الفصل العاشر + الفصل الحادية عشر

احببت مستذئب الجزء10

في تلك اللحظات المشحونة بالتوتر، تجمد الجميع في مكانهم كأن الزمن قد توقف. كانت الصدمة التي حلّت على القاعة عميقة ومؤلمة، والأعين مشدوهة لا تستطيع أن تصدق ما يحدث. الأم، التي كانت تتأرجح بين الغضب والذعر، كادت تفقد صوابها وهي تتخيل فقدان ابنها تاي، بينما كان جونغكوك وجيمين، اللذان يشاهدان الوضع بقلوب مفطورة، يترقبان اللحظات الأخيرة التي قد تقلب حياتهم.

وفي وسط هذه الفوضى، دخل فجأة حكيم عجوز، كانت هيبته وسمعته تسبقان دخوله. كان الحكيم يظهر كظل غامض، غامض ومهيب، لدرجة أن الجميع توقف في مكانه عند رؤيته. شعر الجميع بهالة من الرهبة التي أثارت الفزع في قلوبهم.

صرخ الحكيم، وهو يرفع صوته بلهجة مليئة بالغضب: "توقف، أيها الملك! توقف الآن!"

الملك، الذي لم يكن يتوقع ظهور الحكيم بهذا الشكل، تجمد في مكانه مستغرباً. كان هذا أول مرة يرى فيها الحكيم في مثل هذا الحال. التفت الملك نحو الحكيم، وتساءل بلهجة تعجبه: "ماذا تفعل هنا، وبمثل هذا الغضب؟"

رد الحكيم، وهو ينظر إلى الملك بعيون نارية: "أتحاول قتل كاترين وكسر العهد؟ إنك تجهل حجم الجريمة التي ترتكبها!"

كانت كلمات الحكيم كالصواعق التي تضرب قلوب الحضور، فقد صدمت الجميع وأثارت الذعر في كل مكان. أكمل الحكيم، وهو يواصل توبيخ الملك: "كاترين ليست إنسانة عادية. إنها من سلالة نادرة، سلالة كانت على وفاق وصداقة مع المستذئبين. كان بيننا عهد بأن نكون كالإخوة، لكن تلك السلالة بدأت تختفي، وقوتها الخارقة تنقص وتنقرض . كاترين هي الأخيرة من تلك السلالة، وواجب علينا حمايتها لأننا تعهدنا بذلك. إذا قمت بقتلها، فإنك ستكسر ذلك العهد، وتدمر ما تبقى من السلالة، وتعرض العالم للخطر! وستحل لعنه علي الجميع "

الصدمة كانت قوية ومفاجئة حتى لتاي نفسه. لم يتوقع أن تكون كاترين على صلة بهذه السلالة النادرة، ولا أن قتلها سيتسبب في كسر عهد قديم ولعنه . كان الوضع يتصاعد إلى حافة الانهيار، والملك، الذي كان مذهولاً، ارتعدت قدماه من تأثير كلمات الحكيم.

كانت الوجوه حول القاعة تعبر عن رعب عميق وحيرة لا توصف. كانت الكلمات كالصواعق التي تسببت في اهتزاز عرش الملك، بينما بدأ الجميع يدركون حجم الفاجعة التي كانوا على وشك الإقدام عليها. في تلك اللحظات، بدا كل شيء كأنه يسير نحو حافة الهاوية، والتوتر كان يتصاعد بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

الملك: اتعني انها اخر تلك السلاله.

الحكيم: انها احر سلالة منهم انها هجينة بين البشر والمستذئبين

الجزء 11

ي تلك اللحظات الحرجة، كان كل شيء في القاعة يقترب من نقطة الانهيار. وقفت القاعة صامتة، والقلوب تتسارع من شدة التوتر. الحكيم، وهو يواجه الملك بنظرة مهيبة، أضاف المزيد من الغموض إلى الوضع.

"سلالة كاترين هي سلالة هجينة بين المستذئبين والبشر،" قال الحكيم بصوت مهيب، "وكان هناك اتفاق قديم ينص على أنه لا يمكن لأي مستذئب أن يتزوج من تلك السلالة، ولكن يجب عليهنا حمايتهم. كان ذلك العهد يهدف إلى حماية ماتبقي من السلاله ، والحفاظ على التوازن بين البشر والمستذئبين ."

نظرت الملكة إلى ابنها، وهي متوترة ولكنها مصممة، وقالت بصوت حاد: "كما سمعت، يا ابني، صحيح. يجب علينا حماية كاترين لأن ذلك هو مسؤوليتنا، ولكن لا يجب عليك الزواج منها. إننا نحتاج إلى حمايتها، وليس إلى الزواج منها."

كانت كلمات الملكة كالصاعقة التي أصابت تاي. لم يكن يتوقع أن يأتي الرد بهذه القسوة. كاد قلبه ينفجر من الألم، وكان يتحدى كل ما قيل، قائلاً: "لكن هذا ليس كل شيء! كاترين ليست مجرد بشرية عادية او هجينة . إنها حامل بإبني !"

اندفعت كلمات تاي كالصاعقة في القاعة، وأثارت فوضى عارمة. الجميع سقط في صمت مذهول. جونغكوك وجيمين كانا في حالة صدمة تامة. نظرا إلى بعضهما البعض، وأعينهما تتسعان من الدهشة، كانا يبدوان كمن فقد كل قدراته العقلية. كان جونغكوك يحدق في تاي وكأنه يرى شبحاً، بينما كان جيمين يلتفت حوله، وكأن الأمور حوله تنهار.

"ماذا تقول؟!" صرخ جونغكوك في ذهول.

أما جيمين، فقد كان مذهولاً إلى درجة أنه بدأ يضحك بطريقة غير مفهومة من شدة الصدمة، "هل تعني أنها... حامل؟! هذا لا يمكن أن يكون حقيقياً! ماذا تقول يا تاي "

كانت الفاجعة الكبرى في أن كاترين، التي كانت محاطة بهذه القضايا والتحديات، لم تكن حامل في الحقيقة بل انها كذبة منه من اجل ان يرتبط بها.

الحكيم، وهو ينظر إلى الوجوه المصابة بالصدمة، أكمل بلهجة حازمة: "لقد استبقيت هذه السلالة لأسباب عديدة. إن كاترين هي المتبقي من السلالة ، ويجب أن نحافظ على الأمان والعدالة، وليس على التقاليد البالية التي تتجاهل القيم وبما ان كاثرين حامل لا بد من انها تحمل هجين اخر وستستمر السلالة ويتجدد العهد الذي كنا نريد انهائه وهذا كله بسبب غباء تاي "

في تلك اللحظة، كان كل شيء كأنما قد تجمد. ظل الجميع في صمت مطبق، والعقلاء كانوا يتصارعون مع الحقيقة التي كشفت عنها كلمات تاي والحكيم. كانت صدمة الفاجعة قوية لدرجة أن القلوب تجمدت في الصدور، وأصبح الواقع أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.

كان الجو مليئاً بالضغوط والتوتر، حيث أن الملكة كانت مدهوشة تماماً مما سمعته للتو.

في تلك اللحظة، قرر الحكيم وامر أن يأخذوا كاترين إلى غرفة آمنة لتستعيد وعيها، وقد جرى نقلها بحذر إلى هناك.

بينما كانت كاترين في أمان داخل غرفتها، وقف جونغكوك، وجيمين، وتاي خارج الغرفة. كان وجه جونغكوك مليئاً بالدهشة، وصرخ قائلاً: "هل تقول حقاً أن كاترين حامل؟ ألا تظن أنك تكذب هنا؟"

تاي كان يبدو مصمماً، وقال: "لا يوجد خيار آخر، أريد الارتباط بها."

جيمين، الذي لم يكن يريد تفويت فرصة لتشجيع النقاش، تدخل قائلاً: "ولكن ماذا عن أهلها؟ أضف إلى ذلك، أنها صعبة المنال كما يقول البعض. ماذا لو رفضت أو كشفتك أمام الجميع؟"

تاي، غير مكترث، رد: "اترك الأمر لي. سأتعامل مع الوضع."

ثم دخل تاي إلى غرفة كاترين، حيث وجدها تستعيد وعيها ببطء. وعندما رأت تاي، ارتعبت فوراً، فكان يبدو عليها الإعياء من الهجوم الذي تعرضت له. صرخت فجأة: "أين أنا؟! ماذا حدث؟"

تاي، وقد بدت عليه ملامح الجدية، رد قائلاً: "لقد أنقذتُك من الذئاب. أنتِ الآن مستهدفة من قبل شخص مجنون يريد قتلك. والخيارات الوحيدة أمامك هي الزواج بي أو مواجهة الخطر ووالداي يرفضان بقائك في القصر ويردون ابعادك فكذبت واخبرتهم انك حامل بطفلي ويجب ان اتزوجك واكسر القوانين والعرف لحمايتك وانتِ لك الحكم لما فعلت ."

كاترين، التي كانت في حالة صدمة، صرخت بغضب: "ماذا تقول؟ أنا لست حاملاً منك، ولا أريدك، ولا أحبك! عندي أفضل الموت على الزواج منك!"

ثم صرخت بغضب وهي تحاول التخلص من حالتها المزعجة. تاي، الذي كان يأمل أن تجلس كاترين بهدوء، قرر أن يواصل تعليقه بطريقة درامية، فقال: "وأيضاً، لقد أخبرت والديك أنك توفيت وتم تلفيق موتك ، لذلك لن تتمكني من رؤيتهم مرة أخرى هذا كله لضمان حياتك ."

الدموع بدأت تتجمع في عيني كاترين، وبدأت تبكي بحرارة. وجدت نفسها محاصرة في عالم مليء بالكذب والخداع، وأحست وكأن حياتها قد انتهت كان تاي واقف ويعرف ان كاثرين علي شفير الإنهيار ليقف ويفتح ذرعيه .

دخلت في حضن تاي وهي تبكي، وكان تعبير الحزن على وجهها عميقاً جداً.

بينما كانت كاترين في حالة من الضياع، شعر تاي بمدى تأثرها، وفكر في كيف يمكن أن يخفف من ألمها ويقنعها بأن هذا هو الحل الوحيد. تجول ذهنه في أفكار عن كيفية جعل الأمور أفضل، لكنه لم يكن يدرك كيف يمكنه حل هذه المعضلة.

وفي النهاية، تركت كاترين الغرفة، وهي تعاني من اختلاط في المشاعر، بين الغضب والحزن والخوف كان تاي يتبعها وهوا يعرف انها تعاني من صدمتها.

كانت كاترين تتجول في الممرات، خطواتها متثاقلة، تتمايل بين القلق والبكاء. كانت دموعها تتساقط دون توقف، وفجأة، انهارت على الأرض، تسكب مشاعرها بشكل مرعب. في تلك اللحظة، كان تاي يراقبها من بعيد، وركض نحوها بسرعة.

عندما وصل إليها، جذبها برفق إلى حضنه. حاول تهدئتها، مسح دموعها وشعرها بلمسات حانية. همس في أذنها بكلمات لطيفة، قائلاً: "أرجوك، لا تبكي. أنا هنا من أجلك. سأعتني بك اعدك ."

ثم حملها بين ذراعيه، ونقلها برفق إلى الغرفة التي كانت قد أعدها لها. جلس بجانبها على السرير، وواصل مسح شعرها بكل حنان. قال بهدوء: "أعرف أن هذا صعب عليك، ولكن في النهاية، لا يوجد خيار آخر. أريدك أن تفهمي ذلك وتقبلين الحقيقة انا احبك يا كاثرين وكل مافعلته ناجم من حبي لك ."

كاترين نظرت إليه، وبدأت تشعر بالرضا البطيء. على الرغم من الغضب والخوف، كانت تدرك أنه قد يكون هذا هو السبيل الوحيد للبقاء بأمان.

وفي تلك الأثناء، كان جونغكوك وجيمين يتحدثان في غرفة مغلقة. قال جونغكوك بقلق: "إذا تعاونت كاترين مع تاي، فإنه قد ينهي خدعته. لا أحد يستطيع قراءة أفكار كاترين."

جيمين، الذي كان يفكر في الوضع بأكمله، رد: "أتمنى أن تنجح في خطته. الوضع يزداد تعقيداً، ولا يمكننا تحمل المزيد من المفاجآت اتمني ان ينتهي هذا الزفاف ."

تبادل الرجلان النظرات، وعادت الأجواء إلى توترها المعتاد، حيث كان كل منهما يأمل أن تسير الأمور كما هو مخطط لها.

ينام الجميع وفي قلوب الجميع القلق التام.

ليأتي الغد ويتجمعوا علي وليمة الإفطار كل العائلة....

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***