اتفاقية سرية
أليست تلك ناينا؟" استفسر هيرلي، شاخصًا إلى رجل ذي ملامح صارمة يجلس إلى جواره.
"من ناينا؟" رد نيك بخمول.
ليلة البارحة قرر الاثنان التوجه إلى نادٍ ليلي. حمل لقب طبيب في مستشفى مرموق جعل حياة كليهما مضنية. والأشد ضغطًا هو نيك الذي يشغل منصب المدير العام في مستشفى ميديسترا. مما زاد الأمور تعقيدًا في حياته.
لكن لم يكن أمام نيكولاس كارتر الذي ينتمي لعائلة كارتر العريقة خيار آخر، حمل الأعباء كان جزءًا من مسؤوليته. ومنها إدارة المستشفى العائلي.
وفي الآونة الأخيرة، تولى نيك العديد من العمليات الجراحية، مما جعله بحاجة ماسة إلى نزهة غير تقليدية لإعادة الحيوية لروحه المنهكة.
ولو أنه شعر بالكسل لكنه تبع بصر صديقه، ناظرًا حيث ينظر هيرلي.
"ناينا، هل غابت عن ذاكرتك؟ أليست هي ابنة المريضة التي تعهدت بعلاجها؟ السيدة ويلدا"، شرح هيرلي بوضوح، وكانا يعملان في نفس القسم، فكان كل منهما يعرف مرضى الآخر.
عند سماع توضيح هيرلي، حاد نيك بأبصاره، ليلاحظ امرأة جميلة وجذابة تتدلل بين ذراعي رجل.
كانت ملامحها تشبه ناينا، لكن الليلة بدت مختلفة تمامًا.
في أروقة المستشفى، كانت ناينا معروفة ببراءتها وجدّها في العمل. وهي تتحمل وحدها تكاليف علاج والدتها المصابة بالسرطان.
احتاجت والدة ناينا إلى رعاية مركزة في المستشفى، فتضخمت النفقات. وعرضت إدارة المستشفى نقلها إلى مرفق خاص، لكن ناينا رفضت، مصممة على تحمل تكلفة علاج والدتها.
وإذ بناينا تبحث عن المال بهذه الطريقة، تقدم جسدها للرجال الذين يتملكهم الشهوة.
ظل نيك يراقب ناينا متبصرًا. لمح في المرأة الإجابة على مشكلاته الخاصة.
"هيا بنا نعود إلى البيت،" اقترح نيك، إذ تناول مشروبه الكحولي دفعة واحدة وقام على الفور.
أومأ هيرلي فقط، طالما أمضيا في هذا المكان حتى الآن، حيث أشارت الساعة للمنتصف ليلاً.
* * *
تدحرج الليل.
في تمام السابعة صباحًا، كان نيكولاس قد وصل إلى مستشفى ميديسترا.
لكل خطوة يخطوها نيك، ينال التحيات من الحضور. الممرضات، أفراد الطاقم الطبي وحتى العاملين في المستشفى.
كان نيك محترمًا للغاية، والشائعات الوحيدة التي كانت تمتد في أنحاء المستشفى حول عوانسه. إذ لم يتزوج نيك حتى بلوغه الرابعة والثلاثين من عمره.
توقفت خطى نيك العريضة عند إحدى غرف المرضى في أدنى الطوابق، ليس قسمه في المستشفى. توقف عند الغرفة التي تعالج بها السيدة ويلدا.
طرق نيك الباب وفتح دون تأخير.
كشفت عنه امرأة بدت بسيطةً، ناينا.
"الدكتور نيك، تفضل بالدخول،" خاطبته ناينا، تُفسح المجال قدر الإمكان للطبيب الذي عني بعلاج والدتها. هذا المستشفى هو الأفضل، لذا كافحت ناينا رغم مرارة كدها.
"لا، أنا لم أأتي لزيارة السيدة ويلدا،" ردّ نيكولاس، معتمدًا وقفة صامتة للحظات. "هناك بعض الأمور التي أريد مناقشتها معك. فهل يمكننا الحديث في غرفتي؟" أضاف نيك بعد ذلك.
أصاب الذهول عيني ناينا، خائفة من تدهور حالة والدتها المفاجئ، هذا بالطبع ما يودّ الدكتور نيكولاس مناقشته.
"حسنًا، دكتور، تُفضل،" ردت ناينا بسرعة، وقلبها يخفق بالقلق. وقبل أن تترك الغرفة، تلفّتت ناينا إلى والدتها الراقدة ضعيفة على سريرها. عيناها مكشوفتان قليلاً لكنها في حقيقة الأمر فاقدة للوعي.
كانت السيدة ويلدا في غيبوبة تزيد عن أسبوعين.
بقلب مضطرب، تبعت ناينا خطى الدكتور نيكولاس حتى وصلا إلى غرفته.
"تفضلي بالجلوس،" قال نيكولاس.
"شكرًا لك، دكتور." جلست ناينا أمام الطبيب، يفصل بينهما مكتب العمل.
"ما الذي كنت تفعلينه في نادي بارادايس البارحة؟" سأل نيكولاس دون مقدمات.
ضربت دقات القلب بشدة في صدر ناينا، كيف علم الدكتور نيكولاس بهذا الأمر؟
"هل أصبحتِ فتاة للمتعة؟ منذ متى؟ هل منذ مرض والدتك؟" سأل نيك مجددًا، رشقها بسيل من الأسئلة دون أن يدرك أن كل ما يقذفه يجرح مشاعر ناينا. وخاصة عندما يتحدث، يوصد نيك بسماته الصارمة.
لم تكن ناينا ترغب في أن تصير فتاة للمتعة، لكن لم تكن لديها خيارات أخرى. مستعدة لفعل أي شيء من أجل والدتها.
كانت ناينا تدرك أن مهنتها مهينة، لكن هل يجب أن تُداس كرامتها إلى هذا الحد؟
وقفت المرأة التي تناهز السادسة والعشرين من عمرها عاجزةً عن الكلام، تكتم صمتًا وتلتوي بيديها المبتلتين بعرق بارد.
"سأحجب هذه الحقيقة عن والدتك، ولكن بالمقابل تزوجيني،" قال نيكولاس.
كانت الكلمات تتساقط غريبة في أذني ناينا. حتى أن الدكتور نيك أوضح سبب عرضه هذا الأمر على ناينا. عن كونه غير قادر على الشعور بالرغبة الجسدية، بمعنى أن الدكتور نيك يعاني من العجز الجنسي.
"اجعليني أتعافى، ثم بعد ذلك سأطلق سراحك،" قال نيك.
كانت العبارات التي يبدو كأنها أمر، لا تفاوض يُمكن لناينا رفضه. كان لكل منهما أسراره الخاصة وفي ظل هذه الأسرار، سيقيّدان في عقد زواج.
"حسنًا يا دكتور، أوافق"، قررت ناينا، وأعطى الدكتور نيكولاس وعده بتحمل تكاليف علاج والدتها كاملةً.
على الأقل، لم يعُد على ناينا أن تكون فتاة ليل للعديد من الرجال، تكفيها أن تكون للدكتور نيكولاس وحده.
تداوي هذا الرجل، ثم تنال ناينا حريتها. وعسى بعد الحرية تلك تتماثل والدتها للشفاء.
"سأقيم زفافنا اليوم ذاته،" قطع نيكولاس.
لم يكن بوسع ناينا إلا الإيماء، شعورها بالخوف نوعًا ما لأنها تعرف الدكتور نيكولاس قليلًا.
"عندما تكونين معي كوني ناينا التي كنتِ عليها البارحة، ولا تكوني ناينا البريئة هذه. فهمت؟"
"بالتأكيد، يا دكتور"، أجابت ناينا طائعةً.
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
120تم تحديث
Comments
ملاك صعبة الامتلاك💋❤❤
اي واللة حلوة
/Rose/
2024-07-10
0
zC
.
2024-04-11
2
zC
👍👍👍
2024-04-09
0