الفصل 6:بداية السقوط

-

رغم السعادة التي غلفت بداية حياتهما الزوجية، لم يكن الانتقام ليترك كاثلين وماتيو دون أثر. في كل مرة يحققان فيها خطوة نحو تدمير شون، كان شعور غريب يخترق الأجواء، كأن الغضب الذي يغذيهما يبدأ بتسميم ما تبقى من فرحتهما.

على الجانب الآخر، كان شون يمر بأسوأ مراحل حياته. كل شيء بدأ ينهار حوله. شركته التي كانت رمز قوته وعنوان نجاحه أصبحت مجرد أطلال. كلما دخل مكتبه، شعر أنه محاصر في مكان يعج بأشباح ماضيه. الصور التي كانت تزين الجدران، تلك التي تظهره مبتسمًا بجوار شركائه والمستثمرين، أصبحت عبئًا عليه. بدا وجهه في الصور كأنه ينظر إليه بسخرية، يذكره بما كان وما فقد.

---

### البداية

ذات ليلة، وبينما كان يجلس وحده في مكتبه الخاوي، وجد ظرفًا أبيض على مكتبه. كان الظرف يحمل عنوانًا بسيطًا: **"إلى شون."** فتحه بيدين مرتجفتين، ووجد بداخله صورًا توثق مخالفاته المالية التي طالما أخفاها. تلك الأخطاء التي بنا عليها جزءًا كبيرًا من ثروته. كان الظرف يحتوي على ورقة مكتوب عليها كلمات قليلة بخط يد ثابت: **"كل شيء يعود لصاحبه، شون."**

شعر شون بالغضب يغلي في داخله. ألقى الصور بعنف على الأرض وبدأ يصرخ:

"لا يمكن أن تكونا إلا أنتما! كاثلين وماتيو! لن أسمح لكما بتدميري هكذا!"

لكن رغم صرخاته، كان يعلم في داخله أن قوته بدأت تتلاشى. لم يكن لديه الأدوات أو الحلفاء للرد. الأصدقاء الذين اعتادوا دعمه ابتعدوا عنه تدريجيًا، والمستثمرون الذين وثقوا به سابقًا أغلقوا أبوابهم في وجهه.

---

### كاثلين على مفترق الطرق

بينما كانت كاثلين تراقب انهيار شون، شعرت بشيء من الراحة. كان هذا السقوط دليلًا على أن خطتها نجحت. ومع ذلك، كان هناك شعور آخر يتسلل إلى أعماقها. شعور غريب يشبه الندم أو ربما الشفقة.

في إحدى الأمسيات، وبينما كانت ترتب بعض الأوراق القديمة، وجدت صندوقًا قديمًا مليئًا بذكريات ماضية. صورة لها مع شون يوم تخرجهما من الجامعة، رسالة حب كتبها لها ذات مرة، وهدية صغيرة قدمها لها عندما احتفلا بذكرى ارتباطهما الأولى. توقفت لثوانٍ طويلة وهي تتأمل تلك الأشياء. شعرت أن هناك جزءًا منها لا يزال متعلقًا بتلك اللحظات، رغم كل ما حدث بعد ذلك.

لكنها أغلقت الصندوق بسرعة وأعادته إلى مكانه، محاولة دفن تلك الذكريات مع ألمها القديم. لم تكن مستعدة للاعتراف بأن جزءًا منها لا يزال يرى في شون شيئًا أكثر من مجرد هدف للانتقام.

---

### قلق ماتيو

على الجانب الآخر، كان ماتيو يبدو واثقًا وقويًا في الظاهر، لكنه كان يخفي صراعًا داخليًا لا ينتهي. كلما اقتربا من تدمير شون، كلما زاد شعوره بالخوف من أن هذه الحرب ستترك أثرًا دائمًا عليهما، وربما تفسد حياتهما التي كانا يحاولان بناءها.

ذات ليلة، وبينما كانا يجلسان معًا، قال لها بصوت مغموس بالقلق:

"كاثلين، الانتقام أحيانًا يُكلف أكثر مما نتوقع. هل هذا ما نريده حقًا؟ أن نكون مثل شون، نعيش في دائرة لا تنتهي من الألم؟"

نظرت كاثلين إليه بصمت. كانت كلمات ماتيو تطرق شيئًا ما في داخلها، لكنها لم تكن مستعدة للاعتراف بأنها قد تكون محقة.

---

### تهديدات غامضة

في تطور غير متوقع، علم ماتيو وكاثلين أن شون بدأ في بيع أصول شركته بأسعار زهيدة لتغطية ديونه المتراكمة. بدا وكأنه قد وصل إلى حافة الانهيار. ومع ذلك، كانت هناك شائعات تتردد بين المقربين منه بأنه يخطط لخطوة انتقامية أخيرة.

ذات مساء، بينما كانت كاثلين تستعد للنوم، وصلتها رسالة نصية من رقم مجهول. كانت الرسالة تحتوي على كلمات قليلة فقط، لكنها كانت كافية لإشعال مخاوفها:

*"كل شيء لم ينتهِ بعد. شون لا يزال لديه ما يخسره، وأنتِ أيضًا."*

شعرت بالبرودة تسري في عروقها وهي تقرأ الكلمات. نظرت إلى ماتيو الذي كان يجلس على الأريكة يراقب هاتفه بقلق، لكنها لم تخبره بما حدث.

---

### شون واستعادة السيطرة

في مكان آخر، كان شون يعد خطته الأخيرة. لم يكن مستعدًا لأن يسقط دون قتال. بدأ في البحث عن أدلة تدين كاثلين وماتيو، محاولًا استخدام ماضيهما ضدهما. علم من خلال مصادره أن ماتيو قد قام سابقًا بعدة تعاملات مالية مشبوهة، وأن كاثلين لديها سر قديم حاولت إخفاءه.

---

### المواجهة الأخيرة

في ليلة عاصفة، تقاطعت طرق الثلاثة مجددًا. هذه المرة، لم يكن الأمر مجرد حرب خفية. اجتمعوا وجهًا لوجه، كل منهم يحمل معه أعباءه وأسلحته.

قال شون بنبرة مشوبة بالغضب:

"هل تعتقدان أنكما ستنتصران؟ لقد دمرتماني، لكنكما ستخسران كل شيء في النهاية."

ردت كاثلين بصوت ثابت:

"ربما، لكننا لم نكن نحن من بدأ هذه الحرب."

نظر شون إلى ماتيو وقال:

"وأنت؟ هل تعتقد أنها ستبقى معك بعد كل هذا؟ أم أنها ستتركك عندما ينتهي كل شيء؟"

لم يجب ماتيو، لكن كلماته أثارت شكوكه، تلك الشكوك التي حاول طمسها لوقت طويل.

---

### نهاية غير مكتملة

مع تصاعد التوتر بينهما، لم يكن واضحًا من سيخرج منتصرًا في النهاية. كان الثلاثة يعلمون أن هذه المواجهة لن تكون الأخيرة، وأن الظلام الذي بدأ يلتهمهم جميعًا سيظل موجودًا.

الانتقام، الذي كان يبدو في البداية كوسيلة لاستعادة العدالة، أصبح الآن عبئًا يحطمهم ببطء. وفي تلك اللحظة، لم يكن السؤال الوحيد الذي يشغلهم هو: *من سينتصر؟* بل: *هل يمكن لأي منهم أن يخرج سالمًا؟*

---

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon