NovelToon NovelToon

هدف الوريثة هو فسخ الخطوبة

الفصل 1

...“إذًا، سأقوم الآن بقراءة الوصية.”...

...ما إن نطق المحامي بهذه الكلمات، حتى خيّم الصمت على غرفة الاستقبال التي كانت تضجّ بالهمسات والتوتر....

...بينما كنت أعبث بأطراف قفازي، أتهيأ للفوضى التي كانت على وشك أن تبدأ....

...أعلم كل شيء مسبقًا، لكن رغم ذلك، لا أستطيع إنكار هذا التوتر. فأخذت نفسًا عميقًا، وساويتُ ظهري باستقامة....

...في تلك اللحظة، بدأت وصية الدوق فيسفندر أغريست تُعلَن....

...“جميع أملاك عائلة أغريست، وثروتها، وكافة العائدات المستقبلية التي ستُسجَّل باسم أغريست……”...

...توقف المحامي فجأة دون أن يُكمل قراءة السطر الأخير من الوصية. فانتفض الواقفون أمامه، وهم يحاولون كبح قلقهم المتصاعد....

...“جميعها؟”...

...“ما معنى (جميعها)؟ هل يعقل ما نسمعه؟”...

...“أكمل القراءة! بسرعة!”...

...بلع المحامي ريقه الجاف، ثم تابع بصوت مهيب، كأنه ينطق حُكمًا نهائيًا لا رجعة فيه....

...“تُورّث بالكامل للآنسة كلاريتا سوبيل.”...

...وضعت يديّ على فمي بدهشة مصطنعة، محاوِلةً أن أبدو مصدومة....

...هل بدوت طبيعية؟ هل كان توقيت ذهولي مناسبًا؟...

...راحت تلك الأسئلة تتردد في رأسي، بينما كنت أراقب ردود فعل أفراد عائلة أغريست، الذين لم يبدو أنهم استوعبوا ما يجري بعد....

...“كلاريتا سوبيل؟ من هذه بحق؟”...

...“ما الذي يهذي به هذا الرجل؟!”...

...هناك رجلٌ كان يعضّ أظافره قلقًا منذ أن دخل القصر، و انفجر غضبًا فجأة، وخطف الوصية من يد المحامي بعنف....

...“يبدو أن الدوق الراحل لم يفقد حسه المازح حتى في لحظاته الأخيرة.”...

...ضحك بسخرية، وأشار بأصبعه نحو المحامي باتهام فجّ....

...“الكل يعلم أن عقله لم يكن سليمًا في أيامه الأخيرة.”...

...وهنا دعوني أضيف شيئًا صغيرًا، فيسفندر أغريست، الدوق الراحل، كان مشهورًا بطباعه الغريبة وهواياته الخارجة عن المألوف....

...حتى وفاته لم تسلم من الشائعات والتعليقات المستمرة....

...“ذلك الكلام فيه إساءة.”...

...تمتم أحدهم بكلمات غير مفهومة، لكن الرجل لم يتوقف....

...“بصراحة……حتى الآن لا يوجد دليلٌ مؤكد على أنه مات فعلاً، أليس كذلك؟”...

...وكما قال، فقد كانت هناك أمورٌ غامضة تحيط بوفاة الدوق. فقد اختفى الدوق أغريست أثناء تسلقه لجبل رودوس....

...لم يُعثر على جثته، لكن معاونيه والجنود المرافقين عثروا على معداته، وعلى جثة مشوهة لا يمكن التحقق منها بالكامل....

...<انظروا هنا……هنا قطعة من ملابسه ممزقة.>...

...<يبدو أنه تعرّض لهجومٍ من وحش جبلي.>...

...وبعد ذلك بفترة قصيرة، بدأ الوكلاء القانونيون الرسميون لعائلة أغريست بالتحرك....

...فتم إعلان الدوق فيسفندر أغريست ميتًا رسميًا، وكُشف النقاب عن وصيته....

...لكن الناس ظلوا متشككين في موته. منهم من كان مقتنعًا بأنه ما زال حيًّا في مكان ما. ومنهم من قال أنه مات بالفعل....

...وقيل أيضًا أنه انتحر في مكان بعيد، أو أنه تخلّى عن هويته وبدأ حياةً جديدة بهوية مزورة....

...“والمفترض أن تكون محاميًا؟!”...

...قال ذلك الرجل الذي كان يتبختر حاملًا الوصية في يده، بنبرة فيها سخريةٌ واحتقار....

...كان من أقارب الدوق البعيدين، لا أذكر اسمه، لكن سمعته كزير نساء كانت تسبقه أينما حلّ....

...“ماذا؟ ولمن يُقال أن هذه الأشياء ذهبت؟”...

...قال ذلك وهو ينظر إلى الوصية ويضحك باستهزاء....

...لكن لم يطل ضحكه، إذ سرعان ما تجمدت ملامحه وانطفأ وجهه....

...“أهذا كل شيء؟!”...

...“لقد أنجزت ما أوصى به الدوق، بالحرف.”...

...تحدث المحامي، السيد بيتمن، وهو يستعيد الوصية من يد الرجل الذي ظل واقفًا هناك وكأنه لا يصدق ما جرى....

...ثم طوى الوصية بدقة، و التفت إليّ و تحدث بنبرة رسمية،...

...“آنسة سوبيل، هناك بعض التعليمات الإضافية التي طلبها الدوق أغريست، مدونةً في الوصية.”...

...“نعم.”...

...“سنُنهي الإجراءات في مكتبي خلال الأيام القادمة.”...

...“مفهوم.”...

...ما إن أجبت بإيجاز، حتى تعالى صوت أحدهم فجأة في القاعة....

...“إلى أين تعتقدون أنكم ذاهبون؟! هذا غير مقبول على الإطلاق!”...

...“من تكون هذه المرأة أصلاً؟!”...

...“مستحيل……هل يعني هذا أن الدوق لم يترك لنا ولو فلسًا واحدًا؟!”...

...كنت أقف بهدوء أنظر إلى الساعة المعلقة على جدار غرفة الاستقبال....

...همم، حان وقت وصوله تقريبًا....

...“دوري ينتهي عند هذا الحد.”...

...قال المحامي ذلك بهدوء وهو يلتقط سترته، وكأن هذه الفوضى ليست جديدةً عليه....

...رفع حقيبته واتجه نحو الباب……لكن فجأة—...

...دوّى صوتٌ قوي، و فُتحت الأبواب المغلقة بعنف، ودخل شخصٌ إلى الغرفة....

...في لحظة واحدة، اختفى كل الهمس والتنهيدات التي ملأت المكان، وتجمّد الهواء من حولنا....

...كانت عينيه لقاتمتين تحت شعره الأسود المنسدل، و اجتاحت الجميع بنظرة باردة ومتعالية....

...رفع يده وسحب شعره إلى الخلف، ثم رفع رأسه ببطء....

...“ما الذي تفعلونه هنا جميعًا، في غياب الوريث الحقيقي لعائلة أغريست؟”...

...ما إن نطق بتلك الكلمات حتى هبّ المحامي واقفًا، وقد بدت عليه علامات الارتباك....

...“سيدي، ألم أخبركَ بوضوح قبل أيام؟”...

...لكن الشاب قاطعه بصوت حاد لا يعرف التردد،...

...“تلك الوصية……مجرد قمامة.”...

...واو، قال عنها “قمامة”. ...

...إنها وصية والده، ومع ذلك لا يرف له جفن!...

...أخذت أتنفس ببطء، أراقبه بصمت. لكنه لم يلتفت نحوي قط، بل مدّ يده وخطف الوثائق من يد المحامي مباشرة....

...عندها فقط ظهر الارتباك واضحًا على وجه السيد بيتمن....

...“لا يجوز هذا، سيدي الصغير، رجاءً……”...

...“من هي كلاريتا سوبيل؟”...

...قال ذلك وهو يزمجر، يبحث عني بين الحاضرين. فرفعت يدي بخفّة، دون صوت....

...وحين التقت أعيننا، تقلّص جبينه وتجمّدت نظراته عليّ....

...“أهذه الطفلة هي من أغوت والدي؟!”...

...لم يمضِ وقتٌ طويل منذ سماعي بخبر اختفاء والده ثم إعلان وفاته، والآن ها هو على وشك أن يخسر الميراث كله……أفهم سبب غضبه....

...لكن مع ذلك، حديثه في لقائنا الأول فظٌ أكثر مما يجب....

...“كلامكّ فيه إساءة. أتقول أنني أغويته؟”...

...“وإلا، فماذا؟ أغريتِه بطريقةٍ أخرى؟ لعلكِ لوّحتِ بذيلك؟”...

...“عذرًا، كما ترى……لا أملك ذيلًا.”...

...رددت بهدوء، فضحك ساخرًا دون أن يصدق....

...“أهكذا كان ذوق والدي؟ كم هو وضيعٌ ومثير للشفقة.”...

...“أطلب منكَ أن تعتذر فورًا عن كلامك المهين.”...

...“أعتذر؟!”...

...“أنا في الأصل لم أقابل الدوق أغريست قط.”...

...“ماذا؟!”...

...“من عثر عليّ وجاء بي إلى هنا هو السيد المحامي، كما ترى.”...

...استدار إليّ ببطء، ثم حوّل نظره إلى المحامي بنظرة متفاجئة....

...“صحيح، أنا من ذهبت إلى الدير وعثرت على الآنسة سوبيل، وأحضرتها إلى هنا.”...

...أدار رأسه ببطء وكأنه لا يستوعب الأمر، ثم تحدث بصوت مشكك،...

...“لكن تلك الوصية……لا شك أنها غير صحيحة.”...

...بغضبٍ ظاهر، مدّ يده إلى جيبه وأخرج مظروفًا كان يحمله....

...“هذا القصر ليس مجرد قصر عادي.”...

...وقبل أن يكمل، صدح صوتٌ من خلفه. رجل في منتصف العمر كان يميل برأسه قليلاً، حدّق في ريكايل وتحدث بصوت خافت،...

...“صحيح، هذا القصر كان لآلاف السنين العماد الذي يحمل اسم أغريست. لكن……من يملك الحق في قول ذلك الآن؟”...

...ريكايل لم يتراجع، بل واجهه بثقة،...

...“منذ زمن بعيد، وعدني والدي أن يورّثني هذا المكان.”...

...نعم، من حيث المبدأ، هذا القصر ينتمي لعائلة أغريست، ومن الطبيعي أن يرثه الابن....

...لكن……لا يمكن أن أدعه يفعل ذلك....

...اقتربت منه خطوة، وصوتي هذه المرة كان ثابتًا وحازمًا....

...“كلا، أنا لن أتنازل عن هذا القصر تحت أي ظرف.”...

...“وإن لم تتنازلي، فماذا ستفعلين؟”...

...“دعنا نحتكم للقانون. على أية حال، القانون في صفي.”...

...انتزعت الوصية من يد المحامي وبسطتها أمامه....

...“ها هو مكتوب بوضوح تام. يُورث إلى الآنسة كلاريتا سوبيل. وموثقٌ بختم الدوق أيضاً.”...

...عندها ضحك بخفة، كما لو أن ما سمعه عبث لا يُصدق....

...“أنتِ تهذين.”...

...“هلّا خرجتم جميعًا من هنا؟ هذا بيتي الآن.”...

...لكن خصمي لم يكن بالشخص الذي يُستهان به. فاقترب مني حتى كادت أنوفنا تتلامس....

...“لا يمكنني فعل ذلك. هذا منزلي.”...

...رغم أن طرف أنفي ارتجف من قربه، لم أتراجع....

...“حقًا؟ إذًا تريدها مواجهة؟”...

...“قبل أن تهربي باكية، لم لا تخرجي الآن بهدوء؟”...

...كان لدي سببٌ يجعلني أقبل بهذا القصر الذي لا يربطني به شيء....

...لا طمعًا في المال، ولا جشعًا في الممتلكات. بل من أجل أكثر رجال العالم شقاءً....

...ذلك الرجل الذي نُهب ماله أمام عينيه، من أجل سعادة ريكايل أغريست....

...“سنرى من الذي سيخرج باكيًا، أليس كذلك؟”...

...رغم أنني أجادله بثبات، لم يسعني إلا الشعور بالشفقة عليه....

...ريكايل أغريست رجلٌ تعيس بكل ما للكلمة من معنى. ...

...تبناه الدوق وهو طفل صغير، لكن زوجة الدوق كانت تُسيء إليه وتلعنه....

...«ريكائل، لا أريد حتى سماع أنفاسكَ، لا تخرج من غرفتكَ ما دمتُ هنا!»...

...كان الدوق أغريست رجلاً ناجحًا، لكنه لم يكن أبًا جيدًا....

...عاش أسيرًا لحبه الأول ولم تكن علاقته بزوجته جيدة، كما كان بارداً ومهملاً مع ريكايل....

...أبٌ قاسٍ، غريب الأطوار، وظالم. إلى درجة أن يورث كل ثروته لامرأة لا تمت لعائلته بصلة....

...نعم، إلى “كلاريتا سوبيل” التي يرمقها ريكايل الآن بنظرات كأنها قاتلته....

...لكن تعاسته لم تنتهِ عند هذا الحد....

...'من الواضح أن الكاتب كان يكرهه.'...

...لعلكم أدركتم ذلك الآن، ريكايل أغريست ليس سوى شخصية من رواية تُدعى «تايرن»....

...كان ريكايل فائق الوسامة، لكنّه رُسم في الرواية كشخصية ساخرة، متقلبة، كالرصاصة الطائشة....

...رجلٌ بشعر أسود يلمع بلون أزرق، وعينين زرقاوين يملؤهما الحزن....

...في القصة الأصلية، استعاد ريكايل القصر في النهاية، لكن السعادة لم تكن في انتظاره. بل كانت مأساة....

...ففي قصر أغريست، ذاك الذي طالما حلم بامتلاكه……وجدَ حتفه....

..._______________________...

...هللللوووو هذي روايه خفيفه حرفياً بس 80 فصل و 5 فصول اضافية✨...

...المهم البطل ريكايل مجنون واضح بس بينقلب خروف عالأخير✨...

...وشسمه فيه شويه كوميديه ...

...المهم ذي حساباتي اذا تبون سوالف ولاش ...

...تويتر: Dana_48i انستا: dan_48i تلقرام: dan_xor...

...Dana...

الفصل 2

...“لا، ريكايل…..لا تمت….ماذا أفعل.…!”...

...في الحقيقة، لم يكن ريكايل شخصيةً محورية في الرواية، فقد كان مجرد صديق للبطل تيرون....

...ومع ذلك، كان قلبي يميل إليه أكثر من تيرون نفسه. إلى حد أنني لم أستطع حتى إنهاء قراءة الجزء الذي يموت فيه، فأغلقت الكتاب قبل النهاية....

...“أيها الأحمق…..كان يجب أن تخرج وتبحث عن طريق آخر، ما الذي وجدته في ذلك القصر الكئيب اللعين!”...

...يبدو أنني غفوت بعد أن بكيت طويلًا. لكن حين فتحت عيني، وجدت نفسي في مكانٍ غريب تمامًا....

...ولم ألبث أن أدركت أن يدي أصبحت بيضاء وجميلة على نحو غير مألوف....

...“آنسة سوبيل، لقد جاء من يطلبكِ.”...

...“؟”...

...“يقول أن لديه ما يحدثكِ بشأن قلعة أغريست.”...

...قلعة أغريست؟...

...عندها فقط استوعبت أنني داخل عالم الرواية تيرون. تمهلي…..أي شخصية نسائية تظهر في هذه القصة؟...

...هل يُعقل أنني قد تجسّدت في زوجة الأب؟ تلك المرأة الشريرة، القاسية؟...

...إذاً ربما عليّ أن أسلك الطريق الذي يساعد ريكايل على النمو الصحيح؟...

...أو ربما أنا والدته الحقيقية قبل أن يتم تبنّيه؟...

...لكن وجهي يبدو أصغر بكثير من ذلك....

...أم أنني…..حبيبته التي لم تُذكر في النص؟...

...لم يكن يهمني من أكون. فما دمت أستطيع مداواة جراح ريكايل ومنحه السعادة....

...نعم…..سأجعل هذا الرجل سعيدًا....

...أنا أعلم تمامًا الآلام التي سيعانيها، وإن استطعت منعه منها، فذلك يكفي....

...أليس هذا ما يجري عادةً حين يجد المرء نفسه متجسدًا داخل رواية؟...

...لكن….....

...“لم أكن أظنكِ وقحةً فقط، فإذا بكِ أيضًا تافهة.”...

...لم أكن حبيبته، ولا والدته....

...لقد تجسّدت في شخصية ورثت كل ما يخص ريكايل بدلًا منه. بكلمات أخرى، صرت المرأة التي سلبت منه كل شيء…..كلاريتا سوبيل....

...“يا لها من امرأة عديمة الحياء.”...

...من الطبيعي أن يفكروا هكذا....

...“كلماتكَ قاسية يا سيد. أنا فقط أريد تنفيذ ما هو مكتوبٌ في وصية الدوق أغريست.”...

...صحيحٌ أنني لا أعرف تمامًا كيف أنقذ ريكايل، لكنني أعلم حقيقةً واحدة: إن بقي في هذا القصر فسيموت. لذلك، كان أفضل ما أفعله هو إخراجه من هنا....

...لكن أمنيتي في إنقاذه لم تتحقق بالسهولة التي تمنيتها. ففي كل شيء، كان ريكايل أغريست أذكى وأقوى مني بخطوة....

...لقد استخدم كل الحيل ليطردني من القصر، ثم في النهاية كان هو من مات فيه ميتةً بائسة. ...

...والأغرب من ذلك، أن حياتي كانت تعود وتبدأ من جديد في كل مرة يموت فيها ريكايل. إلى أن أدركت أخيرًا الحقيقة....

...يجب أن أنقذ ريكايل. والطريقة الوحيدة هي أن أبعده عن هذا القصر، بعيدًا…..بعيدًا جدًا....

...واليوم هو العودة الخامسة....

...هذه المرة، لا بد أن أطرده وأبعده عن القصر مهما كلف الأمر....

...“سواءً صدقت أم لا، لا فرق. هذه هي الحقيقة.”...

...في تلك الأثناء، بدأ أفراد أسرة أغريست الذين كانوا يتجولون في غرفة الاستقبال بالتعليق بمرارة....

...“كان خطأنا أننا علقنا آمالًا على فيسفندر. مجرد عجوز بغيض!”...

...“حتى الابن في تلك الحال، فهل سيبقى لنا نحن شيء؟ مستحيل.”...

...“حتى بعد موته يطعننا في ظهورنا.”...

...كانت البداية من سيدة مسنّة انسحبت أولًا، ثم تبعها الآخرون واحدًا تلو الآخر....

...حتى آخرهم، ركل الكرسي وخرج يزمجر، تاركًا القصر....

...عندها لم يبقَ في غرفة الاستقبال سوى المحامي بيتمن، وأنا، وريكايل....

...وكانت أول من كسر ذلك الصمت المتوتر هي أنا....

...“سيدي المحامي، متى يمكن أن آتي لمقابلتكَ إذاً؟”...

...حين سألت، ألقى المحامي نظرةً سريعة نحو الجهة التي يقف فيها ريكايل....

...“سأرسل من يتواصل مع الآنسة سوبيل قريبًا.”...

...لكن ريكايل لم يبقَ صامتًا....

...“يجب أن تُرسَل إليّ، لا إلى تلك المرأة.”...

...“لكنني أنا الوريثة، فلماذا تُرسل إليكَ؟”...

...لم يرد ريكايل على كلامي، بل حوّل نظره إلى المحامي مباشرة. و يبدو أنه اعتقد أنه لا جدوى من الجدال معي هنا....

...“يجب أن نتحقق من صحة الوصية. فلنطلب فحص المستند.”...

...ارتعش جفنا المحامي مرتين عند كلام ريكايل....

...“تقصد أنكَ ستخضع وصية الدوق للفحص؟”...

...“سنتأكد مما إذا كان الخط والخاتم قد تم تزويرهما.”...

...“لكن هذه الوصية، أنا شخصيًا مع الدوق أغريست..…”...

...وحين هز المحامي رأسه نافياً، ضيّق ريكايل عينيه وخفض صوته....

...“لا، حتى أنتَ لا يمكنني الوثوق بكَ.”...

...“….…”...

...“فلعلّك تواطأت مع تلك المرأة لتخدعاني.”...

...وكانت أصابع ريكايل تشير إليّ مباشرة....

...“سيدي الصغير، ماذا تقول؟ عائلة بيتمن عائلةٌ عريقة ومشهود لها بالثقة، وهي تتولى شؤون أسرة أغريست منذ أجيال—”...

...“إذاً فلتخضعها للفحص. وسأحكم حينها إن كانت عائلتكم جديرةً بالثقة أم لا.”...

...“ولكن..…”...

...“قلتُ أنني سأحكم في ذلك الوقت.”...

...رمق ريكايل المحامي بعينين حادتين كالسيف....

...“الدوق ما كان ليرضى بمثل هذا الوضع—”...

...“كفى!”...

...وفي اللحظة نفسها، أمسك ريكايل قبضته بالسيف المعلّق على خصره ثم سله. فما كان من السيد بيتمن المسكين إلا أن تجمد في مكانه مرتجفًا وأغلق فمه....

...ثم أخرج من جيبه منديلاً صغيرًا وبدأ يمسح جبينه....

...“حـ، حسنًا، سيدي الصغير. سأطلب الفحص كما أمرتَ.”...

...وأثناء إعادة ريكايل سيفه إلى غمده، كان السيد بيتمن يعتصر المنديل في قبضته وهو يستدير نحو الباب....

...“لحظةً واحدة، سيد محامٍ.”...

...رفعت يدي، فاستدار إليّ كلٌ من ريكايل وبيتمن في الوقت نفسه....

...“ستتحقق أيضًا من المستند الذي بحوزة هذا الرجل، أليس كذلك؟ ألم يقل أن الدوق أوصى بأن يرث هذا القصر؟”...

...عندها ألقى السيد بيتمن نظرةً مترددة نحو ريكايل....

...“مـ-، ماذا تفعل الآن؟ أظن أن من الأفضل أن نعمل معًا.”...

...حدّق ريكايل في وجهي ببرود جارح، كأنه يسأل بأي حق أتفوه بمثل هذا الكلام. لكن سرعان ما مدّ الظرف الذي كان يحمله إلى السيد بيتمن. ...

...'يتظاهر بالقسوة، لكنه في الحقيقة ليس كما يبدو.'...

...وحين خطرت لي هذه الفكرة ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على وجهي....

...دووويييييم!...

...و فجأة دوّى انفجارٌ هائل من خلف الباب....

...“……!”...

...ما هذا؟ لم يحدث مثل هذا الأمر من قبل قط. ...

...التفت فرأيت الباب المغلق قد انفتح على مصراعيه....

...ومن فجّر الباب بعنف واقتحم القاعة كان رجلاً طويل القامة، هزيل الجسد....

...إنه كويل جيفرت....

...'لماذا ظهر هذا الرجل الآن؟'...

...لقد كان هو من وقف في صف ريكايل لطردي من هنا. ...

...مع أنني لست متأكدةً تمامًا. لكن لأنه كان يظهر في كل مرة يحدث لي أمرٌ ما، خمّنت فقط أنه كذلك....

...على أية حال، لم يكن هذا الرجل حاضرًا منذ البداية....

...“لا يجوز لكَ الدخول بهذه الطريقة!”...

...اعترضه الحارس، لكن ريكايل رفع يده ليوقفه....

...عندها تكلّم كويل بصوت مخيف،...

...“الأمر شديد الأهمية.”...

...وتقدّم نحونا بخطواتٍ واسعة....

...ثم اقترب من أذن ريكايل وهمس له ببضع كلمات، قبل أن يتراجع خطوةً إلى الوراء....

...'لماذا ظهر كويل بهذه السرعة؟ وما هذا الأمر المهم؟'...

...ثمة شيءٌ مريب....

...ابتلعت ريقي جافاً وأنا أراقب الجو المتوتر، فإذا بريكايل يومئ برأسه نحو كويل....

...ما هذا؟ ماذا يجري؟ أنا أرى هذا المشهد للمرة الأولى....

...“ماذا نفعل إذاً؟”...

...سأله كويل، فأومأ ريكايل برأسه مجددًا....

...“تحقّق أكثر. أريد تفاصيل أوفى.”...

...في تلك اللحظة، التقت عيناي بعيني كويل. و حدّق فيّ بنظراته المخترقة، ثم غادر ببطء عبر الباب....

...لم يقل شيئًا، ومع ذلك تسلّل بردٌ قارس إلى عمقي....

...لأنني كنت واثقةً مما تعنيه تلك النظرة....

...مهلًا…..أيريد أن يختطفني ويبعدني بعيدًا؟...

...لا، هذا لن يحدث....

...سعلت مرتين متعمّدة، ثم ناديت المحامي السيد بيتمن....

...“إذاً، حتى تصدر نتيجة الفحص، من هو مالك هذا القصر؟”...

...“…….”...

...ابتلع السيد بيتمن ريقه جافًا وهو ينظر إليّ وإلى ريكايل بالتناوب....

...ثم أطلق تنهيدةً طويلة ومسح جبينه ثانيةً بمنديله، وفي تلك اللحظة صرخنا نحن الاثنان معًا،...

...“سيكون أنا.”...

...“بالطبع أنا.”...

...“انتظر! إذاً فلنفعل هذا.”...

...لاحظت تقطيب جبين ريكايل فسارعت بالكلام....

...“إلى أن تخرج نتيجة الفحص، لنعتبر القصر ملكيةً مشتركة. فوفقًا لمنطقكَ، لا شيء مؤكدٌ بعد.”...

...“…….”...

...“ولنضف بندًا بعدم انتهاك كلٍّ منّا مجال الآخر مطلقًا، على أن تدوَّن كلٌّ من مطالبنا و تُوثَّق لدى المحامي. ما رأيك؟”...

...لقد كان هذا بمثابة درع وقائي صغته من تجاربي السابقة. فحين يحاول ريكايل التلاعب، سيكون لديّ ورقةٌ رسمية أتشبّث بها....

...“فليكن.”...

...أدرك فورًا أنني لن أتنازل بسهولة، فخطا هو الآخر خطوةً إلى الوراء. ...

...وبدا وجهه أقل توترًا مما كان عليه قبل قليل. وفوق ذلك، تغيّرت حتى نظراه نحوي منذ ظهور كويل....

...ماذا عساه قال له؟...

...“إذا تم التوصل لاتفاق، أعلموني. سأغادر الآن.”...

...كدت أن أمسك بالمحامي قبل أن يرحل. ...

...رغم أنني مررت بمثل هذا الموقف أكثر من مرة، إلا أن فكرة البقاء وحيدةً مع رجل كان قد أشهر سيفه قبل قليل كانت تثير القشعريرة في جسدي....

...فضلًا عن احتمال أن يكون كويل مختبئًا في أي مكان من هذا القصر....

...طَق–...

...وما إن غادر السيد بيتمن، حتى خيّم الصمت على قاعة الاستقبال....

...عليّ أن أجد السيد الخادم بسرعة. فيجب أولًا أن أؤمّن لنفسي مكانًا آمنًا....

...حاولت تجاهل الوخز الحاد في مؤخرة رأسي وأنا أزحف بهدوء نحو الخارج....

...“ما كان اسمكِ؟”...

...وحينها، جذبني صوت ريكايل وأوقفني في مكاني....

..._______________________...

...هو انا داريه انها رحعت اكثر من مره بس توقعتها اكثر من خمس مرات😃 ولا هو مكتوب في القصه بعد؟ نسيت من زمان مترجمتها ...

...المهم ريكايل عربجي انفداه احسن كذا واحيانا احس المؤدب بس في الليل يقلب سفّاح✨...

...كويل ذاه اسمه يضحك😭...

...Dana...

الفصل 3

...لم أدر ظهري وأجبت بهدوء....

...“كلاريتا سوبيل.”...

...ثم خيّم سكونٌ خانق مجددًا....

...“كلاريتا سوبيل.”...

...تمتم بصوت منخفض وصغير إلى حدٍ لم أميز فيه إن كان يناديني أم يهمس مع نفسه....

...فجدّدت عزيمتي ألا أخسر أبدًا في هذه الحياة، واستدرت ببطء. غير أن وجهه بدا مختلفًا تمامًا عما كان عليه حين سحب سيفه....

...أوه، وما هي الحيلة التي تنوي استخدامها هذه المرة؟...

...كما قلت سابقًا، كانت مكائد ريكايل دائمًا أذكى مني بخطوة، بل بخطوتين أو ثلاث....

...لكن الآن، تحركاته صارت واضحةً أمامي....

...إشعال الحرائق، ومحاولة الخطف، واستدعاء الشياطين…..كل ذلك لن يزعزعني....

...“هل…..التقينا من قبل؟”...

...توقفت مذهولةً من كلماته غير المتوقعة....

...“لا. مستحيل.”...

...“فكري جيدًا.”...

...ثم اقترب ريكايل خطوةً أخرى إليّ. حتى أن وجهي المرتبك انعكس بالكامل في عينيه القريبتين مني....

...وفوق ذلك، لم تكن نظرته مليئةً بالحدة بقدر ما حملت مسحة غريبة مبهمة....

...“لقد أخطأتَ الرؤية.”...

...أجبت بحزم لكنني تراجعت خطوةً إلى الوراء....

...“ولمَ أنتِ متأكدةٌ هكذا؟”...

...“لأنني…..عشت في الدير. وإن لم تكن كاهنًا، فلا يمكن أن تقابلني.”...

...كلاريتا سوبيل في القصة الأصلية كانت امرأةً طيبة لكنها ساذجة. إلى درجة أنها تخلت طواعية عن كل الميراث والحقوق وفق رغبة ريكايل....

...<لابد أن هناك خطأ ما. سأعود الآن إلى هاينز.>...

...ربما كان هناك خفايا أخرى، لكنني على كل حال لم أكن أعلمها....

...و لو أنني أكملت قراءة الرواية حتى النهاية، لعلني كنت سأجد تفاصيل أكثر عنها؟...

...قد يكون هناك منعطفٌ مفاجئ، لكن كلاريتا التي عرفتها لم تكن سوى امرأةٍ بريئة....

...“في الدير إذاً.”...

...“نعم، عشت عمري كله في الدير الواقع في هاينز.”...

...لم يرفع ريكايل بصره عني. وبينما أحسست بنظرته تثقل عليّ أدرت وجهي....

...“إن لم تصدق، يمكنكَ سؤال سيادة الكاهن بنفسكَ.”...

...“ومع ذلك…..هذا أمرٌ غريب.”...

...“؟”...

...أمال رأسه قليلًا وهو يتحدث....

...“الكهنه الذين أعرفهم لم يكونوا في الغالب طماعين، وكانوا يعرفون قدر أنفسهم.”...

...أما أنا، فلولا أن حياتكَ على المحك، لما كنت اهتممت أصلًا بهذا القصر الحقير....

...“يبدو أن أولئك لم يحظوا بفرصة العمر.”...

...“اخذ ممتلكات الغير ليس فرصة، بل سرقة.”...

...“كلا، سيدي الدوق قد ترك لي القصر بوضوح.”...

...لكنني لم أتوقف....

...“لقد عشت حياتي كلها مقموعة. هناك الكثير مما لم أنله، لذا أريد أن أعيش حقًا هذه المرة.”...

...“هناك الكثير مما لم تنعمي به، إذاً؟”...

...ابتسم ريكايل ابتسامةً غامضة واقترب مني خطوةً أخرى....

...“وما الذي ترغبين في التمتع به؟ هل تريدين إنفاق المال بترف والانغماس في حياة النبلاء مثلًا؟”...

...ما به هذا؟ لماذا يتصرف هكذا....

...حتى الآن، كان ريكايل الذي أعرفه يشبه تمامًا الشخصية التي وصفتها الرواية الأصلية. ساخرًا، قاسيًا، كالرصاصة الطائشة....

...لكنه لم يسبق له أن نظر إلي بعينين مضطربتين كما يفعل الآن....

...ظهور كويل المبكر جدًا، وكذلك لهجة ريكايل هذه…..هناك شيءٌ غير طبيعي....

..."…..هذا يبدو ممتعًا فعلًا.”...

...تمتمت بذلك، فأطلق ريكايل جملةً غريبة....

...“كفى كذبًا.”...

...“…….”...

...“ألم نلتقِ فعلًا من قبل؟”...

...“لا.”...

...“لكنني أذكر جيدًا هذه العينين البنفسجيتين.”...

...“لا بد أنكَ رأيت شخصًا يشبهني. أو ربما مررت بي عابرًا.”...

...وحين أدرت رأسي بخفة، داعب صوت ريكايل المرهق خصلات شعري....

...“ما كنت لأترك شيئًا كهذا يمر مرور الكرام.”...

...هاه، انظروا إليه. هل قررت أن تستخدم أسلوب الوسامة هذه المرة؟...

...“على أية حال، بالنسبة إليّ أنتَ غريبٌ لا أكثر.”...

...آسفة، لكن سواءً استخدمت وسامتكَ أو غيرها، فلن تنجح معي في هذه الحياة....

...أجبته ببرود واستدرت في لحظة....

...“ريكايل أغريست.”...

...“…….”...

...“ليس ‘أنتَ’، بل ريكايل أغريست.”...

...أعرف، يا ريكايل....

...أخفيت الكلمات التي لم أستطع قولها، ورسمت ابتسامةً ساخرة....

...“هل سيكون بيننا داعٍ أصلاً لأن ننادي بعضنا بأسمائنا؟”...

...حينها ابتسم ريكايل ابتسامةً متعالية....

...“سنعيش معًا لبعض الوقت، أليس من الطبيعي أن ننادي بعضنا بالأسماء؟”...

...“لو سمعنا أحدٌ لفهم خطأ.”...

...“أي خطأ؟ إنها الحقيقة.”...

...'هل اعتدتَ دائمًا أن تكون بهذه الوقاحة؟'...

...فتمتمت وأنا أعض شفتَي....

...“لم أرى شريرًا أوضح منكَ.”...

...“من هو الأشر، يا ترى؟ من يطمع في ما ليس له، أم من يتصف بالوقاحة؟”...

...على كل حال، هو لا يترك كلمةً إلا ويرد عليها....

...“على أية حال، ما أطلبه منكَ سأكتبه الليلة وأقدمه غدًا صباحًا. وأرجو أن تكون أنتَ أيضًا مستعدًا. والآن، أعذرني.”...

...قلت ذلك بحزم ثم استدرت. فلو بقيت أكثر سأُجرّ إلى لعبته بلا شك....

...'لا يمكنني مجاراته بالكلام. من الأفضل أن أتفاداه قدر الإمكان.'...

...غادرت غرفة الاستقبال على عجل. ثم توجهت مباشرةً إلى مدبرة القصر ليُرشدني إلى المكان الذي سأقيم فيه....

...“إذاً أنتِ من حدثني عنها كبير الخدم.”...

...يبدو أن الدوق أغريست كان قد أوصى بشيء من هذا القبيل وترك له بعض التعليمات بعد وصيته الغريبة....

...“نعم، تشرفت. أنا كلاريتا سوبيل.”...

...“أنا بيرستي مايل. يمكنكِ مناداتي مايل فحسب ما دمتِ مقيمةً هنا.”...

...“شكرًا لكِ، السيدة مايل.”...

...خدم أغريست لم يكونوا مفرطين في اللطف، ولا جافّين في التعامل أيضًا. ومع أن ظهوري كان مفاجئًا بالنسبة لهم، إلا أن ذلك كان مدعاة امتنان لي....

...“سيدتي، لدي طلب.”...

...“تفضلي، قولي.”...

...“هل يمكنكِ إحضار بعض أوراق فيبينا؟ لا بأس حتى لو كانت قديمة.”...

...حينها أخذت السيدة مايل تتفحص الغرفة بعينيها....

...“هل ظهرت أفاعٍ أو فئران؟”...

...نعم، ستظهر قريبًا. وبأعداد هائلة أيضًا....

...“أريد فقط أن أحتاط.”...

...“حسنًا.”...

...تمتمت السيدة مايل لنفسها ثم أجابت بهدوء....

...“على الأرجح سنجدها في المخزن. سأجلبها لكِ.”...

...“شكرًا جزيلاً.”...

...“هل تحتاجين إلى شيء آخر؟”...

...“كلا، لا شيء.”...

...غادرت السيدة مايل الغرفة وهي لا تزال تتفقدها بعينين متسائلتين حتى النهاية....

...'حسنًا، لقد بدأ الأمر الآن.'...

...حتى هذه اللحظة، كانت الأحداث تسير دائمًا على نفس الوتيرة....

...كنت أظن أن الأمر سيكون كذلك هذه المرة أيضًا– لكن ظهور كويل المبكر قبل قليل ما زال يثير قلقي....

...'لا بد أن ريكايل قد عرف عني قدرًا لا بأس به الآن.'...

...فما إن تحقق من وصية والده حتى أرسل أشخاصًا إلى الدير الذي كنت أقيم فيه. ليجمعوا ما تبقى من سجلاتي هناك، وما يتعلق بهواياتي وذوقي وما أكرهه، بل وحتى نقاط ضعفي التي لم أكن أعرفها أنا نفسي....

...صحيحٌ أن ما سيحدث لاحقًا كان يرعبني. لكن لا مفر منه. ...

...إن انسحبت ببساطة، فسيموت ريكايل ومعه سأعود أنا أيضًا بالزمن مجددًا، وعندها لن يكون لي مفرٌ من العيش في هذه الدوامة إلى الأبد....

...“ههه…..لكن هذه المرة، لن أنسحب بسهولة.”...

...لم أكن أعلم وقتها. أنه بقدر ما كنت أستعد لمخططات ريكايل، كان هو أيضًا يستعد، بل وحتى القصة الأصلية، قد انحرفت بشكلٍ غريب....

...***...

...“بلغني أنكَ طلبتني.”...

...ما إن نطقت بنبرة هادئة حتى وضع ريكايل القلم من يده. لكنه لم يطرح ما يريده مباشرة، بل اكتفى بتركيز نظره عليّ....

...“تبدين بحال جيدة.”...

...“هل كتبتَ كل ما تريد أن تطلبه مني؟”...

...“يبدو أن إقامتكِ هنا أفضل من الدير، أليس كذلك؟”...

...“نعم، والآن وقد اعتبرته بيتي، أصبح مريحًا للغاية.”...

...“غريب. لا يمكن أن يكون مريحًا.”...

...ابتسامته كانت رقيقة، لكن كلماته حملت قشعريرةً مخيفة....

...“أرى ما على مكتبكَ، يبدو أنك أنهيت الكتابة للتو.”...

...لم أجب على ما قاله ريكايل، بل قلت فقط ما أردت قوله. وهذا بدوره كان أسلوبي الخاص في التعامل، بعد التجربة....

...عندها ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة، ثم مد نحوي ورقةً كانت على مكتبه....

...“للتحكم بفتاة تود أن تعيش حياةً عبثية…..أعتقد أن هذا يكفي، أليس كذلك؟”...

...“تحكم؟”...

...ظهرت على وجهي علامات الاستياء، لكن ريكايل لم يبدُ أنه يكترث مطلقًا....

...“إن لم يكن تحكمًا، فليكن قلقًا عليكِ، ما رأيكِ؟”...

...“أكره الاثنين. ثم من تكون لتقلق عليّ؟ لستَ من عائلتي.”...

...“نحن نعيش في بيت واحد، فمن الطبيعي أن أقلق عليكِ.”...

...“لم تكن لدي نيةٌ للهو إلى حد يستدعي القلق أصلًا.”...

...لكن ما الذي كتبه حتى استغرق كل هذا الوقت؟ دعني أرى....

...على غير ما توقعت، لم يكن ما سلّمه لي ريكايل يستحق حتى التحقق....

...[لا يتعدى أحدنا على مجال الآخر.]...

...كان مجرد سطر واحد. وكان هو بالضبط أول ما قلته له من قبل منسوخًا كما هو....

...“هل هذا كل شيء؟”...

...سألت، فاكتفى ريكايل بالإيماء برأسه دون كلمة....

...“هل هذا فعلًا كل ما تطلبه مني.….”...

...“هذا كل شيء.”...

...قال أن الحفاظ على هذا الشرط يكفي لنعيش بسلام تحت سقف واحد....

...ثم أنزلت الورقة التي لم يُكتب فيها سوى سطر واحد ببطء....

...ما الذي يخطط له بالضبط؟...

...كنت أحبس أنفاسي متوجسةً من نواياه الغامضة، حينها، فاجأني بسؤال غير متوقع....

...“هل كنتِ تنوين أصلًا أن تصبحي راهبة؟”...

..._____________________...

...هي يعني ماتعرف ماضي الشخصيه الي هي كلاريتا؟ بعدين شكل ريكايل راجع بالزمن بعد هو ولا شلون تغيرت الاحداث😀...

...المهم شخصيته حلوه😂 وهي شوي شوي وتخلي شخصية الباردة ذي ...

...بس من بيوقع اول؟ هذا ما سنشوفه ...

...Dana...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon