الحلقة الرابعة – بدايات متشابكة
(المشهد يبدأ بمنزل تينا، الليل هادي، لكنها مش قادرة تنام. بتقلب في موبايلها، تفتح المحادثة مع أبانوب، تقرأ كلماته الأخيرة "بس ساعات... اللي بنخاف منه هو أكتر حاجة بتقدر تغير حياتنا.")
(بتاخد نفس عميق، وتقرر تكتب له... لكن قبل ما تبدأ، بتيجي رسالة منه.)
أبانوب:
"لسه صاحيه؟"
(بتبتسم بخفة، وترد.)
تينا:
"واضح إنك كمان مش قادر تنام."
أبانوب:
"لما الواحد يقابل حد مثير للاهتمام، عقله مش بيرضى يهدى بسهولة."
(تينا بتتوقف للحظة، بتحس إن الجملة دي ليها تأثير غريب عليها. لكنها بتحاول تخفي ده.)
تينا:
"إنت دايمًا كده؟ بتعرف تقول الكلام اللي يخلي أي حد يقعد يفكر فيه؟"
أبانوب:
"مش مع أي حد... بس إنتِ بتخليني أتكلم بطريقتي الحقيقية."
(بيحصل صمت خفيف بينهم، زي لحظة إدراك إن المحادثة بقت أعمق من مجرد كلام عابر.)
---
المشهد الثاني – لقاء جديد، ومفاجأة غير متوقعة
(المكان: نفس المكتبة اللي تقابلوا فيها أول مرة. تينا قاعدة في ركن هادي، ماسكة كتاب بس مش مركزة فيه، عينيها بتروح وتيجي على باب المكتبة.)
(وفجأة، بتسمع صوت حد بيقول وراها بصوت هادي بس فيه ابتسامة.)
أبانوب:
"واضح إنكِ مستنية حد."
(بتنتفض بخفة، وبتبص له وهي بتحاول تدارى ارتباكها.)
تينا:
"إنت بتظهر فجأة كده دايمًا؟"
أبانوب:
"ماهو مش ذنبي إن القدر بيحطنا في نفس المكان."
(بيجلس قدامها، وبينهم لحظة صمت قصيرة. تينا بتشوفه بيبص ليها بطريقة غريبة، كأنه بيحاول يفهم حاجة.)
أبانوب:
"عارفة، لما حكيتِ لي عن ماضيكِ امبارح، حسيت إنكِ مش مجرد قصة عادية... بس فيه حاجة ماقلتيهاش."
(تينا بتتوتر شوية، بتبعد عينيها عنه.)
تينا:
"كلنا عندنا حاجات مش بنحب نحكي عنها بسهولة."
أبانوب:
"بس أحيانًا، الشخص اللي بنقابله بالصدفة ممكن يكون أكتر حد مؤهل يسمع الحاجات دي."
(تينا بتاخد نفس عميق، وكأنها بتقرر تاخد خطوة للأمام.)
تينا:
"طيب، أنا هحكي... بس بشرط."
أبانوب:
"شرط إيه؟"
تينا:
"إنت كمان تحكي لي عن ماضيك، بكل تفاصيله."
(أبانوب بيرتفع حاجبه، كأنه متفاجئ بطلبها، لكنه بيبتسم بخبث.)
أبانوب:
"شكلك ناوية تكشفي كل أوراقي، بس موافق."
(تينا بتبتسم، والمشهد بينتهي على لقطة ليهم وهم بيتبادلوا نظرات مليانة فضول وإحساس غريب إن الحوار ده ممكن يغير حياتهم أكتر مما يتوقعوا.)
الحلقة الرابعة – المسافة بيننا
المشهد الأول – صباح جديد، وأفكار مُشتتة
(المكان: غرفة أبانوب – الصباح الباكر. أشعة الشمس تتسلل من النافذة، لكنها لا تقدر على طرد الظلام داخل رأسه. يجلس على طرف السرير، هاتفه في يده، وعيناه مثبتتان على آخر رسالة أرسلتها تينا الليلة الماضية.)
أبانوب (بصوت داخلي، وهو يقرأ رسالتها من جديد):
"عشان كده، بقت عندي قاعدة... الحب مش لكل الناس، والناس مش كلها تستحق إنك تحبها."
(يتنهد ببطء، كأنه يحاول أن يترجم مشاعره المبعثرة إلى كلمات، لكنه يفشل. في النهاية، يضع الهاتف جانبًا، ويمرر يديه على وجهه في إحباط. النغمة الحزينة تزداد في الخلفية، بينما يتحرك باتجاه النافذة، ينظر إلى الشارع كأنه يبحث عن إجابة.)
المشهد الثاني – لقاء في المكتبة
(المكان: مكتبة الجامعة – بعد الظهر. تينا تجلس على طاولة صغيرة، غارقة في قراءة كتاب. أبانوب يدخل المكتبة، عينيه تبحث عنها تلقائيًا. عندما يراها، يتوقف للحظة، يراقبها من بعيد قبل أن يتخذ قراره ويتقدم ناحيتها.)
أبانوب (مبتسم بخفة وهو يجلس أمامها):
"أهو إحنا اتقابلنا تاني، بس المرة دي من غير كتب مزيفة!"
(تينا ترفع عينيها من الكتاب، تبتسم ببطء لكنها لا ترد فورًا. تمر لحظة صمت قصيرة، قبل أن تضع الكتاب جانبًا.)
تينا:
"أنت بتقرأ؟"
أبانوب:
"بحاول… بس واضح إنكِ عايشة وسط الكتب، مش مجرد محاولة زيي."
تينا (تبتسم بسخرية خفيفة):
"الكتب أوفى من الناس، ما بتخذلكش ولا بتكذب عليك."
(أبانوب يراقبها لثوانٍ، يحاول قراءة ما خلف كلماتها. يشعر بأنها تضع حاجزًا بينهما، لكنه لا يريد أن يبتعد.)
أبانوب (بهدوء، ونبرة أكثر جدية):
"مش كل الناس زي اللي عرفتِهم قبل كده، تينا."
(عين تينا تلتقي بعينه، للحظة واحدة فقط، ثم تتهرب منها وهي تضحك بخفة كأنها تحاول كسر التوتر.)
تينا:
"نظريًا، ده ممكن يكون صحيح… لكن على أرض الواقع، إنتَ لسه تحت الاختبار."
(أبانوب يضحك، ويرفع يديه كأنه يسلم بالأمر.)
أبانوب:
"عادل. بس يا ترى، هعرف أنجح في الاختبار ده إزاي؟"
(تينا تنظر إليه بنظرة غامضة، ثم تعود إلى كتابها، وكأنها لا تنوي الإجابة على سؤاله الآن.)
المشهد الثالث – أول شرخ في الجدار
(المكان: طريق الجامعة – المساء. تينا تسير بمفردها، تحمل حقيبتها على كتفها، عيناها مشغولة بهاتفها. فجأة، يتوقف شخص أمامها… إنه مينا.)
مينا (بابتسامة ساخرة):
"واضح إنكِ نسيتِ الطريق القديم، تينا."
(تينا تشعر بأن قلبها يسقط للحظة. تأخذ نفسًا عميقًا، تحاول أن تحافظ على هدوئها.)
تينا:
"مينا… إنتَ عايز إيه؟"
مينا:
"بسلم، ولا حتى السلام بقى ممنوع؟"
(تينا تنظر إليه ببرود، وكأنها تحاول أن تُظهر له أن وجوده لم يعد يعني لها شيئًا. لكنها تعرف أن هذا مجرد وهم، لأن ذكرياته ما زالت محفورة في أعماقها.)
تينا:
"خلصت السلام؟"
(مينا يبتسم، لكنه لا يتحرك.)
مينا:
"إنتِ بقيتِ مختلفة، تينا."
تينا (ببرود):
"وأنتَ زي ما أنت، مينا… ما بتتغيرش أبداً."
(تمر لحظة صمت. ثم يقترب مينا خطوة، صوته يصبح أكثر هدوءًا، لكنه محمّل بشيء مخفي.)
مينا:
"يمكن… بس تعرفي؟ مش دايماً التغيير حاجة كويسة."
(قبل أن ترد، يلمح أبانوب يقف على بعد خطوات، يراقب المشهد دون أن يتدخل. تنظر تينا إليه، عيناها تلمع بشيء لم تستطع تفسيره. مينا يلاحظ ذلك، يبتسم بسخرية، ثم يخطو بعيدًا عنها.)
(أبانوب يقترب ببطء، عينيه مليئتين بالأسئلة، لكنه لا يريد الضغط عليها.)
أبانوب (بهدوء):
"كل شيء بخير؟"
(تينا تنظر إليه للحظات، ثم تبتسم ابتسامة باهتة.)
تينا:
"كل شيء تحت السيطرة."
(لكن داخلها، لم يكن أي شيء تحت السيطرة.)
المشهد الرابع – لحظة الإدراك
(المكان: غرفة تينا – منتصف الليل. تجلس على سريرها، ممسكة بهاتفها، تنظر إلى محادثتها مع أبانوب. تريد أن تخبره بشيء، لكنها لا تعرف كيف تبدأ. تشعر أن هناك مسافة كبيرة بينهما، مسافة لا يستطيع أي منهما عبورها بسهولة.)
(تصبح شاشة الهاتف سوداء، تينا تضعه بجانبها وتستلقي، تحدق في السقف. تتذكر كلمات مينا، تتذكر نظرة أبانوب، تتذكر كل الوجوه التي مرت في حياتها… وتتساءل، هل أبانوب مختلف حقًا؟ أم أنه مجرد فصل جديد في نفس القصة القديمة؟)
(الكاميرا تبتعد عنها ببطء، ويغرق المشهد في الظلام، تاركة المشاهد مع هذا السؤال العالق في الهواء.)
نهاية الحلقة الرابعة.
ملاحظات الحلقة:
في هذه الحلقة، بدأ أبانوب يقترب أكثر من تينا، لكنه يواجه جدارًا من الحذر والذكريات القديمة.
ظهور "مينا" كان بمثابة اختبار جديد لتينا، ذكرياتها معه ما زالت تؤثر عليها رغم أنها لا تريد الاعتراف بذلك.
العلاقة بين أبانوب وتينا ما زالت في بدايتها، لكن تينا تشعر بأن هناك شيئًا مختلفًا فيه… ومع ذلك، لا تزال مترددة في الوثوق به.
انتهت الحلقة بسؤال مفتوح… هل أبانوب سيكون مختلفًا؟ أم مجرد مكرر لمن سبقوه؟
هل تريد أن أستمر في نفس أسلوب الكتابة للحلقات القادمة؟ أم لديك تفاصيل تريد التركيز عليها أكثر؟
Comments