الفصل الثامن عشر

استيقظت صباحاً على صوت طرقات خفيفة على باب غرفتها

كارول: أدخل

قالتها وهي تتململ في الفراش فتحت عيناها فجأة لتنتفض واقفة تذكر أنها كانت تقرأ على الشرفة ولكن ما الذي جاء بها إلى السرير

انا من نقلك إلى سريرك :

التفتت على صوته رأته يقف أمامها بطلته الخرافية يرتدي بنطال من الجينز وقميص أخضر اللون وقد رفع اكمامه يضع على شعره نظارة سوداء لتزيده وسامة

آسر: لقد دخلت غرفتك البارحة لأرى ماذا كنتي تريدين فقد هاتفتني أكثر من مرة فوجدتك نائمة في الشرفة خشيت أن تأخذي برد فنقلتك إلى السرير

كان يتكلم وهي تنظر في عيناه بتركيز شديد فلم تنتبه أنه انتهى

آسر : آسف أن كنت قد ازعجتك

كارول: هه؟؟.....لا لا أبداً. شكراً لك

آسر : هيا إذاٍ استعدي اليوم سوف نذهب في رحلة

كارول والفرح يشع من عيناها : رحلة؟! حقا

آسر : أن كنتي تريدين

كارول : طبعا اريد هذا رائع

آسر: هيا إذا استعدي وتعالي لنتناول الأفطار

كارول: خمس دقائق وسوف اكون جاهزة

خرج آسر من الغرفة واسند ظهره على الباب لما يشعر عندما يراها تضحك بأن قلبه قد توقف عن النبض ما هذا الشيء الذي يربطه فيها كان حقا بحاجة إلى إعادة تنظيم لدقات قلبه، أما هي فقد توجهت إلى خزانة ملابسها اختارت فستان باللون الاسود يصل إلى ركبتيها يتوسطه حزام من الكريستال اللامع وتوجهت إلى الحمام المرفق بغرفتها نزلت بعد قليل ترتدي ملابسها وتضع القليل من مساحيق التجميل وتصفف شعرها على هيئة ظفيرة تنسدل على كتفها الايمن كانت كحورية هبطت على الأرض قبلت العمة داليد وجلست على المقعد المخصص لها لتناول الأفطار شرع الثلاثة بتناول افطارهم بصمت وعندما انتهوا نهض آسر وهو يقول

آسر: كارول سوف انتظرك بالسيارة

كارول: حسنا آسر ولكن عمتي ألن تذهبي معنا

العمة داليد: لا يابنتي لا قدرة لي على التخيم

كارول بدهشة: تخيم ؟؟؟؟

حك آسر رأسه وهو يدعي البراءة : لم اتذكر أن أخبرك اننا سنخيم

كارول ضاحكة: أيها المخادع سوف انال منك

آسر: هههههههه جربي اذا

العمة داليد: حسنا آسر انتبه عليها جيدا هل هذا مفهوم

آسر: مفهوم امي لا تقلي

العمة داليد : لحظة واحدة

ذهبت وعادت بعد قليل تحمل بين يديها شال من الصوف الأسود اعطته لكارول وهي تقول

العمة داليد: خذي هذا يا بنتي لقد حكته لأجلك احتفظي به قد يكون الجو بارد

اخذت كارول الشال وهي تحتضن العمة داليد وتشكرها

ثم انطلقت مع آسر إلى المجهول استقلوا السيارة وبدأ آسر القيادة بصمت

كانت تراقب الطريق وهي شاردة فيه

كارول: إلى أين سنذهب

آسر: ستعلمين بعد قليل

كارول : حسنا إذا سوف أنتظر

نظر آسر بعينيها وهو يقول : لن يذهب انتظارك سداً سوف تكون رحلة لا تنسى

كارول: لا أشك بهذا سيادة المحقق

ثم تابعوا الطريق بصمت بعد برهة وقف آسر السيارة أمام جبل عالي

نظر إلى كارول وقال الآن سوف نكمل سيرا على الاقدام

كارول بحماس : لابأس فقد أخذت احتياطاتي وارتديت حذاء رياضي

ضحك آسروهو يقول: حسنا هذا جيد

ضربت كارول كتفه بقبضة يدها وهي تقول ما المضحك بالأمر

آسر ضاحكا: لا شيء هيا بنا

كارول بتمتمة: حسنا سوف أريك

احضر آسر الاغراض واقفل السيارة ثم سار وكارول تتبعه ساروا لمدة لا بأس فيه حيث بدأ التعب يغزو جسدها فتعثرت بأحد الأحجار وكادت تسقط ولكن آسر أمسك بها في اللحظة المناسبة وشدها إليه

آسر: هل انتي بخير

كارول وهي تبتعد عنه بحرج: نعم بخير شكرا لك

آسر: هل نستريح قليلا

كارول: لا أشعر بالتعب دعنا نكمل

امسك آسر بيدها واكملوا سيرهم حتى وصلو إلى قمة الجبل كانت هناك غابة صغير ساروا خلالها حتى وصلو إلى مرج أخضر يتوسطه شلال ماء يشكل عند مصبه بحيرة كبيرة والأزهار الملونة تملئ المكان

ها قد وصلنا قالها آسر وهو يفلت يد كارول التي كانت مندهشة من جمال هذه المنطقة

كارول بدهشة: جميلة جدا لا بل رائعة

آسر بابتسامة: هيا إذا لننصب الخيم

وفعلا نصب آسر بمساعدة كارول خيمة لكل منهم ورتبوا الاغراض

كارول : ماذا سنفعل الآن

آسر: سوف نأخذ جولة في الاحراج ونعود وبعدها سوف نستقل القارب ونأخذ جولة في البحيرة وبعدها سوف نصتاد السمك للعشاء

كارول: هذا رائع هيا بنا إذا

آسر: حسنا هيا بنا

وهكذا قضوا يوما رائعا تعرفوا فيه على بعضهم أكثر ولم يخلو الأمر من مزاحهم حتى حل المساء أشعل آسر النار وجلسو يشوّن السمك وهم يتبادلون الأحاديث الظريفة وبعدما انتهوا من تناول العشاء شغل آسر اغنية جميلة وتقدم من كارول وهو يقول لها

آسر: هل تسمحين لي برقصة آنسة بيتر

ابتسمت كارول بخجل وهي تضع يدها بيديه : طبعا سيادة المحقق من دواعي سروري

أحاط آسر خصرها بيديه وأخذوا يتمايلون على أنغام الموسيقى الهادئة

نظرت بعينيه وهي تقول : لن أنسى هذه الرحلة ما حيييت

ابتسم آسر برقة ثم قربها منه وهو يهمس بأذنها : لا يمكن ابدا نسيانها

وهكذا تابعو رقصتهم حتى توقفت الموسيقى اخذها من يدها وجلسوا إلى جانب البحيرة يتأملون السماء بصمت قطعته كارول وهي تقول

كارول: أشعر أنه بأمكاني أن المس النجوم

نظر آسر إليها وهو يقول: ومن قال ان لمس النجوم صعب

نظرت إليه كارول بابتسامة وهي تقول : لم افهم

رمى آسر حجرة في البحيرة وهو يقول : انسي الأمر

ثم ألتفت إليها وقال ما رأيك أن نلعب لعبة المصارحة

كارول: لا أعرف هذه اللعبة

اخرج آسر من جيبه قطعة معدنية وهو يقول : انظري سوف اطيرها في الهواء اذا وقعت على الشعار انا سوف اسألك سؤال و عليكي أن تكوني صريحة واذا وقعت على الكتابة انتي من سوف يسأل ما رأيك

كارول : حسنا ً موافقة

رمى آسر القطعة فوقعت على الشعار

كارول : دورك

آسر: قلتي أن عائلتك توفو منذ زمن كيف ماتوا

كارول: لقد ماتوا ......لا أدري ماتوا وحسب كنت صغيرة ولا أدري

لاحظ آسر حزنها فرمى القطعة من جديد لتقع على الكتابة

آسر: دورك اسألي انتي

كارول: قالت عمتي انك مرتبط

تذكر آسر تلك الشقراء لقد خرجت من مكتبه قبل أسبوع غاضبة ولم يتصل فيها ليصالحها كيف هذا لقد نسيها تماما بفعل الظروف الراهنة لا بد أنها الآن كالبركان الذي يهدد بحرقه حياً

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***