*** مدينة السلالم المائية ... عشيرة (غاو) *****
تتدحرج المياه المتفجرة من مكان مجهول, مُتوهجة ما بين القرنفلي والأبيض, على أدرج مكسوة بالسخام ذات شكل هلالي, على ارتفاع متر إلى مترين من القاع , مُشَكِّلَةً سلالم مائية غطت الأراضي من حولها بكساء أخضر ملكي ,استقطبت منازل عشيرة (غاو).
ينفخ الأمير الصغير ذو العشر سنوات ,على السفينة الورقية على سطح البحيرة الداخلية لجناح الأمراء ,تزامنا مع توقف وفد الملكة بالقرب منه, وحملها السفينة.
سفينة جميلة من صنعها لك ؟
الطفل : أمي فعلت هذا
الملكة : لم يكن في علمي أن الأميرة (هاي ) تُجِيدُ الأعمال اليدوية, أخبرني هل قابلت اخاك الأكبر غاو غوي ؟ - هز رأسه أن لا-
مدت يدها له مع ابتسامة نابعة من القلب : هل تريد رؤيته الآن؟ أنا ذاهبة للقائه
– شد على يدها دون تردد ,متجهان لمقابلة الابن والأخ الوحيد, الذي لم يكلف نفسه عناء زيارتهما من بعد مهمة السماء, إلا أن الحب الذي يُكنَانِه جعلهما يتجاوزان عن خاطرهما المكسور.
بالتعمق في الظروف الداخلية لقصر (غاو), الأوضاع هنا أفضل بكثير من الكراهية الطاغية على أسرة (شي) , وعلى الرغم من فقدان الملكة الأولى القدرة على الانجاب من بعد ولادة الأمير غاغوي العسيرة ,إلا أنها أشرفت شخصيا على مراسم زواج الملكة الثانية وكذا ولادة الأمير الثاني , ربما بسبب شدة حبها للملك أو ربما كفرصة لها لاحتضان طفل آخر , المهم أن هذه العائلة الملكية كانت تحض بحميمية عائلية حتى هذه اللحظة.
ها هي تتمسك بأنامل ذاك الصغير أمام الحرس الخاص بجناح الأمير غاوغوي.
الحارس: مولاتي , أمرنا الأمير ألا نسمح لأحد بالدخول.
أجابت متحمسة : أتينا في زيارة مفاجئة ,هلا ساعدتنا في نجاحها ؟
- شدة لطفها واصرارها على مقابلة ابنها ,قد أضعف من همة الحارس ,فتنحى لتتقدم مع صغيرها داخل غرفة منعت ستائرها المسدولة ضوء الشمس من التسرب. ملاءات السرير المرتبة ,الطعام والشراب على الطاولة كما هو منذ الصباح ,كل القناديل مظلمة بالزوايا ,لا يُسمع همس باستثناء صوت احتكاك شيء على سطح خشن بوتيرة سريعة جدا.
- الجو العام الذي كانت عليه حجرة ابنها الوحيد أشعرتها بالخوف من التقدم أكثر الى أن فك الطفل يدها وركض ناحية الصوت حيث زاوية مظلمة لظهر منكب وذراع تنشط دون توقف.
- الملكة : أيها الأمير تعال تعال لا تركض بالأرجاء ستقع ... أيها الأمير؟
- فجأة على صوت ارتطام شيء خلفته صرخة موحشة من الطفل, دفعتها الى الاستعجال حيث تضغط يد شاحبة معظمة, على رقبة الأمير الأصغر, أعلى الجدار.
- تَشُدُّ الملكة رداء ابنها الوحيد بعيدا ولكنه استمر في جعل وجه أخيه الصغير أشد زرقة حتى ... حتى أفلته صريعا –
.
.
.
**** على حدود النهر الفاصل بين أراضي (تو) و (يان) *****
تشتبك سيوف رجال عشيرتي (شي ) و(يان) على مرأى رجال عشيرتي(غاو) و (تو) حتى استغلال رئيس جيش (يان) لحظة الغدر بصفع مؤخرة حصان المرشد (الفتاة التي تعرف مكان الشجرة العجيبة) فينطلق الحصان بها دون وجهة محددة , دَفَعَتْ بالأمراء (شيهوا) (تشول) للهرولة خلفها , عندها رفع الماكر فأسه عاليا نُصْبَ عينيه " منتصف ظهر الأمير (شي هوا)" , بِغَضِ النظر عن قوة الرمية ,وزن الفأس كفيل باقتحام درع ابن النار وكذا عموده الفقري, لولا سلسلة حديدية التَفَّتْ بالفأس وجرتها مع صاحبها.
جيان هاو : مُكْرُ النسوة ممنوع خلال المعارك
-يشد رئيس(يان) السلسلة ليثور غبار الأرض مستقبلا جسد جيان هاو ,فيَقُومَ بينهما نزال غير محتسب , بينما يلف ابن الجحيم (شي) لجام الحصان حول المرشدة, أمام ناظري صقر السماء الهجومي (تو) عند النهر الفاصل بين الأرضين -
الأمير تشول: لا شغل لك بها
الفتاة : كما قال أنا أنا لا أعرف أي شيء
الأمير شي هوا : لما تستمر في الكذب يا ابن السماء ؟
أخيرا يلمع سيف الصقر تحت أشعة الشمس التي تشهد حربا طاحنة بين السماء والنار -
الوضع الفوضوي بين رجال العشائر غطى على تهاطل هجمات متتالية من بالونات مطاطية, عليهم , خَلَّفَتْ الوانا فاتحة على ملابسهم نتيجة اصطدامها بأجسادهم.
يمسح جيان هاو كُمَّهُ متقززا : ما هذا ؟ ما هذه الـرائحـ....
لم يكد ينهي جملته حتى وقع شيء وسطهم, أخذ يوشوش ثم انفجر مخلفا دخانا كثيفا, عدم الرؤية فيما بينهم باستثناء الألوان التي منحتهم وهجا خاصا , أنبأتهم بقدوم ضيف خامس غير مرغوب به , فأخمد أصواتهم مرتقبين حركته التالية, خلال ثورة العنفوان التي يعيشها رئيس عشيرة (يان) :
أخرج أخرج من تكون أخرج وقاتل كالرجال
ثم ابتدأت المعركة الفعلية بهجوم جماعة خامسة
.....
**** على حدود أراضي مملكتي (تو) و (يان ) ***
ابتدأت المعركة الفعلية عند وقوع الغارة الخامسة ... شدة البياض من حولهم قد صَعَّبَت عليهم تحديد مواقع الخصم ... بينما امتاز الطرف الآخر بقدرته على توجيه ضرباته بدقة ... وهو ما أحسسهم بالعجز وكأنهم فئران داخل مصيدة واحدة ... تتالى الطعنات المباغتة على ساحة القتال المكشوفة ... إلى أن جهر الأمير تشول : اخلعوا الدروع, اخلعوا الدروع
أوامر الأمير قد شددت من هجمات العدو ,فهذا يعني أن شبح الموت قد خيم على الجميع , إلى أن سجلت آذانهم صفيرا ثم انفجارا هائل , خَلَّفَ ضوء عالي بالسماء , كشف للحظات على مكان كل واحد منهم , مما حفزهم على رفع السيف وذبح ما أمكن من الرؤوس ,ها هو قائد العشيرة (يان) يَغُّمُ رأس أحد حرسه بردائه ,جاعلا منه درعا بشري منسحبا الى سفينة (شي), أما الأمير تشول فيلوح بسيفيه قاطعا أي يد تمتد على المرشد من خلفه ,في حين تفقد شفرات شي هوا الحادة بصر الخصوم من أعلى الشجرة , خلال التقاط سلسلة جيان هاو الحديدية رؤوس من تبقى منهم , حتى غَلَّفَ الضباب مجددا المنطقة ...
سوط يلتف حول قدم شي هوا هوى به أرضا , ثم سيف يَشُّقُ طريقه نحو خصره , يُغْمَرُ رأس السيف الحاد داخل الغمد الفارغ لابن النار (شي هوا) , ثم بلفة سريعة يطير السيف بعيدا , هجمات أصابع "جميراوك" نحو المناطق الحيوية ,ركلات أمامية وخلفية سريعة, استقرت على صدر ابن النار ,الآن تيقن أن هذا المقاتل ليس بالسهل ,لذا ولأول مرة منذ مبارزات التدريب العسكرية ,يتخذ وضعية القتال مستعدا للنزال, الذي باغته من الخلف بخنجر حاد يلوح هنا وهناك محاولا لمس جلده الخالي من الندوب , انقشاع الضباب شيئا فشيئا قد صور له هيئة المثلم الذي يواجهه , مناورات خنق وتثبيت نجح كلاهما في عدم الوقوع بها, أخيرا يُحَطِّمُ كوع الشبل(شي) أنف الآخر مما أفقده التوازن للحظات, حتى وعى صاحب الفخ وهو معلق بلفافة بيضاء من رقبته, على غصن الشجرة التي أوقع شي هوا منها.
الملثم الذي أطاح برجال العشائر الأربعة في فخ واحد, بل وتصدى لكل ركلات ولكمات شي هوا الهوائية. ها هو معلق كالكندور المفترس, نظرات الكره التي بعيني هذا الأَسْودْ كانت تعني الكثير مُلَخَصُهُ القضاء عليك , و ياللأسف بعد نزلات قتالية عنيفة لم يتمكن إلا من احداث جرح سطحي على كتف وورك الخليفة المقترح.
شيهوا: لأي عشيرة تنتمي؟ على سلالتك أن تتحمل مسؤولية أفعالك
قهقهة جنونية منه, استفزت شي هوا لِشَدِّ اللفافة أكثر ,فتنقطعَ أنفاسه أكثر ,ثم اقترب خالعا العصابة السوداء التي تخفي ما تبقى من تلك الملامح الكارهة ... من هو ؟ وأي حقد هذا الذي جعله يُشعل حفرة نيران جماعية, طيران العِصَابَةَ مع الرياح الملتهبة بعيدا ... كشف عن ضحكة الأخ الحقود ,رغم الدماء التي تحبس بعض الحروف بفاهه , يَسْعَدُ بانكشافه :
يمكنني الموت براحة بعد أن اخترقت جلدك, شي هوا ,حاول أن تنجوا هذه المرة إن استطعت ...
.
.
.
*** غيمة السماء ***
على المنصة العظمى بينما يتأمل حكيم القرن, السماء الغائمة : أظنها زيارتك الأخيرة
الزعيم شي: لا تدعي معرفة الغيب بينما تُعْلِمُنَا برسائل كاذبة
الحكيم : مجيئك الي دليل على تصديقك لرسائل السماء
الزعيم شي : اذن لِمَا عادوا خاليي النصاب؟ ألم تَقُلْ أن ذهابهم وعودتهم مقدرة؟ هل كنتَ تعلم أنهم سيعودون من دون كنوز؟ هل كنتَ تَعرفُ أن تلك الأرض ليست سحرية كما قيل عنها ؟
الحكيم : لا تطرح أسئلة لا تتعلق بما يدور في خلدك
زعيم شي: هذا ما يثير جنوني بلادة تعبيراتك. لا أفهم هل أنت مثلنا لا تعرف أي شي وتقودنا خلف هراء لهو وزيف؟ ,أم تفهم الحاضر والغائب لكنك تمتنع عن البوح ؟
رمى الحكيم عصاه أرضا رافعا يديه للأعلى : لستُ من يمتنع عن الإجابة بل السماء
فسحب الآخر سيفه : اذن دعنا نرى هل ستمنعني السماء من سلب روحك ...
.
.
.
.
*** عشيرة (تو) .... مقر القنون القتالية (توباو *****
ينخز قلب الأمير باو على فجأة فيفتح عيناه متعرق الجبهة –
حسنا وهكذا انتهى أول درس بعنوان التأمل لسبع ساعات هيا قوموا
حاول البعض التحرك لكن تخدر أرجلهم منعهم من الوقوف أولهم المساعد لي –
يضع الأمير باو يده على صدره متوجسا : هل ما رأيته حقيقي ؟ هل الحكيم بخير؟
يزحف المساعد لي له : سيدي أخشى أنني لن أقدر على العودة للقصر ,رجلاي لا تحملانني ماذا عنك ؟
الامير باو : هذا لأنكم كسالى عضلاتكم لم تتعود ...
-هَمَّ بالوقوف ,فَشُلَّتْ رجليه وانقطع نفسه , يضرب على كتف مساعده بفشل –
ساعدني ساعدني سأموووت هذاااا مؤلممممم ... (~_~)
.
***** حدود عشيرتي (تو) و(يان) *****
ينقشع الضباب, مبرزا نهرا قرمزي, جثثا لأحصنة و مقاتلين, لقد كانت معركة دامية ,مجهولة المصدر و الهدف -
يُلْقِي جيان هاو الأوامر على من تبقى من جند : هيا ارموا الجُثَثَ في النهر قبل أن تهجم علينا النسور
بينما يدوس الأمير على بطن آخر مُلَثَّمٍ : من أرسلكم ؟ انطق انطق
امتناع المثلم عن الإجابة رغم احتضاره ,اجتذب سلسلة جيان هاو اليه : تكلم قبل أن أُهشم رأسك بهذه
إذ بشفرة (شيهوا) الحادة قد قطعت حباله الصوتية مع أنفاسه, فاستداروا بحنق لتصرفه المتهور ليبرر لهم -
انهم من عديمي الأصل بلا شك, لم يَسْبِقْ لعشيرة محترمة أن ترسل مقاتليها دون راية المملكة
جيينا هاو: هذا صحيح ولكن حبذا لو سمعنا ذلك منهم
الأمير تشول : أين المرشد ... ؟؟
.
.
.
.
********
يهرع خارج الغابة المظلمة ,مرتعبا من همسات مدوية, محتضنا شيئا بين ذراعيه ,سينجو , سينجو ,إن تمكن من الوصول الى الحدود, لقد بات قريبا ,قريبا جدا ,
* هوس العسل \, هوس العسل \, هوس العسل*
استعجاله بالهرب ,عثره ليقع عند قدمي حتفه ,
- ثلاث نسمات خفيفة من منجل حاد على بطنه \,دفعت بأحشائه خارجا _
*********************************
.
.
.
يتبع
12تم تحديث
Comments