الفصل السابع عشر

أشرقت الشمس معلنة عن صباح جديد كان آسر يحتسي القهوة مع والدته وكارول بعد أن أستعد للذهاب إلى عمله نهض آسر ليرحل وهو يضع فنجان القهوة من يده تأملته كارول بدقة كان مثل الابطال الخرافيين يرتدي بنطال لونه بني مع قميص سكري اللون وحذاء بني يصفف شعره لاحظ آسر شرودها فحدثها قائلا

آسر: مابك كارول هل هناك خطب

كارول وهي ساهمة: متى سوف تعود هل ستتأخر

انتبهت أنها قالت شيئا لا يجوز قوله فأحمرت خجلاً وانكست رأسها

آسر بابتسامة خبيثة: ولما تسألين

كارول: اسفة لقد تخطيت حدودي

آسر تداركا للموقف : لا عليك على العموم لن أتأخر سوف اوقع بعض الأوراق واطلع على مجريات العمل وأعود

كارول: حسنا سيادة المحقق وفقك الله آسفة على تطفلي مرة أخرى

قالتها وهي تغادر مسرعة إلى غرفتها اما عنه هو فقد ودع العمة داليد التي كانت تشاهد كل هذا بصمت ثم خرج متوجها إلى عمله

______________________________

_سيادة المحقق....سيادة المحقق

ألتفت جاك على صوت هذا الشاب الذي وقف بأستعداد وأدى التحية

جاك : ماذا هناك

الشاب : سيدي سيادة المحقق آسر لقد عاد

جاك مندفعاً : من قال لك لم يخبرني أنه سيعود اليوم

الشاب: لقد شاهدته سيدي وهو يدخل مكتبه

جاك وهو يغادر مسرعا: حسنا شكرا لك

وصل إلى مكتب آسر قرع الباب ودخل دون أن ينتظر الإذن

جاك: لقد اشتقت لك يا صديقي

وقف آسر وهو يفتح ذراعيه لمعانقة جاك الذي عانقهبدوره وهو يقول: لا تفكر مرة أخرى في أن تترك العمل ولو لساعة واحدة

آسر ضاحكا وهو يمازحه: مع الأسف يا صديقي فقد تبقى من إجازتي يوم كامل ولكن أتيت لأطمئن على مجريات العمل

مجريات العمل بخير سيادة المحقق ولكن جاك هو من بحاجة للإطمئنان عليه الآن...قالتها ماري وهي تدخل مكتب آسر

آسر: اهلا ماري كيف حالك

ماري : بخير سيادة المحقق اتأذن لي

آسر: بالطبع تفضلي

جلست الى جانب جاك وهي تتأبط ذراعه

آسر: حسناً ماري لما جاك بحاجة للإطمئنان عليه

ماري بابتسامة : أنه مثل الضائع دونك لقد اكتشفت في هذه الإجازة آسر أنه حين تغيب انت حتى انا لا يعود لي اي وجود

جاك وهو ينظر إليها برقة: لا تقولي هذا حبيبتي

آسر: نعم ماري لا أحد يمكن أن يكون ذو أهمية لديه أكثر منك أسأليني انا على ليالي العاشق الولهان

قالها ضاحكا وشاركه جاك وماري الضحك

آسر بجدية: حسنا ما هي اخبار العمل

جاك وهو ينظر إليه بأسف: الحقيقة حتى الآن لا شيء يذكر

ماري: صحيح آسر حتى الآن لم نصل إلى طرف خيط

مسح وجهه بكفيه وهو يقول حسنا لا تقلقو سوف ننجح ماري ادعي أورورا فهناك اجتماع الآن

ماري :حسنا سوف أدعيها حالا

_________________________________

دخلت غرفة العمة داليد وجدتها جالسة تحيك الصوف سلمت عليها وجلست أمامها شاردة تراقبها بصمت نظرت لها العمة داليد من خلف نظاراتها الطبية وجدتها تحدق بها وهي شاردة

حدثتها قائلة : مابك يا بنتي هل تريدين شيء

كارول: لا أبدا لا شي

رفعت العمة داليد حاجبها وهي تقول: اذا

كارول: لقد قال آسر أنه لن يتأخر ألا تلاحظين بأنه تتأخر قليلا

العمة داليد بابتسامة: يا بنتي آسر محقق التأخر في العمل من متطلبات عمله احيانا لا يعود إلى البيت حتى الساعة ٤ فجرا

بقيت كارول صامتة وتنظر إليها بحزن عميق فتابعت العمة داليد ولكن أن أردتي كلميه لتري ماذا اخره

كارول وهي تقفز بسعادة: فكرة رائعة سوف أكلمه الآن

همت بالمغادرة فأمسكت العمة داليد معصمها وهي تقول : هل سبق واخبرناكي بأن آسر مرتبط

تجمدت الدماء في عروقها من الصدمة ولكنها تداركت الموقف وهي تقول: حقا ولكن لم أره يرتدي خاتم خطوبة او ما شابه

العمة داليد برقة : لديه حساسية من الخواتم لذا لا يرتديه كثرا

كارول: حسنا هذا رائع سوف اطلب منه أن يعرفني عليها

العمة داليد: رائع يا بنتي

كارول وهي تغادر : بالإذن

العمة داليد : مع السلامة

خرجت من غرفة العمة داليد وتوجهت إلى غرفتها جلست على السرير وهي تمسك بقلبها ما هذا الألم الذي لا تفسير له

بعدما خرجت كارول خلعت العمة داليد نظاراتها وهي تقول لنفسها بأسى: اسفة يا بنتي ولكن هذا ما يجب أن يحصل وأن تنجرحي الآن أهون بكثير من أن يكبر هذا الوهم كم اتمنى لو انك اتيتي قبل الآن ولكن ما باليد حيلة

________________________________

حول طاولة الاجتماعات يتحلقون منذ ساعات مضت يعملون ويعملون بجد دون تعب

جاك : كم الساعة

ماري : أنها الحادية عشر

آسر: لقد تأخرنا أليس كذلك

أورورا: نعم لقد تأخرنا قليلا

أغلق آسر الملف أمامه وهو يقول هذا يكفي اليوم يا رفاق إذن الخطة أصبحت واضحة يجب أن نجمع أدلة كافية لنثبت أن المدعوة فاريا صاحبة شركة ****هي نفسها أميرة الظلام

جاك : واضح آسر

ماري : واضح جدا سيدي لا تقلق سوف نجمع أدلة كافية حول فاريا اندريسون

أورورا: واضح سيدي

آسر بابتسامة: عافاكم الله يمكنكم الانصراف الآن فقد تأخر الوقت ارتاحوا فأمامنا عمل صعب

استأذنو وخرجوا مغادرين كلا إلى بيته اما آسر فقد فتح هاتفه النقال وشغله ليرى اربعة عشر مكالمة فائتة من كارول استغرب جدا خرج متوجها إلى منزله فتح الباب بهدوء ودلف إلى المنزل وجد هادئا والأنوار مغلقة علم أن والدته قد خلدت للنوم صعد إلى غرفة كارولين قرع الباب ولكن لم يأتيه رد قرعه بقوة أكبر ولا حياة لمن تنادي دخل الغرفة دون إذن فلم يجدها بكل الغرفة توجه إلى الشرفة المفتوحة ليجدها نائمة على أحد الكراسي ترتدي منامة من اللون الاسود وتحتضن الكتاب بين يديها ونسمات الهواء تلعب بشعرها الأسود الطويل فتطيره معها تأملها كثيرا تبدو كلوحة فنية يصعب رسمها اقترب منها أكثر جثا أمامها مد يده ليزيح خصلة من شعرها كانت تغطي وجهها وأخذ يمسح على خدها الناعم بلطف ثم سحب الكتاب بين يديها وضعه جانبا وانحنى يحملها ثم دخل إلى الغرفة وضعها على السرير وعدل وسادتها ثم دثرها في الغطاء وأحكم اغلاق الشرفة وانسحب خارجا بهدوء

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***