الرسالة (4) : خَلْفَ كُلِّ بَوابَة

*** الصومعة الزرقاء ... مملكة ( تو ) السماوية  ****

على شبه جزيرة تَمَيَّزَتْ بتداخل جبالها الملونة .... كثافة يساطها النباتي .... صخورها التي تُنافس زُرْقَةَ مِياهها ... تَسْتَقِرُّ عشيرة (تو) منذ آلاف السنين ... مُبَارِكَةً الأرض بصومعة زرقاء باهية .... تَحْتَضِنُ مَقَرَّ العائلة الملكية ....

تستأذنُ الخادمة من خلف باب جناح الأمير الثاني (تو باو): سيدي هل أنت مستيقظ ؟

يجيبها صوت أجش ,سَبِقَهُ تثاؤب طويل : اآآآآآآه أوه ادخلي ادخلي

تنحني وعيناها بالأرض : سآمرهن بتجهيز الحمام والملابس المُعَطَّرَة

رغم ابتسامتها اللطيفة ولباقتها في الكلام إلا أن سؤاله قد أضعف من هِمَّتِهَا : من أنتي؟ أين المساعد لي ؟

تجيب ورأسها للأسفل : سأكون تحت خدمتك خلال تواجدك بالقصر, أما المساعد لي فقد غادر القصر تاركا رسالة مفادها أنه ينتظرك في مقر احلامك

يفزع الأمير من على السرير آمرا : مقر أحلامي ؟؟؟ أين الخدم؟ أين الملابس بسرعة

بسبب الجلبة التي أَحْدَثَهَا اضْطَرَّتْ الخادمة لرفع رأسها فتُقَابِل لأول مرة أميرا أكثر ما عُرِفَ عنه بأنه ... فقط وريث ثان للعرش ...حتى مواصفاته الشكلية لا تدعوا للمفخرة ... جسد هزيل رغم شراهته ... وجه ألماسي ذو خدود ممصوصة ... ابتسامة عريضة ... عيون واسعة ... عيون واسعة؟ يمكن احتسابها كنقطة له ..

( ملاحظة: أكيد لا أحط من قدر أصحاب هذه الملامح ... إنما لكل زمن معايير جماله الخاصة ... شخصيا قد لا أعترف بها ولكنها حقيقة كريهة تستمر في اقتحام حياتنا لذا لا يمكنني تجاهلها )

تدور الخادمة من وراءه محاولة تهدئته : ستحضر في الحال سيدي لا تقلق

حتى التَفَتَ لها مُستاء : ذاك المساعد يستمر في التحرك دون اذن مني, من يظن نفسه؟ هل هو السيد أم أنا ؟ ...

****

عند بوابة القصر يستعد الأمير الأول مع حرسه للمغادرة في مهمة مستعجلة ... لحظة علينا أن نعطي هذا الشاب حقه من وصف لماذا؟ ... لأنه الوريث الأول لعشيرة (تو) ... زعيم الجهاز الأمني ... المستشار الثاني للملك .... ديبلوماسي التفكير والتعامل ... أين كنا ؟ ...

يعتلي الأمير الثاني (تو باو) خَيْلَهُ المُزَيَنْ بصدر منتفخ فخرا ثم حنى رقبته لأخاه الوحيد :

كيف حال الخليفة المُنْتَظَرْ؟ هل أبليتَ حسنا خلال غيابي ؟

قهقه الأكبر مجيبا : لم أكن بخير ,الجميع كان قلقا حين وصول تلك الأخبار عن رحلتكم 

ثم أردف بإرتياح : لكني سعيد ,برؤيتك أمامي سالما معافى.

عض الآخر شفته السفلى متندما : حقا؟ اخخخخ للأسف لم أتمتع بتلك اللحظات بسبب الاغماء

يسأل الأمير الأول (تشول) :  عليك بالارتياح لأيام ,تلك الرحلة لم تكن هينة

يضرب الأمير الأصغر (توباو) صدره : محارب مقتدر مثلي لن ترهبه صواعق السماء , كما لستَ الوحيد المنشغل هنا

يمسح الاخ على عنق حصانه , مستمرا في حواره رغم استعجاله : حقا ؟ ما نوع هذه الأشغال ؟

لم يجد المحارب المقتدر مهربا للرد سوى هز لجام حصانه : ههه الموضوع معقد, يحتاج لجلسة طويلة فلنتحدث في وقت لاحق, سأنطلق ...

تتبع عينا الصقر الكبير حوافر خيل أخاه المشاغب ,آمرا من حوله :

أُحْرُسْهُ أي خطر يُحَاوِطُهُ, يُقْطَعْ رأسك ...

.

.

.

*** مملكة (شي) النارية ***

تَنْكَسِرُ شمس منتصف النهار , أمام ضباب يُغَلِّفُ جبلا مُسْوَدًا ... تقتحم قِمَّتَهَ سُحُب السماء ... بينما تَغُوصُ قاعدته أعماق بحر مُظْلِمٍ راكد ... رائحته النتنة كافية لانعدام مظاهر الحياة فيه ... أما انفصال هذا الجبل عن بقية السلاسل ما يُعَبِّرُ الا عن نية مَلِكِهَا .... في تمييز شعبه المختار بسكنهم أعلى منطقة قد تطأها قدم بشري .... بالإضافة لإعتباره موقعا استراتيجيا خلال الحروب والأزمات .... إذ لا طريق يربط بين بوابة المملكة و بقية الأراضي إلا جسرا ... لا يستقيم الا بأمر من الملك ... الذي يَحُّلُّ الصمت قصره الملكي بعد عودته مع خليفته خاليي الوفاض ...

يَزْفِرُ الزعيم بحنق مما يخفيه وحشه الكاسر : شي هوا الى متى هذا الصمت ؟

يجيب الليث وهو راكع أمام قدمي أباه : ليس لدي ما أضيف

يرطم الملك حافة عرشه : تقول أن أرض المعجزات مجرد أقصوصة للصغار؟ وأننا صدقناها ببلاهة ؟ كل تلك القوى التي حكت عنها الكتب والحكماء ليست سوى حكاوي, ظلت مملكتنا خلفها لقرون ؟

يرتشف الأمير البكر من كأسه متلذذا بما يرى : ربما لصمته سبب آخر :)

نظرة خاطفة من شي هوا للأخ الأكبر نقلت رسائل غير مريحة ....

ينتهز الأمير الثاني ,الظرف لِيَصُّبَّ الحقد الذي كتمه بداخله لسنوات :

إنه أول فشل للأمير الثالث ,إلا أن عجرفته تمنعه من الاعتراف, أيها الملك لا طالما صفقت خلال مبارزاته و تفاخرت بكل خطوة يخطوها ,بل منحته لقب إله الحرب , إلا أنك تناسيت أنه بشري مثله مثلنا يمكن أن ينكب على وجهه ذات يوم – :)

يُضِيفُ الأمير البكر : وإن كان صحيحا, ما قيل عن تزييف رسالة السماء, فقد أُسْدِيَتْ للأمير شي هوا مُهِمَةً سرية تَمَثَّلَتْ بالقضاء على الأمراء خلال الرحلة , لكنه عاد معهم بكل ودية ههههه هل هذا هو الأسد الذي اخترته للمهمة؟

يُقاطعهم الأمير السادس متعجبا : نحن نَتَّبِعْ أوامر السماء لسنوات عدة ,كل الرسائل التي وصلتنا منها قد تحققت ,فلما يتم تكذبيها هذه المرة؟ هذا غريب

يُواصل الأمير الحقود في محاولات تشويه سُمعة أخاه غير الشقيق :

ربما أميرنا متورط معهم في هذه التمثيلية.

أخيرا يرفع البكر اصبعه ناحية الشبل الصامت : لا جدوى من كل هذه الاحتمالات؟ بالمختصر, هذا المُتعالي فَشَلَ في مهمتين ,عليه أن يُجَرَّدَ من منصب الخليفة المقترح ,مع تحديد عقوبة ملكية بحقه ,انتظاره ليتكلم كانتظار مطر السماء في موسم القحط.

يزفر ملك العشيرة منزعجا من تفكير خلفائه السطحي : صمتا صمتا صمتاااا دعوني أفكر لا يمكنني أن أسمح للضعفاء باحتياز قوى أرض المعجزات  لا لا لن أسمح.

.

.

***** على الحدود الفاصلة بين شبه جزيرتي (تو) و (يان) *****

يثور الغبار مُرَحِّباَ بقوة عشيرة (تو) على الضفة الغربية للنهر الفاصل بين اراضي عشيرة (تو) واراضي عشيرة (يان).حيث يتلاشى الدخان الملون عاليا مخلفا هدوء مريبا.

لازالت عينا صقر عشيرة (تو) ترقب بحدة ما حولها لعله يتعرف على صاحب الرسالة المُشَفَّرَة. حتى تكلم الحارس على يمينه: سيدي هل نَعْبُرُ الجسر الحجري ,لنبحث على الضفة المعاكسة؟

الأمير تشول: لا يمكننا اجتياز تلك الأراضي دون اذن رسمي

علق الحارس على يساره مستهزئا: في جميع الاحوال زعيم عشيرة (يان) لن يرفض طلبك, من مصلحته أن نؤمن أراضيه  من الجواسيس

شد الأمير لجام الحصان ليَسُكَّ بحافره حصان الحارس من الوراء , فيقع أرضا.

الأمير تشول: هذا ما سيشعر به عندما يقوم أحد بخطوة دون علمه ..

صوت أجراس وخلخال بين الحشائش قد التقطته أذني الأمير تشول بحركة سريعة يصوب ثلاث سهام منذرا : اخرج قبل أن أغرز التالية فيك

اشار بعيناه لحرسه ان تقدما خلسة بينما استمر بالتهديد : أخرج

..... يتبع .....

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon