شِّـهآبّ
لَا بَأس فِي تحمُل تِلكَ العَواقِب فِي عُمرٍ صَغير ..
فُقدان ، خُوف ، وِحده ، مشَاكل و تنمُر.
أَصبحتُ أَحملُها فوقَ أَكتافِي.!
لكِن رُؤية النَاس إلي كَـ مَسخ ، شخصٌ بِلا قِيمة أو مَكانة .!
كَأنني وُلدتُ لِأكون عَدداً.
هَذا العَالمُ مَريض.!
و بِحُكم أنهُم فِيه مَرضى أَصبحوا يُقارنونَ الجَمال والذَكاء والمَال على الأَخلاق ! ..
دعيتُ لَهُم بِالشِفاء العَاجِل
- إيدان
...
كنت أَتأمل الّسقف لِأن مَا عندي شغل ولا مَشغله ، افكر كيف بقابل أهل ابوي الي راح يزورونا اليوم ، سمعت صوت الباب ينفتح و ما كلفت نفسي اناظر مين عند الباب ، بس انتظرت وش راح تكون الاوامر الجاية الي لازم انفذها.
: يِله أهلك تَحت.
الحين بدأ وقت الجد ، الي ما احب امثله ابد لأنه دور صعب ، عدلت ملابسي و شعري ، ونزلت تحت عشان استقبل الّضيوف ،كالعادة نفس الناس الكريهة ، اضطر اجلس معاها عشان العادات و التقاليد في يوم الجمعة ، الخ..
نقزت عشان اتخطى بعض الدرجات بس على حظي قابلتني اسوء وحده من عماتي
عمتي خلود: وجع اخوي مربي ولد ولا قرد .
استغفرالله ، ما اطيقها ابد و المشكلة كل جمعة لازم تسوي سالفة وتعطي ابوي محاضرة لانه اصغر واحد في العائلة ( كَـ أب )، و كل المحاضرات عن التربية و كيف ان ولدها خالد متربي و فاهم و عاقل و مؤدب و محترم و نظيف و رجال و جميل و محافظ
لو اتكلم عن صفات ولدها ما راح اخلص لانها كل يوم تجيب مفردات جديدة.
رحت و جَلست على طاولة الأكل ، طبعاً هذي العادات و التقاليد ما تشمل الا اهل ابوي بدون ازواجهم ولا زوجاتهم ، يعني بس احنا.
و دايم يجون وقت الغداء عشان يقعدون اليوم كله هنا ، ابد ما يبون يفوتون تعليقاتهم علي ..
أبوي جلس جنبي وقعد يرحب فيهم: حياكم تفضلوا ، عاد جبت كل الاطباق الي تحبونها من كبيركم لصغيركم عشان محد يزعل.
عمتي سارة: ما قصرت يا خالد كان ما تعبت نفسك يا اخوي ، نطلب من برا وخلاص.
طبعاً سوو تخطي لهذي المنافقة ، لانها تحب القرش و تدوره دواره والله ما تدفع حتى ريال على الطلب ، يمه منها.
خالد: ما تعبت نفسي ولا شي ابد تصرفوا كأن البيت بيتكم.
انا كنت ببدأ اسمي بالله و اكل بس ابوي عطاني نظرة قاتله الي انتظر لين ياكلون هم ، يعني لو اكلت قبلهم بيصير فال.
لاحظتني عمتي خلود ، ابد السوسه في لسانها نفره و تبي تتكلم بس تنتظر مني الزلة ، ياربي انا وش خلاني انزل لو مسوي نفسي مجنون احسن.
طبعاً مَا بتسكت عَن البَاطل تَحب تجاهر فيه.
عمتي خلود: مو معلمه الاحترام وش ترجى منه هالولد.
عناد مني اكلت سلطة بدون ما انتظرهم ، و الي خلاني اتفاجئ ان ابوي اكل بدون ما يبدأون خواته و بكذا ، اعتقد ابوي اعلن الحرب
عمتي هدى: خالد المفروض تعلم ولدك ينتظر الكبير ، ليش تعلمه الخراب الحين.
هي تصارخ ولا يتهيأ لي ؟ هذي حتى مو عمتي بعد يعني لولا الحليب الي جمعها على هالطاولة..الحليب الفاسد.
عمتي خلود: ابد ، هذا دلع امي وتأثيره.
وقف ابوي هالمرة و كأنه ينتظر منها تزل على جدتي ، ادري ان اليوم بيكون الاسوء ، وانا مبسوط لهالشي خل ننقطع عنهم سنتين ثانية بالاخير هم الخسارنين.
عمتي ملاك: خالد اجلس ابوي وتعوذ من ابليس ، خلود بطلي هالحركات الي ما تودي ولا تجيب وخليك في عيالك.
طبعاً هذي اجمل وحده من بينهم ، عمتي ملاك هي الوحيده الي تمثل اسمها ، اكبرهم و اعقلهم ما تعرف تعصب على احد ودايم تدافع عني و تحبني..هذي العمه مو هذولا.
ناظرتني وتكلمت: إيدان حبيبي ، عفيه خلنا نعدي اليوم مع بعض مبسوطين.
رفعت كتفي ببرائة: ما سويت شي ، هي بس ما تحبني عشان ولدها خالد.
هنا اعتقد ضربتها على وتر حساس ، او هي تبيني اتكلم عن ولدها من اول ، عشان كذا قامت وبدأ صوتها يلعلع هالبقرة.
خلود: اي ولدي ، ولدي الي حرمته من دراسته وشوهت سمعته على حركاتك يا الخنيث ، ولا سربوت مثلك المفروض قاطينه بالشارع لان ما نتشرف يكون عندنا ولد غير شرعي ، حسبي الله عليك وعلى امك.
نفسي انسدت عن كل شي ، و فرت علي العناء و قمت من الطاولة ، بالاخير انا اكرهم لانهم كذا ، يناظروني بهذي النظرة يعاملوني بهالمعاملة عشاني .. جاي بالحرام.
ما ناظرت ابوي ولا عمتي ملاك الي قامت و ظلت تناديني ، انا بس رحت فوق وقفلت غرفتي ، تسندت على الباب و قبل ما استجمع قوتي طاحت دموعي بكثرة.
هذا هو يوم الجمعة ، الي انولدت فيه..
مدري شلون صار اسوء ايامي.
امي ماتت فيه ، ابوي تعرض لحادث ، خسرت اعز اصدقائي ، طحت بمشاكل بسبب شكلي ، و الحين ...
متى راح اموت.
...
بعد ما راح إيدان غرفته ظلت ملاك تنادي بأسمه وتلحقه بس هو ما يبي يسمعها ولا يبي يكلمها ، الجو صار كئيب بسبب خلود وهالشيء الكل ما قدر يتخطاه لأنها قالت كلمة المفروض تكون بينهم مو بين عيالهم.
خالد ما حس بنفسه الا لما عطى اخته كف ، ما تحملها طول هالسنين وهي تعلق على نفس الشي بس شكلها ما رضت تتوب ، وقتها كانوا البزران مصدومين للمنظر الي قدامهم والخوف تملكهم حتى خالد ولدها ما كان يقدر يسوي شي ضد عمه.
تدخل عبدالعزيز وسحب اخوه بعيد عن البزران و كلم خالد(ولد خلود) انه ياخذ امه ويطلعون برى بس هي ما فكرت تسكت اصلا
أم خالد(خلود): انت سبب هالدمار الي فينا خالد ، الله ياخذك انت وولدك ونرتاح منكم.
ام بدر(ملاك): خلود اطلعي واكفينا شرك ، راح تتحسرين وتندمين على هالكلام الي قلتيه لهم ، انتي تنكرين الجميل الي قدموه لك وخلوك تعيشين برفاهية بدال هالفقر و الظلم الي معيشك اياه زوجك ، الله يهديك يا خلود و ترجعين لعقلك.. بدر ابوي خذ خالاتك ورجعهم البيت
بدر: وانتي يمه ما بتروحين ؟
ام بدر: بقعد اشوف اخوي وولده ، انت ودهم وتعال.
هز خالد راسه بقلة حيله و لحق امه الي طلعت من البيت وهي تسب وتسخط فيه ، وما بقت دعاوي و تحاسيب عليهم لين ركبت السيارة.
وقتها كان واقف عند الباب شخص بعد ما سمع صراخ في البيت ، توقع ان فيه شي داخل ، ولما طلعت خلود في وجهه نزل راسه وبعد وقعد يسمعها وهي تسب في خالد و إيدان.
شاف خالد طلع ورا امه فـ حب يسأله: لو سمحت ، خالد فيه شي ؟
وقف خالد٢ و شافه رجال طويل و ضخم ، لونه يميل للأسمر وشعره اسود غامق ، ملامحه حاده و فاتنه بشكل يخطف النفس و الي مزينه اكثر لحيته الي مخففها و محددها ، عضلاته مناسبه لجسمه مو مره واضحه و صاير صدره عريض.
خالد بعد ما تأمل فيه و انسحر رد بتوتر: اا لا ، من انت ؟
ما صدقه الرجال بس تكلم: انا صديق خالد ، اسمي جراح.
هز خالد راسه: لا ما فيه شي ، عن اذنك.
ركب خالد السيارة و راح مع امه ، بس جراح ما تحرك ابد وقعد قدام الباب لين طلعوا البزران مع اهلهم ، شاف حريم واجد فـ بعد وهو منزل راسه وكلهم ركبو سيارتين عائلية.
لقط كلمة من بزر كان يمسك يد امه ويمسح دموعه وهو يقول : ماما ليش خالي خالد ضرب خالتي خلود.
سحبته امه بعد ما شافت جراح وقالت: فهودي حبيبي، خالك يحب خالتك خلود حيل هو ضربها لأنها ما سمعت الكلام.
تنهد جراح و قرر يدخل بعد ما راحو كلهم ، دق الباب مره مرتين ثلاث بس محد رد ولما قرر يروح فتح الباب وطلع منه عبدالعزيز.
ابتسم لما شاف جراح وقال له: الحمدالله كنت بطلع اناديك.
جراح ما ارتاح ابد و رد: وش صاير ؟ إيدان و خالد فيهم شي ؟
هز راسه وتكلم: هم بخير ، بس كالعادة مشاكل.
قرب جراح بيدخل بس عبدالعزيز وقفه شوي: اختي جوا انتظر لين اقولها تتغطى.
هز جراح راسه وقعد ينتظر عند الباب و يحس ان الوقت بطيئ حيل هالمرة ، لين جا عبدالعزيز و دخله ، اول شي سواه انه يروح لـ إيدان.
طق الباب في البداية بس قعد يسمع صياح إيدان ورا الباب يزيد وهو يدق الباب ، لين تكلم عبدالعزيز: ما راح يفتح الباب انا وعمته جربنا ولا نفع.
جراح فكر شوي لين تكلم بالاخير: إيدان ولدي ، افتح الباب ابي اكلمك.
سكت إيدان ووقف وهو يقرب من الباب يحاول يسمع صوت مين هذا: إيدان الباب.
ما فتح إيدان بس كان الفضول ياكله لين تكلم: مين انت ؟
جراح ابتسم لما سمع صوته و رد: عمك ، افتح الباب.
إيدان استنكر هالصوت و فتح الباب عشان يشوف مين هذا ، ولما شاف جراح قدامه ظل واقف متمسك في الباب.
إيدان تكلم: ما اعرفك.
جراح ما قال شي و كلم عبدالعزيز: خلاص طلعته انا رايح لخالد.
وقتها إيدان حاول يسكر الباب بس دخلت ملاك ووراها عبدالعزيز عشان يحاولون يهدونه ويراضونه بس كان إيدان رافض يكلمهم او يقول كلمة حتى.
عند خالد كان بس حاط يدينه على راسه وجالس في غرفته ، دخل جراح وسكر الباب عشان ما يزعجهم احد وياخذ راحته بالكلام ، أول شي بدا فيه حط كاسة مويه عند خالد وقعد قدامه يناظر فيه
هو يعرف ان خالد بيتكلم اذا هدا عشان كذا ما قال شي لمدة طويلة.
لين تكلم خالد: ليش ما خليتها تجهض ؟ كيف كنت ضعيف وقتها وما قلت لها تجهضه ، صارت ليلة وياليتها ما صارت..
ضاق جراح من كلام خالد ورد: الحين ماخذ كل هالوقت عشان تقول هالكلام ؟ انت شايف شكلك اول ما شلت إيدان بيدينك ، شفت دموعك يوم فتح عيونه عليك ، والحين تقول ليش ما خليتها تجهضه..لا انت مو بعقلك ، اثرت فيك خلود
خالد بضيق: لا تجيب طاريها هي بذات لا تجيبه.
جراح: وش صاير بعد ، انقطع كم سنة و لما رديت باقي نفس السالفة ما تغير شي ، هذي تسب وتسخط وانت مو قاعد تتحملها، قايل لك ابعدو عن بعض يهون انك تقطع علاقتك معاها ولا تكبر المشاكل بينكم ، بالاخير إيدان هو الي يتأثر شايف بنيته ، هذا لو تنفخ عليه يطيح ، حس بولدك.
خالد: جراح ، هذي اختي و قطع الرحم مو زين ، بعدين إيدان بيتأقلم مع الوقت
جراح: شنو يتأقلم ؟ هذا توه ١٧ سنة يا خالد ، انت كذا تأثر على نفسيته وبتخليه سلبي ، شايف اختك وكلامها شلون يتأقلم معاها وهي تسب امه وتقول ولد حرام.
خالد: مصير إيدان يتحملها ويتأقلم بعدين ما بقى شي ويصير ١٨ خلاص بعد بيكون بالغ.
جراح: لا إله الا الله ، يا خالد ارحم ولدك وارحم نفسك ، حتى لو اختك الزم ما عليك راحتك ، كل جمعة هواش وتدق علي خلود وخواتها ، انت بس تجيب الوجع لراسك ، ترى ما طبنا ولا غدا الشر.. كبر عقلك واذكر ربك ، بالاخير انت عندك مسؤولية بيت و ولد و دوام مو ناقص تقابل وحده عقلها صغير و تعلمك وش تسوي وش ما تسوي ، لا تتعبني معاك خالد لا اهدك الحين واروح.
خالد بمزح: خلاص ، بفكر انقلع اطلع برا بيتي.
جراح: هذا جزاي جايك من طول الطريق وتعبان ، انت ما منك رجا حيوان ولا تسوى.
سكتو اثنينهم لما دخل إيدان الغرفة و جلس جنب ابوه ، عينه على الارض ووجه كله احمر بسبب صياحه اليوم ، قام شوي و باس راس ابوه يحاول يهديه و يمسح على يده
إيدان: يبه لا تعصب ولا تكدر خاطرك ، ما احب اشوفك كذا.
خالد: مو معصب الحمدالله ، كله بفضل جراح ..قوم سلم عليه.
أبتسم جراح لما شاف إيدان يقرب منه و يمد يده له وهو منزل راسه : سلام عليكم عمي جراح.
جراح: وعليكم السلام ، ما يحتاج تقول عمي قول جراح وبس.
حس إيدان بمدى البعد بينه وبين جراح و حاول يوقف على اطراف رجوله عشان يسلم عليه بس بالاخير ما قدر و اضطر ينزل جراح عشان يبوس خده.
جراح كان وده يبقى على وضعه لكن خالد تكلم : بشويش وانت تحرقه بنظراتك.
خزه جراح سريع وحذف عليه اقرب مخده: اكل تبن
Comments