الفصل الأول: الهروب من الظلام
تساقط المطر على شارع سيلفرهولّو، والأضواء تتلألأ على الأرصفة المبللة.
سلمى تجري، قلبها ينبض بسرعة، ويدها تمسك حقيبتها بإحكام.
دماء جرح الكتف تتساقط على قميصها الأبيض، وترتجف من البرد والخوف.
صوت خطوات خلفها يجعلها تدير رأسها بخوف، ولا ترى سوى ظلال طويلة.
سيارة سوداء توقفت فجأة بجانب الرصيف، تومض أضواؤها بشكل مخيف.
يفتح باب السيارة رجل طويل القامة، عيون حادة ونظرة صارمة.
"هل أنتِ بخير؟" سأل بصوت منخفض لكنه حازم.
سلمى تهمس بصعوبة: "أعتقد أنني... أحتاج لمساعدة."
قلبها ينبض بسرعة، تشعر بأن يده الممدودة غريبة ومرعبة.
"تعالي معي، هنا ليس آمناً."، قال الرجل وهو يشير إلى المقعد الخلفي.
سامي، الرجل الآخر، يفتح الباب برفق، يبدو وكأنه يحميها.
سلمى تتردد، خوفها من الرجال يزداد.
الرجل الطويل يبتسم ابتسامة صغيرة، يحاول تهدئتها.
"لن أؤذيك، فقط أريد أن أتأكد من سلامتك."
الدماء تتساقط على الأرض، وملابسها ملطخة بوضوح.
تتذكر الصدمة، التعذيب، الألم الذي شعرت به قبل قليل.
تنهار على المقعد الخلفي للسيارة، عيونها تملأها الدموع.
ياسين يضع حقيبة إسعافات بجانبها ويبدأ بتنظيف الجرح بلطف.
سلمى تحاول أن تكون قوية: "أنا... أنا بخير، أستطيع التحمل."
ياسين يرد: "دعينا فقط نعتني بكتفك الآن."
سامي يغلق الأبواب خلفهم، مؤمنًا الطريق.
السيارة تتحرك ببطء في شوارع مظلمة، أصوات المطر تطغى على كل شيء.
قلب سلمى يزداد خوفًا، وبرودة الدم تسري في عروقها.
ياسين يقدم لها بطانية دافئة، يمسح العرق عن جبينها.
"شكرًا..."، همست وهي تشعر بالارتياح قليلاً.
صوت خطوات خافتة يقترب، ياسين يحدق في المرآة الخلفية.
"لا تقلقي، لن يستطيع أحد الوصول إلينا."
تغلق سلمى عينيها للحظة، محاولة أخذ نفس عميق.
تتذكر حلمها: أن تكون لديها علامة أزياء خاصة بها.
خيالها يملأ رأسها بألوان وتصاميم، لمسة من الأمل وسط الظلام.
ياسين يلاحظ ابتسامتها الخافتة، قلبه يتأثر.
"أرى أنك تحبين الألوان."، يقول بنبرة ناعمة.
تبتلع دموعها بصعوبة، تشعر بالارتباك.
تصل السيارة إلى مبنى شاهق، ناطحة سحاب مضاءة بأضواء دافئة.
المدخل واسع وفخم، سلمى تتنفس ببطء، تشعر ببعض الأمان.
ياسين يقودها نحو المصعد، يضع يده على كتفها بلطف.
"أنا هنا معك، لا تخافي."، يهمس.
المصعد يرتفع ببطء، سلمى تشعر برهاب المرتفعات يزداد.
يمسك ياسين يدها، محاولة تهدئتها.
تصل إلى الطابق العلوي، باب الجناح يفتح على غرفة فاخرة وهادئة.
غرفة مع سرير كبير، إضاءة دافئة، وهدوء مخيف لكنه مطمئن.
سلمى تشعر لأول مرة منذ ساعات بأمان نسبي.
ياسين يجلس بجانبها، ينظر إليها بصمت.
"سأبقى هنا معك حتى تتحسني."
تحاول الكلام: "من أنت؟ ولماذا تساعدني؟"
يبتسم بهدوء: "دعينا نبدأ فقط بالعناية بك."
ينظف جرح كتفها بعناية، كل حركة محسوبة.
ترتجف يدها، تتذكر الألم والصدمة.
يضع ضمادة نظيفة برفق، يطمئنها: "أنت شجاعة."
تشعر بحرارة مهدئة تمر عبر جسدها المتعب.
تسمع صوت المدينة بالخارج، المطر لا يزال يسقط.
ياسين يغلق النوافذ، يطمئنها أكثر.
"الآن لا يمكن لأحد أن يؤذيك."
تتنفس ببطء، قلبها يبدأ بالهدوء.
رأسها يتعب، الدوخة تنتشر، ياسين يجلب لها وسادة إضافية.
تضع رأسها على الوسادة، تشعر ببعض الراحة.
يحاول أن يتحدث عن أحلامها: "كنت تحلمين بعالم الأزياء، أليس كذلك؟"
تهمس بصوت ضعيف: "نعم... حلم حياتي."
يبتسم ويقول: "وهذا حلم جميل، لن تدعي شيئًا يوقفك."
يتحدثان عن الألوان والخياطة، ببطء يبدأ قلبها بالاسترخاء.
تشعر بأن شيئًا ما يتغير بداخلها، أمل خافت يلوح.
الليل يزداد هدوءًا، صوت المطر مستمر على النوافذ.
ياسين يراقبها وهي تغفو، شعور بالمسؤولية يتملكه.
سلمى تحلم بعالم بعيد عن الخوف، حيث تصنع تصاميمها.
يتسلل شعور بالطمأنينة إلى قلبها، شيء لم تشعر به منذ زمن.
أصوات خافتة خارج الجناح، لكنه يظل يقظًا.
يضع إصبعه على شفتيه، يشير لها بالهدوء.
هي تبتسم في نومها، شعور بالسلام يغمرها.
ياسين يشعر بثقل المسؤولية، لكنه ملتزم بحمايتها.
يتأكد أن سامي يراقب كل شيء حول المبنى.
الغرفة مظلمة لكن الأمان يملأ المكان.
سلمى تتحرك قليلاً في نومها، تتنفس ببطء.
يهمس لها: "ستكونين بخير غدًا."
يبتعد قليلاً ليتركها تنام، عيناه تراقبانها بعناية.
يفكر في كيفية حمايتها من كل خطر محتمل.
قلبه يشعر بتغيير غير متوقع، شيء لم يعرفه من قبل.
المطر لا يزال يتساقط، أصواته تهدئ أعصابهما.
سلمى تحلم بفستان أبيض طويل، خيوط على كتفها تتلألأ.
ياسين يبتسم برفق، يلمس قلبه شعور بالحنان لم يشعر به من قبل.
الليل يمضي ببطء، المدينة تغط في صمت غامض.
يسمع صوت خفيف من هاتفه، لكنه يتجاهله.
يراقب رأس سلمى مستندًا على الوسادة، يشعر بالمسؤولية.
يتذكر الألم الذي عانته، ويقرر ألا يدع أي أحد يؤذيها مجددًا.
سلمى تتحرك ببطء في حلمها، شعور بالراحة يتسلل إليها.
ياسين يترك نافذة صغيرة مفتوحة، صوت المطر يغسل كل التوتر.
يضع يده على قلبه، يفكر في كل ما سيحدث غدًا.
يشعر أن هذه اللحظة ستغير كل شيء بينهما.
سلمى تتنفس بهدوء، تحلم بعالم جديد، خالٍ من الألم.
ياسين يتنفس ببطء، مستعد لأي تحدٍ قادم.
يراقبها بعين حانية، يهمس لنفسه: "لن أسمح لأحد أن يلمسها."
يضع الضوء الخافت على الطاولة، ليحافظ على أجواء هدوء.
سلمى تتقلب قليلًا، شعورها بالأمان يزداد.
ياسين يراقب كل شيء حوله، يقظ ومستعد.
يسمع دقات قلبها وهي تهدأ، شعور بالاطمئنان يغمره.
الليل يستمر، المطر يعزف على الزجاج نغمة هادئة.
يسحب بطانية إضافية لتغطيها أكثر.
يراقب وجهها، يلمس كتفها بخفة، شعور بالحنان.
يتأكد أن كل شيء آمن حولها، وكل حراس المبنى في مواقعهم.
يشعر بأن هذه اللحظة بداية جديدة، بداية علاقة مختلفة.
يتعهد لنفسه بصوت منخفض: "لن أسمح لأي شيء أن يؤذيها مرة أخرى، مهما كلفني الأمر."
الفصل الثاني: الاصطدام بالقدر
صباح اليوم التالي، أشعة الشمس تتسلل بخجل عبر ستائر الجناح الفخم.
سلمى تفتح عينيها ببطء، تشعر بألم خفيف في كتفها.
تتذكر الليلة الماضية، خوفها، ومسيح ياسين لجرحها.
تنهض ببطء، تقف على قدميها المرتعشتين.
ياسين يجلس على طرف السرير، ينظر إليها بصمت وهدوء.
"كيف تشعرين هذا الصباح؟" يسأل بصوت هادئ.
سلمى تبتلع لوعتها: "ألم بسيط... لكن أفضل قليلًا."
يبتسم بخفة: "الآن، لنبدأ يومنا بهدوء."
تتردد، مشاعره الغريبة تغمرها، لكنها تشعر بالأمان.
يسير نحو النافذة، يراقب المدينة من الأعلى، البنايات تتلألأ تحت الشمس.
سلمى تقترب، ما زال قلبها يخفق بسرعة.
"لا أستطيع أن أنسى ما حدث لي أمس."، تقول بتردد.
ياسين يلتفت إليها: "لن ندع الماضي يحددنا، فقط ركزي على الحاضر."
تشعر بارتياح غريب تجاه كلامه، شيء دافئ في قلبها.
فجأة، يرن الهاتف، صوت رنين غريب يقطع الصمت.
سامي يرد على الخط: "كل شيء على ما يرام، فقط متابعة بسيطة."
سلمى تشعر بتوتر مفاجئ، أشعة الشمس لا تكفي لتهدئتها.
ياسين يضع الهاتف جانبًا، ينظر إليها: "لا تقلقي، سأعتني بكل شيء."
تشعر بأن هناك شيئًا غامضًا حوله، لكنه مطمئن.
"لماذا تساعدني؟" تسأل بفضول وخوف.
يبتسم بهدوء: "لأنك بحاجة لمن يحميك، وليس كل شخص يستطيع ذلك."
تتذكر الألم، العنف، والخوف الذي عاشته قبل قليل.
تشعر بشيء مختلف في قلبها، شعور بالامتنان والاعتماد.
ياسين يقدم لها فنجان قهوة دافئ، بخارها يرتفع في الغرفة.
"اشربي شيئًا، ستحتاجين للقوة."، يقول بابتسامة خفيفة.
تشرب ببطء، كل رشفة تهدئ أعصابها شيئًا فشيئًا.
تراقب انعكاس وجهها في النافذة، ترى الخوف والأمل معًا.
ياسين يلاحظ نظرتها: "ستصبحين أقوى مما تتصورين."
تبتسم ببطء، شعور صغير بالثقة يتسلل إلى قلبها.
فجأة، تسمع صوت خطوات في الرواق الخارجي.
ياسين يتقدم بسرعة، عيناه تتفحص المكان بحذر.
سلمى ترتجف، تشعر بالقلق من أي تهديد جديد.
سامي يخرج من خلف الباب، يحمل حقيبة معدات أمان إضافية.
"لا تقلقي، لقد تم مراقبة المبنى بالكامل."
تشعر بأن الأمان بدأ يغمرها شيئًا فشيئًا.
تجلس على الأريكة، ياسين يجلس مقابلها، ينظر إليها بعناية.
"اليوم سأريك شيئًا مهمًا."، يقول بهدوء.
تشعر بالفضول، قلبها ينبض بسرعة.
يخرج ملفًا صغيرًا من حقيبته، يحتوي على صور وتصاميم.
"هذه بعض المشاريع التي عملت عليها قبل سنوات."
تتأمل الصور، تصاميم مذهلة، عالم مختلف عن حياتها البسيطة.
تشعر بالإلهام، حلمها يشرق قليلاً في ذهنها.
"أنتِ تحلمين بعالم مماثل؟" يسألها.
تهز رأسها: "نعم، لكن لم أملك الفرصة بعد."
يبتسم، يشعر بإصرارها وشجاعتها.
فجأة، يرن جرس الباب، صوت قوي يقطع الانتباه.
ياسين ينهض بسرعة، سلمى تتراجع بخوف.
سامي يفتح الباب، هناك رجل غريب يرتدي بدلة داكنة.
يبتسم ببرود: "صباح الخير، أريد أن أتحدث مع السيد ياسين."
ياسين يجيب ببرود مماثل: "اللقاء سيتم هنا، لا داعي للدخول."
الرجل ينظر لسلمى، تشعر بالارتباك والخوف.
ياسين يقف بينهما، حماية واضحة.
"هذه فتاتي، وأي تهديد لها سيُحاسب عليه."
الرجل يبتسم بهدوء: "فهمت، لا داعي للقلق."
يغادر، لكن سلمى تشعر أن هناك شيئًا غير مريح.
تلتفت إليه: "هل هذا الشخص خطر؟"
يبتسم بخفوت: "لا شيء يمكن أن يلمسك طالما أنا هنا."
تشعر ببعض الراحة، لكن قلبها لا يزال متوترًا.
يجلس بجانبها مرة أخرى، يحاول تهدئتها: "لن نسمح لأي شخص بإيذائك."
تتنفس ببطء، تحاول التركيز على الحلم الذي تحمله في قلبها.
يخرج دفترًا صغيرًا، يحتوي على تصاميمها الخاصة.
"هل تريدين أن أريك شيئًا؟"
تفتح دفترها ببطء، تصاميمها تبدو حيّة تحت أنظار ياسين.
يبتسم ويقول: "هذه البداية، ويمكننا تطويرها أكثر."
قلبها ينبض بسرعة، شعور بالفخر يملأ قلبها.
"لكنني لا أملك الأموال الكافية..."، تهمس بخجل.
يبتسم: "سأساعدك، لكن يجب أن نخطط بعناية."
تشعر بخوف من الاعتماد على شخص آخر، لكنها تثق به شيئًا فشيئًا.
يشرح لها تفاصيل السوق، عمل العلامات التجارية، والفرص.
سلمى تسمع كل كلمة، عينيها تتلألأ بالإلهام.
فجأة، يرن الهاتف مرة أخرى، رسالة مشفرة من نادين.
ياسين يقرأها بسرعة: "يبدو أن هناك متابعة من العصابة."
قلب سلمى يتجمد، تعود الذكريات المرعبة.
ياسين يضع يده على كتفها برفق: "لا تخافي، سنتعامل معهم."
تشعر بالارتياح، لكنه يترك لديها شعورًا باليقظة.
يأخذها إلى غرفة صغيرة، مليئة بالحواسيب وأجهزة المراقبة.
يشرح لها خطة الحماية والأمان، كل خطوة محسوبة.
تشعر أنها في أمان، لكنها تدرك أن الخطر لا يزال موجودًا.
يبتسم ويقول: "أنتِ قوية أكثر مما تعتقدين."
سلمى تشعر بالامتنان، قلبها ينبض بشعور جديد.
تتحدث عن حلمها، وكيف تريد إطلاق علامتها الخاصة.
ياسين يستمع بانتباه، يلاحظ كل تفاصيل كلامها.
فجأة، يظهر على الشاشة رجل من عصابة نوفا، يراقب.
قلب سلمى يتوقف، تشعر بالرعب يتسلل إليها.
ياسين يراقب الشاشة، عيناه تتفحص كل حركة للعدو.
يشرح لها: "لن يستطيعوا الوصول إلينا بسهولة."
تشعر ببعض الأمان، لكنه أمان مشوب بالقلق.
يبتسم لها بخفة: "استرخي قليلًا، لن يلمسك أحد."
تستمع نصيحته، تأخذ نفسًا عميقًا.
يفتح لها نافذة على برامج تصميم احترافية.
يبدأ بتعليمها أساسيات تطوير علامتها، خطوة بخطوة.
سلمى تشعر أنها تتعلم بسرعة، قلبها يزداد ثقة.
يسمع أصوات خطوات في الطابق السفلي، يراقب بحذر.
"سأبقى بجانبك دومًا."، يهمس لها.
تشعر بالدفء والطمأنينة، شيء لم تعرفه منذ فترة طويلة.
تتحدث عن ألوان تصاميمها، والخيوط التي تحب استخدامها.
يبتسم ويضيف: "يمكننا تجربة دمجها بطريقة مبتكرة."
تتحمس، شعور الفرح يملأ قلبها بعد الصدمة.
يراقبها بهدوء، يشعر بأن شيئًا ما يتغير بينهما.
يتعهد في نفسه: "لن أسمح لأي خطر أن يلمسها، وسأجعل حلمها حقيقة."
الفصل الثالث : بين الخوف والفضول
كان الصباح بارداً في مدينة روزمونت، الضباب يلف الشوارع كما لو أنه يخفي أسرار الليل.
استيقظت سلمى على سرير أبيض ناعم، جدران الغرفة فخمة، ولكن قلبها لم يعرف الطمأنينة بعد.
لم تصدق أنها مازالت على قيد الحياة بعد الليلة المرعبة التي مرت بها.
تحسست كتفها، الألم كان حاضراً يذكّرها بالطعنة التي كادت تنهي حياتها.
فتحت عينيها أكثر، لتلاحظ الستائر الثقيلة التي تمنع الضوء من الدخول.
"أين أنا؟" همست بصوت خافت.
فجأة سمعت طرقات خفيفة على الباب، جعلت قلبها يقفز من مكانه.
دخلت امرأة في منتصف العمر، تحمل صينية فطور أنيق: خبز، زبدة، كوب من الحليب الدافئ.
ابتسمت قائلة: "صباح الخير آنسة سلمى… السيد ياسين طلب أن تعتني بنفسك."
اتسعت عينا سلمى: "ياسين؟! من هو؟"
ردت المرأة بهدوء: "ستعرفين قريباً… هو صاحب هذا القصر."
قصر؟! لم تكن تتخيل نفسها في مكان مثل هذا حتى في أحلامها.
حاولت الجلوس لكنها شعرت بالدوار.
أمسكت المرأة بيدها: "تمهلي… ما زلت ضعيفة."
ارتشفت سلمى بعض الحليب رغم توترها.
لم يمر وقت طويل حتى فُتح الباب مرة أخرى.
دخل رجل طويل القامة، بملامح صارمة وهيبة لا تخطئها العين.
كان يرتدي بدلة رمادية أنيقة، وعيناه الزرقاوان تتفحصانها بدقة.
تجمدت في مكانها، لقد كان نفس الرجل الذي أنقذها البارحة.
تقدم بخطوات بطيئة، وصوته العميق يملأ المكان: "أخيراً استيقظتِ."
ابتلعت ريقها بصعوبة: "أ… أنت؟"
جلس على الكرسي المقابل لسريرها، واضعاً ساقاً فوق أخرى.
"اسمي ياسين غراي. رئيس شركة غراي العالمية. ربما سمعتِ بي؟"
ارتبكت سلمى، تذكرت كل الإشاعات التي كانت تسمعها في الشارع والإنترنت.
هو الرجل الذي يصفونه بالمجنون، المغرور، الكاره للنساء…
قالت بتردد: "نعم… سمعت."
ابتسم ابتسامة خفيفة، ولكن عينيه ظلتا باردتين: "أتخيل أن ما سمعتِه ليس لطيفاً."
لم ترد، خافت أن تقول شيئاً يثير غضبه.
"على كل حال… أنتِ محظوظة أنني وجدتكِ تلك الليلة."
انقبض قلبها عند تذكرها ليديه اللتين أنقذتاها من النزيف.
لكنها سرعان ما تماسكت: "لماذا ساعدتني؟"
صمت لثوانٍ قبل أن يقول: "سؤال جيد… ربما لأنني لا أحتمل أن يعبث أحد في مدينتي دون علمي."
رفعت حاجبيها: "مدينتك؟"
ضحك بخفة، ولكنها كانت ضحكة متعجرفة: "نعم… كل شيء هنا يدور في فلكي."
زفرت بضيق، هذا الرجل يبدو متكبراً فعلاً.
لكنه تابع: "وأيضاً… هناك شيء في عينيك منعني من تركك تموتين."
احمر وجهها خجلاً ولم تعرف ماذا تقول.
اقترب منها أكثر: "أنتِ خائفة مني، أليس كذلك؟"
صمتت، فابتسم ببرود: "لا بأس… معظم النساء خائفات مني."
تمتمت: "أنا… لا أحب أن أكون مدينة لأحد."
رد مباشرة: "إذن ستدينين لي بشيء كبير، وسأذكركِ به في الوقت المناسب."
انتفضت: "ماذا تقصد؟!"
"لا شيء الآن… فقط استريحي."
وقف ليستدير نحو الباب.
لكن قبل أن يخرج، استدار فجأة: "بالمناسبة، ما حلمكِ في الحياة؟"
تفاجأت بالسؤال، وتلعثمت: "أريد أن أصبح مصممة أزياء… وأن أمتلك علامتي التجارية الخاصة."
