2

شدّ جيمين فجأة على معصمها، قبضته قوية كأنها تُحاصرها بالحديد. شهقت ستيلا، لكنها تماسكت ورفعت رأسها متحدّية. ابتسامته اتسعت وهو يقترب أكثر، صوته منخفض وخطير:

"تظنين أنكِ بأمان هنا؟ في بيتك؟ كم أنتِ ساذجة يا ستيلا…"

حاولت التملص من قبضته بلا جدوى، فعضّت شفتيها كي لا تُظهر ضعفها. عيناه الزرقاوان تخترقانها وهو يواصل:

"أعرف كل تفاصيلك. أعرف متى تخرجين ومتى تعودين. أعرف من تقابلين… وحتى الليلة الماضية، حين جلستِ قرب النافذة، كنتُ هناك أراقبك."

تسارعت أنفاسها، لكن ابتسامة صغيرة ظهرت على شفتيها وهي تجاهد لتخفي خوفها:

"ومع ذلك… أنت هنا، في بيتي. مهما كنتَ زعيم مافيا أو رجلًا يملك المال والنفوذ… بين هذه الجدران أنت لا شيء. لا يمكنك أن تؤذيني، لأن خطوة واحدة خاطئة منك… ستنتهي حياتك خارج هذا الباب."

تصلبت ملامحه للحظة، كأنه لم يتوقع ردها القوي. ومع ذلك، لم يُفلِت يدها، بل ضغط عليها أكثر حتى شعرت بأصابعه تنغرس في جلدها. ابتسامته عادت، أهدأ لكنها أشد رعبًا:

"أعشق فيك هذا التحدي… لكنه هو نفسه ما سيجعلكِ تندمين لاحقًا."

تركت كلماتُه أثرًا ثقيلًا في الجو، فالغرفة امتلأت بمزيج من الخوف والتحدي، وكأنها معركة صامتة بين عقلها وإصراره المهووس…

صرخت ستيلا فجأة وهي تحاول سحب يدها بقوة، لكن جيمين جذبها نحوه بعنف حتى ارتطمت بصدره العريض. حاولت دفعه، قبضتاها ترتجفان وهي تضرب كتفه، لكن جسده المعضل كان كالجدار، لا يهتز.

ضحك بخفوت، وكأنه يستمتع بعجزها:

"ما زلتِ ضعيفة كما كنتِ دائمًا… لكنكِ عنيدة."

بلمح البصر، مدّت يدها إلى الطاولة بجانبها وأمسكت بمزهرية زجاجية، رفعتها بكل قوتها وحطمتها على الأرض بقصد إثارة ضجة. ارتبك لجزء من الثانية، فاستغلت اللحظة لتفلت من قبضته وتندفع نحو باب الشقة.

لكن خطواته كانت أسرع. أمسك بها من الخلف قبل أن تصل إلى الباب، ولف ذراعه حول خصرها، حاصرها تمامًا. كاد أن يسقطها أرضًا حين همس في أذنها بصوت بارد:

"لن تهربي مني مرة أخرى، ستيلا… فهمتِ؟!"

قلبها يخفق بجنون، لكنها رغم الخوف ابتسمت بسخرية وهي تحاول جرّ أنفاسها بصعوبة:

"أنتَ أحمق يا جيمين… هذه ليست ساحة معركة ولا وكر مافيا. أنتَ في بيتي… وإن لم تتركني الآن، سأجعل العالم كله يعرف أنك مجرد مجرم يطارد امرأة رفضته."

تجمد للحظة، كلماتها كانت كطعنة في كبريائه. شدّ قبضته أكثر، لكن عينيه الزرقاوين كانتا تتوهجان بنار الغضب، صراع داخلي واضح بين رغبته في إخضاعها وكبريائه كرجل لا يُقهر.

رفعت ستيلا يدها المرتجفة نحو مقبض الباب، محاولة فتحه لتصرخ طلبًا للمساعدة، وهنا دفعها جيمين بقوة إلى الجدار. ارتطم جسدها، شعرت بالألم يجتاح كتفها، لكن عينيها بقيتا معلقتين به.

اقترب أكثر، صوته هذه المرة أشبه بوعيد قاتل:

"تجرئين على تهديدي؟ ستدفعين ثمن كلماتكِ غاليًا، يا ستيلا."

الغرفة ارتجفت من ثقل صوته، واللحظة تحولت إلى انفجار من الغضب والخوف… معركة بقاء حقيقية بدأت للتو.

كانت أنفاس ستيلا متقطعة وهي ملتصقة بالجدار، عينا جيمين الزرقاوان تلمعان بجنون، ويداه تحاصرانها بقوة. لكنها في لحظة يأس، تذكّرت أنها في ملعبها… هذا بيتها، وكل تفصيلة فيه تعرفها أكثر منه.

رفعت بصرها نحوه وقالت بصوت ثابت رغم ارتجافها الداخلي:

"أتعلم يا جيمين؟ لو كنتَ فعلًا زعيمًا كما تدّعي… لما احتجتَ إلى التسلل كالسارق إلى بيت امرأة."

ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة مستفزة، ثم فجأة، مدّت يدها إلى زر صغير بجانب الباب وضغطت عليه. كان ذلك الزر موصولًا بجهاز إنذار منزلي مخفي لم يعرف عنه شيئًا. ارتفع صوت صفير حاد يملأ المكان.

تراجع جيمين خطوة وهو يحدق بها بصدمة ممزوجة بالغضب. ستيلا استغلت اللحظة، دفعت كتفه بكل قوتها واندفعت نحو المطبخ. أمسكت بسكين كبيرة ولوّحت بها وهي تصرخ:

" اقترب أكثر، وجعلتُ هذا آخر يوم لك."

ابتسم جيمين، لكن ابتسامته هذه المرة كانت قاتمة، باردة:

" ذكية… دائمًا كنتِ تعرفين كيف تفاجئينني. لكن، هل تظنين أن إنذارًا وسكينًا سينقذانك مني؟"

قبل أن ترد، دوى صوت طرقات قوية على الباب، تبعها دخول رجلين ضخام الجثة يرتدون السواد. تبين أنهم من رجاله، وقد هرعوا حين سمعوا الإنذار.

وقفوا خلف جيمين كظلال مرعبة، ليزداد الموقف رعبًا.

أشار لهم جيمين بإشارة صغيرة من يده، ثم نظر إليها بعينين متوهجتين:

"قلت لكِ يا ستيلا… لن تهربي مني. ليس بعد الآن."

شعرت ستيلا أن اللعبة تحولت تمامًا… لم تعد مواجهة بين اثنين فقط، بل أصبحت معركة غير متكافئة داخل جدران بيتها.

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon