الفصل الثاني: الاصطدام بالقدر
صباح اليوم التالي، أشعة الشمس تتسلل بخجل عبر ستائر الجناح الفخم.
سلمى تفتح عينيها ببطء، تشعر بألم خفيف في كتفها.
تتذكر الليلة الماضية، خوفها، ومسيح ياسين لجرحها.
تنهض ببطء، تقف على قدميها المرتعشتين.
ياسين يجلس على طرف السرير، ينظر إليها بصمت وهدوء.
"كيف تشعرين هذا الصباح؟" يسأل بصوت هادئ.
سلمى تبتلع لوعتها: "ألم بسيط... لكن أفضل قليلًا."
يبتسم بخفة: "الآن، لنبدأ يومنا بهدوء."
تتردد، مشاعره الغريبة تغمرها، لكنها تشعر بالأمان.
يسير نحو النافذة، يراقب المدينة من الأعلى، البنايات تتلألأ تحت الشمس.
سلمى تقترب، ما زال قلبها يخفق بسرعة.
"لا أستطيع أن أنسى ما حدث لي أمس."، تقول بتردد.
ياسين يلتفت إليها: "لن ندع الماضي يحددنا، فقط ركزي على الحاضر."
تشعر بارتياح غريب تجاه كلامه، شيء دافئ في قلبها.
فجأة، يرن الهاتف، صوت رنين غريب يقطع الصمت.
سامي يرد على الخط: "كل شيء على ما يرام، فقط متابعة بسيطة."
سلمى تشعر بتوتر مفاجئ، أشعة الشمس لا تكفي لتهدئتها.
ياسين يضع الهاتف جانبًا، ينظر إليها: "لا تقلقي، سأعتني بكل شيء."
تشعر بأن هناك شيئًا غامضًا حوله، لكنه مطمئن.
"لماذا تساعدني؟" تسأل بفضول وخوف.
يبتسم بهدوء: "لأنك بحاجة لمن يحميك، وليس كل شخص يستطيع ذلك."
تتذكر الألم، العنف، والخوف الذي عاشته قبل قليل.
تشعر بشيء مختلف في قلبها، شعور بالامتنان والاعتماد.
ياسين يقدم لها فنجان قهوة دافئ، بخارها يرتفع في الغرفة.
"اشربي شيئًا، ستحتاجين للقوة."، يقول بابتسامة خفيفة.
تشرب ببطء، كل رشفة تهدئ أعصابها شيئًا فشيئًا.
تراقب انعكاس وجهها في النافذة، ترى الخوف والأمل معًا.
ياسين يلاحظ نظرتها: "ستصبحين أقوى مما تتصورين."
تبتسم ببطء، شعور صغير بالثقة يتسلل إلى قلبها.
فجأة، تسمع صوت خطوات في الرواق الخارجي.
ياسين يتقدم بسرعة، عيناه تتفحص المكان بحذر.
سلمى ترتجف، تشعر بالقلق من أي تهديد جديد.
سامي يخرج من خلف الباب، يحمل حقيبة معدات أمان إضافية.
"لا تقلقي، لقد تم مراقبة المبنى بالكامل."
تشعر بأن الأمان بدأ يغمرها شيئًا فشيئًا.
تجلس على الأريكة، ياسين يجلس مقابلها، ينظر إليها بعناية.
"اليوم سأريك شيئًا مهمًا."، يقول بهدوء.
تشعر بالفضول، قلبها ينبض بسرعة.
يخرج ملفًا صغيرًا من حقيبته، يحتوي على صور وتصاميم.
"هذه بعض المشاريع التي عملت عليها قبل سنوات."
تتأمل الصور، تصاميم مذهلة، عالم مختلف عن حياتها البسيطة.
تشعر بالإلهام، حلمها يشرق قليلاً في ذهنها.
"أنتِ تحلمين بعالم مماثل؟" يسألها.
تهز رأسها: "نعم، لكن لم أملك الفرصة بعد."
يبتسم، يشعر بإصرارها وشجاعتها.
فجأة، يرن جرس الباب، صوت قوي يقطع الانتباه.
ياسين ينهض بسرعة، سلمى تتراجع بخوف.
سامي يفتح الباب، هناك رجل غريب يرتدي بدلة داكنة.
يبتسم ببرود: "صباح الخير، أريد أن أتحدث مع السيد ياسين."
ياسين يجيب ببرود مماثل: "اللقاء سيتم هنا، لا داعي للدخول."
الرجل ينظر لسلمى، تشعر بالارتباك والخوف.
ياسين يقف بينهما، حماية واضحة.
"هذه فتاتي، وأي تهديد لها سيُحاسب عليه."
الرجل يبتسم بهدوء: "فهمت، لا داعي للقلق."
يغادر، لكن سلمى تشعر أن هناك شيئًا غير مريح.
تلتفت إليه: "هل هذا الشخص خطر؟"
يبتسم بخفوت: "لا شيء يمكن أن يلمسك طالما أنا هنا."
تشعر ببعض الراحة، لكن قلبها لا يزال متوترًا.
يجلس بجانبها مرة أخرى، يحاول تهدئتها: "لن نسمح لأي شخص بإيذائك."
تتنفس ببطء، تحاول التركيز على الحلم الذي تحمله في قلبها.
يخرج دفترًا صغيرًا، يحتوي على تصاميمها الخاصة.
"هل تريدين أن أريك شيئًا؟"
تفتح دفترها ببطء، تصاميمها تبدو حيّة تحت أنظار ياسين.
يبتسم ويقول: "هذه البداية، ويمكننا تطويرها أكثر."
قلبها ينبض بسرعة، شعور بالفخر يملأ قلبها.
"لكنني لا أملك الأموال الكافية..."، تهمس بخجل.
يبتسم: "سأساعدك، لكن يجب أن نخطط بعناية."
تشعر بخوف من الاعتماد على شخص آخر، لكنها تثق به شيئًا فشيئًا.
يشرح لها تفاصيل السوق، عمل العلامات التجارية، والفرص.
سلمى تسمع كل كلمة، عينيها تتلألأ بالإلهام.
فجأة، يرن الهاتف مرة أخرى، رسالة مشفرة من نادين.
ياسين يقرأها بسرعة: "يبدو أن هناك متابعة من العصابة."
قلب سلمى يتجمد، تعود الذكريات المرعبة.
ياسين يضع يده على كتفها برفق: "لا تخافي، سنتعامل معهم."
تشعر بالارتياح، لكنه يترك لديها شعورًا باليقظة.
يأخذها إلى غرفة صغيرة، مليئة بالحواسيب وأجهزة المراقبة.
يشرح لها خطة الحماية والأمان، كل خطوة محسوبة.
تشعر أنها في أمان، لكنها تدرك أن الخطر لا يزال موجودًا.
يبتسم ويقول: "أنتِ قوية أكثر مما تعتقدين."
سلمى تشعر بالامتنان، قلبها ينبض بشعور جديد.
تتحدث عن حلمها، وكيف تريد إطلاق علامتها الخاصة.
ياسين يستمع بانتباه، يلاحظ كل تفاصيل كلامها.
فجأة، يظهر على الشاشة رجل من عصابة نوفا، يراقب.
قلب سلمى يتوقف، تشعر بالرعب يتسلل إليها.
ياسين يراقب الشاشة، عيناه تتفحص كل حركة للعدو.
يشرح لها: "لن يستطيعوا الوصول إلينا بسهولة."
تشعر ببعض الأمان، لكنه أمان مشوب بالقلق.
يبتسم لها بخفة: "استرخي قليلًا، لن يلمسك أحد."
تستمع نصيحته، تأخذ نفسًا عميقًا.
يفتح لها نافذة على برامج تصميم احترافية.
يبدأ بتعليمها أساسيات تطوير علامتها، خطوة بخطوة.
سلمى تشعر أنها تتعلم بسرعة، قلبها يزداد ثقة.
يسمع أصوات خطوات في الطابق السفلي، يراقب بحذر.
"سأبقى بجانبك دومًا."، يهمس لها.
تشعر بالدفء والطمأنينة، شيء لم تعرفه منذ فترة طويلة.
تتحدث عن ألوان تصاميمها، والخيوط التي تحب استخدامها.
يبتسم ويضيف: "يمكننا تجربة دمجها بطريقة مبتكرة."
تتحمس، شعور الفرح يملأ قلبها بعد الصدمة.
يراقبها بهدوء، يشعر بأن شيئًا ما يتغير بينهما.
يتعهد في نفسه: "لن أسمح لأي خطر أن يلمسها، وسأجعل حلمها حقيقة."
12تم تحديث
Comments