حب يتحدى القدر
الفصل الأول: الهروب من الظلام
تساقط المطر على شارع سيلفرهولّو، والأضواء تتلألأ على الأرصفة المبللة.
سلمى تجري، قلبها ينبض بسرعة، ويدها تمسك حقيبتها بإحكام.
دماء جرح الكتف تتساقط على قميصها الأبيض، وترتجف من البرد والخوف.
صوت خطوات خلفها يجعلها تدير رأسها بخوف، ولا ترى سوى ظلال طويلة.
سيارة سوداء توقفت فجأة بجانب الرصيف، تومض أضواؤها بشكل مخيف.
يفتح باب السيارة رجل طويل القامة، عيون حادة ونظرة صارمة.
"هل أنتِ بخير؟" سأل بصوت منخفض لكنه حازم.
سلمى تهمس بصعوبة: "أعتقد أنني... أحتاج لمساعدة."
قلبها ينبض بسرعة، تشعر بأن يده الممدودة غريبة ومرعبة.
"تعالي معي، هنا ليس آمناً."، قال الرجل وهو يشير إلى المقعد الخلفي.
سامي، الرجل الآخر، يفتح الباب برفق، يبدو وكأنه يحميها.
سلمى تتردد، خوفها من الرجال يزداد.
الرجل الطويل يبتسم ابتسامة صغيرة، يحاول تهدئتها.
"لن أؤذيك، فقط أريد أن أتأكد من سلامتك."
الدماء تتساقط على الأرض، وملابسها ملطخة بوضوح.
تتذكر الصدمة، التعذيب، الألم الذي شعرت به قبل قليل.
تنهار على المقعد الخلفي للسيارة، عيونها تملأها الدموع.
ياسين يضع حقيبة إسعافات بجانبها ويبدأ بتنظيف الجرح بلطف.
سلمى تحاول أن تكون قوية: "أنا... أنا بخير، أستطيع التحمل."
ياسين يرد: "دعينا فقط نعتني بكتفك الآن."
سامي يغلق الأبواب خلفهم، مؤمنًا الطريق.
السيارة تتحرك ببطء في شوارع مظلمة، أصوات المطر تطغى على كل شيء.
قلب سلمى يزداد خوفًا، وبرودة الدم تسري في عروقها.
ياسين يقدم لها بطانية دافئة، يمسح العرق عن جبينها.
"شكرًا..."، همست وهي تشعر بالارتياح قليلاً.
صوت خطوات خافتة يقترب، ياسين يحدق في المرآة الخلفية.
"لا تقلقي، لن يستطيع أحد الوصول إلينا."
تغلق سلمى عينيها للحظة، محاولة أخذ نفس عميق.
تتذكر حلمها: أن تكون لديها علامة أزياء خاصة بها.
خيالها يملأ رأسها بألوان وتصاميم، لمسة من الأمل وسط الظلام.
ياسين يلاحظ ابتسامتها الخافتة، قلبه يتأثر.
"أرى أنك تحبين الألوان."، يقول بنبرة ناعمة.
تبتلع دموعها بصعوبة، تشعر بالارتباك.
تصل السيارة إلى مبنى شاهق، ناطحة سحاب مضاءة بأضواء دافئة.
المدخل واسع وفخم، سلمى تتنفس ببطء، تشعر ببعض الأمان.
ياسين يقودها نحو المصعد، يضع يده على كتفها بلطف.
"أنا هنا معك، لا تخافي."، يهمس.
المصعد يرتفع ببطء، سلمى تشعر برهاب المرتفعات يزداد.
يمسك ياسين يدها، محاولة تهدئتها.
تصل إلى الطابق العلوي، باب الجناح يفتح على غرفة فاخرة وهادئة.
غرفة مع سرير كبير، إضاءة دافئة، وهدوء مخيف لكنه مطمئن.
سلمى تشعر لأول مرة منذ ساعات بأمان نسبي.
ياسين يجلس بجانبها، ينظر إليها بصمت.
"سأبقى هنا معك حتى تتحسني."
تحاول الكلام: "من أنت؟ ولماذا تساعدني؟"
يبتسم بهدوء: "دعينا نبدأ فقط بالعناية بك."
ينظف جرح كتفها بعناية، كل حركة محسوبة.
ترتجف يدها، تتذكر الألم والصدمة.
يضع ضمادة نظيفة برفق، يطمئنها: "أنت شجاعة."
تشعر بحرارة مهدئة تمر عبر جسدها المتعب.
تسمع صوت المدينة بالخارج، المطر لا يزال يسقط.
ياسين يغلق النوافذ، يطمئنها أكثر.
"الآن لا يمكن لأحد أن يؤذيك."
تتنفس ببطء، قلبها يبدأ بالهدوء.
رأسها يتعب، الدوخة تنتشر، ياسين يجلب لها وسادة إضافية.
تضع رأسها على الوسادة، تشعر ببعض الراحة.
يحاول أن يتحدث عن أحلامها: "كنت تحلمين بعالم الأزياء، أليس كذلك؟"
تهمس بصوت ضعيف: "نعم... حلم حياتي."
يبتسم ويقول: "وهذا حلم جميل، لن تدعي شيئًا يوقفك."
يتحدثان عن الألوان والخياطة، ببطء يبدأ قلبها بالاسترخاء.
تشعر بأن شيئًا ما يتغير بداخلها، أمل خافت يلوح.
الليل يزداد هدوءًا، صوت المطر مستمر على النوافذ.
ياسين يراقبها وهي تغفو، شعور بالمسؤولية يتملكه.
سلمى تحلم بعالم بعيد عن الخوف، حيث تصنع تصاميمها.
يتسلل شعور بالطمأنينة إلى قلبها، شيء لم تشعر به منذ زمن.
أصوات خافتة خارج الجناح، لكنه يظل يقظًا.
يضع إصبعه على شفتيه، يشير لها بالهدوء.
هي تبتسم في نومها، شعور بالسلام يغمرها.
ياسين يشعر بثقل المسؤولية، لكنه ملتزم بحمايتها.
يتأكد أن سامي يراقب كل شيء حول المبنى.
الغرفة مظلمة لكن الأمان يملأ المكان.
سلمى تتحرك قليلاً في نومها، تتنفس ببطء.
يهمس لها: "ستكونين بخير غدًا."
يبتعد قليلاً ليتركها تنام، عيناه تراقبانها بعناية.
يفكر في كيفية حمايتها من كل خطر محتمل.
قلبه يشعر بتغيير غير متوقع، شيء لم يعرفه من قبل.
المطر لا يزال يتساقط، أصواته تهدئ أعصابهما.
سلمى تحلم بفستان أبيض طويل، خيوط على كتفها تتلألأ.
ياسين يبتسم برفق، يلمس قلبه شعور بالحنان لم يشعر به من قبل.
الليل يمضي ببطء، المدينة تغط في صمت غامض.
يسمع صوت خفيف من هاتفه، لكنه يتجاهله.
يراقب رأس سلمى مستندًا على الوسادة، يشعر بالمسؤولية.
يتذكر الألم الذي عانته، ويقرر ألا يدع أي أحد يؤذيها مجددًا.
سلمى تتحرك ببطء في حلمها، شعور بالراحة يتسلل إليها.
ياسين يترك نافذة صغيرة مفتوحة، صوت المطر يغسل كل التوتر.
يضع يده على قلبه، يفكر في كل ما سيحدث غدًا.
يشعر أن هذه اللحظة ستغير كل شيء بينهما.
سلمى تتنفس بهدوء، تحلم بعالم جديد، خالٍ من الألم.
ياسين يتنفس ببطء، مستعد لأي تحدٍ قادم.
يراقبها بعين حانية، يهمس لنفسه: "لن أسمح لأحد أن يلمسها."
يضع الضوء الخافت على الطاولة، ليحافظ على أجواء هدوء.
سلمى تتقلب قليلًا، شعورها بالأمان يزداد.
ياسين يراقب كل شيء حوله، يقظ ومستعد.
يسمع دقات قلبها وهي تهدأ، شعور بالاطمئنان يغمره.
الليل يستمر، المطر يعزف على الزجاج نغمة هادئة.
يسحب بطانية إضافية لتغطيها أكثر.
يراقب وجهها، يلمس كتفها بخفة، شعور بالحنان.
يتأكد أن كل شيء آمن حولها، وكل حراس المبنى في مواقعهم.
يشعر بأن هذه اللحظة بداية جديدة، بداية علاقة مختلفة.
يتعهد لنفسه بصوت منخفض: "لن أسمح لأي شيء أن يؤذيها مرة أخرى، مهما كلفني الأمر."
12تم تحديث
Comments