الفصل 5

...كنت أرمق الباب الذي خرجت منه السيدة مايل بطرف عيني. ...

...بينما كانت رغبتي في الدخول لرؤية ريكايل تختلط بشعور غامر بالذنب....

...“نعم..…”...

...لا بد أن أطمئن بنفسي أنه بخير. وعليَّ أيضًا أن أعتذر....

...دخلت بخطواتٍ حذرة، فوجدت الطبيب يرتب حقيبته. ثم رفع نظره نحوي و رسم ابتسامةً متكلفة....

...'ما معنى هذا التعبير؟'...

...فـي ذاكرتي، لم يكن هذا الطبيب شخصًا اجتماعياً أو لطيفًا....

...لحظة…..أيمكن أن تكون إشاعة “ضيفٍ غريبٍ ظهر في قصر أغريست” قد تسربت إلى القرية بالفعل؟...

...في حياتي السابقة، كانت العائلة قد كتمت الخبر، وشددت على الخدم حتى لا ينطقوا، فلم تنتشر أي شائعة....

...لكن الآن تغيّرت أمورٌ كثيرة، ولم أستطع التسرع في الحكم....

...لماذا تجري الأحداث أسرع هذه المرة؟...

...“…….”...

...ترددت قليلًا ثم اقتربت من السرير حيث كان ريكايل ممددًا....

...كان شَعره مبعثرٌ قليلًا، ووجهه شاحب، وشفته مطبقة بإحكام. و كان غارقًا في نومٍ يشبه الموت....

...'لو لم أفقد أعصابي وأرتكب ذلك التصرف الطائش…..'...

...وبينما كنت في حيرة واضطراب، خاطبني الطبيب وهو يرفع حقيبته،...

...“لا تقلقي أكثر مما يلزم. يا—”...

...كانت عيناه تتساءلان عن هويتي. ...

...حسناً، ربما لا بأس بذكر اسمي فقط....

...“أنا…..كلاريتا سوبيل.”...

...“آه، الآنسة سوبيل. أنا ميتيوس براينر. يمكنكِ مناداتي باسمي فحسب.”...

...نطقها بنبرة مهذبة، لكن نظرته ما زالت تغص بالفضول....

...“اعذريني على السؤال، لكن…..هل بينك وبين السيد أغريست……”...

...هل كان يريد أن يعرف طبيعة علاقتنا؟...

...لكنني لم أستطع أن أجيبه. فأنا…..الوريثة التي خلفت والد ريكايل في ملكية قصر وثروة عائلة أغريست....

...أما هو، فالعلاقة بيننا لا تتعدى محاولاتٍ متبادلة لطرد الآخر بعيدًا....

...ساد صمت ثقيل في الغرفة....

...“آها.”...

...ثم هزّ الطبيب رأسه ببطء، و ابتسم....

...“كادت تُفلت مني كلمةٌ غير لائقة.”...

...“؟”...

...“لم أسمع قط أن له خطيبة. حسنًا…..أعلم قليلًا عن أحوال عائلة أغريست. فالدوق الموقر رحل فجأة، وعمّت الفوضى. وفي خضم ذلك، من الطبيعي ألا يرغب المرء في كشف شأن شخصي كهذا.”...

...“نعم؟”...

...“صحيحٌ أنّ الموقف كان طارئًا…..لكن أن تقوم آنسة بتمزيق فستانها لتوقف نزيفًا، فهذا..…”...

...خفض حاجبيه وترك جملته مبتورة....

...“على أي حال، سأغادر الآن. طريقة تناول الدواء شرحتها للسيدة مايل. سأعاود بعد أسبوع.”...

...“لا يا طبيب، لقد أسأت الفهم. لستُ خطيبته.”...

...عندها ضيّق عينيه وخفّض صوته....

...“لا تقلقي يا آنسة سوبيل. أنا أحفظ الأسرار جيدًا.”...

...“ليس هذا ما قصدت—”...

...“اطمئني. إذاً أستأذن.”...

...ثم التقط حقيبته وخرج مسرعًا. و بعد مغادرته، وجدت نفسي وحيدةً في غرفة النوم....

...ما هذا بحق....

...صحيحٌ أن العلاقة بيني وبين ريكايل يصعب شرحها…..لكن خطيبة؟ مستحيل أن أكون خطيبته....

...لكن، لما هذه الغرفة خانقةٌ للغاية....

...لوّحت بيدي أتذمر،...

...“ربما عليّ فتح النافذة.”...

...وبينما كنت أقترب من النافذة وانا أشعر بحرارة تخنقني، سمعت خلفي صوتًا مبحوحًا مليئًا بالثِقَل،...

...“لماذا لم تقولي ببساطة أننا نعيش معًا فحسب؟”...

...توقفت في مكاني، ثم استدرت ببطء. وهناك، على السرير، كان الرجل يحدّق بي بعينين نصف غائرتين في الوسادة....

...كدت أنسى نفسي وأظهر على وجهي ملامح بائسة…..لأن تلك العينين الزرقاء الداكنة الساحرة كانت تنعكس فيها صورتي بوضوح....

...تماسكي يا كلاريتا....

...“صحيح…..لو قلت أننا نعيش معًا لكنتُ وضعتكَ في موقف محرج.”...

...“ومن تظنين سيتعرض للحرج حقًا؟”...

...“كنت قلقةً عليكَ، لكن بما أنك تتكلم هكذا، يبدو أنكَ بخير.”...

...قلت ذلك بحدة متصنّعة، فابتسم ريكايل ابتسامةً باهتة. ...

...لكن في داخلي لم يكن هناك سوى شعور بالذنب نحوه....

...لو أنني فقط أطعت كلامه حين طلب مني أن أبقى بعيدًا……...

...“آسفة.”...

...لأنني تصرفت بحماقة، ولأنني جعلتكَ تتعرض للخطر بسببي....

...“لا بأس.”...

...“وشكرًا لكَ أيضًا.”...

...لو لم يدفعني بعيدًا، لكنتُ أنا من يرقد الآن على هذا السرير....

...كان يعلم أن ذلك الوحش الطويل الأسود يحمل سمًا قاتلًا، ومع ذلك….لم يتردد ولو قليلاً....

...'ريكايل، لا تقلق.'...

...في هذه الحياة سأطردكَ بالتأكيد، حتى لا تموت هنا موتًا عبثيًا....

...“أنا ممتنةٌ حقاً، ولكن…..عندما يأتي الطبيب بعد أسبوع، أرجوك صحح له أنكَ لست خطيبي.”...

...حين أخرجت صوتًا خفيفًا لكسر الجو، اكتفى هو بابتسامة صغيرة....

...“ستقولها، أليس كذلك؟”...

...ابتسامته المريبة هذه جعلتني أسأل مرة أخرى....

...“بعد أسبوع ستكون الشائعة قد انتشرت بالفعل.”...

...“مستحيل. لقد قال الطبيب أنه لن يخبر أحدًا.”...

...“إن كان ذلك يجعلكِ مرتاحة، فآمني به.”...

...“على أي حال، لن يصدق الناس. خطيبةً ظهرت من العدم؟”...

...حين هززت كتفيّ بلا مبالاة، كان ذلك وقتها. غاص ريكايل برأسه أعمق في الوسادة وبدأ يتكلم....

...“لدي سؤال.”...

...توترت قليلاً لأني لم أتوقع ما سيسأل. لكنني أومأت بوجه متماسك قدر الإمكان....

...“تفضل.”...

...“هل كنتِ تظنين أنني أنا من أطلق الأفعى السامة؟”...

...ترددت قليلاً ثم أجبت باختصار....

...“نعم.”...

...“ولماذا تظنين أنني سأفعل شيئًا كهذا؟”...

...“لأنكَ تريد أن أغادر هذا القصر.”...

...“ماذا؟”...

...“لقد تحريتَ الأمر وتعلم جيدًا أن أكثر ما أخافه في هذا العالم هو الأفاعي.”...

...“أتظنين أنني حقًا ارتكبت فعلاً مرعبًا كهذا فقط لطردكِ؟”...

...نعم، فريكايل الماضي فعل ذلك حقًا....

...صحيحٌ أنه كان ينكر دائمًا كما يفعل الآن، لكن إن لم يكن هو، فمن عساه يدبر مثل هذه الأفعال؟...

...“أشعر أنكَ قادرٌ على ما هو أسوأ من ذلك.”...

...“إنه سوء وهم مبالغٌ فيه.”...

...تمتم ريكايل بصوت مرير....

...ثم مرّ بيننا صمتٌ ثقيل لبرهة، و كان ريكايل أول من عاد للكلام....

...“فما كانت النتيجة إذاً؟”...

...رفع ذقنه بعينين نصف مغمضتين....

...لم أنطق بشيء. فالنتيجة أن ريكايل لم يكن هو من أطلق الأفعى، والمخطئ الأكبر اليوم لم يكن هو…..بل أنا....

...“آسفة.”...

...“إذاً، لذلك كنتِ تحملين أوراق فيفينا.”...

...“نعم.”...

...هز ريكايل رأسه وهو يرفع نظره نحوي....

...“ألا نتعدى على مجال بعضنا البعض. هذا شرطنا المشترك. أنا أريد استعادة ميراث والدي وأريد أيضًا ملكية هذا القصر، لكن ليس في نيتي على الإطلاق أن أسيء إليكِ.”...

...وصلني صوته الجاد بثقل. ...

...ولسببٍ ما، شعرت أن عليّ هذه المرة أن أصدق ريكايل حقًا....

...وحين لم أفتح فمي بسهولة، تكلم هو مجددًا....

...“لا يمكن، هل لدى الآنسة سوبيل خطةٌ مشابهة أيضًا؟”...

...“خطة مشابهة تعني..…”...

...“كأن تستخدمي الأفعى السامة للتخلص مني.”...

...رغم ابتسامته وكأنها مزحة، إلا أنني أجبت بجدية....

...“لا، مستحيل.”...

...إذ إن إحضار أفعى سامة بحد ذاته أمرٌ غير ممكن أصلًا....

...“إذاً، أنا أيضًا لن أفعلها.”...

...كان صوته حازماً و فيه قوة. فعضضت شفتي وانحنيت له....

...“آسفة.”...

...إن لم يكن ريكايل من فعلها، فلماذا كانت تلك الأفعى المخيفة داخل الغرفة إذاً؟...

...وبينما لم أجد جوابًا، تأكدت أن ريكايل غفا وخرجت من غرفة النوم....

...في تلك الليلة، سألت الخادمة ليلي التي جاءت لترتيب الفراش بحذر....

...“هل السيد أغريست بخير؟”...

...“نعم يا آنسة سوبيل. لقد تناول العشاء جيدًا أيضًا.”...

...“يا للراحة.”...

...“كنا جميعًا نظن أن الشاب سيغادرنا إلى الموت.”...

...تنهدت ليلي بعمق وأكملت....

...“في الواقع، من يُعض منها يُعتبر ميتًا لا محالة. ولأن السيد الشاب قد لُدغ..…”...

...“هل تلك الأفعى خطيرة إلى هذا الحد؟”...

...“نعم، ولحسن الحظ…..يبدو أنها كانت قد اصطادت فريسةً قبل دخولها إلى القصر مباشرة. لذلك كانت أكياس السم لديها فارغةٌ تمامًا، ونجا بفضل ذلك.”...

...“يا إلهي.”...

...“لقد كان يمكن أن يحدث أمرٌ جسيم حقًا. السماء هي من أنقذته.”...

...ثم بدأت ليلي تتحدث طويلًا عن الحظ العظيم الذي يتمتع به رجال عائلة أغريست، قبل أن تنزل....

...“إذاً، ليلة سعيدة يا آنسة سوبيل. لا تقلقي بشأن السيد الشاب.”...

...“شكرًا لكِ.”...

...و بفضل لطف ليلي تمكنت من ترك بعض الضيق جانبًا والنوم....

...لكن في ظهيرة اليوم التالي. كان الكثير مما يحيط بي قد تغيّر....

..._____________________...

...طلع مؤدب ريكايل وناسه جنتل حتى وهو عربجي🤏🏻...

...المهم ليتها قعدت عنده تأكله بعد😂...

...الطبيب ذاه اول واحد يشبكهم عنده بعد نظر...

...Dana...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon