بعد القضية الصعبة، استطاع كيم بذكائه واستنتاجاته وتحليلاته فهم القضية وحالها.
فقد نقل المجرمين إلى مركز الشرطة لإتمام تحليل القضية وكتابة إفادتهم لتسليمها للمحكمة بعد إدانتهم.
كان كيم قد وصل إلى مركز الشرطة وتوجّه نحو قسم التحقيق 2، الذي يعمل فيه هو وصديقه.
وقف قائد فريق التحقيق ديلان يصفق له بحرارة، يهنئه على إنجازه في القضية، أما المحققة راسيا فهنأته على إنجازه في حل هذه القضية الصعبة.
وبعد أن شرح لهم كاليب كل ما حدث، وكيف اكتشف كيم الدليل، جعلهم ذلك يتحمسون أكثر.
ابتسم كيم وهو ينظر إليهم جميعًا وشكرهم على دعمهم، لكن المحقق كاليب صافحه وقال له:
– أنت محقق أسطوري، لهذا اجلس وارتَح قليلًا، فنحن لدينا عمل في إحدى قضايا السرقة بأحد المنازل.
جلس كيم في مكانه، وقدمت له راسيا ملف التحقيق في القضية وإفادات الشهود.
قلّب كيم الورق ورقةً ورقةً بتأنٍ، فنظر إليه ديلان قائلًا بحماس:
– هل وجدت شيئًا في القضية؟ هل هناك ما يثير الشبهة؟
قال كيم:
– لا أظن، هذه السرقة من أشخاص عاديين، لكنهم يعرفون ما يفعلون، يمارسون مهنتهم بإتقان. ومع ذلك، من السهل إمساكهم لو حاصرنا المكان جيدا، سنمسكهم بلا شك.
بدأ الجميع في التخمين حول ما قاله كيم، مما جعلهم يشرعون في التخطيط وأخذ بعض رجال الشرطة.
ونصحهم كاليب بأن تذهب معهم الضابطة مارغريت، فهي قوية، وسنستفيد من مهارتها في هذه المهمة.
قال ديلان:
– معك حق... ما رأيك سيد كيم رونيز؟
فأجابه كيم:
– فكرة جيدة لو نُفذت جيدًا.
قالت راسيا:
– أظن أن عليك، سيد ديلان، أن تتكلم مع قسم الشرطة لنبدأ العملية.
فقال ديلان:
– لا تقلقي، سأنفذ ذلك... سأذهب الآن.
خرج ديلان من قاعة فريق التحقيق، وظل كلٌّ من راسيا وكاليب وكيم.
دفع كاليب كرسيه بجانب كرسي كيم قائلًا له:
– هل واثق أنك ستشارك معنا في هذه المهمة؟ نسيت أنك عليك الاعتناء بابنك إلى أن تصل زوجتك إلى المنزل.
أجابه كيم:
– لا تقلق، فهي لن تتأخر أبدًا... وانتبه لعملك.
وأكمل كيم عمله وشرح الخطة وترتيبها مع الفريق، لكي لا يكون خطأ.
وهكذا مر الوقت، وبعد أن صارت الساعة تشير إلى 16:15، حمل كيم هاتفه وخرج من المكتب لإحضار ابنه من الروضة.
ركب كيم سيارته وانطلق نحو روضة ابنه. كان الشارع مزدحمًا، مما جعل كيم يتأخر عن ابنه، فالساعة 16:30 سيخرج ابنه من الروضة، وقد وصلت الساعة إلى 16:26.
وبعد دقائق، وصل كيم إلى الروضة متأخرًا بأربع دقائق، فوجد ابنه مع المعلمة ينتظره.
ركض كيم نحوه قائلًا:
– أنا آسف يا بُني.
قال جونيو:
– لقد تأخرت يا أبي كثيرًا، كنت أنتظر هنا كثيرًا حتى ظننت أنك نسيت أمري... وأنت منغمس في القضايا!
ضحك كيم وقال:
– يا لك من ولد شقي! وهل انا أحمق لتنسى ابني، لكنني لم أتأخر سوى قليلًا، وليس هناك قضايا كثيرة. لهذا دعنا نعود أنا وأنت لنحضر بعض طعام العشاء، ما رأيك؟
أومأ جونيو برأسه، وأمسك يد والده، ثم ودّع المعلمة.
شكرها كيم على جهودها، ثم ركبا السيارة. جلس جونيو في الخلف، فوضع له كيم حزام الأمان، ثم ركب في مقعده وشغّل المحرك، وأدار المقود متجهًا نحو بيته.
وفي مكان بعيد، حيث تعمل كلارا، فقد كانت منغمسة في كتابة مقالتها عن القضية التي شهدتها اليوم بعينيها، وكيف تم تحليلها وتفصيل الجريمة.
وبعد انتهائها من الكتابة، صرخت فرحًا بانتهاء مقالتها الجديدة.
اقتربت منها صديقتها إيزابيلا، وضعت يدها على كتفها قائلة:
– مقالة جديدة عن الجريمة؟ أنتِ حقًا تجذبين الناس كثيرًا بهذه المقالات، رائع!
قالت كلارا:
– في الحقيقة كانت قضية غريبة، لولا كيم الذي حلها لظن الجميع أنها قضية انتحار.
قالت إيزابيلا مبتسمة:
– آه، زوجك ثانيةً إذًا! بلا شك أن كل ما كتبته مستوحى من استنتاجاته.
ضحكت كلارا وقالت:
– نعم، معكِ الحق.
وقبل أن تكمل كلارا وإيزابيلا حديثهما، نادت عليهما سكرتيرة المدير، لأن المدير أراد رؤية كلارا.
وقفت كلارا من على مقعدها واتجهت إلى مكتب المدير، طرقت الباب، فطلب منها الدخول.
دخلت كلارا بعد أن ألقت التحية، فطلب منها الجلوس، وكان يبدو عليه السرور.
قال لها المدير:
– اسمعي يا آنسة كلارا، مقالتك رائعة، وهناك الكثير من المشاهدات عليها، والبث الذي قدمتِه البارحة كان مذهلًا.
قالت كلارا بابتسامة:
– شكرًا لك سيدي على مديحك.
قال المدير:
– لدي عمل لكِ، إن استطعتِ حله سنحصل على مشاهدات عدة. أريدك أن تكتشفي سر القرية والفاجعة الخاصة بجرائم القتل المتسلسلة التي بدأت تحدث هناك.
قالت كلارا بدهشة:
– ماذا؟! حادثة قتل متسلسلة؟ ماذا تعني؟
قال المدير موضحًا:
– دعيني أشرح لكِ. في قرية صغيرة بجانب النهر، حدثت أعمال قتل غريبة. وجدوا جثة شخص في النهر كان قد اختفى منذ سنة، وكانت عائلته تبحث عنه. ومن كانوا معه في القارب، بعد أن اختفى، قُتلوا واحدًا تلو الآخر.
قالت كلارا:
– يعني تريد مني البحث في الأمر وكتابة مقالة عمّا حدث هناك... لكن هل اكتشفوا من هو القاتل؟
أجاب المدير:
– ليس بعد، سأحدد لك موعد السفر للانطلاق، وجهّزت لك بيتًا صغيرًا في ضواحي القرية للإقامة فيه.
قالت كلارا:
– لكن لم أخبر عائلتي بعد، ولدي ابن صغير عليّ الاعتناء به، وقد يتطلب هذا الكثير من الوقت.
قال المدير:
– يمكنك أن تتركيه مع زوجك أو أحد أفراد عائلتك، فقط إن استغرقت المدة أكثر من أسبوعين، عودي بعدها.
انصدمت كلارا، كأنّ أسبوعين مدة قصيرة! كان المدير يلح عليها كثيرًا، ورفع أجرها لإنهاء هذه المهمة وإحضار مقالة شاملة حول ما جرى هناك.
لم تستطع كلارا أن ترفض، فقد كان لحوحًا جدًا، فقبلت عرضه، وخرجت من مكتبه وهي تفكر كيف ستخبر زوجها بأنها ستبتعد عن المنزل لبعض الوقت.
رأتها صديقتها إيزابيلا وسألتها عن ما قاله المدير لها. وبدأت كلارا تحكي لها كل ما جرى، فلم تستطع إيزابيلا سوى أن تتمنى لها التوفيق.
وبعد وصول الساعة الثامنة مساءً، خرجت كلارا من الشركة فوجدت سيارة كيم أمامها.
ناداها كيم من داخل السيارة، فركضت نحوه بسرعة وركبت، وقد وجدت أنه أحضر جونيو أيضًا.
نظر إليها كيم فوجدها شاردة الذهن، فسألها عمّا حدث.
حكت له كلارا كل شيء، وأنها قبلت العرض وعليها الذهاب في رحلة عمل لبعض الوقت.
نظر إليها كيم بتأنٍ وقال:
– إذًا أنتِ وافقتِ على الذهاب إلى مكان لا يزال المجرم فيه طليقًا؟ اخرجي من السيارة واذهبي إليه وقولي له: أرفض!
أمسكت كلارا يده بلطف وقالت برجاء:
– أرجوك... سأغيب فقط بعض الوقت، كما أن راتبي هذا الشهر رُفع كمكافأة إلى ثلاثة أضعاف، لذا دعني أنفّذ المهمة.
قال كيم:
– حسنًا، فقط اتركي يدي، دعيني أشغّل المحرك لقيادة السيارة.
قالت كلارا:
– ما رأيك أن تذهب معي؟ أظنك تستطيع كشف المجرم.
قال كيم متفاجئًا:
– ماذا؟ هل نسيتِ جونيو؟
قالت كلارا:
– سندعه عند والدي فقط مدة وجيزة ونعود، وحتى أنك لم تأخذ يوم راحة من قبل.
رفض كيم عرضها، لكنها بدأت تُلح عليه، حتى أنها طلبت من ابنها المساعدة، وأغرته بإحضار أي شيء يطلبه إن ساعدها.
مما جعل كيم ينظر إلى ابنه البائس الصغير الذي بكلمتين فقط تقدم لمساعدة والدته.
قالت كلارا:
– فقط ساعدني، وسأفعل أي شيء تطلبه أو تريده.
قال كيم مبتسمًا:
– واثقة؟ أي شيء أطلبه أو أريده؟
قالت:
– نعم، أي شيء.
قال:
– حسنًا... أريدك أن تطبخي بعد عودتك الطعام لمدة شهرين، فقد تعبت من ذلك.
صرخت كلارا:
– ماذا؟! أنت تعرف أنني لست ماهرة في الطبخ!
ضحك جونيو وقال:
– أبي، سنموت من تسمم غذائي!
قال كيم:
– تحمّل مسؤولية مساعدتك لها إذًا.
قالت كلارا بحزم:
– حسنًا، موافقة! لكن ستذهب معي، أليس كذلك؟
وافق كيم على الذهاب معها حسب شرطه.
وهكذا كان كيم سعيدًا، فبعد زواج دام ست سنوات، كان يفعل كل شيء من أعمال المنزل ثم يذهب إلى العمل، وكانت هذه فرصته ليجعلها تقوم بواجباتها قليلًا.
لكن ماذا ينتظر كيم خلف هذه رحلة؟ وقضية القتل المتسلسل.
Comments
idari
إذا أعجبكم الفصل لاتنسى إعجاب وشكرا لكم واتمنى أن تكون القصة ضمنة إعجاباتكم
2025-10-19
13
حسام كريت
الفصل 1 جيد إلى الأن القصة متسلسلة ببطئ متتبعة كل حدث كالمشهد تابع القصة منظمة
2025-10-19
9
ملاك تنمي
هذه القصة حلوة كثير بها تسلسل أحداث القصة عليك متابعة هكذا وانزل فصول ولا تتوقف إلا أن تنتهي القصة
2025-10-19
6