"لماذا أنا ؟ لا. لدىّ موعد و علىّ أن أغادر."
...إلتفت دي هين إلى آستر متجاهلاً چو-دي . ...
"بعد أن تختاري غرفة ، تعالي إلى مكتبي."
"ايه ؟ أجل."
...لم يـكن هناكَ جو مناسب للرفض ....
...أجابت آستر بسرعة بشكل غير متوقع ....
...عندما نزل دي هين على الدرج بقى فقط چو-دي و آستر في الطابق الثالث ....
...كان الممر الذي كان صاخباً بسبي إحضار دي هين لخدمه و مرافقيه فارغاً و هادئاً في لحظة ....
'ماذا أفعل؟'
...لم تستطع أن تدير وجهها نحو چو-دي و نظرت إلى الحائط ....
...منذ البداية ، لاحظت أن چو-دي لا يحبها كثيراً ، لذلكَ كان من الصعب التعامل معه ....
"لي ، أنا بحاجة إلى الذهاب بسرعة."
...كانت عيون چو-دي مليئة بعدم الرضا عندما تم القبض عليه و هو يحاول المغادرة ....
...أحتاجُ لـمقابلة سيباستيان بسرعة حتى أقوم بإغاظته !...
...تمتم چو-دي في نفسه و عبس و دار حول آستر ....
...ثم بتعبير غير مسرور نظرَ إلى آستر ....
'هل نحنُ في نفس السن؟'
...آستر أيضاً لقد كانت أصغر من أقرانها ، لكن چو-دي كان صغير الحجم بشكل خاص ....
...كان دينيس هو الشخص الوحيد الذي نشأ طويلاً من بين التوأمين ....
...في الواقع ، كان الإختلاف بين طول چو-دي و آستر قليل جداً ....
...لم يُـعجم چو-دي هذا الوضع فـقفز و رفع إصبعه في وجه داينا ....
"أنتِ!"
"ماذا؟"
"أنا الأطول !"
...فتحت آستر عينيها . لم تقل شيئاً لكنها قد تساءلت عن سبب حديثهُ عن الطول ، لذلكَ قامت بإمالة رأسها إلى الجانب ....
...ثم لنسلط الضوء على عينا آستر المفتوحة . تقدم چو-دي كما لو أنه قد وجدَ شيئاً مثيراً للإهتمام و نظر إلى وجهها ....
'إنها تشبه الكلب.'
...لقد كان لدى چو-دي كلبٌ حين كان في الخامسة من عمره . الناس لا تعرف ذلكَ ، لكن چو-دي لا يستطيع تجاهل الأشياء اللطيفة ....
...لذلكَ لم يستطع تجاهل عيون آستر المستديرة ....
...مشى چو-دي إلى الأمام و تحدث....
"قومي بالإختيار بسرعة ، لدى مكان يجبُ أن أذهبَ إليه."
...سرعان ما تبعت آستر چو-دي عندما أخبرها أن تقوم بإتباعه ....
...تردد صدى صوت أحذية آستر و چو-دي في الردهة الفارغة....
...كانت جميع الغرف مفتوحة ....
...توقفت آستر التي كانت تشاهد الغرف بعيونها بعد أن وصلت للغرفة الثالثة ....
...كانت غرفة كبيرة بشكل غير عادي بها نافذة ....
...كان المنظر ظاهراً بالكامل بفضل ان النافذة كانت تأخذ أكثر من نصف جدار ....
...على وجه الخصوص ، كانت الغرفة مشرقة بما يكفي و تدخلها أشعة الشمس التي تدخل من خلال النافذة ....
...يبدو أن آستر التي عاشت دائماً في الظلام قد اعادت إنشاء الفضاء الخاص بها ....
...دخلت آستر إلى الغرفة من دون أن تدرك . لقد كانت تسير من تلقاء نفسها ....
"واو . جميلة جداً ."
...وقفت بجانب النافذة كما لو كانت ممسوسة ، و نظرت إلى الحديقة المنسقة . كان بإمكانها رؤية الجبل الذي خلف القلعة في لمحة ....
...لكن في ذلكَ الحين ....
...تم الإمساك بذراع آستر و تحريك جسدها إلى الوراء ....
"هاي . ليس هنا ، إنها قاعدتي السرية ."
...أعطى چو-دي القوة لديه و كأنه يقول «ليس كمان تريدين.»...
...قَبِلت آستر بدون مقاومة....
'لا تكوني جشعة.'
...كانت الغـرفة التي عاشت فيها آستر في المعبد عبارة عن عِـلية قذرة في أقصى زاوية في المعبد ....
...هذا النوع من الغرف لا يُـناسبها ، لقد كانت جشعة جداً ....
"نعم ، سأذهب إلى غرفة أخرى."
...تحدثت بهدوء ، لكن چو-دي أحدثَ ضوضاء عندما رأى عيون آستر الحزينة....
"إيشش"
...لم يكن يقصد چو-دي أن يكون لئيماً أيضاً ....
...كانت هذه الغرفة مهمة بالفعل بالنسبة لـچو-دي....
...هناكَ أنبوب يسهل تسلقه ، لذلكَ غالباً ما كان يستخدم الغرفة ليهرب من المنزل سراً حين يتم منعه من الخروج من المنزل ....
...لذلكَ لم يكن يستطيع تقديم تنازلات ، لكن .. أضعفته آستر التي كانت تشبه الجرو السعيد و أصبح الآن مكتئبة ....
...حك چو-دي رأسه و تنهد ....
"آهه ، لا أعرف . فقط إستخدميها ."
"هل يـمكنني أن أفعل ذلكَ؟"
...دارت عينا آستر في الغرفة عندما كانت قال هذا ....
...إعتقدَ أنه لن يتباهي ، لكن الإختلاف الواضح في تعبيرات وجهه كفيلاً لأن يلاحظه أي شخص ....
"نعم ، سوف أعطيكِ إذناً خاصاً."
...هز چو-دي كتفيه لأنه كان فخوراً بنفسه . لأنه كان فخوراً بأنه قد قام بعمل جيد ، رفع أنفه للأعلى ....
...و مع ذلكَ ، لا يُمكنه تقديم قاعدته السرية مجاناً ....
...وضع چو-دي يده على خصره و قدم إقتراحاً لآستر ....
"دعينا نذهب لمقابلة سيباستيان بدلاً من ذلكَ."
"من هذا ؟"
"أنتِ . ايتها الغبية."
...تحدثَ چو-دي وفي نفس الوقت مد إصبعه ....
...إصبع السبابة الخاص بـچو-دي قد طعن خد آستر ....
"....؟"
...بعد أن شعرت آستر بالحرج من سلوك چو-دي رفعت إصبعها ووضعته على خدها ....
...لقد بدى و كأنه لا سئ ، لكنها كانت تتسائل ....
"سيدي ، لماذا..."
"هااي!"
...إرتعد چو-دي. غطى فم آستر ....
"ما الأمر مع سيدي تلكَ ؟ فقط ناديني بـأخي."
...أخي ؟؟...
...لتلخيص الأمر ، أنه أخاها الأكبر بالفعل .. لكنها لم تعتد على قول هذا لأي أحد ....
...أخي ؟ مجرد التفكير في الأمر جعلها تشعر بالإحراج و شعرت أن فمها قد تم تخديره ....
"حاولي."
...أزال چو-دي يده من على فمِ آستر . ثم أخبرها أن تقوم بالمحاولة و ظل ينظرُ إليها ....
...ترددت آستر ، رفع چو-دي صوته ....
"ليس لدىّ وقت؟؟"
...أدركت آستر أن عِـناد چو-دي لن ينكسر بسهولة....
...لم تكن هناكَ سوى طريقة واحدة لتحويل تلكَ النظرة المرهقة عنها ....
"..ــخي"
"ـخي؟؟"
"أخي چو-دي."
...في النهاية ، بالكاد أصدرت صوتاً خافتاً ثم خفضت رأسها ....
...شعرت بالخجل من الكلمات الغـير مألوفة التي قالتها لأول مرة ، و أصبح خديها ساخنين ....
...هزت آستر رأسها لتبرد خديها . كان شعرها المربوط على شكل ذيل حصان يرفرف فوق كتفيها ....
"هذا...جيد.."
...كان فم چو-دي الذي لم يكن لديه أخت صغرى من قبل مفتوح على مصاريعهُ ....
...عِـندما أدركَ أنه أصبحَ لديه أخت صغرى ، إرتفعت كتفيه لسببٍ ما ....
...كان شعور أن يتم مناداته بالأخ الأكبر شعور بأن لديه شئ يجب حمايته ....
...لقد نشأت لديه غريزة الحماية التي لم يشعر بها من قبل ....
...بدا و كأنه يعرف قليلاً لماذا يجب سيباستيان أخته الصغرى كثيراً ....
"هيا بسرعة."
...جرّ چو-دي المتحمس آستر لأسفل الدرج ....
...لكن بن ، الذي كان بنتظر في الطابق السفلي قام بالقبض على چو-دي ....
"هل إنتهيتِ ؟ جلالته ينتظر الآنسة آستر ."
...تذمر چو-دي الذي أُخِـذت منه آستر ....
"لا يُـمكنني المساعدة في ذلك ، بدلاً من هذا لنتقابل غداً."
...ثم قام برفع إصبعه الصغير ....
...تراجعت آستر للخلف متعجبة مما كان چو-دي يفعله. ثم أنفجر چو-دي ....
"ماذا تفعلين ؟"
"ماذا؟"
"لقد مددتُ لكِ إصبع يدي ، يجبُ ان تفعلي المثل."
...أشار چو-دي إلى يده كما لو كان محبطاً و تذكر و قال «الم تفعلي هذا من قبل ؟» ....
...شعرت آستر بالحرج و قامت بنسخ ما قام چو-دي بفعله....
"حسناً .. هكذا؟"
"نعم."
...لم يخبرها أحد بذلكَ من قبل ....
...لم تفعل آستر ذلكَ من قبل و لم يكن لديها أي شخص تقوم بهذا معه ....
...لقد كان هذا مذهلاً ....
...إنها ليست مشكلة كبيرة ، لكنها نظرت إلى يدها بهدوء لأنها شعرت أنه لمن المثير للدغدغة ان تلمس يد أحد ما و توعده بشئ ....
"لقد ودعتني ،لذلك لنتقابل غداً وداعاً."
...لوحَ چو-دي لآستر بيده و نزل من على الدرج و سرعان ما إختفى لأنه لديه شئ ليقوم به ....
...بينما كانت آستر تتبع بن سارت ممسكة بيدها بإحكام حيث كان دائفاً ....
...***...
...في هذا الوقت ، كان دي هين جالساً على الأريكة في مكتبة ....
"أما كان يجبُ علىّ أن أتركَ هذان الإثنان معاً بمفردهما؟"
...كان يأمل أن يكونا آستر و چو-دي قريبان من بعضهما ، لكنه قد كان قلقاً من ان بقوم چو-دي ببعض الحيل عليها ....
...بالنظر إلى شخصية چو-دي ، فهو بإمكانه فعل هذا ....
...فقد دي هين رباطة جأشه و وضع يده على الطاولة التي كانت أمامه ....
'أحتاج للعودة إلى هناك.'
...بطريقة ما عندما كان دي هين على وشكِ النهوض ، سمع طرقاً ....
...أمسكَ دي هين وجهه بسرعة و سعل ....
...جلس ، وذهب توتره . ...
"تفضل بالدخول."
...فُـتحَ الباب و دخلت آستر إلى المكتب ....
...على الرغم من إنحناءها ، بدى أن إحساسه بوجودها قد يتلاشى في أي لحظة ....
"تعالي و إجلسي."
...قامت آستر بالسير نحو دي هين كما قال لها ....
...لكن كلما إقتربت منه إشتمت رائحة ذكية ، لا تستطيع رؤية الموجود على الطاولة لأن جسد دي هين كان يغطيها . لكن الرائحة بالتأكيد كانت ذكية ....
'ما هذا.'
...كانت آستر تشتم الرائحة و سرعان ما عرفت سبب الرائحة ....
...تم وضع أنواع مختلفة من البسكويت على الطاولة و كأنها كانت معروضة ....
...عندما وجدتها آستر ، لمعت عيناها ....
...ضحك دي هين بشدة من داخله فخوراً بردة فعل آستر الصاخبة ....
...بمجرد أن سمع أن آستر تُحب البسكويت في غرفة الملابس قام بالتحضير ....
...لكن آستر لم تحلم أبداً أن البسكويت كان مُعداً من أجلها ....
'يبدو ان جلالة الدوق يحب البسكويت كثيراً.'
...لا أعتقد أنه يحب التكديس و تناول الطعام في المكتب ....
...لم تتمكن من لمس أي شئ يُـعجبها ، لذلكَ قامت بالإبتعاد عن البسكويت بسرعة ....
'ألن تأكل ؟'
...عندما إبتعدت آستر عن البسكويت بسرعة و الءي عرف دي هين أنها تحبه تعجب و رفع حاجبيه ....
"اممم .. هل إخترتِ غرفة ؟"
"نعم ، لقد إخترتُ الغرفة الثالثة."
"عمل جيد . سوف أحضر لكِ الأثاث الجديد."
...رفعت آستر التي كانت تمسك يدها من الخلف لتجنب إغراء البسكويت رأسها ....
"لكن هناكَ سرير و خزانة في الغرفة ؟"
"إنها قديمة جداً . لقد إتصلتُ بالفعل يشخصٍ ما ليحضر الأثاث ، لذلكَ سيحضره في غضون أيام قليلة."
...يقول دي هين أن الأثاث قديم جداً ، لكنهم جميعهم لا يضاهون ما كانت تستخدمه آستر في المعبد ....
...كانت الغرقة غير مرتبة و ديقة حيث كانت تعاني هناكَ من ديق التنفس ، و الخزانة كانت على وشكِ الإنهيار ....
...لكن كان هذا هو الحال عند دي هين ، لذا اومأت آستر بالموافقة ....
...كان دي هين يتحدث ....
...شعرَ ان هناك شيئاً قد تغير ، و قد حسنت آستر ايضاً من موقفها ....
...كان على الطاولة شيئان ، بجانب البسكويت كان يوجد مجموعة من المستندات ....
...مد دي هين يده و إلتقطَ أول قطعة من الورق ....
...دفع إلى آستر الورقة بحركة بطيئة ....
"إنها الوثيقة التي تُـفيد بأنني تبنيتكِ."
...نظرت آستر وهي عاجزة عن الكلام للحظة إلى الوثائق ....
...تمت كتابة إسم كل شخص في الجزء السفلي من الورقة حتى يوقعوا ، بالإضافة لوجود بضعة آسطر تثبت محتوى الوثيقة ....
...تم ختم ختم تريزيا بالفعل بإسم دي هين ....
"يُـمكنكِ وضع الحبر على إصبعك و الختم هنا."
...شرح بسيط للغاية ....
...كانت العائلة شيئاً تريده آستر و لم تستطع الحصول عليه أبداً ....
...كانت إسمها كـيتيمة شيئاً لا يُمكن إزالته من جانب إسمها ....
...ومع ذلكَ ، كان من الغريب أن تنشأ العلاقات الاسرية بوثيقة واحدة فقط ....
...تلكَ الورقة الرقيقة يُـمكن ان يتم تمزيقها فقط بالقليل من القوة ....
"..سوف أفعل."
...إثيرت عدة مشاعر في نفس الوقت ، ...
...وضعت آستر إبهامها ببطء على الحبر ....
...عندما لامست الحبر ، إنتشر شعور بالرطوبة و البرد في أطراف أصابعها ....
...إحتفظت آستر بتلكَ البرودة و قامت بالختم عند إسمها ....
...ثم قد تم نقش علامة حمراء واضحة على اوراق التبني ....
...يتبع .......
213تم تحديث
Comments