قلب الساحر
في قلب القارة، حيث تهمس الأساطير عن مجدها، تتربع مملكة أنستازيا، درّة الممالك وأبهاها، وأقواها شوكةً وسحراً.
ليست أنستازيا مملكةً كغيرها،
بل هي ملتقى الأجناس العريقة؛ البشر، الألف، الغيلان، والأقزام، يعيشون جميعًا تحت راية واحدة،
يحكمهم التوازن وتحرسهم الجيوش التي لا تُهزم، والسحرة الذين تُرهَب أسماؤهم في كل أصقاع الأرض.
لم يكن اسم أنستازيا يُذكر في أي مجلسٍ ملكي إلا وخيّم الصمت احترامًا لهيبتها.وكان يُقال إن أرضها خُلقت من وهج شمس، وأن نهرها المركزي ينبع من قلب جبلٍ مقدّس.
عبر العصور، تناقلت الألسن حكاياتٍ عن سحرها، وعن مدنها التي لا تنام، وأسواقها التي تبيع العجائب.
حيث تلمع الشمس على اطراف الجبال، وتنهمر الامطار على الحقول الخضراء ،تقع قريه صغيره اسمها قريه (برين).
كانت القريه هادئه ومسالمة .كانت بيوت القرية متراصة، مبنية من الطين والخشب، تتزين بالنباتات البرية وأزهار البنفسج التي تنمو على أطراف النوافذ.
بيوت القرية كانت تحكي قصص أجيالٍ مضت، يرويها خشب النوافذ المتآكل، وأحجار الأرصفة التي حفظت وقع أقدام الأحفاد.
اعتاد أهلها أن يعيشوا بسلام، يتعاونون في الزراعة والحصاد، ويقيمون مهرجاناً صغيراً كل أسبوع احتفالاً بالحياة.
في يوم من الايام ،كان الاطفال يلعبون ببراءه على الطريق المؤدي للقريه.كانوا يلعبون لعبة "حراس الممالك"، يتظاهرون بأنهم يحمون القرية من الأعداء... دون أن يعلموا أن الخطر الحقيقي في طريقه إليهم.
لاحظوا عربات تحملها خيول تسير بسرعه كبيره نحو القريه . ابتعد الاطفال عن الطريق ومرت العربات بسرعه دون توقف.الغبار ارتفع من خلف العربات كستارٍ يخفي ما هو أعظم، وما هو آتٍ.
تجمعت العربات في وسط القريه. كانت حوالي خمسه عربات نزل منها جنوداًحاملين صناديق كبيره .
كان الجنود يرتدون دروعاً سوداء لامعة، على أكتافها رمز غير مألوف: اسداً ملتف خلفه سيفين. أعينهم كانت حادة، وصمتهم أثار التوتر في قلوب الجميع.
لم يتحدث أحد منهم بكلمة غير ضرورية، وكأن أنفاسهم مدروسة ومحسوبة.
قال أحد الأطفال لآخر: " هل تعتقد أنهم جاؤوا للقبض على أحد؟"
رد الطفل الآخر : " قالت لي أمي مرت اينما يُرى الجنود يعني ان الحرب بدات."
قالت طفلة ذات شعراً بني ( بتوتر ) : حرب مستحيل هل سوف ياخذون اباؤنا للتضحية بهم (بدات ترتجف).
تجمع اهل القريه يتقدمهم رجل عجوزاً وهم يبدون قلقين وخائفين.
توترت وجوه الكبار، وكأن قلوبهم تذكّرت فجأة ألمًا قديمًا، أو لعنة ما زالت تنتظر لحظة العودة.
ادخلت النساء الاطفال الى المنازل واغلقوا الابواب والشبابيك خوفاً من اذيتهم .تسارعت نبضات الصغار وهم يراقبون من خلف النوافذ، وجفونهم ترتجف كأوراق شجرٍ في مهب الريح.
تقدم احد الجنود ووجه سؤاله الى اهل القريه: "من هو رئيس هذه القريه او زعيمها".
أجاب العجوز بقلق:" انا رئيس هذه القريه ما الذي تامروني به"؟
رد الجندي: "نحن مبعوثون من الملك هنا لتنفيذ مهمه .
سال رئيس القريه: هل لي بان اعرف ما هذه المهمه حضرة الجندي.
أجاب الجندي :"سوف ننقلها لكم لاحقا الان اريد ان اعرف اين يمكنني وضع صناديقنا . وافضل ان يكون مكاناً ذا ارض واسعه ".
رد رئيس القريه:" هنالك مكان بجانب الحقول ارض واسعه منبسطه بجانب ارض مملوءه بورد البنفسج".
قائد الجنود:" هل لنا باحد يدلنا لو سمحت".
تقدم رجل وتبرع بان يدلهم.
بعد ان وضع الجنود امتعتهم وصناديقهم في تلك الارض
امر قائد الجنود بان يغلق الجميع اعينهم والا اصبحوا عُمي .
فاغلق الجميع اعينهم، فانبثق نور قوي من الصناديق، ثم بعد ان امر قائد الجنود بان يفتحوا عينهم فإذا بحيره وصدمه كبيرتين ظهر من اللامكان معسكر متكامل .
بدا اهل القريه بالهمس فيما بينهم
*هذا هو السحر (الشخص من القريه بصوت منخفض)
*اظن ذلك يا صديقي (شخص اخر رد عليه)
*كم هو رائع هل كانت كل تلك الاشياء في الصناديق حقا ان السحره مبهر (احد افراد القريه )
*لو كان السحر مسموحه للجميع اذا كان قد سهل حياتنا (احدى نساء القريه)
*لكان السحر سوف يفيدني في الغسل والتنظيف ولربما الطهو ايضا ً( إمرأة أُخرى)
سألت طفلة صغيرة جدتها: "هل يمكنني أن أتعلم السحر؟"، فأجابت الجدة بحنان: "ربما، إن كان قلبك نقيًا بما يكفي."
كانت هذه اول مره يرى اهل هذه القريه البسيطه والصغيره شيئا يظهر من العدم او سحراً من الأساس .
بعضهم كان فرحا برؤيه شيء جديد ، والبعض الاخر مرتباً قلقاً مما سيحدث ومما سيفعلون هؤلاء الجنود.
من تلك الليلة، لم تنم القرية كما كانت، إذ بقيت الأنوار مشتعلة، والعيون ساهرة، والسؤال في كل ذهن: لماذا جاءوا... وماذا يريدون؟
"هل سيكون اهل القريه، بخير بدخول هؤلاء الجنود ؟
"ماذا يريد الجنود وما الذي سيفعلونه ؟
" وجود الجنود اهوا خيراً او شراً لأهل القريه ؟
Comments