نظر إليها نظرة طويلة، كأنه يحاول قراءة أعماقها.
ثم قال: "طموح جميل… لكن عالم الأعمال ليس للضعفاء."
انزعجت من كلماته: "لست ضعيفة!"
رفع حاجباً: "أنتِ ترتجفين الآن."
شعرت بالإهانة، لكنها عضت شفتيها لتمنع نفسها من الرد.
"سأترككِ ترتاحين… سنلتقي لاحقاً."
خرج تاركاً الغرفة مليئة بهيبة صوته ورائحته الغامضة.
جلست سلمى صامتة، تحاول استيعاب ما حدث.
لماذا أشعر أنه متسلط بهذا الشكل؟
لكنها لم تستطع إنكار أنه أنقذ حياتها.
ومع ذلك، فكرة أن تكون "مدينة له" أرهبتها أكثر من العصابة نفسها.
تمددت على السرير، تحدق في السقف المزخرف.
هل تورطت في عالم أكبر من قدرتي على احتماله؟
في الخارج، كان ياسين يقف في شرفته العالية، يتأمل المدينة تحت قدميه.
كان يفكر: هذه الفتاة مختلفة… لكنها ستتعلم أن لا أحد يرفضني.
أحد مساعديه اقترب منه: "سيدي، العصابة التي هاجمتها ما زالت تبحث عنها."
ضاق ما بين حاجبيه: "أعرف… وسيتعين علينا أن نسبقهم بخطوة."
"هل تريد أن نخفيها أكثر؟"
"لا… أريدها أن تبقى قريبة. تحت نظري. لا أثق بغير ذلك."
في تلك اللحظة، عطست سلمى داخل غرفتها بسبب تيار هواء.
وسمعت المرأة التي تخدمها تقول: "يبدو أنك ستبقين هنا لبعض الوقت."
صرخت سلمى: "ماذا؟! أنا لا أريد البقاء هنا!"
ردت الخادمة: "أحياناً… ما نرفضه يكون هو الشيء الوحيد الذي ينقذنا."
استلقت سلمى على السرير من جديد وهي تضع الوسادة على وجهها.
لماذا أشعر أن حياتي تغيرت ولن تعود كما كانت؟
تذكرت أهلها، أصدقاءها، ودمعت عيناها.
كانت تشعر أنها سجينة رغم الفخامة من حولها.
ولكن في أعماقها كان هناك صوت صغير يهمس: هذا الرجل… ربما يكون بوابة لحلمك.
لكنها هزت رأسها سريعاً: "لا، لا يمكن أن أثق به!"
في المساء، عاد ياسين لزيارتها.
دخل الغرفة حاملاً ملفاً أسود.
"هذا ملف عن العصابة التي حاولت قتلكِ."
اتسعت عيناها: "تعرفهم؟!"
جلس بجانبها: "أعرف الجميع هنا… لا أحد يتحرك دون أن أعلم."
قلبت الصفحات بيد مرتجفة، صور رجال شرسين.
"إنهم… إنهم لن يتركوني أبداً."
أمسك يدها بقوة: "لن أسمح لهم."
ارتبكت من لمسة يده، لكنها شعرت بالدفء أيضاً.
قال بثبات: "ابتداءً من اليوم… أنتِ تحت حمايتي."
همست: "لكن… لماذا أنا؟"
ابتسم بخبث: "لأنكِ اخترتِ أن تظهري أمامي في تلك الليلة."
شهقت: "لم أختر!"
"ربما… لكن القدر اختار لكِ."
صرخت: "أنت مجنون!"
ضحك بخفة: "قالوا هذا عني كثيراً."
أرادت أن تنهض لتبتعد عنه لكنها شعرت بالدوار من جديد.
أمسكها قبل أن تسقط: "اهدئي… ستتعبين جرحك."
نظرت إلى عينيه عن قرب لأول مرة، وارتبكت من قوة نظرته.
تمتمت: "اتركني…"
لكنه لم يتركها فوراً: "لن أترككِ… ليس بعد الآن."
رفرفت أنفاسها، لم تفهم هل كلامه تهديد أم وعد.
وضعها برفق على الوسادة، ثم وقف.
"نامي جيداً… غداً يوم جديد."
وخرج تاركاً قلبها مليئاً بأسئلة أكثر من الأجوبة.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon