بعد أسبوع مليء بالمشاغل والدراسة، قرر هو أن يأخذها في نزهة صغيرة خارج حدود المدينة، على ضفاف دجلة، بعيدًا عن صخب الجامعة والمدينة. كانت السماء صافية، والقمر يلوح بنوره الفضي على سطح الماء، والنجف كلها هدوء وسحر.
ركبا الدراجة الصغيرة معًا، والضحكات تتصاعد بينهما، وكل مرة تصطدم فيها أصابعهما كانت تثير دفء في قلبها، وكأن كل لمسة تقول: "إنتي عالمي كله". كانت تشعر أن كل شيء حولها يصبح أجمل بوجوده، وكل لحظة معه تمنحها شعورًا بالراحة والأمان.
جلسا على العشب قرب النهر، والهواء العليل يلامس وجوههما، وقال لها بابتسامة خفية:
"تدرين، لما أشوفج، أحس أن كل همومي تروح… كأن كلشي صاير يهون."
ابتسمت وقالت:
"وأنا… لما أشوفك، أحس أن كل الدنيا ملك إيدينا."
في هذه اللحظة، اقترب منها ورفع يدها ببطء، ووضعها على قلبه:
"تحسين قلبي؟"
ضحكت بخجل، وقالت:
"اي… ينبض بسرعة."
ابتسم وقال:
"هذا كله إلك… إلك وحدك."
وبينما كانا يتحدثان عن المستقبل، بدأت تظهر لحظات من الغيرة الخفيفة. شافوا مجموعة من الشباب يلعبون قرب النهر، وإحداهم كانت تنظر إليه بطريقة جعلتها تشعر بغصة. لكن هذه المرة، لم تشعر بالخوف، بل شعرت بقوة حبها وثقتها به، وقالت بصوت هادئ:
"أعرف أنو قلبي مرتبط بيك… وماكو شي يغير هالشي."
ابتسم لها وقال:
"وهذا الأهم… ثقتج بي تكمل كلشي."
بعدها، جلسا على القارب الصغير الذي كان متاحًا للتأجير، وأخذ كلاهما يبحران في الماء، والليل يغطي المدينة بسحره. كانت اللحظة مثالية للحديث عن أحلامهما المستقبلية، عن الأماكن التي يريدان زيارتها، وعن الأشياء الصغيرة التي تمنح الحياة طعمًا جميلًا.
"تحبين السفر؟" سألها وهو يمسك بيدها.
"اي… أحب أكتشف أماكن جديدة… وأحب نعيش اللحظات سوا."
ابتسم وقال:
"يعني كل رحلة أريدها تكون وياج… كل لحظة نعيشها تكون وياج."
ارتسمت على وجهها ابتسامة دافئة، وقالت:
"وأنا… كل لحظة وياك أحس أنها كنز."
مع مرور الوقت، أصبح كل لقاء خارج الجامعة فرصة لتقوية الرابط بينهما، كل كلمة غزل، كل لمسة، وكل ضحكة تجعل قلب كل واحد منهما ينبض أسرع. شعرت أن الحب أصبح أكثر نضجًا، وأكثر استعدادًا لمواجهة أي تحديات قد تأتي في الطريق.
وفي إحدى الليالي، بعد رحلة قصيرة إلى المدينة القديمة، جلسا على سطح أحد البنايات العالية، يراقبان أضواء النجف تتلألأ كالنجوم الصغيرة. قال لها:
"تدرين… كل ضوء يذكرني بيج… يذكرني بنظرتج، بابتسامتج، بكل شيء."
ابتسمت وقالت:
"وأنا كل ضوء يذكرني بيك… يذكرني بكلامك الحلو وبوجودك."
لكن كما في كل قصة حب، لم تخلو الأيام من تحديات. بعد أيام، وصلته رسالة غريبة من شخص مجهول، تحمل كلمات تدل على محاولة التأثير على مشاعره. شعرت بخوف بسيط، لكنها كانت أكثر نضجًا هذه المرة. قالت له بصراحة:
"هسة، أكو شي غلط؟"
ابتسم بحنان، وقال:
"لا… ماكو شي، كلشي واضح… إنتي قلبي وحياتي."
كانت تلك اللحظة درسًا لكل منهما: الحب الحقيقي يحتاج إلى الصراحة والثقة، مهما حاولت الظروف التأثير عليه.
وفي يوم ممطر آخر، جلسا في مقهى صغير في شارع جانبي، المطر يهطل برقة على النوافذ، والأجواء مثالية للحب والغزل. قال لها وهو يراقب قطرات المطر:
"تحبين المطر وياي؟"
ضحكت وقالت:
"اي… أحس الدنيا توقف للحظة، ونكون إحنا فقط."
ابتسم وقال:
"يعني حتى المطر صار رمز لنا."
ومع نهاية الفصل، جلسا على ضفاف النهر مرة أخرى، القمر يكتمل في السماء، والماء يعكس أضواءه الفضية. جلسا جنبًا إلى جنب، يداهما متشابكتان، وكل كلمة وكل نظرة تقول:
"إحنا مع بعض… وكل شيء آخر مو مهم."
كانت هذه اللحظات بداية لفصل جديد، فصل فيه اللقاءات الرومانسية، الغزل الحميم، والتحديات الصغيرة التي تزيد من قوة حبهما. أدرك كل واحد منهما أن الحب ليس مجرد كلمات، بل أفعال وثقة، وأن أي عاصفة صغيرة لن تغير من قوة مشاعرهما أبدًا.
يتبع
Comments