نادت جسكا فلورا بذعر شديد وخوف عليها: "فلورا، ماذا بكِ؟ هيا افتحي عينيكِ، رجاءً"، ونزلت بعض الدموع على وجه فلورا.
اجتمع الناس حولهما وحاولوا مساعدة فلورا برش الماء على وجهها، فبدأت تستيقظ تدريجيًا.
فلورا بتعب: "جسكا، ماذا حدث لي؟"
جسكا بسعادة وخوف عليها: "أنا من يجب أن يسأل عن ذلك، ماذا جرى لكِ فجأة؟"
وقفت فلورا، وشعر الناس الذين تجمعوا حولها لمساعدتها بالطمأنينة والسعادة لسلامتها، ثم غادروا جميعًا.
أوضحت فلورا لجسكا أنها تعرضت لصدمة بسبب الحادث، ولذلك فقدت وعيها.
احتضنتها جسكا بحب وهي تبكي: "لقد خفت عليكِ كثيرًا، جيد أنكِ بخير! كدت أموت رعبًا..."
فلورا بقلق شديد: "جسكا، يجب أن أعود بسرعة وإلا سأُعاقب، لكن لا تخافي، سنلتقي مرة أخرى. اهتمي بنفسكِ إلى ذلك الحين."
عادت فلورا إلى المنزل بسرعة، وفور عودتها، قامت رئيسة الخدم بمعاقبتها والصراخ عليها بسبب تأخرها.
رئيسة الخدم بغضب شديد: "أيتها الكلبة! ماذا قلت لكِ قبل مغادرتكِ؟ ألم أطلب ألّا تتأخري؟ وأنتِ كنتِ تتجولين بكل تأكيد. لذلك لن تحصلي على وجبة العشاء اليوم، وستنظفين الطابق الثاني بمفردكِ. وإن تأخرتِ ثانية، فلن أرحمكِ مطلقًا."
لم تناقشها فلورا أبدًا واكتفت بالصمت؛ لأنها تدرك جيدًا أنه مهما قالت أو وضحت، لن تصدقها أبدًا ولن يزيد الأمر إلا سوءًا.
****************
مر اليوم بسلام. قامت فلورا بتنظيف الطابق الثاني بمفردها ولم ترتكب أي خطأ آخر، وبذلك لم تجد رئيسة الخدم سببًا لتوبيخها. بعد ذلك، ذهبت فلورا إلى غرفتها، استحمت وغيّرت ملابسها، ثم ألقت بجسدها المنهك على الفراش. ورغم كل ذلك التعب، لم تتمكن من النوم بسبب الأفكار والأسئلة التي تبادرت إلى ذهنها فجأة.
فلورا في نفسها: "لنفكر في الأمر قليلاً... هل سبق أن عاملني أحد في هذا المنزل بلطف أو احترام؟ لا... أُعامل كخادمة والجميع يتصيد أخطائي لمعاقبتي. لا أحد يحبني وكأنني وباء. إذا قلنا أن والدي يكرهان الأطفال، إذًا لماذا تُعامل ساندي كأميرة بعكسي؟ هل سبق أن عانقاني أو قالا لي 'حبيبتي' أو 'طفلتنا الصغيرة'؟ لا... وكأنني لست ابنتهما أبدًا..."
فلورا بصوت خافت: "سحقًا، فيما أفكر؟ هذا مستحيل!" تابعت وقد شعرت بالارتباك: "لكن ماذا لو كان الأمر حقيقيًا؟ يجب علي التأكد من الأمر غدًا صباحًا."
بعدها خلدت إلى النوم وقد خططت لشيء ما في رأسها.
#الصباح#
رئيسة الخدم: "أحضري ما طلبته منكِ من السوق وإياكِ أن تتأخري، أتفهمين؟"
فلورا: "فهمت سيدتي."
غادرت فلورا بسرعة وتوجهت للقاء جسكا.
جسكا بسعادة كبيرة: "صباح الخير، فلورا."
"صباح الخير، جسكا. ليس لدي وقت، أتيت إليكِ أولاً لأنني أريد أن أطلب منكِ شيئًا هامًا."
جسكا بتوتر: "خ-خيرًا، هل هناك شيء سيء حصل؟"
أخرجت فلورا من جيبها أكياسًا صغيرة، اثنين باللون الأحمر وواحد أزرق وآخر أبيض، وأعطتهم لجسكا التي شعرت بالحيرة والفضول حول هذه الأكياس.
فلورا بإيجاز: "استمعي، أريد التحقق من شيء. الأكياس باللون الأحمر تحتوي على شعري، والأزرق على بعض من شعر أبي، والأبيض على شعرات من أمي. أريد التأكد من أنني ابنتهم. ليس لدي الكثير من الوقت، اذهبي إلى المستشفى وقومي بفحص الحمض النووي."
شعرت جسكا بالتوتر والارتباك والاندهاش أيضًا، ولم تصدق ما تسمع: "فلورا، هل تشكين بأنكِ لستِ ابنتهم؟"
فلورا: "لا أعلم، هذه هي الطريقة الوحيدة لمعرفة الحقيقة. أريد أن أزيل شكوكي."
جسكا بتفهم: "حسنًا، لا تقلقي، سأقوم بالأمر على أكمل وجه وبكل سرية. وعندما تصدر النتائج، سأستلمها وأحضرها لكِ، فلا تخافي."
****************
ودعت فلورا جسكا وغادرت بسرعة، تسوقت وأحضرت الأغراض، وحاولت العودة في الوقت المناسب، لكنها توقفت عند سماع صوت يناديها، صوت سمعته من قبل.
ألكسندر: "آنسة فلورا، انتظري لحظة من فضلك."
فلورا بانزعاج: "ما الأمر يا هذا؟"
ألكسندر يدعي الحزن: "هل أزعجتكِ بشيء ما؟ كل ما أردته هو إلقاء التحية، أيتها الجميلة..."
كلماته جعلت فلورا تشعر بالقشعريرة، فهو يحاول التغزل بها. وما جعلها تشعر بالغضب الشديد وعدم الارتياح أكثر و أصبح و جهها أحمر من الغضب لأنه حاول التقرب منها فجأة.
بلاك... صفعت فلورا وجه ألكسندر وغادرت سريعًا. كان ألكسندر مندهشًا؛ في العادة إذا تقرب من فتاة ما، تستجيب له، لكنه هذه المرة تعرض لصفعة قوية، وهذا هز كبريائه.
اتصل بنفس الشخص المجهول من المرة السابقة.
ألكسندر بغضب شديد: "هذه الفتاة حقًا مجنونة! حاولت التقرب منها بلطف لكنها رفضتني، لذلك سأغير تعاملي معها وأستخدم القوة المرة القادمة."
... : "لا تهمني الطريقة، المهم هو تنفيذ المهمة."
ألكسندر: "حسنًا إذن، ولا تنسَ مكافأتي الخاصة."
... : "لا تقلق، المال سيصل إليك فور أن أحصل على ما أريد."
طُط طُط طُط...
ألكسندر: "ما هذا؟ هل الغرور متوارث في عائلتهم؟ أغلق في وجهي... حسنًا، سنتحاسب، لكن أولاً لنتعامل مع هذه القطة الشرسة..."
****************
##تابع##
Comments