ليلة في قلب الصحراء

بعد حوالي ساعتين من الانطلاق، يلاحظ هاروتوا ورفاقه تلاشي معالم البشر تدريجياً مع اتساع الصحراء المحيطة بهم. تصبح الطرق الرملية الوعرة هي السائدة، وتتلاشى البنايات والهياكل الحضرية لتحل محلها الأودية الرملية الخلابة والصخور الضخمة.

تبدأ الصحراء في استقبالهم بمناظرها الشاسعة والساحرة، مع مزيج من الرمال الذهبية والجلاميد البارزة والسماء الزرقاء الصافية. تتلاشى الضوضاء وتختفي علامات الحياة البشرية، ويشعر هاروتوا بالتواصل العميق مع الطبيعة لأول مرة في حياته

خالد: هاروتوا لقد إقتربنا من محطتنا الأولى.

وبعد ذلك، سنواصل السير على الأقدام.

لأن السيارات لا تستطيع التقدم أكثر بسبب التظاريس الوعرة.

بعد مدة قصيرة على كلام خالد، يظهر في الأفق القريب مجموعة من الرجال يبدو من حالتهم أنهم ينتظروننا.

عند الإقتراب منهم تتوقف السيارات، ينزل هاروتوا ورفاقه منها بحذر و بفضول وقليل من القلق. يتجمع الرجال حولهم ويبدأون في التحدث بلغة محلية غير مألوفة بالنسبة لهم، .

بينما يتبادلون الكلمات، يبدو وكأنهم يدعونهم للانضمام إليهم. تتراوح تعابير وجوه هاروتوا ورفاقه بين الدهشة والاهتمام،

ليبدأ خالد في التحدث مع الرجال ويقدم التحية بلباقة واحترام،

خالد: "هذه اللغة هي لغة الطوارق، أستطيع فهمها والتحدث بها لأني انتمي لهم."

ومن الآن فصاعدًا، سيتولى هؤلاء الرجال مهمة توجيهنا في رحلتنا، فهم أكثر الناس معرفتا بتظاريس هذه المنطقة. اما الأن علينا تنزيل الأمتعة من السيارات، يساعد هاروتوا ورفاقه و رجال الطوارق في ترتيب الأمتعة. يتم ربطها بإحكام على ظهور البغال التي كانت تنتظرهم، مما يضمن سلامتها خلال الرحلة.

يتبادل الجميع الضحكات والمزاح أثناء ترتيب الأمتعة، مما يخلق جوًا من الود والتعاون.

بعد الانتهاء من ترتيب الأمتعة،و تحت إشراف المرشدين، ينطلق هاروتوا ورفاقه في رحلتهم عبر الصحراء. تسلك البغال الطريق بثقة وثبات، ويتبعها الراكبون بانسجام وتركيز، يستمتعون بالمناظر الخلابة التي تمر بهم ويتبادلون الحديث والضحكات مع رجال الطوارق.

هاروتوا: "خالد، هل يمكنك أن تخبرني عن المسافة المتبقية لنصل إلى وجهتنا؟"

خالد يتأمل الطريق لحظة قبل أن يجيب: "حسب التقديرات، لا يزال لدينا حوالي 3 أيام تقريبًا قبل الوصول إلى وجهتنا. سنحتاج إلى استراحة قريبا وتزود بالمياه قبل الاستمرار في الرحلة."

بعد ساعات من المشي

يتوقف خالد وينظر حوله قائلاً: "لقد قطعنا مسافة كبيرة اليوم، والآن هو وقت الراحة. سنخيم هنا الليلة."

كان المكان الذي إختاره خالد يحوي بركة مائية تكونت بسبب منبع مياه جوفية بلقرب وهذا ما اعطانا فرصة التزود بلمياه ومنح البغال مكان لشرب

وسترجاع طاقتها

يشرع الكل في إعداد المخيم، حيث يقومون بتثبيت الخيام وإشعال النار لتوفير الدفء والإضاءة. تنتشر رائحة النار المشتعلة في الهواء، ليجلس الجميع حولها يتبادلون القصص والتجارب.

هاروتوا يعبّر بابتسامة ويقول: "إنه يوم شاق، ولكن الآن حان وقت الراحة والاستمتاع بلحظات السكون في وسط هذه الصحراء الساحرة."

يبدأ الطوارق في تحضير الشاي، يضعون الإبريق على النار ليغلي.فنفس تلك اللحظة يجلس الجميع حول النار في جو من الصمت المريح، يستمتعون بتصاعد رائحة الشاي العطرية والدافئة.

بينما الإبريق على الجمر، يتبادل الجميع الحديث والضحكات حول النيران اللامعة، وينتظرون بفارغ الصبر وصول الشاي الساخن.

عندما جهز الشاي ، يقدمه الطوارق لضيوفهم بكرم وود، يستمتع السياح بتذوقه وتبادل القصص والتجارب في هذه اللحظة المميزة في وسط الطبيعة الهادئة.

بعد تناول العشاء والاستمتاع بأجواء السمر والحديث، يبدأ الجميع في الاستعداد للنوم. ليتجهوا إلى السرير في خيامهم، ليقظوا الليل ينصتون إلى هدير الصحراء الهادئة ولحن الرياح.

تنام النيران تدريجياً وتظل النجوم تتلألأ في سماء الصحراء. يشعر هاروتوا بالسكينة والسلام وهو يستعد للغفوة، متأملاً في المغامرات التي تنتظره في الأيام القادمة.

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***