الحلقة السادسة –
المشهد الأول – مواجهة مع الماضي
(المكان: غرفة تينا – منتصف الليل. الهاتف بجوارها، شاشة المحادثة مع مينا لا تزال مفتوحة. تينا تحدق في السقف، عقلها مزدحم بالأفكار. تنهض فجأة، تلتقط الهاتف، وتبدأ في الكتابة.)
تينا:
"ليه دلوقتي؟"
(تمر لحظات، ثم يظهر إشعار "مينا يكتب الآن...")
مينا:
"لأنك وحشتيني، وأنا عارف إني وحشتك برضه."
(تينا تشعر باضطراب في قلبها، تعرف أن عليه ألف علامة استفهام، لكنها لا تستطيع منع نفسها من قراءة كلماته مرة بعد مرة.)
مينا (يكمل):
"أنا غلطت لما بعدت، بس صدقيني، مكنتش أقدر أفضل جنبك وقتها. كنت تايه، ومش عارف أنا عايز إيه."
(تينا تضغط على الشاشة بقوة، تأخذ نفسًا عميقًا قبل أن تكتب.)
تينا:
"وإنتَ دلوقتي عرفت؟"
مينا:
"كل اللي عرفته إني مش قادر أنساك."
(تينا تغلق المحادثة فجأة، تلقي بالهاتف جانبًا، وتدفن وجهها بين يديها. هي لا تعرف ماذا تشعر، لكن هناك شيء واحد متأكدة منه… الماضي لم يغلق بابه بعد.)
---
المشهد الثاني – لقاء غير متوقع
(المكان: مكتبة الجامعة – صباح اليوم التالي. أبانوب يجلس على طاولة بجوار النافذة، يقرأ كتابًا، لكنه يبدو شارداً. هاتفه أمامه، لكنه لا يلمسه.)
(يدرك أنه لم يتلقَّ أي رسالة من تينا منذ مساء الأمس. كانت عادتها أن تخبره عن كل شيء، فلماذا توقفت الآن؟)
(فجأة، يرى انعكاس شخص يقترب منه على زجاج النافذة. يرفع رأسه… وتينا تقف أمامه.)
أبانوب (بابتسامة خفيفة):
"إنتِ نسيتي إننا مش في زمن المفاجآت؟ كل حاجة بتيجي برسالة الأول."
تينا (تجلس أمامه، تضع حقيبتها جانبًا):
"كنت محتاجة أتكلم معاك… بس مش عرفت أبدأ منين."
أبانوب:
"يبقى نبدأ من الأول."
(تينا تنظر إليه للحظة، ثم تأخذ نفسًا عميقًا.)
تينا:
"مينا رجع."
(أبانوب يضع الكتاب جانبًا ببطء، يتأملها دون تعبير.)
أبانوب:
"وبعدين؟"
تينا (تخفض عينيها):
"قال إنه وحشني."
أبانوب (بهدوء لكن بحزم):
"وإنتِ؟"*
(تينا ترفع عينيها إليه، لا تعرف كيف تجيب. الحقيقة أنها لا تزال تشعر بشيء، لكنه ليس كما كان. إنه خليط من الذكريات، والوجع، والأسئلة التي لم تجد لها إجابة.)
تينا:
"أنا مش عارفة، أبانوب."
أبانوب:
"هو فعلاً وحشك، ولا وحشتك الفكرة بتاعته؟"
(تينا تصمت، وكأنها لم تفكر في الأمر من هذه الزاوية من قبل.)
أبانوب (يقترب قليلًا):
"فيه فرق بين شخص وحشك لأنه كان حبك الحقيقي، وبين شخص وحشك لأنه ساب فراغ في حياتك."
(تينا لا ترد، فقط تشعر بأن قلبها ينكمش بين ضلوعها. هي لم تفكر بهذه الطريقة من قبل… لكن هل هذا صحيح؟ هل مينا كان مجرد فراغ ملأ حياتها لفترة؟)
---
المشهد الثالث – قرار لم يُتخذ بعد
(المكان: شقة تينا – المساء. تجلس على الأرض بجوار سريرها، الهاتف في يدها. عينها على المحادثة مع مينا، لكن يدها تتردد قبل أن تكتب أي شيء.)
(فجأة، إشعار جديد… لكن ليس من مينا.)
أبانوب:
"مهما كان قرارك… اتأكدي إنه بتاعك، مش بتاع اللحظة."
(تينا تقرأ الرسالة مرة، ثم مرتين. تأخذ نفسًا عميقًا، وتغلق الهاتف دون أن ترد على أي منهما. لأول مرة منذ عودة مينا، تشعر بأنها لا تريد التسرع. الماضي يطرق بابها… لكنها لن تفتحه بسهولة هذه المرة.)
(المشهد يبتعد تدريجيًا، وتغرق الشاشة في الظلام.)
نهاية الحلقة السادسة.
---
ملاحظات الحلقة:
مينا يظهر مجددًا في حياة تينا، لتبدأ مشاعرها في التداخل بين الماضي والحاضر.
أبانوب لا يعارض وجود مينا، لكنه يحاول جعل تينا تفكر في مشاعرها بوضوح.
لأول مرة، تينا تقرر عدم الاستجابة بشكل عاطفي فوري، وتأخذ وقتها للتفكير.
الحلقة انتهت بسؤال مفتوح… هل ستعود تينا لمينا، أم ستختار المضي قدمًا؟
---
هل تريد أن تتجه الأحداث أكثر نحو المواجهة بين مينا وأبانوب، أم تفضل التركيز على الصراع الداخلي لتينا في الحلقات القادمة؟
Comments