...“لا، ريكايل…..لا تمت….ماذا أفعل.…!”...
...في الحقيقة، لم يكن ريكايل شخصيةً محورية في الرواية، فقد كان مجرد صديق للبطل تيرون....
...ومع ذلك، كان قلبي يميل إليه أكثر من تيرون نفسه. إلى حد أنني لم أستطع حتى إنهاء قراءة الجزء الذي يموت فيه، فأغلقت الكتاب قبل النهاية....
...“أيها الأحمق…..كان يجب أن تخرج وتبحث عن طريق آخر، ما الذي وجدته في ذلك القصر الكئيب اللعين!”...
...يبدو أنني غفوت بعد أن بكيت طويلًا. لكن حين فتحت عيني، وجدت نفسي في مكانٍ غريب تمامًا....
...ولم ألبث أن أدركت أن يدي أصبحت بيضاء وجميلة على نحو غير مألوف....
...“آنسة سوبيل، لقد جاء من يطلبكِ.”...
...“؟”...
...“يقول أن لديه ما يحدثكِ بشأن قلعة أغريست.”...
...قلعة أغريست؟...
...عندها فقط استوعبت أنني داخل عالم الرواية تيرون. تمهلي…..أي شخصية نسائية تظهر في هذه القصة؟...
...هل يُعقل أنني قد تجسّدت في زوجة الأب؟ تلك المرأة الشريرة، القاسية؟...
...إذاً ربما عليّ أن أسلك الطريق الذي يساعد ريكايل على النمو الصحيح؟...
...أو ربما أنا والدته الحقيقية قبل أن يتم تبنّيه؟...
...لكن وجهي يبدو أصغر بكثير من ذلك....
...أم أنني…..حبيبته التي لم تُذكر في النص؟...
...لم يكن يهمني من أكون. فما دمت أستطيع مداواة جراح ريكايل ومنحه السعادة....
...نعم…..سأجعل هذا الرجل سعيدًا....
...أنا أعلم تمامًا الآلام التي سيعانيها، وإن استطعت منعه منها، فذلك يكفي....
...أليس هذا ما يجري عادةً حين يجد المرء نفسه متجسدًا داخل رواية؟...
...لكن….....
...“لم أكن أظنكِ وقحةً فقط، فإذا بكِ أيضًا تافهة.”...
...لم أكن حبيبته، ولا والدته....
...لقد تجسّدت في شخصية ورثت كل ما يخص ريكايل بدلًا منه. بكلمات أخرى، صرت المرأة التي سلبت منه كل شيء…..كلاريتا سوبيل....
...“يا لها من امرأة عديمة الحياء.”...
...من الطبيعي أن يفكروا هكذا....
...“كلماتكَ قاسية يا سيد. أنا فقط أريد تنفيذ ما هو مكتوبٌ في وصية الدوق أغريست.”...
...صحيحٌ أنني لا أعرف تمامًا كيف أنقذ ريكايل، لكنني أعلم حقيقةً واحدة: إن بقي في هذا القصر فسيموت. لذلك، كان أفضل ما أفعله هو إخراجه من هنا....
...لكن أمنيتي في إنقاذه لم تتحقق بالسهولة التي تمنيتها. ففي كل شيء، كان ريكايل أغريست أذكى وأقوى مني بخطوة....
...لقد استخدم كل الحيل ليطردني من القصر، ثم في النهاية كان هو من مات فيه ميتةً بائسة. ...
...والأغرب من ذلك، أن حياتي كانت تعود وتبدأ من جديد في كل مرة يموت فيها ريكايل. إلى أن أدركت أخيرًا الحقيقة....
...يجب أن أنقذ ريكايل. والطريقة الوحيدة هي أن أبعده عن هذا القصر، بعيدًا…..بعيدًا جدًا....
...واليوم هو العودة الخامسة....
...هذه المرة، لا بد أن أطرده وأبعده عن القصر مهما كلف الأمر....
...“سواءً صدقت أم لا، لا فرق. هذه هي الحقيقة.”...
...في تلك الأثناء، بدأ أفراد أسرة أغريست الذين كانوا يتجولون في غرفة الاستقبال بالتعليق بمرارة....
...“كان خطأنا أننا علقنا آمالًا على فيسفندر. مجرد عجوز بغيض!”...
...“حتى الابن في تلك الحال، فهل سيبقى لنا نحن شيء؟ مستحيل.”...
...“حتى بعد موته يطعننا في ظهورنا.”...
...كانت البداية من سيدة مسنّة انسحبت أولًا، ثم تبعها الآخرون واحدًا تلو الآخر....
...حتى آخرهم، ركل الكرسي وخرج يزمجر، تاركًا القصر....
...عندها لم يبقَ في غرفة الاستقبال سوى المحامي بيتمن، وأنا، وريكايل....
...وكانت أول من كسر ذلك الصمت المتوتر هي أنا....
...“سيدي المحامي، متى يمكن أن آتي لمقابلتكَ إذاً؟”...
...حين سألت، ألقى المحامي نظرةً سريعة نحو الجهة التي يقف فيها ريكايل....
...“سأرسل من يتواصل مع الآنسة سوبيل قريبًا.”...
...لكن ريكايل لم يبقَ صامتًا....
...“يجب أن تُرسَل إليّ، لا إلى تلك المرأة.”...
...“لكنني أنا الوريثة، فلماذا تُرسل إليكَ؟”...
...لم يرد ريكايل على كلامي، بل حوّل نظره إلى المحامي مباشرة. و يبدو أنه اعتقد أنه لا جدوى من الجدال معي هنا....
...“يجب أن نتحقق من صحة الوصية. فلنطلب فحص المستند.”...
...ارتعش جفنا المحامي مرتين عند كلام ريكايل....
...“تقصد أنكَ ستخضع وصية الدوق للفحص؟”...
...“سنتأكد مما إذا كان الخط والخاتم قد تم تزويرهما.”...
...“لكن هذه الوصية، أنا شخصيًا مع الدوق أغريست..…”...
...وحين هز المحامي رأسه نافياً، ضيّق ريكايل عينيه وخفض صوته....
...“لا، حتى أنتَ لا يمكنني الوثوق بكَ.”...
...“….…”...
...“فلعلّك تواطأت مع تلك المرأة لتخدعاني.”...
...وكانت أصابع ريكايل تشير إليّ مباشرة....
...“سيدي الصغير، ماذا تقول؟ عائلة بيتمن عائلةٌ عريقة ومشهود لها بالثقة، وهي تتولى شؤون أسرة أغريست منذ أجيال—”...
...“إذاً فلتخضعها للفحص. وسأحكم حينها إن كانت عائلتكم جديرةً بالثقة أم لا.”...
...“ولكن..…”...
...“قلتُ أنني سأحكم في ذلك الوقت.”...
...رمق ريكايل المحامي بعينين حادتين كالسيف....
...“الدوق ما كان ليرضى بمثل هذا الوضع—”...
...“كفى!”...
...وفي اللحظة نفسها، أمسك ريكايل قبضته بالسيف المعلّق على خصره ثم سله. فما كان من السيد بيتمن المسكين إلا أن تجمد في مكانه مرتجفًا وأغلق فمه....
...ثم أخرج من جيبه منديلاً صغيرًا وبدأ يمسح جبينه....
...“حـ، حسنًا، سيدي الصغير. سأطلب الفحص كما أمرتَ.”...
...وأثناء إعادة ريكايل سيفه إلى غمده، كان السيد بيتمن يعتصر المنديل في قبضته وهو يستدير نحو الباب....
...“لحظةً واحدة، سيد محامٍ.”...
...رفعت يدي، فاستدار إليّ كلٌ من ريكايل وبيتمن في الوقت نفسه....
...“ستتحقق أيضًا من المستند الذي بحوزة هذا الرجل، أليس كذلك؟ ألم يقل أن الدوق أوصى بأن يرث هذا القصر؟”...
...عندها ألقى السيد بيتمن نظرةً مترددة نحو ريكايل....
...“مـ-، ماذا تفعل الآن؟ أظن أن من الأفضل أن نعمل معًا.”...
...حدّق ريكايل في وجهي ببرود جارح، كأنه يسأل بأي حق أتفوه بمثل هذا الكلام. لكن سرعان ما مدّ الظرف الذي كان يحمله إلى السيد بيتمن. ...
...'يتظاهر بالقسوة، لكنه في الحقيقة ليس كما يبدو.'...
...وحين خطرت لي هذه الفكرة ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على وجهي....
...دووويييييم!...
...و فجأة دوّى انفجارٌ هائل من خلف الباب....
...“……!”...
...ما هذا؟ لم يحدث مثل هذا الأمر من قبل قط. ...
...التفت فرأيت الباب المغلق قد انفتح على مصراعيه....
...ومن فجّر الباب بعنف واقتحم القاعة كان رجلاً طويل القامة، هزيل الجسد....
...إنه كويل جيفرت....
...'لماذا ظهر هذا الرجل الآن؟'...
...لقد كان هو من وقف في صف ريكايل لطردي من هنا. ...
...مع أنني لست متأكدةً تمامًا. لكن لأنه كان يظهر في كل مرة يحدث لي أمرٌ ما، خمّنت فقط أنه كذلك....
...على أية حال، لم يكن هذا الرجل حاضرًا منذ البداية....
...“لا يجوز لكَ الدخول بهذه الطريقة!”...
...اعترضه الحارس، لكن ريكايل رفع يده ليوقفه....
...عندها تكلّم كويل بصوت مخيف،...
...“الأمر شديد الأهمية.”...
...وتقدّم نحونا بخطواتٍ واسعة....
...ثم اقترب من أذن ريكايل وهمس له ببضع كلمات، قبل أن يتراجع خطوةً إلى الوراء....
...'لماذا ظهر كويل بهذه السرعة؟ وما هذا الأمر المهم؟'...
...ثمة شيءٌ مريب....
...ابتلعت ريقي جافاً وأنا أراقب الجو المتوتر، فإذا بريكايل يومئ برأسه نحو كويل....
...ما هذا؟ ماذا يجري؟ أنا أرى هذا المشهد للمرة الأولى....
...“ماذا نفعل إذاً؟”...
...سأله كويل، فأومأ ريكايل برأسه مجددًا....
...“تحقّق أكثر. أريد تفاصيل أوفى.”...
...في تلك اللحظة، التقت عيناي بعيني كويل. و حدّق فيّ بنظراته المخترقة، ثم غادر ببطء عبر الباب....
...لم يقل شيئًا، ومع ذلك تسلّل بردٌ قارس إلى عمقي....
...لأنني كنت واثقةً مما تعنيه تلك النظرة....
...مهلًا…..أيريد أن يختطفني ويبعدني بعيدًا؟...
...لا، هذا لن يحدث....
...سعلت مرتين متعمّدة، ثم ناديت المحامي السيد بيتمن....
...“إذاً، حتى تصدر نتيجة الفحص، من هو مالك هذا القصر؟”...
...“…….”...
...ابتلع السيد بيتمن ريقه جافًا وهو ينظر إليّ وإلى ريكايل بالتناوب....
...ثم أطلق تنهيدةً طويلة ومسح جبينه ثانيةً بمنديله، وفي تلك اللحظة صرخنا نحن الاثنان معًا،...
...“سيكون أنا.”...
...“بالطبع أنا.”...
...“انتظر! إذاً فلنفعل هذا.”...
...لاحظت تقطيب جبين ريكايل فسارعت بالكلام....
...“إلى أن تخرج نتيجة الفحص، لنعتبر القصر ملكيةً مشتركة. فوفقًا لمنطقكَ، لا شيء مؤكدٌ بعد.”...
...“…….”...
...“ولنضف بندًا بعدم انتهاك كلٍّ منّا مجال الآخر مطلقًا، على أن تدوَّن كلٌّ من مطالبنا و تُوثَّق لدى المحامي. ما رأيك؟”...
...لقد كان هذا بمثابة درع وقائي صغته من تجاربي السابقة. فحين يحاول ريكايل التلاعب، سيكون لديّ ورقةٌ رسمية أتشبّث بها....
...“فليكن.”...
...أدرك فورًا أنني لن أتنازل بسهولة، فخطا هو الآخر خطوةً إلى الوراء. ...
...وبدا وجهه أقل توترًا مما كان عليه قبل قليل. وفوق ذلك، تغيّرت حتى نظراه نحوي منذ ظهور كويل....
...ماذا عساه قال له؟...
...“إذا تم التوصل لاتفاق، أعلموني. سأغادر الآن.”...
...كدت أن أمسك بالمحامي قبل أن يرحل. ...
...رغم أنني مررت بمثل هذا الموقف أكثر من مرة، إلا أن فكرة البقاء وحيدةً مع رجل كان قد أشهر سيفه قبل قليل كانت تثير القشعريرة في جسدي....
...فضلًا عن احتمال أن يكون كويل مختبئًا في أي مكان من هذا القصر....
...طَق–...
...وما إن غادر السيد بيتمن، حتى خيّم الصمت على قاعة الاستقبال....
...عليّ أن أجد السيد الخادم بسرعة. فيجب أولًا أن أؤمّن لنفسي مكانًا آمنًا....
...حاولت تجاهل الوخز الحاد في مؤخرة رأسي وأنا أزحف بهدوء نحو الخارج....
...“ما كان اسمكِ؟”...
...وحينها، جذبني صوت ريكايل وأوقفني في مكاني....
..._______________________...
...هو انا داريه انها رحعت اكثر من مره بس توقعتها اكثر من خمس مرات😃 ولا هو مكتوب في القصه بعد؟ نسيت من زمان مترجمتها ...
...المهم ريكايل عربجي انفداه احسن كذا واحيانا احس المؤدب بس في الليل يقلب سفّاح✨...
...كويل ذاه اسمه يضحك😭...
...Dana...
Comments
NaDA
عنجد اسمه يضحك/Facepalm//Facepalm/
2025-08-24
0