لقد نجح براين في إنقاذ ثماني فتيات مراهقات تم خطفهن من قِبل عصابة الجمجمة، وقد تم اعتقال عشرة من أعضاء العصابة وتسليمهم إلى الشرطة، دعوهم يعالجون أمورهم مع الشرطة، فليس بوسع براين التدخل أكثر من ذلك؛ إذ لم يكشف بعد عن هويته الحقيقية، وكل ما يستطيع فعله هو إبلاغ الشرطة عن جرائمهم عبر الهاتف العمومي.
بيد أن الفتيات الثماني كشفن للشرطة عن رجل ملثمٍ بخوذة سوداء أنقذهن، لذا أطلقن عليه لقب "الفارس بالخوذة السوداء".
وقد أصبحت الحادثة قصة مثيرة للفضول انتشرت بسرعة في البلاد جمعاء، تتساءل الألسن عن هوية هذا "الفارس بالخوذة السوداء" المجهول.
"رجلٌ مجهول قام بإنقاذ ثماني فتيات من تشكيل عصابي للخطف، وللأسف حتى الآن لا أحد يعلم عن هوية الشخص الملقب بالفارس بالخوذة السوداء. رغم إلقاء القبض على العناصر العشرة المشتبه بهم، فإنهم لا يزالون صامتين دون تقديم أي إيضاحات."
هذا ما تناقلته شاشات التلفزيون، وحاليًا يجلس جوردن أمام الشاشة متابعًا الخبر، ما ألهب غضبه حتى أخذ يرمي كوب البيرة الذي بيده.
"اللعنة!"
جرس...
ألقى جوردن الكوب على الجدار فتحطم الكوب وتناثرت شظاياه على الأرض.
"من يجرؤ على التحدي، ألا يدرك مع من يتعامل؟" كان جوردن في قمة الغضب جرّاء ما فعله الرجل الملثم، فقد تكبد خسارة فادحة.
كان يلهث بشدة، يحاول أن يكبح جماح غضبه نحو الشخص الذي تعرض لعمله. "لن أدعه يفلت من العقاب."
عند سماع صوت الكسر، دخلت تاشيا الغرفة قلقة، "ما بك يا جوردن؟ هل حصلت مشكلة؟ لماذا تعبث بالغرفة هكذا؟"
أثار كلام تاشيا غيظ جوردن أكثر. "أه، لا داعي للتدخل! تزيدين من صداعي فحسب!"
"لم أقصد ذلك، لكن..."
بادر جوردن بدفع تاشيا بعنف حتى سقطت على الأرض وجُرحت في ركبتها "آه!" صرخت تاشيا وهي تتألم.
"توقفي عن التمارض، إنها جراح بسيطة!" لم يشعر جوردن بالأسف على فعلته، ربما لم تكن لديه مشاعر تجاهها أصلًا.
"نظفي الفوضى الآن، فأمامي موعد مع السيد آرسن." قال جوردن وهو يلتقط مفاتيح سيارته من على الطاولة وغادر تاركًا تاشيا وراءه.
ذرفت تاشيا دموعها، كان تصرف جوردن يختلف كثيرًا عما كانت تعرفه عن براين؛ فبراين لم يقس عليها أبدًا، دائمًا ما يعاملها بلطف وحنان.
[...]
في المقابل، كان براين في منزله الذي اشتراه بالمال الذي باز به، منزلٌ متواضع قيمته ثلاثمائة ألف ريال أتاح الفرصة للحفاظ على مبلغ خمسمائة وسبعة آلاف أخرى.
كان المنزل يتألف من غرفة واحدة ويتميز بتصميمه البسيط، مناسب للعيش الفردي وهو ما يتفق مع نظرته الخاصة عن اللهو والعبث التي تختلف عن الآخرين، فهو لا يدعو صراحة إلى الترف، بل يشجع على البساطة على الرغم من ولوج ثروة هائلة رثها براين من عائلة براتاما، وهي ثروة عظيمة لن تنضب لسبعة أجيال قادمة، لذلك يشتاق جوردن للسيطرة على ثروة براين.
اليوم، ما زال براين مضجعًا في سريره، فقد استنزفت قواه معركته مع أفراد العصابة العشرة وبدا وجهه متورمًا وشاحبًا من آثار الضرب.
طق...
طق...
طق...
سُمع صوت طرقٍ على الباب. وعلى الرغم من عدم رغبته بلقاء أحد، إلاّ أنه قرر احترام زائره.
"مَن هذا القادم؟" تساءل.
نهض براين من سريره وفتح الباب، وإذ به يفاجأ برؤية رايتشل واقفةً بابتسامة عذبة، تبدو كأنها أحضرت طعامًا لبراين.
"را-رايتشل؟"
فجأةً، تدارك براين الفوضى بمنزله كسفينة غارقة. لا يمكن لرايتشل أن تعلم بالحال التي أدت إلى اهتراء بيته. خاف من أن يُسيء ذلك إلى نظرتها له، ما قد ينسف فرصه في كسب قلبها.
"انتظري لحظة!" منع براين رايتشل من دخول البيت.
بدت رايتشل حائرة بينما أغلق براين الباب خلفه، لا تعلم ما الذي يفعله الرجل داخل البيت.
"مابال هذا الشاب؟" تساءلت رايتشل، وقلبها يفيض بعلامات الاستفهام.
شرع براين في تنظيف فوضى البيت العارمة، حيث كانت الأطباق والأكواب القذرة مكدسة فوق الطاولة، ولم ينته الأمر عند ذلك، بل تناثرت الملابس هنا وهناك، معلقةً على جدران الغرفة.
وبعجالة شديدة، رتب براين الأغراض من حيث أتت ولو أنه وضع بعضها في أماكن لا تليق بها، المهم أن تبدو النتيجة مرضية ولو للوهلة الأولى، كي لا يتضاءل شأنه أمام رايتشل.
ثم عاد وفتح الباب مرة أخرى، "تفضلي يا رايتشل" دعاها بصوت خجول.
دخلت رايتشل إلى البيت وحبست ضحكة وهي ترى قمصانًا مخزنة تحت الطاولة؛ ربما كان براين يرتّب منزله المضطرب. لكنها لم تكن لتهتم بذلك في الواقع؛ فهي تفهم جيدًا طباع العُزّاب.
ذلك هو شأن الأعزب: نادرًا ما يكون بيته مرتبًا، دومًا ما يعج بالفوضى.
ثم جلست رايتشل وبراين على كرسي الغرفة القديم، وكان شعور الإحراج يظهر على رايتشل بوضوح، ثم عبّرت عن شكرها لبراين لأنه أنقذ أختها: "شكرًا لك يا خوان، لأنك أنقذت أختي."
أومأ براين برأسه موافقًا: "على الرحب والسعة، يا رايتشل."
"لكنك عظيم حقًا، كيف استطعت هزيمة عشرة من العصابة!" لم تشهد الفتيات الثمانية كيف دارت المعركة بين براين وأفراد العصابة لأنهن كُنّ داخل الشاحنة.
اضطر براين إلى كتم الحقيقة: "الأمر كذلك، لحسن الحظ أنا قادر على القتال. لكني آمل ألا يعلم أحد بهذا، يجب أن يظل سرًا بيننا ولا يفيد به أحد."
"لكن لماذا؟ أليس من الجيد أن يعرف الناس أنك الفارس بالخوذة السوداء؟ قد تصبح مشهورًا، يدعونك لمقابلات وبرامج." تعجبت رايتشل من توجه براين.
هز براين رأسه نافيًا: "لا أطمع بالشهرة، أفعل الخير دون انتظار جزاء أو شكور."
لمست إجابة براين قلب رايتشل، فالكثيرون يصبون إلى الظهور على الشاشات بأحمق أفعالهم حتى يُدعوا للمقابلات والبرامج، بينما براين الذي أنقذ تلك الفتيات الثمانية من قبضة الخطف، غير مهتم أبدًا بأن يصبح شخصية معروفة. ظهر إعجاب في نظرات رايتشل إلى ذلك السائق الوسيم.
[الهدف يبدأ في الانجذاب إليك، سيّد، لم يتبق سوى نسبة ثلاثين بالمائة. استمر في الجهاد القليل لكسب قلب الهدف.]
ابتسم براين؛ فهو على وشك النجاح في كسب قلب رايتشل.
لاحظت رايتشل الجروح على وجه براين، فأسرعت إلى حقيبتها حيث كانت قد اشترت مرهمًا لجروحه.
"لديك جروح يا خوان، دعني أعالجها لك." قالت وهي تقترب من براين.
بدأت تطبق المرهم على وجه براين، فأحس بارتعاشة غريبة في جسده، خصوصًا عندما استنشق عطرها الذي فتن أنوثته.
أمسك براين بيد رايتشل التي كانت تدهن المرهم، فتبادلا النظرات بعمق ملفت.
ومن المدري أولاً بإشعال شرارة اللقاء، فقد اندمج شفاهما بتقبيل حار، من منهما لا يستطيع نسيان الذات وسط التجاذب الشديد بينهما.
كان تقبيلهما محتدمًا، تراقصت ألسنتهما معاً. ودون وعي تحسس كل منهما جسد الآخر، فامتلأت أجسامهما بحرارة مشتعلة.
[تم إنجاز المهمة الأولى بنجاح، لقد أسرت الهدف، تلقيت تحويلًا تلقائيًا بمبلغ مليار إلى حسابك البنكي.]
[كما نالت مكافأة، زيادة الوسامة بخمس نقاط، والجاذبية بخمس نقاط.
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
84تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments