قرار

بعد يومين إضافيين من المسير الشاق، نتجه الآن صعوداً نحو قمة تلة أشار إليها خالد قائلاً:

خالد: فور وصولنا إلى قمة تلك التلال، سيظهر لنا منظر رائع لسفار.

كلماته الملهمة، أثارت حماسهم لرؤية نتائج جهودهم التي بذلوها طيلة الثلاثة أيام السابقة، فانطلقوا نحو القمة مليئين بطاقة.

عند وصلوهم إلى القمة، يقف الجميع في صف واحد مذهولين من هول المنظر وهم يشعرون بالفخر.

متاهة لا متناهية من الصخور تمتد على مدى البصر.

ينظر هاروتوا لخالد وهوا يشعر بالعجز والحيرة، يتساءل في نفسه: "كيف سأصل لقلب هذا المكان؟ هذا مستحيل."

يبتسم خالد ويقول: "هذا المكان يستحق العناء، أليس كذلك؟"هيا، لنقترب أكثر.

يبدأ خالد والطوارق في النزول باتجاه سفار، ليتبعهم الكل.

شيئًا فشيئًا، يقتربون نحو وجهتهم حتى يصلوا لجدار صخري شاهق. يطلب الطوارق من الجميع البقاء قريبين من بعضهم وتجنب التباعد.

خالد يقول للجميع: "اسمعوني، يجب علينا السير معاً والتباع ما يمليه علينا المرشدون، لكي لا نضيع."

"حتى أنا لا أستطيع الدخول وحدي إلى هذا المكان."

يعبر الكل عن تقبلهم لتعليمات.

أحد المرشدين يقول: "اتبعوني، سأخذكم إلى المدخل."

يسيرون جميعًا وراءه حتى يصلوا لمدخل ضخم بين صخرتين، يدخله المرشد أولاً ليتبعه البقية.

يدخل هاروتو معهم وقلبه يفيض بالفضول.

ليأخذهم إلى كهف صخري رسم عليه شكلًا عجيبًا لكائن يرتدي قناعًا وعباءة تغطي جسده.

يبدأ السياح بالتصوير وتقديم الأسئلة لرجال الطوارق، فيستغل هاروتو الوضع ليسأل أحدهم.

هاروتو يسأل رجل الطوارق: "ما هو أقصى عمق يمكننا التوغل إليه؟"

يلتفت إليه ليرد باستغراب: "نحن عادة لا نتجاوز 200 متر عن البوابة، لأن نسبة معرفتنا بطريق الخروج تقل كلما إبتعدنا. فنحن لم نسمع بأحد تجاوز هذه المسافة وخرج حيا، عدا شخص واحد وهو المشعوذ اليستر كراولي."

هاروتوا: هل قام بالإفصاح عن ما رآه داخل المتاهة؟

المرشد لـ هاروتوا: "أنا لأؤمن بما يقوله المشعوذين، ولكنه قال أنه وجد عرش الشيطان، وليخرج أضطر للتضحية بكل من كان معه."

ليضيف قائلاً:وهوا واحد من الأسباب التي جعلت الناس يطلقون على هذه المنطقة اسم "مدينة الجن"،

يتحرك الجميع مرة أخرى، ليتوقفون عند آثار لأيدي مطبوعة على الجدار تبدو وكأنها لأقزام،

ينادي خالد هاروتوا قائلاً: "هاروتوا، تعال، أريد أن أريك شيئًا."

يأخذه لجدار يحمل رسمًا لكائن عجيب.

خالد لهاروتوا: "هل تتذكر هذا الرسم؟"

هاروتوا يصف الكائن على الجدار قائلاً: "إنه غرانديا من كتاب والدي إنه موجود حقا."

خالد يبتسم ويقول: "أليس رائعا؟".

الطوارق ينادون الجميع ليتقدموا أكثر، مؤكدين على ضرورة المضي قدمًا قبل تأخر الوقت

ليسيرو ويتوقفوا هذه المرة أمام نقوش عجيبة لنساء يرتدين لباسًا عصريًا يحملون في أيديهن حقيبة يد. يتساءلون كيف يمكن أن تكون هذه النقوش عمرها يفوق 12000 سنة،

أمامهم رسمة أخرى لا تقل غرابة، تصور صحنًا فضائيًا يحلق فوق رؤوس الناس،تنزل منه كائنات غريبة.

ومع إندهاش الجميع بما يرون، يمر الوقت سريعاً

ويقترب غروب الشمس

أحد المرشدين: لنتحرك إلى مكان التخييم قبل حلول الظلام.

يبدأ الجميع بتباعه ليأخذنا إلى مكان مفتوح يبدو وكأنه ساحة.

"خالد: سنخيم هنا الليلة وغداً، وفي صباح الباكر نحزم أمتعتنا لننطلق في رحلة عودتنا. لقد كان لي الشرف أن أتعامل معكم."

هاروتوا، بعد سماع كلمات خالد، يقول في داخله: هل هذا كل ما في الأمر؟ هل إنتهت رحلتنا بهذه البساطة؟

"يبدأ الجميع في نصب خيامهم والتجهيز لليلة، يقسمون أنفسهم لأفواج؛ فوج يشعل النار وآخر يُجهز العشاء.

كان العشاء عبارة عن أرز ولحم للخروف تم شويه كاملاً على الطريقة التقليدية الصحراوية.

يبدأ الجميع بتناول العشاء ببهجة وسعادة بما حققوه، إلا شخص واحد وهو هاروتوا، الذي كان عقله شاردًا وكأن شيئًا ما ينقصه.

ليقاطع شروده، خالد، بابتسامة: هل استمتعت بالرحلة؟

هاروتوا: نعم، هذا المكان رائع! لماذا لا يتم استكشافه أكثر؟

خالد: هناك أمور قد تبدو بسيطة، لكنها أكثر تعقيدًا مما تتوقع.

خالد: أعلم أن هذا يثير استياءك وأنك ترغب في معرفة المزيد عن رسالة والدك، لكني أرى أنك فهمت أن هذا المكان لا يُمكن استكشافه بسهولة.

هاروتوا: نعم، أدرك ذلك حقًا.

ليقف هاروتوا ليتجه إلى خيمته ليرتاح قليلاً.

ويقول في نفسه: هذه الليلة فرصتي الأخيرة، إما نعم أو لا.

وهو يدرك أنه إذا حل الصباح، لن يتمكن من تحقيق هدفه، لأن المرشدين سيمنعونه من التحرك لوحده،

أولهم خالد.

ليقرر بدء تحركه عندما ينام الجميع.

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon