...سارت العربة لبعض الوقت و توقفت أمام القلعة في تريزيا ....
...بمجرد أن رأتها آستر ، لقد كانت متفاجأة جداً بسبب حجمها الكبير .. لم تكن ظاهرة بشكل كلي بسبب حجم المدخل فقط ....
...حدقت آستر بهدوء من نافذة العربة إلى المدينة ....
...سوق آخر و تصطف الأراضي الزراعية الضخمة جنباً إلى جنب ، وهناكَ بعض المتاجر . و بعد السير قليلاً ظهرت بعض الحدائق ....
...إلى أى مدى تُخطط أن تسير العربة؟ عندما أصبحت متعبة توقفت العربة أخيراً ....
...بدأ قلب آستر ينبض عندما لاحظت أنها وصلت إلى الدوقية الكبرى ....
..."...
سوف أفتح الباب الآن."
...فُتح باب العربة من قِبل بن....
...خرجت آستر بعناية من العربة ....
...داست على الأرض العُشبية و نظرت حولها ....
'هل هذا منزلي؟'
...إصطفت التماثيل أمام القصر الضخم ، حتى و أنه قد كان هناكَ نافورة لذا بدى كالمعبد ....
...عندما رأت آستر القصر بالفعل شعرت أنها بدت أصغر....
...لقد بدى و أنها الشخص الوحيد الغير مناسب هنا ....
...كان أفراد العائلة العظيمة للدوق الأكبر مختلفين تماماً عن نفسها التي عاشت كـخادمة طوال حياتها ....
"إنظري بحذر."
...وضع دي هين يده على كتف آستر المتصلب ....
"من الآن فصاعداً ، سيكون هذا منزلكِ."
...كانت يده دافئة جداً لدرجة أن آستر لن تستطع دفع يده بعيداً ....
'منزل... منزلي.'
...لا يُهم عدد المرات التي تمنت فيها آستر أي شئ ، لكنه أبداً لم يحدث . لذا كان المنزل و العائلة شئ لم تتمناه آستر ....
...لقد كافحت آستر لفترة....
...كان الخروج من المعبد هو الفرصة الأخيرة لآستر . ربما كانت هذه الفرصة الأخيرة للموت ....
...لكن حتى للحظة ، أرادت آستر الحصول على عائلة و منزل ....
...إذا كان الأمر كذلك ، ربما بضعة أيام ..أو عدة أشهر ، الا بأس بهذا ؟...
"ذلك..."
...اومأ دي هين برأسه لآستر التي نظرت إليه و بدت و كأنها ستنفجر بالبكاء ....
"هيا لندخل ."
...اومأت آستر برأسها و دخلت إلى القصر برفقة دي هين....
...لفت التصميم الداخلي و اللوحات المُعلقة في كل مكان إنتباهها . بدى و كأنها لن تكون قادرة على عدم الإلتفات كثيراً لذا سارت للأمام بجدية ....
...إلتقى بهم ديلبرت ، كبير الخدم الذي كان ينتظرهم ....
...رجل عجوز ذو شعرٍ رمادي ، كان أحد أفراد العائلة اللذين كانو يخدمون عائلة الدوق الأكبر من جيل إلى جيل ....
"هل كنتَ بخير؟"
...لم يتفاجئ كبير الخدم برؤية آستر حيثُ أنهم أخبروه عن آستر مسبقاً ....
"نعم. أين چو-دي و دينيس؟"
"لقد خرجا . إتصلتُ بهما لذا سيكونان هنا قريباً."
...حركت آستر يديها وهي تستمع إلى المحادثة ....
...قريباً ستلتقي بأبناء الدوق الأكبر التوأم ....
...كانت تشعر بالفضول حول أي نوع من الأطفال يكونون ، و ثم شعرت بالخوف مرة أخرى ....
'ابنائه البيولوجيين.'
...بغض النظر عن مدى لطف دي هين ، كان الأبناء الحقيقيون للدوق و آستر مختلفين تماماً ....
...طوال الوقت الذي جائت فيه إلى هنا ، لقد شعرت أنها إبنته الحقيقية لأنه إشترى لها الملابس ، و تحدث معها و هو ينظر إلى عينها و إعتنى بها ....
...كانت سعيدة جداً حتى لو لم تجرؤ على مناداته بوالدي ....
...على الرغم من أنها قد قررت عدم الثقة في الناس كثيراً ، فقد إهتز قلبها ....
'كـالحقاء.'
...توقف دي هين عندما لاحظ أن مزاج آستر قد تغير ....
"ما الخطب؟"
"لا شئ . مازلتُ غير معتادة على الأمر بعد."
...بدون معرفة ما تُفكر به آستر ، أخذها دي هين إلى الدرج....
"لنقرر أولاً أين ستكون غرفتكِ."
...كان يعيش دي هين في الطابق الثاني و يُـستخدم الطابق الرابع من قِـبل التوأم ....
...كانت زوجتهُ تستخدم الطابق الثالث ، لكنه الآن فارغ ....
...في غضون ذلكَ ، تُـركت بعض الغرف كـمستودعات للأعمال الفنية . وبعد أن قرر إحضار آستر أمر بتنظيفها مُسبقاً ....
...إذا صعدت إلى الطابق الثالث على الدرج الحلزوني يُمكنها رؤية رواق طويل أمامها . كان هناكَ خمس غرف على طول الممر ....
...عندما وصل دي هين إلى الطابق الثالث أشار إلى الغرف و قال ....
"جميع الغرف فارغة لذا إستخدمي الغرفة التي تريدينها."
"التي أريدها؟"
...سألت آستر بصوت متفاجئ ....
"نعم ، طالما أنها ليست الغرفة الأخيرة المغلقة."
...قد يكون دي هين لطيفاً ، لكن عيون آستر كانت مضطربة ....
...يكفي أن يمنحها الغرفة ، لقد جعلها تختار الغرفة التي تريدها . لقد كان الأمر صعباً للغاية بالنسبة لآستر التي لم تختر شيئاً ابداً من قبل ....
'ماذا أفعل.'
...ترددت آستر ، ثم سمعت شخصاً يقفز في الطابق السفلي ....
...تحولت عيون الجميع بما في ذلكَ دي هين نحو الدرج ....
"هل هذا چو-دي؟"
...كان چو-دي الوحيد في هذا القصر الذي سوف يثير هذه الضجة ....
...بعد فترة قصيرة ، ظهر چو-دي كما توقع الجميع . لقد كان يتنفس بسرعة بسبب ركضه إلى هنا ....
"أبي!"
...عندما رآى چو-دي دي هين أمامه صرخ بصوت عالي . إمتلأ وجهه بالفرح عندما رأى والده الذي عاد بعد فترة طويلة ....
...لكن بدلاً من إكمال الجري ، توقف ....
...كان ذلكَ لأنه رأى آستر واقفة بجانب دي هين ....
...أحنى چو-دي رأسه قليلاً إلى الجانب ....
"هاه؟"
...طوى چو-دي ذراعيه و بدأ بالنظر إلى آستر من أعلى إلى أسفل ....
...في ذلكَ الوقت ، إمتلأت نظراته بشعور الحذر ممزوجة ببعض الفضول ....
"أبي ، من هذه؟"
...كان صوته مختلفاً بشكل واضح عن صوت دي هين و مع ذلكَ كانت نبرة حديثه تشبه دي هين ، لذلكَ كانت باردة بشكل غريب ....
...تجاهلت آستر سؤال چو-دي ، شعرت أنها قد اخطأت دون أن تفعل أي شئ ....
'تغير مزاجي.'
...قد يتعجب أي شخص إن أحضر والده طفلاً إلى المنزل ....
...بطريقة ما ، آستر لم تستطع الشعور بالثقة أمام أبناء دي هين ....
...أدركَ دي هين أن آستر أصبح مزاجها سئ....
"ما طريقة الحديث تلكَ ؟ إنها ليست هذه."
"ثم ماذا أدعوها ؟ أنا لا أعرف حتى من تكون تلكَ."
...عبس چو-دي لأنه كان غير سعيد بتوبيخ والده . لم يحب أنه يقوم بالمدافعة عن طفلة لا يعرفها حتى ....
...چو-دي كان غاضباً و عبس و حدق في آستر ....
...كان ما يقصده هو إخافة آستر ، لكن دي هين أمسكَ به بسرعة و إضطر إلى أن يحرك رأسه إلى الجانب الآخر ....
"چو-دي."
...تنهد دي هين و هز رأسه ....
...كان سيُقدمها إلى دينيس عندما يأتي ، لكن يبدو أنه كان عليه إخبار چو-دي عن آستر ....
...فتح دي هين فمه بسرعة بعد أن إتخذ قراره ....
"فلـتقل مرحباً ، تلكَ أختكَ الصغرى ."
...أسقط چو-دي لعبته التي كان يُـمسك بها على الأرض عندما سمع هذه الكلمات ....
...هز اذنيه دون أن يفكر في التقاطها من جديد ....
"هذا غريب . لا يوجد خطب في أذنىَّ."
...عندما تأكد من أنه لم يسمع ذلكَ بشكلٍ خاطئ ، تصلب و حركـَ رأسهُ ونظر إلى دي هين ....
"هذا صحيح. إنها أختكَ."
...اومأ دي هين رأسه بهدوء مؤكداً لچو-دي أن تلكَ هي الحقيقة ....
...ركض چو-دي نحو دي هين بحيرة بنظرة ذهول على محياه ....
"حقاً؟"
"أجل."
"أبي."
...أصحبت عينا چو-دي على شكل مثلث و كان مليئة بالشكوك ....
"هل أقمتَ في منزل مختلف من دون علمنا . منذ متى ؟"
"اوه لا ، يجبُ علىّ أن أتصلَ بأليكس الآن."
...عندما سأل چو-دي هذا ضغط دي هين على يده بشدة و عبس ....
...بالحديث عن أليكس ، لقد كان مُعلم چو-دي الأكثر رعباً و المسئول عن تعليمه الإتيكيت....
"أنا أمزح . أمزح ."
...رفع چو-دي يده تعبيراً عن الإستسلام . ثم إستمر بالسؤال بهدوء أكثر من ذي قبل ....
"كم عمرها الآن؟"
"12 عاماً ."
"الأمر ليس و كأن شقيقتي البالغة 12 عاماً سوف تظهر بشكل مفاجئ هكذا."
...توقف دي هين أثناء مشاهدة چو-دي الذي كان لديه شك معقول لسببٍ ما ....
...كان معجباً بشدة بأن چو-دي الذي كان يشعر بالإشمئزاز اثناء الدراسة يفكر بتلكَ الطريقة ....
"قررتُ أن أتبناها ."
"الم تولد في مكان آخر و قمتَ بإخفائها و الآن أنتَ تعيدها ؟"
"توقف."
...رد دي هين بحزم لمنع چو-دي من إطلاق العنان لخياله عديم الفائدة ....
...نتيجة لذلكَ ، أصبح لدى چو-دي القليل من الشك....
'عيونها ليست خضراء.'
...لاحظ بوضوح أن آستر لا علاقة لها بالعائلة . كان لون شعرها و عيناها مختلف تماماً عن والده ....
...لكن الأمر كان غريباً ، هذا الأب ذو الدم البارد يتبنى طفلة ليست متصلة معه بالدم ؟...
'هل هذا لأنها تذكره بوالدتي ؟'
...كانت آستر تشبه والدته التي في الصورة حيث كان لون العينان و الشعر متشابهين ....
...چو-دي الذي إستمر في التفكير إبتعد عن والده الذي لم يستطع التعامل معه و إقترب من آستر ....
"من أين أنتِ؟"
...آستر كانت تستمع إلى المحادثة بهدوء و تفاجأت عندما وجه إليها السؤال ....
...مازالت عيون چو-دي تحمل بعض الشكوك ....
...لقد كان هذا مُفجعاً لقلب آستر و لم تكن في حالة تأهب شديد ....
...ظهر صوت آستر ....
"من المعبد...."
...قفز چو-دي ....
"المعبد؟ هل إلتقطتَ طفلاً من المعبد يا والدي؟؟"
"توقف !"
...صرخ دي هين عندما فكرَ في آستر . كان صوته الذي خرج قوياً كفاية لجعل الشعر يقف ....
"إن كنتَ سـتستمر في قول أشياء عديمة الفائدة ، فـعد إلى غرفتكَ الآن."
"لا ، لقد فهمت ."
...سـرعان ما توقف چو-دي ، لقد أدركَ أن إستفزاز دي هين أصبحَ غير مريح للغاية الآن ....
...في المرة السابقة ، لقد جربَ الأمر مما تسبب في منعه من الخروج لمدة أسبوع ....
'من هذه؟'
...نظرَ چو-دي إلى آستر و بدأ بالتفكير ....
...في الواقع ، لا يهم من كانت أخته الصغرى ....
...كان سبب حاجة چو-دي لأخ او أخت صغرى هو لإغاظة سيباستيان ....
...لم يكن يتوقع أنها ستظهر بهذه السرعة ، لكن الأمر كان جيداً . عندما فكرَ في ذلكَ ، هدأ ذهنه وشعرَ بالإرتياح ....
...إبتسم چو-دي بلطف ولوحَ بيده اليمنى لآستر ....
"تعرفين صحيح ؟ أنا چو-دي."
...شعرت آستر بالحرج من التغيير المفاجئ لموقف چو-دي ، لكنها سرعان ما أحنت رأسها و قامت بإستقباله ....
"أنا آستر ."
...كان چو-دي و آستر اللذان تنبعث منهم الطاقة ، في تناقد حاد ....
...نظرت آستر بعناية إلى چو-دي ....
...لقد بدو متشابهان جداً لدرجة أنه يُـمكن أن يُطلق عليه إسم دي هين الصغير ....
...تألقت عيناه الخضراء مثل الجواهر ، وكانت طاقته تفيض في جميع أنحاء جسده . أينما ذهب ، كان طفلاً يبدو و كأنه رئيس ....
...بـمجرد أن إنتهى چو-دي من تحية آستر ، كان مُستعداً للمغادرة . سحب قدميه ،و عندما لاحظَ دي هين ذلكَ إستدار ....
"الآن سـأذهب لمقابلة سيباستيان .. آه ، لماذا!!!!"
...أمسكَ دي هين بـچو-دي الذي كان يحاول الهرب من دون ندم . بـمجرد أن قبض عليه بيده القوية أصبحَ جسد چو-دي يطفو في الهواء ....
...كافح چو-دي وهو ينظر إلى دي هين . حركَ أطرافه للنزول . ولكن بعد أن تم ضربه على جبهته من قِـبل دي هين . إستقر على الأرض ....
"إلـى أينَ أنتَ ذاهب؟"
"آه ، لدىّ موعد مُسبق."
...تأوه چو-دي و أمسكَ جبهته بعدما ضربه فيها دي هين ....
...سواء كان ذلكَ أم لا ، لم يكن لدىّ دي هين النية لترك چو-دي يذهب . دفعَ چو-دي إلى آستر ....
"فلتُرى آستر الغرفة."
...يتبع.......
213تم تحديث
Comments