صدى العذاب

صدى العذاب

باب الجحيم: غبار غطى الحقيقة

**"سيدتي، تفضلي الشاي الذي طلبته مني."**

أخذت رشفه منه، وفجأة...

**"أيتها القذرة! ما هذا الشاي؟ أتحاولين الاستهزاء بي؟"**

اندفعت فلورا لتشرح، لكنها فوجئت وصرخت بصوت متألم:

**"آااا!"**

لقد تم صب الشاي الساخن على جسدها، مما أدى إلى احتراق جلدها الحساس. المرأة الجميلة التي كانت تجلس على الأريكة كأنها ملكة لم تهتم، بل فرضت نفسها وسلطتها بكل برود. صحيح، فهذه المرأة هي زوجة ريتشارد جوبرتن، صاحب أكبر شركة في المدينة، وهي أيضًا والدة فلورا.

صرخت فيلسيا في وجه فلورا المتألمة بعصبية:

**"فتاة شقية، كيف جرأتِ! أعدي الشاي مرة ثانية، واليوم لن تتناولي الطعام كعقاب لكِ على تجاوزكِ لحدودكِ. صحيح أنكِ ابنتي الصغرى، لكنكِ أقل من خادمة في هذا المنزل. أصبح عمركِ الآن 16 سنة، ومرت الكثير من السنوات وأنتِ تخدميننا، لكن حتى الشاي لا يمكنكِ إعداده بشكل صحيح..."**

**"أمي، لا تقسُ عليها، فهي لم تتعلم جيدًا، صحيح أختي الصغيرة؟"**

ابتسمت ساندي بخبث ونظرت إلى فلورا الجالسة على الأرض ورأسها منخفض.

**"صحيح... أنا مجرد فتاة لا تفعل شيئًا بشكل صحيح. حتى الكلاب تعامل بشكل أفضل مني."**

حاولت فلورا أن تمسك دموعها، فهي لا تريد أن تظهر بمظهر الضعيفة أمام هذه الضباع. تدرك جيدًا أن دموعها ترضيهم وتدفعهم لتعذيبها أكثر وأكثر، ولن يزيدها ذلك إلا معاناة وبؤسًا.

**"أمي، هل نذهب إلى التسوق؟ لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة ، وملابسي أصبحت قديمة جدًا. سأتبرع بها إلى الجمعيات الخيرية."**

**"أوه، صغيرتي الجميلة ساندي، أنتِ لطيفة جدًا ورائعة للغاية. لستِ كبعض الحشرات المزعجة."**

لم يهتموا بفلورا المسكينة، ولم يسألوا عنها أو عن حالتها. كلماتهم تجرحها وتطعنها في قلبها، وتجعلها تفكر: *من أنا؟ ألست أيضًا فردًا من عائلة جوبرتن؟ لماذا أعامل بهذه الوحشية؟ ومن يفعل هذا بي؟ عائلتي، نعم، هم من يفعلون هذا بي. إذا كان وجودي غير مرغوب فيه، لماذا أنجبوني من الأساس؟*

نهضت فلورا بيأس شديد، وجرت قدميها بثقل وذهبت إلى غرفتها. كانت أقدم غرفة في المنزل، حتى الحظيرة كانت أفضل منها. كانت باردة جدًا في الشتاء، مهترئة، ومياه الأمطار تقطر من سقفها. حتى الفراش كان متعفنًا جدًا. فأي عذاب هي فيه الآن ؟؟

*لن تستطيع أي مياه أنهار عذبة أو ثلوج وأمطار أن تطفئ النار التي بداخلها. نار الكره والألم. لكن الطريقة الوحيدة للهروب هي إما الحرية أو الموت، وهذا ما سيحدده قدرها. فأي مصير سيختاره لها؟*

قامت بتضميد حروقها وهي لا تعلم لماذا يحدث لها كل هذا. معاناتها بدأت قبل 11 سنة، أجل، عندما كانت في الخامسة من العمر...

---

### فلاش باك

كان يومًا عاصفًا بحق، يوم ميلاد ساندي العاشر. فساندي تكبر فلورا بخمس سنوات. ارتمت ساندي في حضن أمها باكية تشتكي من فلورا:

**"أمي... لماذا تكرهني أختي هكذا؟ هل فعلتُ لها شيئًا حتى تفسد عيد ميلادي؟ الآن الجميع سيسخر مني... أجل، أصبحت أضحوكة."**

شعر كل من فيلسيا وريتشارد بالغضب لأن فلورا أوقعت طاولة الطعام وكعكة عيد ميلاد ساندي. ظنوا أن فلورا فعلت ذلك عمدًا لأنها تغار من أختها، لكن الحقيقة هي أن ساندي كانت السبب.

فقد داست على فستان أختها عن عمد لتسقطها لأن فلورا أجمل منها و هذا سبب غيرتها العمياء تجاهها شعرت فلورا بالخوف الشديد فقد أمسكت غطاء الطاولة التي تسطف عليها كل اطعمة الحفل حتى الكعكة و حين وقعت و هي مغطات بالأكل و الجروح نتيجة الأطباق التي سقطت عليها كانت مرتعبة فتظرات السخرية و الاستهزاء كلها توجهت نحوها٠

أنهى ريتشارد الحفلة بسرعة ليمسك بذراع فلورا بقوة لم يهتم بجراحها لم يسأل عن مشاعرها أو إذا كانت بخير الأهم هو كرامته و سمعة عائلته ألقاها بعنف على الأرض ليصبح منظرهم كسجين ينتظر أن ينزل القاضي حكمه عليه .

*"أبي هذا مؤلم جدا ٠٠٠ أرجوك ساعدني أنا أتألم"*(بكاء)

تطاير الشرر من عيني ريتشارد وهو يقول:

**"أيتها الفتاة، كيف فعلتِ ذلك؟ لقد أخجلتني حقًا. أهذا جزاء تربيتي لكِ؟"**

شعرت فلورا بكل جزء من جسدها يرتعش و خيبة الأمل فوالدها لايهتم بألمها أبدا وحاولت أن توضح الأمر له:

**"لا... لم أفعل ذلك بقصد... أ... أحدهم أوقعني. صدقني يا أبي."**( برتباك شديد)

لكن لم يكن بمقدور فلورا سوى أن تمسك خدها المتورم من أثر صفعة أبيها التي أوقعتها أرضًا.

**"لقد اتخذت قراري. من اليوم فصاعدًا ستكونين خادمة في البيت تخدميننا لتكفري عن ذنبك."**

نزلت كلماته كالصاعقة على الفتاة المسكينة:

**"لا، يا أبي، أرجوك... لا أريد ذلك."**

تمسكت بقدم والدها وهي تتوسل إليه بشدة، لكنه لم يستمع لها.

**"قرار حكيم."** أثنت الزوجة على الأب ووافقته الرأي.

وبينما كانت فلورا تشعر بالحزن وتحاول جاهدة الاعتذار وجعل أبيها يتراجع عن قراره، كان هناك شخص يشعر بالرضا والسعادة. أجل، هذا القرار جعل ساندي سعيدة. وهكذا أصبحت فلورا خادمة.

لم تكن حياتها جيدة من الأساس، فقد كانت مهمشة، ولا أحد يهتم بها أو يعتبرها موجودة. لكن الآن، الأمور أصبحت أسوأ بالنسبة لها.

*أجل... الجحيم. لقد فتح أبي هذا الباب ليسمح لأمي وأختي بدفعي نحو قاعه المظلم، نحو العذاب الأسود الذي لن ينتهي. فهل سأجد باب الحرية في هذا المكان؟ أين سأجد المفتاح؟ ما هو السبيل؟ أو من هو الشخص الذي سيحسن حياتي؟*

أسئلة كثيرة تدور في ذهن فلورا الحزينة، فهل من جواب؟

...****************...

الجديد

Comments

mai_satoru

mai_satoru

حبيت رواية 🔥🌺

2024-08-29

1

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon