تهـوُيدِة آلُِموُتﮯ

الجزء الثاني _ عٌـِـِِـِـوُڊة آلُـِـِِـِِِـِِـِـحـًـًًـًًًـًًـًـكُـُيم

·  · ͙ ̩̩͙˚̩̥̩̥ ̩̩̥͙ ✩ ̩̩̥͙˚̩̥̩̥ ̩̩͙‧͙. · ͙ ̩̩͙˚̩̥̩̥ ̩̩̥͙ ✩ ̩̩̥͙˚̩̥̩̥ ̩̩͙‧͙.

أدفعُ باب مَحَلِّي المهجور ... الحشرات التي تَسْرِي مِنْ تَحْتِي ... الغُبار الذي يُغَلِّفُ الأشياء ... الظُّلْمة التي كَسَرَهَا ضوء الشمس الخافت ... دبوا الضعف فِيَّ ... لأجثو أمام نفس الطاولة التي جمعتني بأحبائي يوما ما ..

"أنت الوحيد القادر على قطع تهويدتي قبل نهايتها ما أنت ؟ "

" لا يمكنني تحديد ما إذا كان محظوظا أم منحوسا؟ أنتَ مَنْ تكون أصلا ؟ "

" إذن أنت ابن مَنْ؟ "

" هذا العجوز سينتهي بنا داخل أحشاء (الأسبيدو) بالله عليك ابقى هادئا حتى نعبر النهر"

" لا تبدأ بزجري, إنه أول استدعاء لي ,كما لما تتلذذ بالشاي وكأنك حي؟"

متسول؟ .. عجوز ؟...مجنون ؟...مخبول؟

توباو : بل أنا الحكييييم الحكيييييم, أنا حكيم هذا القرن لما لا أحد يصدقني

ذَرَّاتُ التَلاَقِي ... أرواح دِيشْيَا... رُمْحُ المُعَظَّمْ ... السّيَدُ المَفْقُود ... ثَوْرُ جاكلين ... أُضْحِيَة الآلهة

- فلنرحب بالصدمة رقم ...كم؟ ظننتني الوحيد الذي سيمتلك معجزات في هذا الزمن\, مالذي سيضيفه عجوز ضعيف مثلي لقرن زاخر بالخارقين؟

·   · ͙ ̩̩͙˚̩̥̩̥ ̩̩̥͙ ✩ ̩̩̥͙˚̩̥̩̥ ̩̩͙‧͙. · ͙ ̩̩͙˚̩̥̩̥ ̩̩̥͙ ✩ ̩̩̥͙˚̩̥̩̥ ̩̩͙‧͙.

.

.

.

.

.

.

.

*** تهويدة الموتى ****

أخطو على يابسة قرية *هوان* الساحلية ... واجهة الضيافة والترحيب ... التواجد بين جموع غفيرة .... أصوات الصادة وهم يلوحون ... حاجتي لأجواء مفعمة بالحيوية ... الرغبة في تفقد كل انش من هذه الأرض ... خصوصا سوقها المتمركز بين أكواخها البسيطة ... لكني تفاجأتُ بمعاكس ما رسمته مخيلتي المتحمسة ... فالرياح الحارة كانت أول ما استقبلني .... ثم لافتة خشبية مهترئة على ناصية البوابة الحجرية ... « قرية شيزو لا ترحب بأحد » .... التجهم كان ما يغلف ملامح أهلها .... الشمس الحارقة كادت تحرق أسطح محلاتها المغلقة... باستثناء طاولات معدودة لباعة السمك ...  حيث تُتَمتِمُ احدى السيدات بجانب إناء حديدي ... يحوي سمكتين قد جذبتا انظار الذباب فقط ... هنا وجب علي الانطلاق في أول مهمة لي كحكيم سماوي

( النصح و الارشاد )

الحكيم تو باو : مساء الخير سيدتي, هل هذا السمك طازج؟

البائعة : لا يوجد غيره ,اشتره أو أكمل طريقك

_يجب ألا أستسلم من أول محاولة, كمسؤول أول عن سلامة آلاف الأرواح علي أن أمنعها من بيع بضاعتها المغشوشة :

"سيدتي ما تفعلينه يضر بصحة المشتري رائحة النتن تفوح منها"

البائعة : وانا لم أرغمك على الشراء اغرب من هنا أيها المتطفل

-رغم صوتها المرتفع ولهجتها المستفزة, أستمر في محاورتها لعلها ترجع عن تجارتها السامة :

 "عار على سيدة محترمة أن تغش زبائنها "

- لوهلة تجسدت ملامحها الضاحكة أمامي ثم اختفت لترن بجملة مألوفة ( عار على أمير أن يغش شعبه )-

لم أفق من التدقيق في السراب الذي تشكل أمامي إلا بشكوى من البائعة :

"ماذا قلت ؟ سيدة محترمة ؟ بل قل سيدة منحوسة, من بِحُسْنِي ورشاقتي, تتدلل بين أذرع الأمراء داخل القصور, لا أن تبيع سمكا في قرية قاحلة كهذه لا زرع ولا مطر

الحكيم باو : " ازدراء الأقدار لن يغير من مصيرك شيئا, بل يجب أن تتخذي خطوات عملية لتغييرها, أخبريني, هل اشتكيت للملك؟ "

البائعة :لا وقت لديه لنا ,هو مشغول بالمقدسات ,ذاك الوغد  ..

-بعد أن مَسَحْتُ على لحيتي متفهما وضعها الصعب, وَجَبَ دعمها ولو بكلمتين:

" لكل امرئ فترة بؤس يقاومها حتى تنقضي, عليك بالصبر سيدتي, لكن لا تقلقي ,أعدك بأن أنقل شكواك للملك شخصيا "

-فجأة تهب في وجهي بقنبلة من الشتائم :

" لا أحد سيصبر على هكذا وضع مقرف ,اللعنة على ليلة مولدي المشؤومة, آآآه على حياتي التي لا أقابل فيها إلا الحمقى والمخبولين "

- لو استوعب كل منا حكمة الرب في توزيع الارزاق لما لعن أحد قدره آآآه\, على فكرة \,لما أشعر أن جلسة نصحي لها لم تثر إلا غضبها ؟ _

الحكيم تو باو : احممم سيدتي, هلا دللتني على نُزُلٌ قريب من هنا؟

البائعة : لديك نقود ؟

-حمحمتي كانت دليلا على مدى فقري وهو ما شجعها على  طردي وكأنني ذبابة تحوم حول سمكها النتن -

البائعة : حتى الشارع لن يستقبلك دون نقود ,غادر غادر هذا ما ينقصني عجوز متسول

– قامت تنتفض لاعنة يومها السيء_

"متسول ؟؟ أنا ؟؟ ... أيتها الـــبائعة الــ... "

-استعجلتُ بإغماض عيناي لاستحضار هدوء أعصابي :

" أيا عدالة السماء أُلْطُفِي بي، واِشْرَحِي صدري، وأَسْكِنِي غيظي، واِعْفٍي عنّي "

-امتصاص الطاقة السلبية من الآخرين واستبدالها بطاقة متوهجة نورانية, ليس بالأمر السهل, أخيرا تمكنتُ من التقدم مستعيدا ثباتي. حيث أخذتني قدماي عند المغيب الى مبنى قديم تتلاعب الرياح برايته المتآكلة (فندق مجاني) ..من محاسن أخلاقهم أن يوفروا هكذا أماكن للفقراء والمعدومين, عند مقابلتي لصاحب المكان ,سأدعو له بالبركة والوفرة ,ثم هممت بالدخول لولا اعتراض عصا غليظة لخطوتي –

صاحب العصا : الى أين أيها العجوز ؟

-وصفه أشعرني للحظات بالحرج, لا أدري مالسبب.؟ ولكنه دفعني بالنفي :

" عجوز ؟؟  لست كذلك "

-شد لحيتي اليه آخذا بوصفي بعد التمعن في وجهي:

شعر أبيض, وجه هرم ,لحية طويلة ,ملابس رثة, لأي فئة سأصنفك ؟ بنات الهوى؟

"واااااه , أي تشبيه فاسق هذا الذي ذكرته ,بالطبع لست كذلك ,أنا حكيم حكيم يا قليل الــــ...

– للأسف مُجبر على ابتلاع ما تبقى من الجملة الحامضة حتى لا تضربني صواعق السماء –

-ترك لحيتي ساخرا : حكيم في بلدتنا؟ لا تهذي أيها المجنون, الحكيم الوحيد على هذه الأرض يتجول بالقصر الأعلى الآن

- أول صدمة أتلقاها منذ عودتي كحكيم سماوي :

"يوجد حكيم غيري؟ لا يمكن أن يتواجد حكيمان في ذات القرن  ..غريب؟ هل بُعِثْتُ في الحقبة الخطأ؟

الفتى : يبدوا أنك مهووس بقصص الحكماء أيها الجد, انقلع من هنا هيا هيا

"ايييه ايييه أيها الفتى, كُتِبَ هنا مجاني لما لا تسمح لي بالدخول؟"

الفتى : مجاني بالمفهوم العملي يعني بسعر  زهيد وأشك أن تملك ربعه

الحكيم : منذ متى يستخدم سكان هذه القرية الشعارات الكاذبة؟ وااااه غِبْتُ حتى غَابَتْ أخلاقهم

-ثم رميت بحقيبتي القماشية على الأرض جالسا عند باب الفندق ,لأتلقى ركلة من قدم صاحب الإعلان الزائف -

"قم من هنا لا تشوه سمعة فندقنا هيا تحرك من هنا "

أُدَلِّكُ وِرْكِي المسكين : سأغادر غدا باكرا ,لن أزعجكم

-ركلني مجددا دون رحمة : قلت قم قم ألا تفهم أيها الأبله المجنون

-استندت على عكازي, هاما بشتمه :

كيف تعامل عجوزا بهذه الطريقة؟ ألا أخلاق لك ؟

-الفتى : أجل أجل هكذا هو أنا لا خيار أمامك إلا الانصراف أو تلقي المزيد من ضرباتي

-كم تاق اصبعي لاختراق عينيه الجاحظتين  لولا تهويدة حزينة بالأرجاء .... ارتفعت على إثرها كل الرؤوس للسماء بخشية ... خلال لحظات استشعر البعض مدى خطورتها فركضوا الى منازلهم ... أما البعض الآخر فقد تمكنت عذوبة الصوت وعمق بؤسه من اجتذابهم ... لقد كانت دندنة تحتضن القلوب ... تطرب لها الآذان ... وتتخدر بفعلها العقول ... فتلعب بمواطن الذكريات التعيسة ... إذ بكل من بالشارع يتمايل مهلوسا بين خيالات لا يراها غيره ...

منهم من أخذ يهشم يده بمطرقة غليظة ومنهم من يندفع نحو أي شيء حاد ,ومنهم من يضغط على عظام رقبته حتى يكسرها وهو يصرخ بجملة واحدة : سأقتلك سأقتلك ..

لقد كانت هلوسة جماعية ... انتشرت حتى اصابت شيئا من عقلي لكني استعجلت بالجلوس والهمس بتعاويذ تعلمتها خلال رحلتي النورانية :

أَنْشُدُكُنَّ بالْعَهْدَ الَّذِي أُخِذَ عَلَيْكُنَّ  ... أَنْشُدُكُنَّ بالْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُنَّ

بضربة من عصاي على الأرض اهتزت الاجراس المعلقة على طرفي عصاي  لتنبعث موجة نور سارت بكامل القرية حتى وصلت عنان السماء ثم سُمِعَ دَوِي صراخ أنثوي موحش مكان تلك الدندنة ليحل الصمت بعدها –

للأسف فتحتُ عيناي على مجزرة مريعة لجثث تملئ الشارع .لم أكن مركزا على تقبيل مالك الفندق ليدي شاكرا على انقاذهم ... بل شغلني هدوء السماء وكآبة نجومها ..ذاك الصوت كان يبكي يبكي بحرقة وكأنه يريد للعالم بأسره أن يشاركه أحزانه .. ولكن... أنا آسف ,لن أسمح بإيقاعهم في دوامة بؤسكِ ...

.

.

يتبع

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon