لينسيراثيون

لينسيراثيون

1-بداية الكابوس

...لينسيرايثون...

...ما وراء النبض...

...لم يكن الحب يوما حلما لها...كان شيئا بعيدا،...

...مؤلما، يشبه الأمنيات الميته...

...هناك ممر لا يدخله أحد، إلا إذا كان مستعدا ...

...ليخسر كل شيء...

...هل نختار الحب؟ أم هو من يختارنا في اللحظة ...

...التي نكون فيها أضعف؟...

لم يكن في البيت سوى صوت أنفاسي ، كل شيء كان ثابتا...الجدران ، النوافذ ، و الفراغ الذي تركوه

"هم"

لا أعرف إن كان يصح أن أطلق عليهم هذا الوصف

كانوا والداي... لكنهم قتلوا في داخلي شيئا ما قبل أن يحلوا عن حياتي و الأرض كلها

أنا هنا في بيت بالكاد يصلح للعيش ، بين كتب تخصصي المفضل البرمجة و الذكاء الاصطناعي في أخر سنه لي في الجامعه و نوافذ لا تفتح بسهوله، أدرس علما لأستخدمه لحل العالم و لأهرب من نفسي

أطلقت تنهيدة ، ثم سمحت لنفسي بالوقوف و جمع تلك الكتب المتناثرة في أرجاء البيت ، ذهبت لأرتدي ملابسي و اخترت بنطالا أسود واسعا و بلوزه قطنيه زرقاء كلون السماء ، تركت شعري الأسود المائل للبني منسدلا بخصلات ذات تجعيد خفيف

خرجت مبكرا لأصل الى تلك الجامعة المرموقة التي حصلت على منحه فيها ، جامعه كبيره يحيط بها العديد من الأشجار و اللأزهار و في وسطها بناء شاهق يزينه ساعة و تمثال لمدير الجامعة الأول

جمعت الهواء في صدري ثم أطلقته ، دخلت من باب الجامعة و هناك رأيت فتاة ذات شعر أسود ناعم تركض باتجاهي بكل حماس و تصرخ باسمي

" إيليورا ، أيتها الحمقاء أتصلت بك مرارا و تكرار ، كنت أشعر بلأنزعاج الشديد و أنا أكرر الاتصال بك دون جدوى كيف تركتن ي بهذا الشكل" بغضب طفيف

نظرت إلى تلك الفتاه ، صديقيتي المفضله منذ أن التحقت بهذه الجامعه نعرف كل شيء عن بعضنا حتى هي تعرف عن ماضي المؤلم،هي شخص متحمس و متفائل تدخل في المخاطر بسهولة دون التفكير في العواقب

"لينيا، لقد اخبرك من قبل لا أحتاج منك أن توصليني بسيارتك الى الجامعه يمكنني الذهاب بمفردي سيرا على الاقدام" بعتاب

" لكن إيليورا ، أنا أحاول مساعدتك ! لماذا تصرين على فعل كل شيء بمفردك ؟ أريد أن أكون بجانبك أنا صديقتك لماذا تفعلين هذا؟" قالت هذا بصوت معاتب و حزين

لينيا أنها فتاة غنيه ، مميزه ، جميله بينما أنا الفقيرة ، مرت لينيا بالكثير من الصداقات التي استغلتها ، لكنها كما تقول انها وجدت معي الأمان أو ما يسمى الصداقة وأنا وجدت معها ذات الشيء

نظرت إلى عيناها ذات اللون الأخضر التي تشبه أشعة الزمرد التي تلمع تحت الضوء خافت ، اقتربت ببطء و عانقتها و هي بادلتني و قلت

" شكرا لك ، أيتها الحمقاء أنت دائما بجانبي و أنا أعلم أنك ستبقين إلى جانبي ، لكن يجب أن أعتمد على نفسي، مع ذلك سنبقى معا دائما و أبدا أيتها الساذجة"

قهقهت بخفه عندما سمعتها تضحك بصوت عالي ثم قالت

"أعلم جيدا ذلك حتى لو طلبت مني أن اتركك سوف اقتلك قبل ان تفكري بذلك" بتهديد و صوت غاضب مصطنع

ضحكنا بصوت عالي ثم أكملت

" اه صحيح ، سمعت أن هناك أستاذا جديدا أصبح محط أنظار الفتيات ، حتى أصبحن يلاحقنه في كل مكان" بأبتسامه خبيثه

" أستاذ جديد هذا غريب"

" لا أعلم لقد سمعت أن اليوم أول يوم له و أصبح مشهور لكن لا أحد يعلم ما هو تخصصه.... هيا أيتها الكسولة سوف نتأخر على المحاضرة"

أمسكت بيدي و بدأنا نجري في ذلك الممر المزدحم بالطالب ، الذين كانوا ينظرون إلينا بسبب ضحكاتنا العالية ، وصلنا الى قاعة المحاضرة و كان الطلاب قد اخذوا أماكنهم بلفعل يتحدثون حتى حضور الأستاذ هاري

كنا نتحدث أنا و لينيا حتى أوقفنا ذلك الصوت العميق الجهوري و العالي ترافقه رائحة مسكره و كأنها أدمان

" الجميع اجلسوا"

أرتفعت شهقات الدهشه من الجميع و سرعان ما عمت الهمسات ، حتى سمعوا ذلك الصوت المخيف يأتي مره اخرى

"سكوت"

نظرت إلى ذلك الأستاذ...يبدو أنه هو من يتحدث عنه الجميع ، عيناه شديدة السواد كليله مظلمه يضل فيها الكثيرون ، طويل القامة و شعره قاتم السواد تتمرد بعض الخصلات على جبينه يضيف الى ملامحه الحادة مثل السيف غموض لا يفك يحيطه ، يرتدي ذلك القميص الأسود رافعا أكمامه لتبرز تلك الأذرع مع بنطال أسود اللون يضع يده في جيب بنطاله

أزحت نظري عنه و ألتفت إلى تلك الجالسة بجابني ، شعرت بها تضربني بخفه على كتفي بينما كانت تحدق بذلك الأستاذ و عيناها متسعتان ، ألتفتت عندما سمعت صوته

" حسنا لن اتأخر عليك في هذه الكلمة الغبيه ، أعلم أن هناك من لا يتوقع الكثير من ماده العلوم التطبيقية و ربما البعض يأتي بدافع الفضول "

زفر ببطىء ثم أكمل

"لكنني أعدكم أن ما ستكتشفونه في هذه القاعة لن يكون عاديا أبدا ... أسمي الدكتور رويل ، و يمكنكم أعتبار هذه المادة مدخلا لعالم مختلف تماما عما أعتدتم عليه" بصوت حاد و جاد

عم الهدوء القاعة بعد حديثه ، لم يعد يسمع سوى أنفاس المضطربة التي كانت تكسر الصمت بثقلها ، لكن ذلك الصمت كسر تماما حين فتح باب القاعة ، و دخل منه شخص يرتدي سترة بيضاء و بنطالا أزرق ، كان شعره البني المجعد ينسدل بعشوائية و عيناه العسليتان تتجولان في المكان بثقه لافتة ثم تكلم

" أعتذر أستاذ ، أنا طالب جديد و لم أكن أعلم في إي قاعة تعقد هذه المحاضرة لذا اعتذر عن التأخير"

عادت الهمسات تنتشر في أرجاء القاعة تتحدث عن ذلك الفتى و جاذبيته ، نظر الأستاذ و أمومأ له بالجلوس ، توجه ذلك الطالب و جلس بجانبي تبادلنا النظرات و ارتسمت على وجوهنا ابتسامة صغيره

شعرت بيد تقرص يدي ، ألتفت رأيت لينيا تبتسم بخبث تجاهلتها و ألتفت

"سكوت...و هذا تحذير لكم جميعا أنا لا أتساهل مع أي شخص يتأخر عن محاضرتي ، و من يتأخر فلن يسمح له بالدخول أبدا ،هل هذا واضح ؟ "

أنهى حديثه بصرامه ، انتقل بهدوء لبدأ تلك المحاضرة بسؤال

" كيف يفكر الحاسوب؟ ذلك الجهاز الذي يراه البعض مجرد أداة للمساعدة أو وسيله لحل مشاكلهم السطحية ، لكن نحن المبرمجين نراه بشكل مختلف تماما فهل نعرف كيف يفكر الحاسوب ؟ و هل نفهم كيف يعمل الذكاء الاصطناعي ؟ اظن أن هذا السؤال تافه عند البعض لأنكم في السنه الأخيرة لذلك أريد أجابه ذكيه"

بدأ بعض الطلاب في محاولة الإجابة على ذلك السؤال و كانت إجاباتهم جيدة لكنها لم تكن مرضية له ، في جهة أخرى كانت بعض من الطالبات يقدمن إجابات عشوائية لا رغبة للفهم بل فقط للفت انتباهه ، و قد بدت على ملامحه علامات الغضب و كان واضحا من تلك نبرته و النظرات الحادة

قاطعت تلك الطالبة التي كانت تتحدث بإجابات سطحية و سخيفة تم قلت بنبرة خافتة لكن حادة

" بالنسبة للحاسوب عالمه يتكون من لغة الالة الصفر و الواحد لا احتمالات و لا مشاعر ، نحن نراه كأداة لكنه في الحقيقة انعكاس دقيق لمن يبرمجه

ففكرة الذكاء فيه ليس ذكاء حقيقيا ، بل محاكة ذكية لفعل الإنسان

الذكاء الاصطناعي لا يبدع من العدم بل يبحث في كم هائل من المعلومات و يتعلم منها ، هو لا يفكر لكنه يقلد التفكير ببراعة تجعلنا نصدق أنه ذكي

لعل ما يرعب أكثر، أنه كلما زاد ذكاؤه أصبح مرآة أوضح لعقل الأنسان نفسه لماذا وضعت لغات البرمجة أذن ؟ "

سمعته يتكلم لكن قد خفت قليلا تلك النبرة الغاضبة و قال

" لكن بنسبة للبعض هذه أجابه مملة "

تنفست بضجر ثم قلت

" لكن ذلك لا ينطبق علينا جميعا ، نحن المبرمجون هذا عملنا نحن الان من علينا تطوير هذا الذكاء و جعله أعظم في المستقبل "

تأملني بصمت لثواني بدت كأنها دهر بسبب التوتر الذي يحيط بي ، ثم قال

" ما هو أسمك "

صمت قليلا قبل أن أجاوب و قلت بنبرة ثقة

" أدعى إيليورا "

همهم قليلا ثم أنتقل الى موضوع أخر وعند انتهاء المحاضرة قبل أن يقف و تجتمع الطالبات حوله

" بما أنه لم يبقى القليل عن تخرجكم سوف تستغلون كل وقتكم للعمل على مشروع تخرجكم و هذا يحتاج الى جهد و وقت ، و سوف يكون على شكل أفرقة و كل فريق مكون من ثلاثة طلاب "

أنهى كلامه و خرج متجاهلا الفتيات ، و قفنا أنا و لينيا نتسأل في من سيكون الطالب الثالث معنا ، أوقف حديثنا ذلك الطاب الجديد و قال

" عذرا على مقاطعتكما لكنني بحاجة الى فريق ... هل يمكنني الانضمام إليكما؟" بصوت فيه بعض الغرور

نظرت الى لينيا التي بدورها التفتت الي بعيناها الخضراء و هي تصلح غرتها بأطراف اصابعها ، في النهاية كنا بحاجة الى شخص ثالث و لم يكن من السهل العثور على احد لذا وافقنا ، و اتفقنا أنننا سنلتقي بعد ساعه لترتيب كل شيء ثم ذهب ، التفت الى لينيا التي كانت تقول

" إيليورا ، يا فتاة ! هل اليوم هو يوم حظ ؟ المعلم و الطالب أصبحا محط أنظار الجامعة في يوم واحد ، أعتقد أن كلاهما يتنافسان من أجمل" بنبرة من الدهشة و المرح

"على الأقل الآن لما لم تستطيعي التركيز طوال المحاضرة ، وسيم في المقدمة و وسيم في الخلف أنت محاصرة لينيا " بسخريه

" تشه أنا لست محاصرة ، بل انت يا عزيزتي" بخبث واضح في صوتها

" أنا !؟ بل أنقذي نفسك أولا ، تأكلينهما بنظراتك تلك أنت تقعين بسهولة أيتها الحمقاء ، صدقيني أنا اعرفك "

ما إن أنهيت جملتي حتى أتسعت عيناها و ملامحها تحولت الى تهديد لطيف

" إيليورا !"

صرخت و هي تشير بإصبعها نحوي

"أقسم إن أمسكت بك سأجعلك عبرة لكل من تجرؤ على السخرية من ملكة الجمال ! "

ضحكت بأعلى صوت ، و بدأت أركض فورا متفادية الطلاب و المارة

الجديد

Comments

🖤アニメの女の子💜

🖤アニメの女の子💜

حبيت القصه جدا على فكرة كملي ♥️☺️

2025-08-10

1

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon