم يستطع تجاهل الرابط الذي بدأ يتشكل بينهما. "أنتِ لا تحتاجين أن تكوني مستعدة. أنا هنا لأجعلك تشعرين بالأمان، ولتكوني على طبيعتك."

اقترب ماتيو منها، ووضع يده على يدها بحذر، ثم قال: "أريدك أن تعلمي أنني سأكون هنا دائمًا، مهما كان."

تحديات جديدة، ولحظات رومانسية

ولكن الحياة لم تكن دائمًا مليئة بالسلام. بعد أن بدأ شون في محاربة كاثلين من خلال نشر الأكاذيب عنها، بدأت تظهر صعوبة الوضع أكثر. فقد تعرضت كاثلين لضغوطات هائلة من الصحافة، وكان من الواضح أن شون وعائلته سيستخدمون كل ما في وسعهم للحفاظ على سمعتهم.

في أحد الأيام، كان ماتيو يجلس مع كاثلين في مكتبه، بينما كانا يناقشان الخطوات التالية في خطتهما للانتقام. ولكن وسط المحادثة، شعر ماتيو بحاجة ملحة للتعبير عن مشاعره تجاهها. فبينما كان يتحدث عن الخطة، قال فجأة: "أنتِ لا تعرفين كم تغيرت حياتي منذ أن دخلتِ فيها."

كاثلين، التي كانت تركز على النقاط التي يذكرها، رفعت عينيها إليه وابتسمت. "أنت دائمًا ما تجد الوقت للحديث عن الأشياء الصغيرة، أليس كذلك؟"

قال ماتيو بابتسامة خفيفة: "الأشياء الصغيرة هي ما يصنع الفرق. وعندما يتعلق الأمر بكِ، لا أريد أن أترك أي شيء صغير يفوتني."

ثم اقترب منها، ولم يستطع مقاومة الرغبة في الاقتراب أكثر. همس في أذنها: "أنتِ تجعلينني أرى الحياة بشكل مختلف. كل لحظة معكِ هي مغامرة جديدة."

ابتسمت كاثلين، وأجابته: "وأنت تجعلني أعيش تلك المغامرات بسعادة حقيقية."

تفاعل قوي بين الشخصيات

في لحظة من التوتر، عندما كان شون يحاول تهديد كاثلين باستخدام نفوذه، توقفت كاثلين عن الكلام فجأة. كانت تقف بجانب نافذة مكتبه، وعينها ثابتة في الأفق. شعر ماتيو بتوترها، فاقترب منها بحذر، وقال: "لا تدعيه يؤثر عليكِ. أنتِ أذكى من أن تنخدعي بكلامه."

ثم مد يده وأمسك بيدها، وقال: "لا تقلقي، لا شيء يمكن أن يوقفنا الآن. أنا هنا لأجعلكِ تشعرين بالقوة. أنتِ ستكونين بخير."

حاولت كاثلين أن تبتسم، لكنها شعرت في قلبها بشيء غير مريح. ومع ذلك، فإن كلمات ماتيو أعطتها القوة لتواصل معركتها، ولتثق في أن ما بينهما كان أقوى من أي تهديد.

نهاية الفصل بتعهد جديد

مع مرور الأيام، أصبح ماتيو وكاثلين أكثر قربًا من بعضهما البعض. كانت مشاعرهما تتعمق شيئًا فشيئًا، وكان كل منهما يرى في الآخر شيئًا لم يكن يتوقعه. كانت تلك العلاقة، التي بدأت بدافع الانتقام، تتحول إلى شيء أعمق. ومع كل لحظة يمران بها معًا، كانا يشعران بأنهما يجدان الأمل في الحياة مرة أخرى.

وفي نهاية اليوم، عندما كانوا يجلسون في صمت معًا، تحت ضوء القمر الخافت، قال ماتيو: "أنا هنا لأجلك، كاثلين. لا يهم ما يحدث في المستقبل، سأكون هنا."

وأجابته كاثلين بابتسامة هادئة: "وأنا هنا لأجلك، ماتيو. لن تذهب وحدك في هذه المعركة."

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon