### **العودة إلى الهيئة الأصلية⁉**
"أفكر في الخروج إلى الضواحي اليوم للبحث عن مكونات الدواء، هل ترغب في مرافقتي؟"
بعد تناول الإفطار، سألتُ سيدريك، لكنه بدا قلقًا.
"هل سيكون الأمر على ما يرام؟ أعني... هل يمكنكِ الخروج بحرية من هذا المنزل؟"
"نعم، جمع الأعشاب الطبية هو جزء من عملي. لينزي وكيث لا يرغبان في القيام به كثيرًا، لذا يقع الأمر على عاتقي."
كان جمع الأعشاب البرية ومعالجتها من مهام أميليا، بينما كان الخدم يعتنون بالحديقة الزجاجية في قصر بيرسيفال.
"سأتوجه إلى الجدول الواقع غرب العاصمة، ثم إلى السهل الذي يليه."
"فهمت... لا عربة ولا حراسة، أليس كذلك؟"
بمجرد أن رأى سيدريك أميليا وهي ترتدي عباءة ذات قلنسوة وتحمل سلة كبيرة تشبه تلك المستخدمة في النزهات، أدرك الأمر دون الحاجة إلى سؤال.
تمتم بصوت منخفض، وكأنه لا يصدق ما يرى:
"هذا غير معقول... كيف لابنة مخطوبة لعائلة دوقية أن تخرج دون حتى عربة؟"
"تفضل، سيدي سيدريك، يمكنك الدخول إلى السلة."
"أفضل المشي بنفسي."
"المسافة طويلة على أرجل سنجاب، كما أنني قد أدوسك دون قصد، وهذه ستكون كارثة."
"... آسف..."
"لا بأس، لا تقلق."
كان حمل سنجاب أمرًا سهلاً، فأميليا شعرت بالارتياح لأن سيدريك لم يتحول إلى حصان أو فرس النهر، مما كان سيجعل الأمر أكثر صعوبة.
بعد هطول المطر قبل أيام قليلة، أصبحت الأرض رطبة بشكل مناسب، فنزلت أميليا إلى الأرض وبدأت في جمع الأعشاب الطبية بسرعة من الجدول القريب من العاصمة، بينما جلس سيدريك على صخرة كبيرة يراقبها.
لكن عندما حاولت تسلق شجرة، بدا أنه فزع وصرخ:
"انتظري! هذا خطير!"
"لا بأس، أنا معتادة على ذلك."
وضعت قدمها على أحد العقد في جذع الشجرة، ثم تسلقت بمهارة لقطف عناقيد من الثمار المتدلية مثل الخيوط.
لكن يبدو أن سيدريك لم يستطع مجرد المشاهدة، سواء بسبب قلقه أو لأنه لم يكن لديه ما يفعله، فقرر أن يساعدها وصعد إلى الشجرة.
"هل تريدين هذه الثمار؟"
"شكرًا لك! أنت سريع وخفيف الحركة كما هو متوقع."
"ما هذه الثمار؟"
أخذ سيدريك يتفحص العناقيد الصغيرة المليئة بالحبات بفضول.
"إنها من شجرة الجوز المر. رغم أن اسمها يتضمن 'الجوز'، إلا أنها لا تنتج الثمار التي نعرفها."
"همم..."
"آه، هذا يكفي، شكرًا لك. الآن علينا..."
عند الانتقال ببطء نحو مجرى النهر، انفتح أمامهما حقل مزدهر بالأزهار، حيث اختلطت الأزهار الطبية مع زهور ملونة جميلة، مما جعله مكانًا سحريًا أشبه بحديقة سرية. كان هذا هو المكان الخاص الذي اكتشفته أميليا لجمع الأعشاب.
نظرت إلى سيدريك بفخر وابتسمت.
"أليس هذا مكانًا رائعًا؟"
"آه... نعم، إنه كذلك. هادئ، والزهور الرقيقة جميلة أيضًا... لم أكن أعلم أنكِ تهتمين بجمال الأزهار."
"الاهتمام بجمالها؟ ماذا تقول؟ أنا هنا لأقتلعها وأعود بها!
اقتَلَعتُ النبتة ذات الزهور البيضاء من الأرض.
"انظر، أليست جذورها رائعة؟ فالمياه النقية هنا تجعلها ذات جودة عالية، ولهذا يعد هذا المكان مثاليًا لجمع المكونات."
"………… كنت أحمقًا عندما توقعت منكِ لمسة رومانسية..."
"لكن هذا مزعج... علينا الإسراع، يبدو أن المطر سيهطل قريبًا."
أخذت أميليا تضع الأزهار في السلة بسرعة. في الأصل، كانت ترغب في التوغل أكثر لجمع المزيد، لكن بما أنها حصلت على ما تحتاجه في الوقت الحالي، فقد قررت الاكتفاء بذلك.
"فلنعد بسرعة، سيدي سيدريك."
"آه... نعم."
رغم أنها حاولت إنهاء العمل مبكرًا، إلا أن الطقس تدهور أسرع مما توقعت.
بدا وكأنه مطر عابر، لكن السير في طريق العودة، الذي يستغرق أكثر من ساعة، قد يؤدي حتمًا إلى الإصابة بالبرد. ومع انخفاض درجة الحرارة، بدأ سيدريك بالكلام أقل فأقل.
"لنبحث عن ملجأ من المطر في الغابة. سأجري قليلًا، تمسك جيدًا."
وضعت سيدريك في السلة المليئة بالأعشاب الطبية، ثم انطلقت بالجري.
بمجرد أن احتمت تحت شجرة ضخمة ذات جذع عريض، أصبح المطر أقل وصولًا إليهما، فقررت التوقف هناك لبعض الوقت.
"سيدي سيدريك، هل أنت بخير؟"
"…… كيو…"
سمعت صوتًا ضعيفًا يأتي من قاع السلة.
يبدو أنه ضاع وسط الأعشاب أثناء الجري. وعندما مددتُ يدي إلى السلة وسحبته للخارج، وجدته يضغط على أنفه ويتلوى من الانزعاج.
"كيو… كيو…"
"آه… يبدو أن رائحة الأعشاب الطبية أثرت على أنفك. انتظر لحظة، سأجعلك قادرًا على الكلام الآن."
وضعتُ القليل من دواء الزعرور البري على طرف إصبعي، ثم قربته من فم سيدريك. لعقه بلسانه الصغير، لكن سرعان ما بدأ جسده بالارتجاف.
"هل تشعر بالبرد؟"
"لا أعلم… ربما تأثرتُ برائحة الأعشاب… أشعر فجأة بدوار شديد…"
"من الأفضل ألا تبرد أكثر من ذلك. هل ترغب في الدخول إلى داخل ملابسي؟"
"هاه؟"
"داخل ملابسي. حرارة الجسد قد تساعد في تدفئتك قليلًا."
كانت عباءتي مبللة، ويداي باردتين جدًا لتدفئته، لذا لم يكن لدي خيار آخر.
"مـ... مـاذا؟! هل جننتِ؟! هذا مستحيل تمامًا! ألـ... ألـم تتعلمي شيئًا عن الخجل؟!"
"كنت أفكر فقط أنه سيكون من المؤسف أن تموت بسبب البرد... لكن إن كنتَ بخير، فلا بأس."
"أنا لستُ بخير، لكن يمكنني تحمُّل هذا القليل... آتـ… عطســــة!!"
وفي اللحظة التالية، شعرت بوزن ثقيل يهوي فوقي.
أُطيحَ بي أرضًا، وسرعان ما وجدتُ نفسي ممددة على ظهري… وفوقي رجل ذو شعر أشقر يطبق عليّ بجسده!
"هـ...؟"
اتسعت عيناي من الصدمة.
"سيدي سيدريك...؟"
"مـ... مـاذا؟!"
رفع الرجل رأسه، وكان بلا شك… سيدريك!
وحين أدرك أنه كان يُطبق عليّ بجسده، قفز مبتعدًا بسرعة. وعندها فقط، لاحظ أن حجمه قد عاد تقريبًا إلى حجمه الطبيعي!
'عاد إلى طبيعته... أم لم يعد؟'
يبدو أن سيدريك أدرك أخيرًا أنه قد استعاد هيئته البشرية. حتى ملابسه لم تتغير، بل كانت كما كانت في آخر حفل سهرة التقيا فيه.
"هـ... هل عدتُ إلى طبيعتي؟"
"يبدو ذلك."
"آه... آسف، أميليا، هل أنتِ بخير؟"
بسرعة، ساعد سيدريك أميليا على النهوض، ثم أخذ ينفض الطين عن شعرها ووجهها باستخدام كم قميصه. على الرغم من مرور ثلاث سنوات على خطبتهما، إلا أن هذه كانت أول مرة يظهر فيها مثل هذه الرقة تجاهها.
"ما الذي أعادك إلى طبيعتك؟ هل انتهى مفعول السم الذي شربته؟"
"لا أعلم."
"على أي حال، هذا رائع! يمكنك الآن العودة إلى قصر الدوق."
"آه... نعم..."
"......؟ سيدريك؟"
لم يكن يبدو عليه الفرح كما كان متوقعًا.
نظرت إليه أميليا باستغراب، لكنه فجأة جذبها إلى حضنه.
"أميليا... أنا آسف، لقد كنتُ قاسيًا معكِ طوال هذا الوقت."
"......"
"لقد أسأتُ فهمكِ! صدّقتُ ما كان يقوله لينزي وكيث عنكِ، وظننتُ أنكِ تنظرين إليّ بازدراء، ولهذا كنتُ فظًّا معكِ. لم أكن أعرف حتى كيف كانوا يعاملونكِ في قصر بيرسيفال..."
"هذا ليس أمرًا يستوجب شعورك بالذنب، سيدي سيدريك. صحيح أنني لم أكن متحمسة للزواج، ولم أُخبرك بما كنتُ أواجهه."
"لكن... إن كنتِ لا تمانعين، أميليا."
ابتعد عنها قليلًا، ونظر إليها بجدية.
"أريدكِ أن تأتي إلى منزلي كزوجتي في أقرب وقت ممكن. لا أريد أن أترككِ في ذلك القصر بعد الآن."
"سيدي سيدريك..."
"بالإضافة إلى ذلك، أريد أن أعرفكِ أكثر—"
"آتــــشــــو!!"
"!؟"
وبمجرد أن عطس... اختفى.
... لا، لم يختفِ تمامًا. بل تقلّص.
ها هو الآن، جالس على ركبة أميليا، يحملق في يديه الصغيرتين بذهول، وعيناه الواسعتان ممتلئتان بالصدمة.
"مـ... ماذا؟! لماذا؟!"
"من يعلم؟"
"لقد عدتُ إلى طبيعتي، أليس كذلك؟! كيــــووووو!!!"
لكن، مهما انتظر، لم يعد إلى هيئته البشرية مجددًا.
في النهاية، حملت أميليا السنجاب سيدريك، الذي كان غارقًا في اليأس، وعادت به إلى قصر بيرسيفال.
المترجمة:«Яєяє✨»
Comments