هدف الوريثة هو فسخ الخطوبة

هدف الوريثة هو فسخ الخطوبة

الفصل 1

...“إذًا، سأقوم الآن بقراءة الوصية.”...

...ما إن نطق المحامي بهذه الكلمات، حتى خيّم الصمت على غرفة الاستقبال التي كانت تضجّ بالهمسات والتوتر....

...بينما كنت أعبث بأطراف قفازي، أتهيأ للفوضى التي كانت على وشك أن تبدأ....

...أعلم كل شيء مسبقًا، لكن رغم ذلك، لا أستطيع إنكار هذا التوتر. فأخذت نفسًا عميقًا، وساويتُ ظهري باستقامة....

...في تلك اللحظة، بدأت وصية الدوق فيسفندر أغريست تُعلَن....

...“جميع أملاك عائلة أغريست، وثروتها، وكافة العائدات المستقبلية التي ستُسجَّل باسم أغريست……”...

...توقف المحامي فجأة دون أن يُكمل قراءة السطر الأخير من الوصية. فانتفض الواقفون أمامه، وهم يحاولون كبح قلقهم المتصاعد....

...“جميعها؟”...

...“ما معنى (جميعها)؟ هل يعقل ما نسمعه؟”...

...“أكمل القراءة! بسرعة!”...

...بلع المحامي ريقه الجاف، ثم تابع بصوت مهيب، كأنه ينطق حُكمًا نهائيًا لا رجعة فيه....

...“تُورّث بالكامل للآنسة كلاريتا سوبيل.”...

...وضعت يديّ على فمي بدهشة مصطنعة، محاوِلةً أن أبدو مصدومة....

...هل بدوت طبيعية؟ هل كان توقيت ذهولي مناسبًا؟...

...راحت تلك الأسئلة تتردد في رأسي، بينما كنت أراقب ردود فعل أفراد عائلة أغريست، الذين لم يبدو أنهم استوعبوا ما يجري بعد....

...“كلاريتا سوبيل؟ من هذه بحق؟”...

...“ما الذي يهذي به هذا الرجل؟!”...

...هناك رجلٌ كان يعضّ أظافره قلقًا منذ أن دخل القصر، و انفجر غضبًا فجأة، وخطف الوصية من يد المحامي بعنف....

...“يبدو أن الدوق الراحل لم يفقد حسه المازح حتى في لحظاته الأخيرة.”...

...ضحك بسخرية، وأشار بأصبعه نحو المحامي باتهام فجّ....

...“الكل يعلم أن عقله لم يكن سليمًا في أيامه الأخيرة.”...

...وهنا دعوني أضيف شيئًا صغيرًا، فيسفندر أغريست، الدوق الراحل، كان مشهورًا بطباعه الغريبة وهواياته الخارجة عن المألوف....

...حتى وفاته لم تسلم من الشائعات والتعليقات المستمرة....

...“ذلك الكلام فيه إساءة.”...

...تمتم أحدهم بكلمات غير مفهومة، لكن الرجل لم يتوقف....

...“بصراحة……حتى الآن لا يوجد دليلٌ مؤكد على أنه مات فعلاً، أليس كذلك؟”...

...وكما قال، فقد كانت هناك أمورٌ غامضة تحيط بوفاة الدوق. فقد اختفى الدوق أغريست أثناء تسلقه لجبل رودوس....

...لم يُعثر على جثته، لكن معاونيه والجنود المرافقين عثروا على معداته، وعلى جثة مشوهة لا يمكن التحقق منها بالكامل....

...<انظروا هنا……هنا قطعة من ملابسه ممزقة.>...

...<يبدو أنه تعرّض لهجومٍ من وحش جبلي.>...

...وبعد ذلك بفترة قصيرة، بدأ الوكلاء القانونيون الرسميون لعائلة أغريست بالتحرك....

...فتم إعلان الدوق فيسفندر أغريست ميتًا رسميًا، وكُشف النقاب عن وصيته....

...لكن الناس ظلوا متشككين في موته. منهم من كان مقتنعًا بأنه ما زال حيًّا في مكان ما. ومنهم من قال أنه مات بالفعل....

...وقيل أيضًا أنه انتحر في مكان بعيد، أو أنه تخلّى عن هويته وبدأ حياةً جديدة بهوية مزورة....

...“والمفترض أن تكون محاميًا؟!”...

...قال ذلك الرجل الذي كان يتبختر حاملًا الوصية في يده، بنبرة فيها سخريةٌ واحتقار....

...كان من أقارب الدوق البعيدين، لا أذكر اسمه، لكن سمعته كزير نساء كانت تسبقه أينما حلّ....

...“ماذا؟ ولمن يُقال أن هذه الأشياء ذهبت؟”...

...قال ذلك وهو ينظر إلى الوصية ويضحك باستهزاء....

...لكن لم يطل ضحكه، إذ سرعان ما تجمدت ملامحه وانطفأ وجهه....

...“أهذا كل شيء؟!”...

...“لقد أنجزت ما أوصى به الدوق، بالحرف.”...

...تحدث المحامي، السيد بيتمن، وهو يستعيد الوصية من يد الرجل الذي ظل واقفًا هناك وكأنه لا يصدق ما جرى....

...ثم طوى الوصية بدقة، و التفت إليّ و تحدث بنبرة رسمية،...

...“آنسة سوبيل، هناك بعض التعليمات الإضافية التي طلبها الدوق أغريست، مدونةً في الوصية.”...

...“نعم.”...

...“سنُنهي الإجراءات في مكتبي خلال الأيام القادمة.”...

...“مفهوم.”...

...ما إن أجبت بإيجاز، حتى تعالى صوت أحدهم فجأة في القاعة....

...“إلى أين تعتقدون أنكم ذاهبون؟! هذا غير مقبول على الإطلاق!”...

...“من تكون هذه المرأة أصلاً؟!”...

...“مستحيل……هل يعني هذا أن الدوق لم يترك لنا ولو فلسًا واحدًا؟!”...

...كنت أقف بهدوء أنظر إلى الساعة المعلقة على جدار غرفة الاستقبال....

...همم، حان وقت وصوله تقريبًا....

...“دوري ينتهي عند هذا الحد.”...

...قال المحامي ذلك بهدوء وهو يلتقط سترته، وكأن هذه الفوضى ليست جديدةً عليه....

...رفع حقيبته واتجه نحو الباب……لكن فجأة—...

...دوّى صوتٌ قوي، و فُتحت الأبواب المغلقة بعنف، ودخل شخصٌ إلى الغرفة....

...في لحظة واحدة، اختفى كل الهمس والتنهيدات التي ملأت المكان، وتجمّد الهواء من حولنا....

...كانت عينيه لقاتمتين تحت شعره الأسود المنسدل، و اجتاحت الجميع بنظرة باردة ومتعالية....

...رفع يده وسحب شعره إلى الخلف، ثم رفع رأسه ببطء....

...“ما الذي تفعلونه هنا جميعًا، في غياب الوريث الحقيقي لعائلة أغريست؟”...

...ما إن نطق بتلك الكلمات حتى هبّ المحامي واقفًا، وقد بدت عليه علامات الارتباك....

...“سيدي، ألم أخبركَ بوضوح قبل أيام؟”...

...لكن الشاب قاطعه بصوت حاد لا يعرف التردد،...

...“تلك الوصية……مجرد قمامة.”...

...واو، قال عنها “قمامة”. ...

...إنها وصية والده، ومع ذلك لا يرف له جفن!...

...أخذت أتنفس ببطء، أراقبه بصمت. لكنه لم يلتفت نحوي قط، بل مدّ يده وخطف الوثائق من يد المحامي مباشرة....

...عندها فقط ظهر الارتباك واضحًا على وجه السيد بيتمن....

...“لا يجوز هذا، سيدي الصغير، رجاءً……”...

...“من هي كلاريتا سوبيل؟”...

...قال ذلك وهو يزمجر، يبحث عني بين الحاضرين. فرفعت يدي بخفّة، دون صوت....

...وحين التقت أعيننا، تقلّص جبينه وتجمّدت نظراته عليّ....

...“أهذه الطفلة هي من أغوت والدي؟!”...

...لم يمضِ وقتٌ طويل منذ سماعي بخبر اختفاء والده ثم إعلان وفاته، والآن ها هو على وشك أن يخسر الميراث كله……أفهم سبب غضبه....

...لكن مع ذلك، حديثه في لقائنا الأول فظٌ أكثر مما يجب....

...“كلامكّ فيه إساءة. أتقول أنني أغويته؟”...

...“وإلا، فماذا؟ أغريتِه بطريقةٍ أخرى؟ لعلكِ لوّحتِ بذيلك؟”...

...“عذرًا، كما ترى……لا أملك ذيلًا.”...

...رددت بهدوء، فضحك ساخرًا دون أن يصدق....

...“أهكذا كان ذوق والدي؟ كم هو وضيعٌ ومثير للشفقة.”...

...“أطلب منكَ أن تعتذر فورًا عن كلامك المهين.”...

...“أعتذر؟!”...

...“أنا في الأصل لم أقابل الدوق أغريست قط.”...

...“ماذا؟!”...

...“من عثر عليّ وجاء بي إلى هنا هو السيد المحامي، كما ترى.”...

...استدار إليّ ببطء، ثم حوّل نظره إلى المحامي بنظرة متفاجئة....

...“صحيح، أنا من ذهبت إلى الدير وعثرت على الآنسة سوبيل، وأحضرتها إلى هنا.”...

...أدار رأسه ببطء وكأنه لا يستوعب الأمر، ثم تحدث بصوت مشكك،...

...“لكن تلك الوصية……لا شك أنها غير صحيحة.”...

...بغضبٍ ظاهر، مدّ يده إلى جيبه وأخرج مظروفًا كان يحمله....

...“هذا القصر ليس مجرد قصر عادي.”...

...وقبل أن يكمل، صدح صوتٌ من خلفه. رجل في منتصف العمر كان يميل برأسه قليلاً، حدّق في ريكايل وتحدث بصوت خافت،...

...“صحيح، هذا القصر كان لآلاف السنين العماد الذي يحمل اسم أغريست. لكن……من يملك الحق في قول ذلك الآن؟”...

...ريكايل لم يتراجع، بل واجهه بثقة،...

...“منذ زمن بعيد، وعدني والدي أن يورّثني هذا المكان.”...

...نعم، من حيث المبدأ، هذا القصر ينتمي لعائلة أغريست، ومن الطبيعي أن يرثه الابن....

...لكن……لا يمكن أن أدعه يفعل ذلك....

...اقتربت منه خطوة، وصوتي هذه المرة كان ثابتًا وحازمًا....

...“كلا، أنا لن أتنازل عن هذا القصر تحت أي ظرف.”...

...“وإن لم تتنازلي، فماذا ستفعلين؟”...

...“دعنا نحتكم للقانون. على أية حال، القانون في صفي.”...

...انتزعت الوصية من يد المحامي وبسطتها أمامه....

...“ها هو مكتوب بوضوح تام. يُورث إلى الآنسة كلاريتا سوبيل. وموثقٌ بختم الدوق أيضاً.”...

...عندها ضحك بخفة، كما لو أن ما سمعه عبث لا يُصدق....

...“أنتِ تهذين.”...

...“هلّا خرجتم جميعًا من هنا؟ هذا بيتي الآن.”...

...لكن خصمي لم يكن بالشخص الذي يُستهان به. فاقترب مني حتى كادت أنوفنا تتلامس....

...“لا يمكنني فعل ذلك. هذا منزلي.”...

...رغم أن طرف أنفي ارتجف من قربه، لم أتراجع....

...“حقًا؟ إذًا تريدها مواجهة؟”...

...“قبل أن تهربي باكية، لم لا تخرجي الآن بهدوء؟”...

...كان لدي سببٌ يجعلني أقبل بهذا القصر الذي لا يربطني به شيء....

...لا طمعًا في المال، ولا جشعًا في الممتلكات. بل من أجل أكثر رجال العالم شقاءً....

...ذلك الرجل الذي نُهب ماله أمام عينيه، من أجل سعادة ريكايل أغريست....

...“سنرى من الذي سيخرج باكيًا، أليس كذلك؟”...

...رغم أنني أجادله بثبات، لم يسعني إلا الشعور بالشفقة عليه....

...ريكايل أغريست رجلٌ تعيس بكل ما للكلمة من معنى. ...

...تبناه الدوق وهو طفل صغير، لكن زوجة الدوق كانت تُسيء إليه وتلعنه....

...«ريكائل، لا أريد حتى سماع أنفاسكَ، لا تخرج من غرفتكَ ما دمتُ هنا!»...

...كان الدوق أغريست رجلاً ناجحًا، لكنه لم يكن أبًا جيدًا....

...عاش أسيرًا لحبه الأول ولم تكن علاقته بزوجته جيدة، كما كان بارداً ومهملاً مع ريكايل....

...أبٌ قاسٍ، غريب الأطوار، وظالم. إلى درجة أن يورث كل ثروته لامرأة لا تمت لعائلته بصلة....

...نعم، إلى “كلاريتا سوبيل” التي يرمقها ريكايل الآن بنظرات كأنها قاتلته....

...لكن تعاسته لم تنتهِ عند هذا الحد....

...'من الواضح أن الكاتب كان يكرهه.'...

...لعلكم أدركتم ذلك الآن، ريكايل أغريست ليس سوى شخصية من رواية تُدعى «تايرن»....

...كان ريكايل فائق الوسامة، لكنّه رُسم في الرواية كشخصية ساخرة، متقلبة، كالرصاصة الطائشة....

...رجلٌ بشعر أسود يلمع بلون أزرق، وعينين زرقاوين يملؤهما الحزن....

...في القصة الأصلية، استعاد ريكايل القصر في النهاية، لكن السعادة لم تكن في انتظاره. بل كانت مأساة....

...ففي قصر أغريست، ذاك الذي طالما حلم بامتلاكه……وجدَ حتفه....

..._______________________...

...هللللوووو هذي روايه خفيفه حرفياً بس 80 فصل و 5 فصول اضافية✨...

...المهم البطل ريكايل مجنون واضح بس بينقلب خروف عالأخير✨...

...وشسمه فيه شويه كوميديه ...

...المهم ذي حساباتي اذا تبون سوالف ولاش ...

...تويتر: Dana_48i انستا: dan_48i تلقرام: dan_xor...

...Dana...

الجديد

Comments

NaDA

NaDA

الرواية جميلة

2025-08-23

1

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon