الفصل 3

...لم أدر ظهري وأجبت بهدوء....

...“كلاريتا سوبيل.”...

...ثم خيّم سكونٌ خانق مجددًا....

...“كلاريتا سوبيل.”...

...تمتم بصوت منخفض وصغير إلى حدٍ لم أميز فيه إن كان يناديني أم يهمس مع نفسه....

...فجدّدت عزيمتي ألا أخسر أبدًا في هذه الحياة، واستدرت ببطء. غير أن وجهه بدا مختلفًا تمامًا عما كان عليه حين سحب سيفه....

...أوه، وما هي الحيلة التي تنوي استخدامها هذه المرة؟...

...كما قلت سابقًا، كانت مكائد ريكايل دائمًا أذكى مني بخطوة، بل بخطوتين أو ثلاث....

...لكن الآن، تحركاته صارت واضحةً أمامي....

...إشعال الحرائق، ومحاولة الخطف، واستدعاء الشياطين…..كل ذلك لن يزعزعني....

...“هل…..التقينا من قبل؟”...

...توقفت مذهولةً من كلماته غير المتوقعة....

...“لا. مستحيل.”...

...“فكري جيدًا.”...

...ثم اقترب ريكايل خطوةً أخرى إليّ. حتى أن وجهي المرتبك انعكس بالكامل في عينيه القريبتين مني....

...وفوق ذلك، لم تكن نظرته مليئةً بالحدة بقدر ما حملت مسحة غريبة مبهمة....

...“لقد أخطأتَ الرؤية.”...

...أجبت بحزم لكنني تراجعت خطوةً إلى الوراء....

...“ولمَ أنتِ متأكدةٌ هكذا؟”...

...“لأنني…..عشت في الدير. وإن لم تكن كاهنًا، فلا يمكن أن تقابلني.”...

...كلاريتا سوبيل في القصة الأصلية كانت امرأةً طيبة لكنها ساذجة. إلى درجة أنها تخلت طواعية عن كل الميراث والحقوق وفق رغبة ريكايل....

...<لابد أن هناك خطأ ما. سأعود الآن إلى هاينز.>...

...ربما كان هناك خفايا أخرى، لكنني على كل حال لم أكن أعلمها....

...و لو أنني أكملت قراءة الرواية حتى النهاية، لعلني كنت سأجد تفاصيل أكثر عنها؟...

...قد يكون هناك منعطفٌ مفاجئ، لكن كلاريتا التي عرفتها لم تكن سوى امرأةٍ بريئة....

...“في الدير إذاً.”...

...“نعم، عشت عمري كله في الدير الواقع في هاينز.”...

...لم يرفع ريكايل بصره عني. وبينما أحسست بنظرته تثقل عليّ أدرت وجهي....

...“إن لم تصدق، يمكنكَ سؤال سيادة الكاهن بنفسكَ.”...

...“ومع ذلك…..هذا أمرٌ غريب.”...

...“؟”...

...أمال رأسه قليلًا وهو يتحدث....

...“الكهنه الذين أعرفهم لم يكونوا في الغالب طماعين، وكانوا يعرفون قدر أنفسهم.”...

...أما أنا، فلولا أن حياتكَ على المحك، لما كنت اهتممت أصلًا بهذا القصر الحقير....

...“يبدو أن أولئك لم يحظوا بفرصة العمر.”...

...“اخذ ممتلكات الغير ليس فرصة، بل سرقة.”...

...“كلا، سيدي الدوق قد ترك لي القصر بوضوح.”...

...لكنني لم أتوقف....

...“لقد عشت حياتي كلها مقموعة. هناك الكثير مما لم أنله، لذا أريد أن أعيش حقًا هذه المرة.”...

...“هناك الكثير مما لم تنعمي به، إذاً؟”...

...ابتسم ريكايل ابتسامةً غامضة واقترب مني خطوةً أخرى....

...“وما الذي ترغبين في التمتع به؟ هل تريدين إنفاق المال بترف والانغماس في حياة النبلاء مثلًا؟”...

...ما به هذا؟ لماذا يتصرف هكذا....

...حتى الآن، كان ريكايل الذي أعرفه يشبه تمامًا الشخصية التي وصفتها الرواية الأصلية. ساخرًا، قاسيًا، كالرصاصة الطائشة....

...لكنه لم يسبق له أن نظر إلي بعينين مضطربتين كما يفعل الآن....

...ظهور كويل المبكر جدًا، وكذلك لهجة ريكايل هذه…..هناك شيءٌ غير طبيعي....

..."…..هذا يبدو ممتعًا فعلًا.”...

...تمتمت بذلك، فأطلق ريكايل جملةً غريبة....

...“كفى كذبًا.”...

...“…….”...

...“ألم نلتقِ فعلًا من قبل؟”...

...“لا.”...

...“لكنني أذكر جيدًا هذه العينين البنفسجيتين.”...

...“لا بد أنكَ رأيت شخصًا يشبهني. أو ربما مررت بي عابرًا.”...

...وحين أدرت رأسي بخفة، داعب صوت ريكايل المرهق خصلات شعري....

...“ما كنت لأترك شيئًا كهذا يمر مرور الكرام.”...

...هاه، انظروا إليه. هل قررت أن تستخدم أسلوب الوسامة هذه المرة؟...

...“على أية حال، بالنسبة إليّ أنتَ غريبٌ لا أكثر.”...

...آسفة، لكن سواءً استخدمت وسامتكَ أو غيرها، فلن تنجح معي في هذه الحياة....

...أجبته ببرود واستدرت في لحظة....

...“ريكايل أغريست.”...

...“…….”...

...“ليس ‘أنتَ’، بل ريكايل أغريست.”...

...أعرف، يا ريكايل....

...أخفيت الكلمات التي لم أستطع قولها، ورسمت ابتسامةً ساخرة....

...“هل سيكون بيننا داعٍ أصلاً لأن ننادي بعضنا بأسمائنا؟”...

...حينها ابتسم ريكايل ابتسامةً متعالية....

...“سنعيش معًا لبعض الوقت، أليس من الطبيعي أن ننادي بعضنا بالأسماء؟”...

...“لو سمعنا أحدٌ لفهم خطأ.”...

...“أي خطأ؟ إنها الحقيقة.”...

...'هل اعتدتَ دائمًا أن تكون بهذه الوقاحة؟'...

...فتمتمت وأنا أعض شفتَي....

...“لم أرى شريرًا أوضح منكَ.”...

...“من هو الأشر، يا ترى؟ من يطمع في ما ليس له، أم من يتصف بالوقاحة؟”...

...على كل حال، هو لا يترك كلمةً إلا ويرد عليها....

...“على أية حال، ما أطلبه منكَ سأكتبه الليلة وأقدمه غدًا صباحًا. وأرجو أن تكون أنتَ أيضًا مستعدًا. والآن، أعذرني.”...

...قلت ذلك بحزم ثم استدرت. فلو بقيت أكثر سأُجرّ إلى لعبته بلا شك....

...'لا يمكنني مجاراته بالكلام. من الأفضل أن أتفاداه قدر الإمكان.'...

...غادرت غرفة الاستقبال على عجل. ثم توجهت مباشرةً إلى مدبرة القصر ليُرشدني إلى المكان الذي سأقيم فيه....

...“إذاً أنتِ من حدثني عنها كبير الخدم.”...

...يبدو أن الدوق أغريست كان قد أوصى بشيء من هذا القبيل وترك له بعض التعليمات بعد وصيته الغريبة....

...“نعم، تشرفت. أنا كلاريتا سوبيل.”...

...“أنا بيرستي مايل. يمكنكِ مناداتي مايل فحسب ما دمتِ مقيمةً هنا.”...

...“شكرًا لكِ، السيدة مايل.”...

...خدم أغريست لم يكونوا مفرطين في اللطف، ولا جافّين في التعامل أيضًا. ومع أن ظهوري كان مفاجئًا بالنسبة لهم، إلا أن ذلك كان مدعاة امتنان لي....

...“سيدتي، لدي طلب.”...

...“تفضلي، قولي.”...

...“هل يمكنكِ إحضار بعض أوراق فيبينا؟ لا بأس حتى لو كانت قديمة.”...

...حينها أخذت السيدة مايل تتفحص الغرفة بعينيها....

...“هل ظهرت أفاعٍ أو فئران؟”...

...نعم، ستظهر قريبًا. وبأعداد هائلة أيضًا....

...“أريد فقط أن أحتاط.”...

...“حسنًا.”...

...تمتمت السيدة مايل لنفسها ثم أجابت بهدوء....

...“على الأرجح سنجدها في المخزن. سأجلبها لكِ.”...

...“شكرًا جزيلاً.”...

...“هل تحتاجين إلى شيء آخر؟”...

...“كلا، لا شيء.”...

...غادرت السيدة مايل الغرفة وهي لا تزال تتفقدها بعينين متسائلتين حتى النهاية....

...'حسنًا، لقد بدأ الأمر الآن.'...

...حتى هذه اللحظة، كانت الأحداث تسير دائمًا على نفس الوتيرة....

...كنت أظن أن الأمر سيكون كذلك هذه المرة أيضًا– لكن ظهور كويل المبكر قبل قليل ما زال يثير قلقي....

...'لا بد أن ريكايل قد عرف عني قدرًا لا بأس به الآن.'...

...فما إن تحقق من وصية والده حتى أرسل أشخاصًا إلى الدير الذي كنت أقيم فيه. ليجمعوا ما تبقى من سجلاتي هناك، وما يتعلق بهواياتي وذوقي وما أكرهه، بل وحتى نقاط ضعفي التي لم أكن أعرفها أنا نفسي....

...صحيحٌ أن ما سيحدث لاحقًا كان يرعبني. لكن لا مفر منه. ...

...إن انسحبت ببساطة، فسيموت ريكايل ومعه سأعود أنا أيضًا بالزمن مجددًا، وعندها لن يكون لي مفرٌ من العيش في هذه الدوامة إلى الأبد....

...“ههه…..لكن هذه المرة، لن أنسحب بسهولة.”...

...لم أكن أعلم وقتها. أنه بقدر ما كنت أستعد لمخططات ريكايل، كان هو أيضًا يستعد، بل وحتى القصة الأصلية، قد انحرفت بشكلٍ غريب....

...***...

...“بلغني أنكَ طلبتني.”...

...ما إن نطقت بنبرة هادئة حتى وضع ريكايل القلم من يده. لكنه لم يطرح ما يريده مباشرة، بل اكتفى بتركيز نظره عليّ....

...“تبدين بحال جيدة.”...

...“هل كتبتَ كل ما تريد أن تطلبه مني؟”...

...“يبدو أن إقامتكِ هنا أفضل من الدير، أليس كذلك؟”...

...“نعم، والآن وقد اعتبرته بيتي، أصبح مريحًا للغاية.”...

...“غريب. لا يمكن أن يكون مريحًا.”...

...ابتسامته كانت رقيقة، لكن كلماته حملت قشعريرةً مخيفة....

...“أرى ما على مكتبكَ، يبدو أنك أنهيت الكتابة للتو.”...

...لم أجب على ما قاله ريكايل، بل قلت فقط ما أردت قوله. وهذا بدوره كان أسلوبي الخاص في التعامل، بعد التجربة....

...عندها ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة، ثم مد نحوي ورقةً كانت على مكتبه....

...“للتحكم بفتاة تود أن تعيش حياةً عبثية…..أعتقد أن هذا يكفي، أليس كذلك؟”...

...“تحكم؟”...

...ظهرت على وجهي علامات الاستياء، لكن ريكايل لم يبدُ أنه يكترث مطلقًا....

...“إن لم يكن تحكمًا، فليكن قلقًا عليكِ، ما رأيكِ؟”...

...“أكره الاثنين. ثم من تكون لتقلق عليّ؟ لستَ من عائلتي.”...

...“نحن نعيش في بيت واحد، فمن الطبيعي أن أقلق عليكِ.”...

...“لم تكن لدي نيةٌ للهو إلى حد يستدعي القلق أصلًا.”...

...لكن ما الذي كتبه حتى استغرق كل هذا الوقت؟ دعني أرى....

...على غير ما توقعت، لم يكن ما سلّمه لي ريكايل يستحق حتى التحقق....

...[لا يتعدى أحدنا على مجال الآخر.]...

...كان مجرد سطر واحد. وكان هو بالضبط أول ما قلته له من قبل منسوخًا كما هو....

...“هل هذا كل شيء؟”...

...سألت، فاكتفى ريكايل بالإيماء برأسه دون كلمة....

...“هل هذا فعلًا كل ما تطلبه مني.….”...

...“هذا كل شيء.”...

...قال أن الحفاظ على هذا الشرط يكفي لنعيش بسلام تحت سقف واحد....

...ثم أنزلت الورقة التي لم يُكتب فيها سوى سطر واحد ببطء....

...ما الذي يخطط له بالضبط؟...

...كنت أحبس أنفاسي متوجسةً من نواياه الغامضة، حينها، فاجأني بسؤال غير متوقع....

...“هل كنتِ تنوين أصلًا أن تصبحي راهبة؟”...

..._____________________...

...هي يعني ماتعرف ماضي الشخصيه الي هي كلاريتا؟ بعدين شكل ريكايل راجع بالزمن بعد هو ولا شلون تغيرت الاحداث😀...

...المهم شخصيته حلوه😂 وهي شوي شوي وتخلي شخصية الباردة ذي ...

...بس من بيوقع اول؟ هذا ما سنشوفه ...

...Dana...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon